Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة المستغلة

عندما بدأت قوات الانتداب الإنجليزي تلاحق كل ملثم طلب الثوار الفلسطينيون أن تعم "الكوفية" كل أبناء القرى والبلدات

هناك من يتعامل مع "قضية غزة" وكأنها ترند يستجلب "اللايك" (أ ف ب)

ملخص

هناك من يتعامل مع "قضية غزة" وكأنها ترند يستجلب "اللايك"، فإذا ما أشعلت وسائل التواصل قضية أخرى أو صرعة أخرى توقف التعاطف الكلامي وفترت الحماسة والهمة، وكأن مأساة الغزيين موسمية وستنتهي مع وقف إطلاق النار.

مما لا شك فيه أن انخراط عدد كبير من النجوم العرب والأجانب في حملات تأييد وتضامن لغزة أسهم في نصرة قضيتها جراء ما يعانيه شعب غزة من استباحة للأرواح والممتلكات، وهذه الاستباحة من الأفظع إنسانياً في القرن الـ21، ولكن ألا يوجد بين نجوم الفن ووسائل التواصل من يستغل غزة ويريد أن يتسلق سلم الشهرة على ظهر الشعب المنكوب؟

هناك من يتعامل مع "قضية غزة" وكأنها ترند يستجلب "اللايك"، فإذا ما أشعلت وسائل التواصل قضية أخرى أو صرعة أخرى توقف التعاطف الكلامي وفترت الحماسة والهمة، وكأن مأساة الغزيين موسمية وستنتهي مع وقف إطلاق النار.

هناك نجمات ونجوم صادقون ويقرنون الأقوال بالأفعال، كمثل الأختين من أصل فلسطيني بيلا وجيجي حديد اللتين إضافة إلى مواقفهما المستمرة في تأييد القضية الفلسطينية تبرعتا بمبلغ مليون دولار لمنظمات إغاثية، ولم يقتصر الأمر على ارتداء ثوب مستوحى من "الكوفية" الفلسطينية.

واستطاعت الممثلة الإيرلندية نيكولا كوغلان جمع مليون و200 ألف دولار من 80 ألف متبرع لمصلحة "صندوق إغاثة فلسطين"، في حين لم نسمع عن حملة مماثلة لفنانين عرب.

ومن المؤسف أن الرأي العام العربي انشغل بحملة من نوع آخر، فثمة ممثلة حولت "الكوفية" من رمز إلى موضة، وبدت حركاتها أمام الكاميرا كأنها في جلسة تصوير لعلامة تجارية، وبعض الناشطين على وسائل التواصل تساءل أين كانت هذه الممثلة السورية عندما كان مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا تحت النار قبل سنوات؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد أقامت الولايات المتحدة رصيفاً بحرياً للمساعدات الإنسانية على شاطئ غزة، فما الذي يمنع أن يركب بعض النجوم سفينة يتجهون بها إلى غزة؟

إذا منعت إسرائيل أن تقترب السفينة من الشاطئ تكون رسالة التضامن مضاعفة وتزيد في إحراج إسرائيل، والتماثل بين "الكوفية" وقضية فلسطين بدأ إبان الانتداب الإنجليزي، حين استعملها الثوار لثاماً لإخفاء ملامحهم وتفادي الاعتقال، وعندما بدأت القوات الإنجليزية تلاحق كل ملثم طلب الثوار أن تعم "الكوفية" كل أبناء القرى والبلدات.

وفي ستينيات القرن الماضي اقترنت "الكوفية" بنضال الشعب الفلسطيني عندما حرص ياسر عرفات على ارتدائها خصوصاً في إطلالاته الدولية، وفي التسعينيات اشتهرت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون بـ"دبلوماسية الدبابيس"، حتى أنها أصدرت كتاباً بعنوان "اقرأ دبابيس الزينة الخاصة بي: قصص من صندوق حلي دبلوماسية".

في أحد اللقاءات مع فلاديمير بوتين وضعت دبوساً على شكل ثلاثة قرود في وضع "لا أرى لا أسمع لا أتكلم"، وعندما سألها الرئيس الروسي عن مغزى الرسالة أجابت "هذه سياستكم حيال الشيشان".

وفي لقاءاتها مع عرفات كانت تضع دبوساً على شكل نحلة تعبيراً عن الرحلات المضنية والمحادثات الصعبة، فرد عليها عرفات مرة وأهداها دبوساً على شكل فراشة، وقال الروائي الأميركي ناثانيل هاوثرن "السعادة مثل الفراشة في حال لاحقتها فلن تمسك بها، ولكن إن كنت هادئاً ستأتي وتحط على كتفك"، فعسى أن ترفرف الفراشات مجدداً في غزة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل