ملخص
ترد أوكرانيا التي تواجه هجوماً روسياً منذ فبراير (شباط) 2022، من خلال مهاجمة مواقع الطاقة الروسية عبر الحدود.
أمرت أوكرانيا الخميس بإجلاء إلزامي للأطفال وذويهم من مدن وبلدات في منطقة دونيتسك في شرق البلاد، حيث تشتد المعارك مع روسيا.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن القصف الروسي يتركز الآن على دونيتسك، التي أعلن الكرملين ضمها في 2022، على رغم عدم سيطرته الكاملة عليها.
وقال حاكم دونيتسك فاديم فيلاشكين عبر وسائل التواصل الاجتماعي "هذا قرار مهم يهدف في المقام الأول إلى إنقاذ أرواح أطفالنا. الوضع الأمني في المنطقة يتدهور باستمرار، وكثافة القصف تتزايد".
وأدرجت ضمن هذا القرار مدينة ليمان التي سيطرت عليها القوات الروسية لفترة وجيزة قبل استعادتها إضافة إلى عدة بلدات قرب خط الجبهة، بينها قرية بروغريس.
تدمير زورق روسي
دمرت القوات الأوكرانية في وقت مبكر الخميس زورقاً روسياً على ساحل شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بحسب ما أفادت الاستخبارات العسكرية في كييف.
وأظهرت لقطات نشرتها الاستخبارات العسكرية ما يبدو أنها مسيرة تقترب بسرعة من زورق على مسطح مائي قبل أن يتوقف التصوير.
وقالت الاستخبارات العسكرية في بيان إن "وحدة خاصة من الإدارة التاسعة للاستخبارات العسكرية نجحت في ضرب زورق روسي يستخدم لشن غارات كان موجوداً قبالة ساحل القرم المحتلة بشكل موقت".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحددت الاستخبارات الزورق على أنه إما "ساتورن" أو "بروتوس"، موضحة أن الهجوم وقع في بحيرة بانسكي الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لشبه جزيرة القرم المتاخمة للبحر الأسود.
ووجهت البحرية الأوكرانية سلسلة من الضربات الناجحة للأسطول الروسي في البحر الأسود، على رغم تعرض قوات كييف لانتكاسات تمثلت في خسارة مناطق جديدة.
ويشكل غرق السفن مصدر حرج لموسكو التي اضطرت إلى نقل قواربها من قاعدتها البحرية التاريخية في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم إلى ميناء نفورسيسك شرقاً.
تسليح أعداء الغرب
قال الكرملين اليوم الخميس إنه سيتكون هناك بالتأكيد عواقب على الدول الغربية التي تزود أوكرانيا بأسلحة تضرب بها الأراضي الروسية بشكل مباشر، بعد أن قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه يدرس تسليح أعداء الغرب رداً على ذلك.
وقال بوتين لكبار رؤساء تحرير وكالات الأنباء العالمية في سان بطرسبرغ أمس الأربعاء، إن روسيا تفكر في تزويد خصوم دول غربية في أنحاء العالم بأسلحة متقدمة بعيدة المدى ذات طبيعة مماثلة لتلك التي يقدمها الغرب لأوكرانيا.
وخص بوتين بالذكر الصواريخ بعيدة المدى التي تحصل عليها أوكرانيا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولمح إلى أنه قد يتحرك لتسليح القوات التي تحارب مصالح تلك الدول في الخارج.
وأضاف "نفكر في أنه إذا كان هناك من يعتقد أنه يستطيع توريد مثل هذه الأسلحة إلى منطقة حرب من أجل ضرب أراضينا وخلق مشكلات لنا، إذاً فلماذا لا يكون لدينا الحق في توريد أسلحة من الفئة ذاتها لمناطق من العالم ستشن ضربات على منشآت حساسة تابعة لتلك الدول التي تفعل ذلك بروسيا؟".
واستطرد قائلاً "بالتالي الرد قد يكون متماثلاً. سنفكر في هذا الأمر".
وزادت تصريحات بوتين من احتمالات تزويد موسكو جماعات تقف ضد المصالح الأميركية والبريطانية بصواريخ بعيدة المدى في مناطق تشهد توتراً مثل الشرق الأوسط.
ورداً على سؤال اليوم الخميس عما إذا كان الكرملين سيحدد الدول أو المناطق التي قد تزودها روسيا بأسلحة بهذه الطريقة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بالطبع لا. الرئيس قال بالضبط ما يريد أن يقوله، وهذا تصريح مهم للغاية وشفاف للغاية، تقديم أسلحة لإطلاقها علينا لا يمكن أن يمر من دون عواقب، وهذه العواقب آتية لا محالة".
وقالت مصادر لـ"رويترز" الشهر الماضي إن الرئيس الأميركي جو بايدن سمح لكييف بإطلاق بعض الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة على أهداف عسكرية داخل روسيا. ولا تزال واشنطن تحظر على كييف ضرب روسيا باستخدام منظومة صواريخ "أي تي أي سي أم أس"، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وغيرها من الأسلحة طويلة المدى التي توفرها الولايات المتحدة.
وتحدث دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، والرئيس السابق الذي برز كواحد من أكثر الداعمين لمواقف الكرملين، اليوم الخميس، بالتفصيل عما تفكر فيه موسكو، قائلاً إن كلمات بوتين تمثل "تغييراً مهماً للغاية" في السياسة الخارجية الروسية.
وأضاف ميدفيديف عبر قناته الرسمية على "تيليغرام"، "دعوا الولايات المتحدة وحلفاءها يشعرون الآن بالاستخدام المباشر للأسلحة الروسية من أطراف ثالثة. لم يتم ذكر أسماء هؤلاء الأشخاص أو المناطق عمداً، لكن يمكن أن يكونوا أي شخص يعتبر بيندوستان (كلمة روسية مهينة للولايات المتحدة) ورفاقها أعداء".
وأردف أنه "بغض النظر عن معتقداتهم السياسية والاعتراف الدولي بهم. عدوهم هو الولايات المتحدة، لذا فهم أصدقاؤنا".
وتحدث عن احتراق ما سماها "منشآت حساسة" تابعة للولايات المتحدة وحلفائها بعد أن ضربتها صواريخ روسية أطلقتها "أطراف ثالثة".
بايدن يوضح
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن الأسلحة الأميركية لن تستخدم لمهاجمة موسكو بعد أن سمح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا، مستخدمة أسلحة زودها إياها الغرب.
رداً على الهجوم الروسي في شمال شرقي أوكرانيا، سمحت الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى لكييف باستخدام أسلحة قدمها الغرب لضرب الأراضي الروسية.
وقال بايدن لشبكة "أي بي سي نيوز" في مقابلة بثت الخميس، إن هذه الأسلحة "يُسمح باستخدامها بالقرب من الحدود عندما يتم استخدامها على الجانب الآخر من الحدود لمهاجمة أهداف محددة في أوكرانيا".
وأضاف "لا نسمح بضربات على مسافة 200 ميل داخل روسيا ولا نسمح بضربات على موسكو أو الكرملين".
وقال مسؤولون أميركيون الأسبوع الماضي إن واشنطن رفعت جزئياً قيودها لتمكين أوكرانيا من الدفاع عن منطقة خاركيف الشرقية المتاخمة لروسيا.
وعزا المسؤولون تبدل الموقف الأميركي إلى القصف الروسي اليومي لخاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا.
وقالت ألمانيا أيضاً إنها سمحت لأوكرانيا باستخدام أسلحة قدمتها برلين ضد أهداف في روسيا.
وأوضح بايدن أن الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة كانت مخصصة للقصف "عبر الحدود (من) حيث يتعرضون لقصف كثيف بالأسلحة التقليدية التي يستخدمها الروس للتوغل في أوكرانيا وقتل أوكرانيين".
وكان الرئيس يتحدث في فرنسا حيث يحضر الاحتفالات في الذكرى الـ80 لإنزال النورماندي.
حريق بمصفاة نفط روسية
أدى هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية إلى اندلاع حريق في مصفاة لتكرير النفط في جنوب روسيا، مما أجبرها على وقف عملياتها، وفق ما أفاد به حاكم إقليمي روسي صباح الخميس، مضيفاً أنه لم تقع إصابات.
وهرع عشرات من رجال الطوارئ لإخماد النيران في مصفاة نوفوشاختينسك في منطقة روستوف أون دون، وفق الحاكم فاسيلي غولوبيف.
وكتب غولوبيف على "تليغرام" إنه "بعد غارة بطائرة مسيرة، اندلع حريق في مصفاة نوفوشاختينسك". وأضاف أن "العمل توقف بسبب الهجمات المتكررة، إذ سحب العاملون إلى مسافة آمنة".
وأوضح لاحقاً أنه "تم تحديد موقع" الحريق في مساحة تبلغ نحو 100 متر مربع، ولم يبلغ عن مقتل أو إصابة أحد.
وتعتبر مصفاة نوفوشاختينسك في منطقة روستوف أون دون إحدى أهم مصافي النفط في جنوب روسيا، لكن موقعها على بعد 10 كيلومترات من الحدود الأوكرانية يجعلها دائماً عرضة لهجمات أوكرانية.
وتوجه ممثلون عن وزارة حالات الطوارئ الروسية ومكتب الطوارئ الإقليمي إلى موقع الحريق، بحسب غولوبيف.
تدمير خزان نفط
وقال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود إن غارة أخرى بطائرة مسيرة دمرت خلال الليل خزان نفط في ستاري أوسكول، شمال الحدود الأوكرانية. وأضاف أنه تم "إطفاء الحريق بسرعة" من دون تسجيل إصابات.
وترد أوكرانيا التي تواجه هجوماً روسياً منذ فبراير (شباط) 2022، من خلال مهاجمة مواقع الطاقة الروسية عبر الحدود.
إسقاط مسيرات
في المقابل، قال الجيش الأوكراني اليوم الخميس إن القوات الجوية تمكنت من إسقاط 17 طائرة مسيرة من أصل 18 من طراز "شاهد" أطلقتها روسيا على أربع مناطق في هجوم خلال الليل.
وقال حاكم منطقة خملنيتسكى إن الهجوم الروسي تسبب في اندلاع حريق في منشأة للبنية التحتية، حيث تم إسقاط طائرة مسيرة. ولم تبلغ السلطات المحلية عن سقوط مصابين وعملت فرق طوارئ على إخماد الحريق صباح اليوم الخميس.
وأسقط الجيش الأوكراني ثماني طائرات مسيرة فوق منطقة ميكولايف في جنوب البلاد دون ورود تقارير عن أضرار من الحاكم المحلي. كما أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية طائرات مسيرة حلقت فوق منطقتي زابوريجيا وخيرسون.
وأضاف الجيش أن القوات الروسية استخدمت أيضاً صاروخين باليستيين من طراز "إسكندر-إم" لمهاجمة منطقة دنيبروبيتروفسك. ولم ترد بعد تفاصيل عن أضرار من الهجوم الصاروخي.