Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السبب وراء انتهاء زمن التباهي بالعلاقات العاطفية عبر الإنترنت

دعك من "الإعلان الرسمي" عن شريكك الرومانسي الجديد عبر حسابك على "إنستغرام"، فالأمر كله اليوم مرتبط بما يسمى "عدم الإعلان"، والحفاظ على علاقتك بعيداً من الإنترنت وإبقائها سرية قدر الإمكان

لا لاختلاس المشاهدة: الظاهرة الجديدة المثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي هي عدم إظهار شريكك الجديد على الإطلاق (أيستوك)

ملخص

هناك اتجاه متزايد لتجنب إعلان العلاقات الرومانسية الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويعزى هذا التحول إلى الرغبة في الخصوصية وتقليل الضغط، وتجنب أحكام وتوقعات الأطراف الخارجية

لفترة من الوقت لم يكن بإمكانك قضاء دقيقتين على الإنترنت من دون رؤية شخص ما يقوم بـ"إعلان رسمي"، ولم يكن ذلك للترويج لمنتج أو مشروع جديد، بل لنشر صورته مع شريكه العاطفي الجديد على صفحته على "إنستغرام"، ربما مع تعليق بليغ وواضح ولا يطاق إلى حد ما، شيء مثل: "شهران مع هذا الشخص"، أو "عليك بتنبيه الصحافة!".

مثل كل ما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، الأمر مثير للغثيان بعض الشيء. هناك أيضاً: الإعلان المبدئي، وهو الشيء نفسه بالضبط باستثناء أنه بدلاً من النشر على صفحتك، فإنك تنشر في خاصية القصص [ستوري]. أو يمكنك ببساطة مشاركة صورة يد شريكك أو ظهره بدلاً من وجهه.

بغض النظر عما إذا كنت أعلنت عبر الأسلوب الرسمي أو المبدئي، فإن كليهما كان مؤشراً على الصيحة المتغطرسة نفسها التي جعلت الناس يشعرون بأنهم مجبرون على "إعلان" علاقتهم الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي. وبطبيعة الحال، يحمل هذا بعض المزايا للمشاهير، أو المؤثرين ممن يتابعهم ملايين. ولكن هذه المزايا أقل بكثير للأشخاص العاديين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، فعلنا ذلك جميعاً، بما فيهم أنا. كان هناك نوع من الشعور بالفخر في ذلك، وكأنني حققت إنجازاً مجتمعياً بالغ الأهمية: الحصول على شريك. وكانت الصدقية تتزايد مع كل إعجاب وتعليق، ومعظمهم كانوا من الغرباء، لأنه بالطبع، بحلول الوقت الذي تنشر فيه عن شريكك على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الاحتمال الأكبر أن أصدقائك وعائلتك صاروا يعرفون كل شيء عنه بالفعل.

لكن شيئاً ما تغير الآن. يختار مزيد من الأشخاص التخلي بشكل تام عن الإعلان الرسمي أو المبدئي، على رغم نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف موقع "ماشابل" Mashable هذا بـ"عدم الإعلان". تقول جاس، 31 سنة، من لندن: "أنا في علاقة طويلة ولم أشارك صورة لشريكي على الإطلاق"، كما أنها لا تنوي القيام بذلك في المستقبل. وتضيف: "أفضل الاحتفاظ بالأمر لأنفسنا في الوقت الحالي، هذا يجعل الأمر يبدو أكثر واقعية".

وتشارك كيلي*، 21 سنة، الشعور نفسه، إذ إنها في علاقة منذ أكثر من عام دون أن تشارك أي شيء عن شريكها عبر الإنترنت. تقول كيلي: "لقد أصبح الظهور علناً على وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة أمر جلل، لذلك نشعر أن عدم القيام بذلك يقلل من الضغط على علاقتنا". وتوضح: "ما من أحد يتوقع منا أي شيء، نحن فقط نسير مع التيار، ومن الجيد أن نعرف أن الناس لا يفكرون أو يتحدثون عنا". كما أن ذلك يحميك من الأحكام، وبصراحة فإن كثيراً منا يطلق الأحكام عندما يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، تضيف كيلي: "ليس هناك أشخاص يحاولون التدخل في علاقتنا أو إثارة الأمور عمداً لأنه ليس هناك من يعتقد أنه يعرف كل شيء عن علاقتنا، ما لنا يبقى لنا".

ويأتي هذا الرفض على رغم موجة النشاط عبر الإنترنت التي تعقب الإعلان الرسمي: العطلات سوية، والاحتفالات بالذكرى السنوية، وربما، في النهاية، إعلان الخطوبة. ليس مستهجناً أن توثق مسار علاقاتنا بدقة في صفحاتنا على مواقع التواصل.

باعتباري شخصاً يرى باستمرار عبر "إنستغرام" إعلانات الخطوبة والحمل واحتفالات بأعياد ميلاد الشركاء، أستطيع بالتأكيد أن أرى جاذبية الابتعاد من كل ذلك، واتخاذ الخيار غير المتوقع على رغم أنه أصبح شائعاً بشكل متزايد، وهو وضع الخصوصية في المرتبة الأولى في حياتي الرومانسية. يشعر أصدقائي بشعور مماثل: إحدى صديقاتي التي وصفت نفسها سابقاً بأنها "نشطة على الإنترنت بطريقة مزمنة" بدأت الآن فقط في نشر صور لصديقها بعد ثلاث سنوات من المواعدة، وأوضحت لي: "كنت بحاجة إلى الاحتفاظ بشيء لنفسي فقط"، في إشارة إلى علاقة سابقة شاركت عنها كثيراً.

إن الإفراط في المشاركة [عبر الإنترنت] هو أثر جانبي أو تداعي غير مباشر وغير مريح لثقافة وسائل التواصل الاجتماعي، كذلك هو الحال مع التوقع بأن نتصرف وكأننا جميعاً نجوم في برنامج الواقع الخاص بنا، لكن هناك عواقب واضحة للأمر عندما يتعلق بعلاقاتنا. هناك الضغط الذي ذكرته كيلي، ولكن هناك أيضاً العنصر الأدائي، في النهاية لمن تنشر صور شريك حياتك؟ ألا يعرف شريكك بالفعل مدى حبك وعشقك له؟ لماذا تشعر بالحاجة إلى إخبار مجموعة من الغرباء على الإنترنت بذلك؟

يمكن أن يتحول الأمر بسهولة إلى هوس غير صحي أيضاً، وقد يثير القلق في شأن التفاعل مع المنشورات المتعلقة بك وبشريكك، مما يدفعك إلى استخلاص نتائج من أشياء لا معنى لها بالواقع: "لم يعجب هذا الصديق بهذا المنشور الخاص بنا نحن الاثنين، هل يعني هذا أنهم لا يدعمون العلاقة؟ وهكذا، ثم كما هو الحال مع كل ما نشاركه عبر الإنترنت، هنالك إرغام على تقديم صورة مثالية عنك وعن شريكك، صورة لن تعكس الواقع أبداً، لأن هذا أساساً غير واقعي.

هذه المشاركة هي نقيضة الرومانسية بجميع الطرق تقريباً، وبصراحة لقد استخلصت كثيراً من النتائج حولها مع شركائي السابقين في الماضي، وركزت اهتمامي على سبب عدم مشاركتهم صوري بعد أشهر من ارتباطنا معاً، ونتيجة لذلك وجهت إليهم اتهامات بالخيانة. كل هذا غير صحي، ولا يفضي إلى علاقة حب. وكلما كبرت في السن، أصبح هذا الأمر غريزياً أكثر.

الخصوصية هي امتياز، وعندما أبدأ في علاقتي المقبلة، سأعطي الأولوية للعلاقة.

* تم تغيير أسماء الأشخاص

© The Independent

المزيد من منوعات