أسعار النفط ترتفع وسط تفاؤل حيال الطلب

ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء وسط توقعات متفائلة من إدارة معلومات الطاقة الأميركية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في شأن زيادة الطلب، ودعم من بيانات أظهرت انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.

وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 50 سنتاً، بما يعادل 0.6 في المئة، إلى 82.42 دولار للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لـ "خام غرب تكساس الوسيط الأميركي" 62 سنتاً، أو 0.8 في المئة، لتبلغ 78.52 دولار.
ورفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 إلى 1.10 مليون برميل يومياً من التقدير السابق البالغ 900 ألف برميل، في حين أبقت "أوبك" على توقعاتها لعام 2024 لنمو قوي نسبياً في الطلب العالمي على الخام، وعزت ذلك لتوقعات خاصة بالسفر والسياحة خلال النصف الثاني من العام.
وتراجعت الأسعار أكثر من اثنين في المئة الأسبوع الماضي بعد أن قالت "أوبك" وحلفاؤها إنهم سيقلصون تدريجاً خفوض الإنتاج اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية

في غضون ذلك قال محللو "إيه إن زد" في مذكرة إن أسعار النفط الخام ارتفعت مع إبقاء "أوبك" على توقعاتها لنمو الطلب، مضيفين أن "الطلب على النفط سيكون مدفوعاً على الأرجح بالصين والاقتصادات الناشئة الأخرى".

في غضون ذلك انخفضت مخزونات النفط الخام الأميركية 2.428 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السابع من يونيو (حزيران) الجاري، وفقاً لمصادر في السوق نقلاً عن أرقام "معهد البترول الأميركي"، وكان الانخفاض أكبر مما توقعه محللون استطلعت "رويترز" آراءهم.
في الأثناء يترقب المستثمرون أيضاً تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين الذي سيصدر اليوم، وإعلان مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في شأن السياسة النقدية في وقت لاحق اليوم أيضاً.

نفط سيبلغ ذروته بحلول عام 2029

في غضون ذلك قالت وكالة الطاقة الدولية اليوم الأربعاء إن الطلب العالمي على النفط سيبلغ ذروته بحلول عام 2029 ثم يبدأ الانكماش من العام التالي، في حين من المتوقع أن يفوق المعروض الطلب بصورة كبيرة بحلول نهاية العقد.
وتتوقع الوكالة، ومقرها باريس، وفقاً لتقريرها السنوي للنفط، أن يصل المعروض إلى ما يقارب 114 مليون برميل يومياً بحلول عام 2030، أي بزيادة مقدارها 8 ملايين برميل يومياً عن الطلب المتوقع.
 

فائض كبير في إمدادات النفط خلال العقد الحالي

وتعليقاً على ذلك قال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول إن "التوقعات تظهر في هذا التقرير الذي يستند إلى أحدث البيانات المتاحة، فائضاً كبيراً في إمدادات النفط خلال العقد الحالي، مما يشير إلى أنه حري بشركات النفط التأكد من مواكبة إستراتيجياتها وخطط أعمالها للتغييرات الجارية".
وذكرت الوكالة أن نمو الطلب على النفط سيصل إلى ذروته ويستقر عند 105.6 مليون برميل يومياً بحلول عام 2029، ثم سيبدأ في التراجع قليلاً عام 2030 بسبب تزايد استخدام السيارات الكهربائية وتحسن الكفاءة والتوجه نحو توليد الطاقة بعيداً من مصادر الوقود الأحفوري.
وخفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط عام 2024 بمقدار 100 ألف برميل يومياً إلى 960 ألف برميل يومياً، مشيرة إلى تباطؤ الاستهلاك في الدول المتقدمة، فيما تتوقع أن يؤدي فتور النمو الاقتصادي والتحول نحو الطاقة الخضراء إلى نمو الطلب بمقدار مليون برميل يومياً عام 2025.
وتأتي التوقعات بعد أيام من إشارة مجموعة "أوبك+" المؤلفة من كبار منتجي النفط الخام إلى أن أعضاءها سيبدأون تقليص خفوض الإنتاج هذا الخريف، والتي نفذت في محاولة لدعم الأسعار في مواجهة مخاوف من ضعف الطلب العالمي.

الدول الآسيوية

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن الدول الآسيوية سريعة النمو مثل الصين، إلى جانب قطاعي الطيران والبتروكيماويات، ستظل تسهم في زيادة الطلب على النفط الذي بلغ 102 مليون برميل يومياً عام 2023.
لكن التحول نحو السيارات الكهربائية إلى جانب المكاسب في كفاءة استهلاك الوقود للمركبات التقليدية وتراجع استخدام النفط من قبل دول الشرق الأوسط لإنتاج الكهرباء، من شأنه أن يساعد في الحد من زيادة الطلب الإجمالي إلى نحو أربعة في المئة بحلول عام 2030.