Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الأميركي ينفي استخدام الرصيف "الموقت" في تحرير الرهائن من غزة

"حماس" تؤكد مقتل مختطفين آخرين وجهات فلسطينية تتحدث عن سقوط عشرات القتلى أثناء الهجوم على النصيرات

ملخص

أثار خبر استعادة إسرائيل أربع رهائن من قطاع غزة السبت ردود فعل متناقضة على طرفي النزاع، ففي حين رحبت القيادات الإسرائيلية متوعدة بمزيد من العمليات المماثلة هددت حركة "حماس" بأن العدد الأكبر من المخطوفين ما زال في حوزتها وأنها قادرة على زيادته.

أعلن الجيش الأميركي مساء أمس السبت أنه استأنف إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة عبر الرصيف الموقت الذي بنته الولايات المتحدة على ساحل القطاع وتضرر بسبب عاصفة في نهاية مايو (أيار) الماضي.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان على منصة "إكس" إنها بدأت السبت نحو الساعة 10.30 بالتوقيت المحلي (07.30 ت غ) "إيصال المساعدات الإنسانية إلى شواطئ غزة. واليوم (السبت)، تم إيصال ما مجموعه نحو 492 طناً من المساعدات الإنسانية الأساسية لشعب غزة"، مضيفة "لم يطأ أي عسكري أميركي الشاطئ في غزة".

وفي بيان ثان قالت "سنتكوم" إن "مرفق الرصيف الإنساني، بما في ذلك معداته وأفراده، لم يتم استخدامهم في عمليات إنقاذ الرهائن في غزة. لقد استخدم الإسرائيليون المنطقة الواقعة جنوب المرفق لإعادة الرهائن بأمان إلى إسرائيل. وأي ادعاء بخلاف ذلك هو زائف. أنشئ الرصيف الموقت على ساحل غزة لغرض واحد محدد، وهو المساعدة في نقل المساعدات الإضافية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة".

والجمعة أعلن الجيش الأميركي أنه أعاد الرصيف العائم المخصص لإدخال المساعدات إلى شاطئ غزة، بعد تعرض هيكله لأضرار بسبب عاصفة وإصلاحه في ميناء إسرائيلي قريب.

وقالت سنتكوم في بيان إنها "نجحت في إعادة الرصيف الموقت إلى غزة، ما يتيح الاستمرار في إيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد حاجة سكان غزة إليها".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن تحرير أربع رهائن كانوا محتجزين منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في عملية بالنصيرات في وسط القطاع السبت، وسط ترحيب من الرئيس الأميركي جو بايدن وتأكيد منه على متابعة العمل حتى تحرير كل الرهائن، بينما وردت أنباء نفتها واشنطن، عن استخدام الرصيف الموقت لنقل المساعدات في عملية التحرير تلك.

من جهتها ردت حركة "حماس" بالقول إنه لا يزال لديها العدد الأكبر من الرهائن وأنها قادرة على زيادته وأن قرابة 210 أشخاص قتلوا خلال عملية تحرير الرهائن، في حين قال أبو عبيدة المتحدث باسم "كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة حماس، إن بعض الرهائن قتلوا خلال العملية في مخيم النصيرات للاجئين والمناطق المجاورة له.

"الجهاد" واتفاق التبادل

إلا أن محمد الهندي، نائب أمين حركة "الجهاد الإسلامي" قال لتلفزيون الأقصى السبت إن الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات لن يؤثر على اتفاق التبادل بين إسرائيل والفلسطينيين لأن "المقاومة" تتمسك بشروطها.

وقال "عملية الاحتلال في النصيرات لن توثر على صفقة التبادل، فلا تبادل دون تحقيق شروط المقاومة". وأضاف أن "عملية النصيرات موضعية، والعدو يبالغ في وصفها... وستتبدد آثارها سريعاً أمام الفشل المستمر منذ ثمانية شهور".

من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أن القوات الإسرائيلية أثبتت أن "إسرائيل لا تستسلم للإرهاب، وتتحرك بصورة مبتكرة وبشجاعة لا تعرف حدوداً لإعادة رهائننا إلى ديارهم".

وفي حين أفادت الشرطة الإسرائيلية عن مقتل أحد عناصرها خلال العملية، تابع نتنياهو "لن نتوقف قبل أن ننجز المهمة ونعيد كل رهائننا إلى ديارهم، الأحياء منهم والقتلى".

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فدعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي عقب "المجزرة الدموية" التي ارتكبتها إسرائيل بمخيم النصيرات، بحسب ما جاء في وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

بيان أدرعي

وكان المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أفاد في وقت سابق السبت عبر منصة "إكس" بأنه "تم صباح السبتتحرير أربعة مختطفين إسرائيليين" هم نوعا أرغماني (26 سنة) وألموغ مئير (22 سنة) وأندري كوزلوف (27 سنة) وشلومي زيف (41 سنة).

وأشار أدرعي إلى أن هؤلاء خطفتهم حركة "حماس" خلال حضورهم مهرجان "نوفا" الموسيقي، مؤكداً أنهم "بخير". وأكد الجيش في بيان أن الرهائن جرت "إغاثتهم" في موقعين مختلفين بالنصيرات، مشيراً إلى أنهم نقلوا إلى المستشفى و"حالتهم الصحية جيدة".

غالانت يشيد

ومن جهته أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالعملية قائلاً إن القوات الخاصة عملت تحت نيران كثيفة وفي بيئة حضرية معقدة عندما أنقذت الرهائن الأربع من يد "حماس" في غزة. وأضاف غالانت في بيان صادر عن مكتبه أن "هذه واحدة من أهم العمليات البطولية والاستثنائية التي شهدتها على مدار 47 عاماً من الخدمة في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية".

ولم يتضح على الفور ما إذا كان إنقاذ الرهائن والهجوم الإسرائيلي المميت جزءاً من نفس العملية، لكنهما حدثا في النصيرات التي شهدت معارك وقصفاً في كثير من الأحيان خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل و"حماس".

وأسفر هجوم "حماس" عن مقتل نحو 1200 شخص وفقاً للسلطات الإسرائيلية، وأدى القصف والغزو الإسرائيلي اللاحق لقطاع غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 36801 فلسطيني وفقاً لأحدث إحصاء من وزارة الصحة في القطاع، والذي صدر السبت.

واقتاد المسلحون الفلسطينيون نحو 250 رهينة إلى غزة في السابع من أكتوبر، ويتبقى الآن 116 رهينة في غزة وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية من بينهم 40 في الأقل أعلنت السلطات الإسرائيلية وفاتهم.

وبثت القناة 12 الإسرائيلية لقطات تظهر أرغماني لدى لقائها والدها وهي تبتسم وتعانقه. وكان مقطع فيديو لاختطافها قد انتشر بعد وقت قصير من نقل مسلحي "حماس" لها إلى غزة في السابع من أكتوبر.

كارثة النصيرات

وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق السبت إنه يستهدف البنية التحتية لمسلحين في النصيرات، ومن غير المعتاد أن يصدر الجيش الإسرائيلي بيانات عن عملياته التي لا تزال جارية.

وتعرض النصيرات وهو مخيم تاريخي للاجئين الفلسطينيين إلى قصف إسرائيلي مكثف خلال الحرب، كما دار قتال عنيف في مناطقه الشرقية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الهجمات الإسرائيلية على النصيرات أدت إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم نساء وأطفال، ولم تذكر الوزارة عدد القتلى من المقاتلين.

وذكرت وزارة الصحة أن أعداداً كبيرة من القتلى والمصابين ما زالت تصل إلى مستشفى "شهداء الأقصى" معظمهم من النساء والأطفال، وأضافت عبر صفحتها على "فيسبوك"، "عشرات المصابين يفترشون الأرض وتحاول الطواقم الطبية إنقاذهم بما يتوافر لديها من إمكانات طبية بسيطة".

وحذرت الوزارة من أن مستشفى شهداء الأقصى "يواجه نقصاً في الأدوية والمستهلكات الطبية والوقود إضافة إلى توقف المولد الكهربائي الرئيس".

وقدر مسؤول بالوزارة عدد القتلى بأكثر من 50 قائلاً إن فرق الطوارئ تحاول نقل القتلى والجرحى إلى مستشفى في مدينة دير البلح القريبة، لكن عديداً من الجثث لا تزال متناثرة في الشوارع، بما في ذلك حول منطقة تضم سوقاً.

وقال سكان إن مخيم النصيرات تعرض إلى ضربات مكثفة بالطائرات المسيرة وغارات جوية إسرائيلية، وأضافوا أن من بين القتلى نساء وأطفال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الموقف الإسرائيلي

وفي المقابل ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري أن عملية الإنقاذ نفذت وسط إطلاق للنار في قلب حي سكني، قال إن "حماس" تخفي فيه محتجزين بين المدنيين تحت حراسة مسلحة.

وأضاف هاغاري في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الإسرائيلي أن جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح خطرة، وقال هاغاري إن القوات الإسرائيلية ردت على إطلاق النيران، بما شمل تنفيذ غارات جوية.

كولومبيا توقف تصدير الفحم

من جهة أخرى، اعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو السبت أن بلاده ستوقف صادراتها من الفحم إلى إسرائيل مع استمرار الحرب في غزة.

وكتب بيترو، وهو أول رئيس يساري لكولومبيا، على منصة إكس، "سنوقف صادراتنا من الفحم إلى إسرائيل إلى أن توقف الإبادة".

وكان بيترو أعلن في مايو (أيار) الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإسرائيل معتبراً أن حكومة نتنياهو "ترتكب إبادة" بحق الفلسطينيين. كذلك، أوقف عمليات شراء الأسلحة الإسرائيلية الصنع، علماً أن الدولة العبرية تشكل أحد أبرز مصادر التسليح لقوات الامن الكولومبية.

وأورد مرسوم أصدرته وزارة التجارة والصناعة الكولومبية أن وقف تصدير الفحم سيسري "حتى الاحترام التام للتدابير الموقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية في إطار عملية تطبيق اتفاق منع جريمة الابادة والمعاقبة عليها في قطاع غزة".

وأوضحت الحكومة الكولومبية أن الاجراء سينفذ بعد خمسة أيام من نشره في الجريدة الرسمية، ولن يشمل السلع التي سبق أن حصلت على إذن بتصديرها.

منظمة التعاون الاقتصادي

وإلى ذلك دعت منظمة التعاون الاقتصادي التي تضم ثماني دول نامية معظمها إسلامية السبت كل الدول إلى الضغط على إسرائيل لإرغامها على احترام القانون الدولي، وطالبت بأن تصبح فلسطين عضواً في الأمم المتحدة.

وخلال اجتماع في اسطنبول طالب وزراء خارجية مجموعة الثماني، بنغلاديش ومصر وإندونيسيا وإيران وماليزيا ونيجيريا وباكستان وتركيا، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ودعوا "كل الدول" إلى ممارسة "كل الضغوط الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والقانونية" على إسرائيل لهذه الغاية.

ودعا الوزراء الولايات المتحدة تحديداً إلى رفع "الفيتو" عن "الانضمام الكامل لفلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة إلى الأمم المتحدة"، وذلك في بيان نشر في ختام اجتماعهم الذي نظم بمبادرة من وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

ودعت مجموعة الدول النامية الثماني كل الدول إلى ضمان "امتثال إسرائيل الكامل" لقرارات محكمة العدل الدولية و"وضع حد فوري لهجومها العسكري، والانسحاب من رفح و’ضمان‘ المرور الآمن" للمساعدة الإنسانية.

ووجهت دعوة إلى "المساهمة" و"الانضمام إلى الإجراءات القانونية الجارية" أمام هيئات العدالة الدولية ضد إسرائيل بسبب "انتهاكاتها الجسيمة للقانون الإنساني الدولي"، على حساب الفلسطينيين.

وطالبت الدول الثماني أيضاً بوقف إمدادات الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، والتي يستخدمها "جيشها والمستوطنون لقتل فلسطينيين وتدمير منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم ومساجدهم وكنائسهم وكل ممتلكاتهم".

وطالبت أيضاً بالقيام بكل شيء "لحماية المدنيين الفلسطينيين" تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، و"رفض ’أي‘ محاولة تهجير قسري" لهم.

ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك فوراً لمصلحة حل الدولتين ضمن حدود عام 1967 مع دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ووجود آلية تضمن تنفيذه المستدام.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات