Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تعمد شركات الطيران إلى الحجز الزائد؟

بيع تذاكر أكثر من عدد المقاعد المتوفرة أمر منطقي طالما بوسع شركة الطيران تولي المسألة بشكل صحيح

تدرك شركات الطيران انطلاقاً من خبرتها أنه في غالبية الرحلات هناك نسبة من الركاب لا تحضر إلى المطار (أ ف ب)

ملخص

تقوم شركات الطيران بحجز الرحلات الجوية بشكل زائد للتعويض عن حالات عدم الحضور ولزيادة الإيرادات، وفي حالات حضور عدد ركاب أكبر تبحث شركات الطيران عن متطوعين لتبديل الرحلات بحوافز مثل النقود أو القسائم الشرائية

يعتبر بعض الأشخاص أن لجوء شركات الطيران إلى بيع تذاكر يتخطى عددها عدد المقاعد المتوفرة ممارسة تجارية مروعة ترقى إلى حد الاحتيال.

في الواقع لا تعمد المسارح والملاعب الرياضية إلى بيع المقعد نفسه مرتين، فكيف بوسع شركات الطيران تبرير محاولاتها لتعزيز مكاسبها على حساب المسافرين؟

في إحدى الحوادث الشهيرة، منعت ميغان ريدوت وهي إحدى المعجبات بالمغنية تايلور سويفت من الصعود على متن طائرة تعود للخطوط الجوية البريطانية British Airways المتجهة من مطار هيثرو في لندن إلى ليون الفرنسية لحضور حفلة في المدينة ضمن جولة "إيراس" Eras التي تقوم بها النجمة. ولم تسمح الخطوط الجوية البريطانية بصعودها إلى الطائرة، مما أجبرها التوجه إلى الحفلة من خلال رحلة مضنية عبر مرسيليا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولكن، عندما يتم تولي الحجوزات الفائضة بالشكل الصحيح، يبدو ذلك منطقياً.

إليكم أبرز الأسئلة والأجوبة المرتبطة بهذه المسألة.

 

لديكم 200 مقعد على الطائرة؟ تبيعون 200 تذكرة طيران. ما الخطأ في ذلك؟

تدرك شركات الطيران انطلاقاً من خبرتها أنه في غالبية الرحلات هناك نسبة من الركاب لا تحضر إلى المطار. ولهذا تلجأ إلى المراهنة أنه بإمكانها بيع تذاكر أكثر من المقاعد المتوفرة وتتوقع أن نسبة ما (بالعادة خمسة في المئة) من الركاب لن يحضروا إلى المطار بسبب حصول مكروه معين أو حدث طارئ كالمرض أو الارتباط بعمل أو ببساطة لأنهم علقوا في زحمة السير. 

في أغلب الأحيان يفلتون من المحاسبة، سبق لنا جميعاً على الأرجح أن سافرنا على متن رحلات حصل فيها إفراط في بيع التذاكر [بيع زائد لعدد التذاكر الفعلية] من دون أن ندرك ذلك، لأنه تم التنبؤ بعدد "حالات عدم الحضور" بشكل صحيح ودقيق.

من خلال بيع المقاعد نفسها مرتين، بوسع شركة الطيران تحقيق مكاسب مالية إضافية: على متن الرحلات المكتظة، غالباً ما يكون آخر الركاب الذين يحجزون تذكرة بحاجة ماسة إلى الصعود على متن الطائرة، وبالتالي يكونون مستعدين لدفع أسعار مرتفعة للغاية في مقابل الحصول على تذكرة.

وفي هذا السياق، تقول "إيزي جت" easyJet أكبر شركة طيران اقتصادي في بريطانيا: "في أي يوم من الأيام، لا يحضر عدد كبير من الركاب للحاق برحلتهم. ولهذا السبب، يشكل ملء طائراتنا بالركاب وخفض عدد المقاعد الفارغة أثناء الرحلة إحدى الطرق التي بوسعنا من خلالها خفض الكلفة التي تدفعونها في مقابل رحلتكم".

ينتج من ذلك فوائد أخرى تطاول الركاب والكوكب على حد سواء.

- بوسع الأشخاص الذين يحتاجون إلى السفر في آخر دقيقة أن يحجزوا رحلتهم حتى وإن كانت تلك الرحلة مكتملة العدد من الناحية النظرية.

- تقلع الرحلات مع عدد أقل من المقاعد الفارغة وهو أمر مفيد للكوكب وشركة الطيران.

 

ما الإجراءات في حال حضور عدد ركاب أكبر من المتاح على متن رحلة معينة؟

عندما يوجد عدد أكبر من الركاب في حالة ما، يلجأ إلى القانون والمنطق. في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا الشمالية، تلزم شركة الطيران بالبحث عن متطوعين للسفر في رحلة تقلع في وقت لاحق (أو تقلع ربما من مطار قريب على سبيل المثال من كولونيا بدلاً من دوسلدورف أو مطار نيوارك بدلاً من مطار جون أف كينيدي).

ويتوجب على شركة الطيران في تلك الحالة تقديم محفزات ومغريات في سبيل إيجاد ما يكفي من المتطوعين للتقدم وتشمل تلك العروض على سبيل المثال:

- المال (غالباً ما يتم تقديمه على شكل بطاقة دفع إلكترونية).

- قسيمة مجانية لرحلة مستقبلية، غالباً ما تكون إلى أي مكان تسير إليه شركة الطيران رحلاتها.

- عرض لترقية درجة السفر في الرحلة التالية، إضافة إلى منح حق الدخول المجاني إلى صالة رجال الأعمال.

وإذا كانت الرحلة التالية تقلع في اليوم التالي، يجب على شركة الطيران توفير فندق للمسافر (فضلاً عن كلفة النقل للوصول إليه) ووجبات طعام مجانية في مقابل وقت الانتظار الذي يستغرقونه حتى موعد الرحلة التالية.

 

كيف يمكن لشركة الطيران أن تتأكد من تقدم ما يكفي من المتطوعين؟

طبعاً من خلال عرض المال لحل المشكلة. لكل سعره. فالأشخاص الذين يحتاجون إلى السفر بشكل طارئ يدفعون ثمناً باهظاً للإقلاع فوراً في حين أن مسافرين آخرين قد لا يهمهم الأمر ويمكن "رشوتهم" لتأجيل رحلتهم مع تلقيهم وعوداً بالمال أو بتذاكر مستقبلية.

على متن طائرة الخطوط الجوية البريطانية "تايلور سويفت إكسبرس" من مطار هيثرو إلى ليون، كانت الراكبة ميغان ريدوت، التي حرمت من الصعود على متن الرحلة يائسة لبلوغ المدينة لحضور الحفلة. ولكن ما حصل هو أن معظم الركاب لم يكونوا يحملون تذاكر لحفلة سويفت وكانوا بالتالي منفتحين للحصول على مغريات مناسبة. ومن بين تلك المغريات:

- مسافر وحيد يعود لوطنه في فرنسا ويمضي يوماً إضافياً في لندن (الرحلة التالية كانت بعد 10 ساعات) في مقابل تقديم 300 جنيه استرليني (350 يورو) على سبيل المثال.

- مسافر متوجه إلى مدينة مونتيليمار في الرون التي تقع على مسافة متساوية من ليون ومرسيليا ويوافق بسرور تبديل رحلته إلى الوجهة الثانية.

- أو مسافر بريطاني متقاعد يقطن في مكان قريب ويمكنه إعادة ترتيب موعد الرحلة، كالتفاوض على سبيل المثال على رحلة طيران قادمة في وقت لاحق، والعودة للمنزل لبضع ساعات.

بحسب خبرتي في الولايات المتحدة، يتم تولي الحجز الزائد بطريقة ممتازة، مع قيام شركات الطيران برفع رهاناتها إلى حين الحصول على عدد كاف من المتطوعين. ولكن المشكلة تكمن أنه في أوروبا لا وجود لتعريف دقيق عما بوسع شركة الطيران القيام به، وبحسب ما رأيته، لا يبذلون جهداً كافياً بل يقومون عوضاً عن ذلك باختيار "ضحايا".

 

وقعت ضد إرادتي ضمن الذين طاولهم الحجز الزائد ويجب أن أسافر. ماذا يتعين علي فعله؟

قم بالإصرار على أن تبحث شركة الطيران عن متطوعين. وفي حال لم ينجح ذلك، أكد على حقك بالسفر في أسرع وقت ممكن إلى وجهتك.

في حال رفضت شركة الطيران صعودك إلى الطائرة للرحلة المتجهة من لندن إلى لوس أنجلوس، لا يجب أن يكون من الضروري الانتظار لست ساعات حتى يحين موعد الرحلة التالية لشركة الطيران نفسها، في حال كان لشركة أخرى رحلة تقلع في وقت أقرب. تلحظ القوانين حقك في "تغيير مسار الرحلة في أقرب وقت ممكن" تغيير المسار هو مصطلح غير دقيق، ويراد منه أن يشير إلى حقك بالطيران في أسرع وقت ممكن ويكون ذلك عادة باعتماد المسار نفسه.

أنصحك بأن تلجأ إلى الابتكار، فإذا حجزت رحلة إلى مدينة ريفية فرنسية أو ألمانية، يجب أن تعلم أن مطارات شارل دي غول في باريس وليون وفرانكفورت وبرلين تملك محطات قطارات فائقة السرعة تم إنشاؤها ضمن المطار نفسه. وبالتالي يمكن القيام برحلة لندن - ليون عبر اعتلاء طائرة إلى باريس واستكمال الرحلة بالقطار من هناك.

ويحق لك أيضاً الحصول على مبلغ يتراوح بين 220 جنيه استرليني (281 دولار) و520 جنيه استرليني (665 دولاراً) بحسب طول الرحلة. يجب أن يتم الدفع نقداً، على رغم أنه بوسع شركة الطيران أن تعرض عليك قسيمة مجانية (يجب أن تتخطى قيمتها التعويض النقدي حتماً) لإبرام اتفاق معك.

 

أصرت شركة الطيران على عدم وجود وقت كاف لاختيار متطوعين، ماذا أفعل؟

هذا أمر غير منطقي وعليهم النظر إلى الممارسة الجيدة التي تحصل في الولايات المتحدة، فغالباً ما يعتمد على إقناع المسافرين قبل الإقلاع وبهذا تعد شركة الطيران لائحة بالأشخاص المستعدين لمغادرة الطائرة إذا كان السعر المعروض مناسباً. كنت أجلس على متن طائرة قبيل إقلاعها من سياتل إلى سينسيناتي (في ولاية أوهايو) عندما صدر نداء قبل 10 دقائق من المغادرة يسأل عن متطوع ما ليسافر في وقت لاحق في مقابل الحصول على 300 دولار (235 جنيهاً استرلينياً). قرعت على زر طلب الخدمة لقبول العرض وغادرت الطائرة.

في أوقات الذروة، وتحديداً الجمعة والأحد بعد الظهر ومساء، تبدأ الرهانات بالتزايد بشكل ملحوظ ويمكن أن تتحول المشكلة بالنسبة إلى شركة الطيران في قبول عدد كبير من الركاب ممن يرغبون في النزول من الطائرة في مقابل الحصول على أضعاف سعر التذكرة الذي دفعوه.

 

أليس هنالك من طريقة أفضل لتولي هذا الأمر؟

قد تعمد بعض شركات الطيران، وبالأخص خطوط فيولينغ الجوية Vueling إلى تقديم مغريات للمسافرين سلفاً للسفر في رحلة بديلة. ولكن الأمر لا يشبه البيع المفرط، بل هو ببساطة يسمح لشركة الطيران بنقل الركاب الذين يدفعون أقل إلى رحلات جوية أقل كلفة وشعبية وبيع أماكنهم بأسعار أعلى بكثير.

 

كيف بوسعي تجنب حرماني من الصعود على متن الطائرة؟

أنصحك بالحجز مع بعض شركات الطيران القليلة التي لا تعمد إلى البيع المفرط كخطوط "راين إير" Rayanair و"جت 2" Jet2. ولكن على رغم ذلك، قد تبرز بعض الحالات النادرة حيث يتطلب تغيير الطائرة عدم السماح لبعض الركاب من الصعود على متنها.  وهنا أيضاً، كما هو الحال مع أية حالة "واقعية" للحجز الزائد، يجب على شركة الطيران البحث عن متطوعين.

 

هل من أحد في مأمن من الحجز المفرط؟

ما من ضمانات لذلك. تعتبر تذكرة الطائرة مجرد تعبير عن رغبة شركة الطيران في نقلك من الموقع (أ) إلى الموقع (ب)، وبوسع خيار شركة الطيران أن يقع على أية ضحية.

ولكن تنص القواعد التنظيمية في المملكة المتحدة وأوروبا على ما يلي: "تلتزم شركات النقل الجوي العاملة إعطاء الأولوية لنقل الأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة وأي أشخاص أو كلاب خدمة معتمدة ترافقهم، وكذلك الأطفال غير المصحوبين".

وتجدر الإشارة إلى أن المسافرين الذين سبق أن سجلوا أمتعتهم يكونون في خانة الأكثر أماناً، لأن عملية استرجاع الأمتعة يمكن أن تضيف مزيداً من الصعوبة والتأخير.

 

هل ينفع الحجز سلفاً؟

لا، لأن ميغان ريدوت، إحدى معجبات تايلور سويفت في حفلة ليون، حجزت مقعدها قبل 11 شهراً. في هذا الصدد، قد يعمد أحد المتهكمين إلى القول إن ذلك الأمر جعلها هدفاً للحرمان من الصعود على متن الطائرة. فهي دفعت مبلغاً قدره 91 جنيهاً استرلينياً (116 دولاراً)، في مقابل رحلة كان من الممكن أن تبيعها الخطوط الجوية البريطانية بمئات الجنيهات الاسترلينية.

 

ماذا عن تسجيل الوصول قبل وقت طويل من الإقلاع؟

يبدو أن احتمالات حرمانك من الصعود على متن رحلة عليها حجز زائد لطيران "إيزي جت" تكون أقل بكثير في حال منحك مقعداً محدداً من خلال عملية تسجيل الوصول عبر الإنترنت. يمكن القيام بذلك قبل مدة قد تصل إلى الشهر مسبقاً.

 

هل هنالك قطاعات سفر أخرى يحصل فيها حجز زائد؟

تعمد بعض الفنادق إلى البيع المفرط بشكل روتيني، فعادة ما يكون في جعبة المدير بعض الغرف الاحتياطية في فندق آخر، إذ يمكن نقل النزلاء الزائدين في سيارة أجرة على حساب الفندق ومنحهم بعض النقود أو عشاء مجاني بمثابة اعتذار عن الازعاج.

 

ماذا عن الرحلات براً وبالقطار؟

أصبحت رحلات القطار بين المدن عرضة لبعض الحجوزات الزائدة - خصوصاً بالنسبة إلى مشغلي "الوصول المفتوح" [مشغل يتحمل الأخطار التجارية الكاملة ويعمل على البنية التحتية المملوكة لطرف ثالث] مثل "لومو" Lumo. فيما تعتبر شركة السكك الحديدية بين لندن وإدنبره ماهرة للغاية في بيع تذاكر قطاراتها، إلا أنني لم أسافر قط في قطار لا يحتوي على عدد قليل من المقاعد الفارغة التي تمثل إيرادات غير محققة، والأمر نفسه ينطبق على مشغلي حافلات المسافات الطويلة.

تتمتع سكك الحديد الكورية بسياسة رائعة في ما يتعلق بالحجز الزائد على قطاراتها التي تربط بين المدن، فعندما تباع جميع المقاعد، يباع عدد معين من التذاكر من دون مقاعد (أي للسفر وقوفاً) بنصف السعر تقريباً. وإذا لم يحضر أحد الركاب إلى مقعده، يمكن للركاب الواقفين عندئذ أن يشغلوا تلك المقاعد.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات