ملخص
سجلات طبية ونتائج فحوصات قد تكون فقدت، وخدمات غير طارئة علقت حتى إشعار آخر بعد هجوم قراصنة روس على مستشفيات بريطانية
علمت "اندبندنت" من مصادر مطلعة أن تبعات الهجوم الذي طاول مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس) ستتطلب أشهراً طويلة لمعالجتها فيما أوقف إجراء فحوصات فيروس نقص المناعة البشرية وسرطان عنق الرحم، وعاد الموظفون للعمل على الورق.
وتعرضت مستشفيات لندن الكبرى يوم الاثنين لهجوم فدية من قبل قراصنة روس، مما أدى إلى اختراق أنظمة تكنولوجيا المعلومات المسؤولة عن الإبلاغ عن اختبارات المرضى.
وتوفر شركة "سينوفيس" Synnovis، وهي مورد الخدمات المستهدف، أنظمة تستخدمها المختبرات فضلاً عن مستشفيات "كينغز كوليدج" و"غايز" و"سانت توماس" التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، إضافة إلى عيادات طبية في ست مناطق لندنية هي بروملي وساوثورك ولامبث وبيكسلي وغرينيتش ولويزهام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما لم تفصح هيئة "أن أتش أس" عن كامل التفاصيل المتعلقة بالخطط البديلة التي تعمل بها، فإن مصادر رفيعة في المستشفى وصفت الوضع بالـ"كارثة"، إذ يضطر الموظفون إلى تسجيل نتائج فحوصات المرضى على الورق ونقل نتائج فحوصات الطوارئ والإفادة عنها يدوياً.
كما أُرغمت المستشفيات على إلغاء أو تأجيل العمليات والإجراءات غير الطارئة، وطُلب من أطباء الصحة العامة يوم الإثنين أن يلغوا كل فحوصات الدم غير العاجلة.
وحذرت عدة مصادرة رفيعة في هيئة "أن أتش أس" من أن التعافي الكامل من هذا الهجوم قد يتطلب أشهراً.
وقال مسؤول تنفيذي في أحد المستشفيات "أطلعنا الموظفين بأن الأمر سيستغرق أسابيع وربما أشهراً".
وأضاف "يعمل الجميع الآن على إيجاد حلول لكن هناك مواضيع تتعلق بسلامة المرضى. ونضطر لأخذ المجالات ذات الأولوية في الاعتبار من أجل تجهيز الفحوصات لبعض الحالات والمرضى المعينين. كل شيء ورقي وهذا يزيد الخطر طبعاً".
وأوضح مسؤول طبي آخر رفيع أن حل المشكلة قد يتطلب أشهراً فيما تحتاج الخدمات "ذات الأولوية" إلى أسابيع للعودة إلى العمل. وأضاف أنه ما عاد بالإمكان إجراء فحوصات فيروس نقص المناعة البشرية الروتينية وتلك التي أجريت في أقسام الطوارئ فُقدت.
يوم الأربعاء، وجهت عيادات الطب العام في بروملي رسالة للمرضى جاء فيها "طاول الهجوم كل خدماتنا المتعلقة بتشخيص الأمراض، بما فيها خدمات سحب الدم وفحص عنق الرحم".
وأضافت الرسالة "طلبت ’سينوفيس‘ من المرضى تأجيل (فحوصات) الدم غير العاجلة حتى إشعار آخر وطلبت من موفري خدمات سحب الدم أن يلغوا كل المواعيد غير الطارئة. وهذا يعني بأن رابطة عيادات الصحة العامة في بروملي سوف تلغي كل مواعيد سحب الدم غير الضرورية حتى إشعار آخر بسبب عدم توافر إمكانية معالجة العينات وإعادتها في الوقت الحالي".
ويوم الأربعاء، صرح ناطق باسم "أن أتش أس إنجلترا لندن" بقوله "للأسف، تأجلت بعض العمليات الجراحية والإجراءات التي تعتمد بشكل كبير على خدمات التشخيص فيما تُعطى الأولوية لفحوصات الدم في أشد الحالات الطارئة، ما يعني أن بعض المرضى أُلغيت مواعيدهم لسحب عينات الدم".
وقال كيران مارتن، الرئيس السابق لمركز الأمن القومي السيبراني، صباح الأربعاء، لبرنامج "توداي" (اليوم) Today على إذاعة "بي بي سي الرابعة" إن الهجوم صدر عن جماعة إجرامية سيبرانية روسية تُدعى "كيلين" Qilin.
ووُصف الهجوم بأنه من نوع "هجوم الفدية" الذي يعني أن المجرمين يطالبون بالمال لإلغاء الخطر عن النظام.
وتعليقاً على الحادث، قال البروفسور جون كلارك، أستاذ أمن الحاسوب والمعلومات في جامعة شيفيلد، "لكن من غير الواضح كيف جرى اختراق نظام ’سينوفيس‘ بالتحديد في المقام الأول. ومن الضروري جداً فهم طبيعة الاختراق لأنه فيما عدا ذلك، بعد ’تحرير‘ النظام، يُمكن للمهاجمين بكل بساطة أن يدخلوه مجدداً - مع أن محاولات من هذا النوع ستكون قيد المراقبة الشديدة".
وأضاف "إن سلامة المرضى هي أمر بالغ الأهمية ودقة النتائج هو أمرٌ حيوي، لذلك من الضروري التأكيد على أنه ما لم تُعرف طبيعة الحدث الذي أصاب النظام، فلا يمكن ضمان دقة أي من البيانات المحفوظة. وقد لا يكون ممكناً التأكد من احتمال حصول تلاعب بالمعلومات المخزنة في النظام من عدمه، وعليه قد يتوجب إعادة إجراء الفحوصات وإعادة حفظ النتائج".
© The Independent