Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غوتيريش في قمة الأردن: "فظاعات غزة" يجب أن تتوقف

رأى أن "حل الدولتين السبيل الوحيد للمضي قدماً" وعباس يطالب بالضغط لوقف النار وتسليم المعابر إلى الحكومة الجديدة

الملك عبدالله الثاني يلقي كلمته بمؤتمر الأردن بجانب السيسي وغوتيريش (أ ف ب)

ملخص

لحق دمار هائل بجزء كبير من قطاع غزة جراء الحملة العسكرية العنيفة التي تشنها إسرائيل رداً على هجوم "حماس" فيما تحذر الأمم المتحدة منذ أشهر من أن المجاعة تهدد القطاع المحاصر

دعا القادة المشاركون في قمة حول الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة اليوم الثلاثاء إلى تيسير دخول المساعدات وبكميات أكبر إلى القطاع الذي دمرته الحرب، معربين عن دعمهم لوقف إطلاق النار الذي طرحته الولايات المتحدة.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته أمام المؤتمر أن "المجازر وأعمال القتل المرتكبة في غزة لا تضاهي لجهة سرعة وتيرتها وحجمها أية أعمال ارتكبت خلال السنوات التي قضيتها كأمين عام".

وشدد على أنه "آن أوان وقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن. يجب أن تتوقف هذه الفظاعات"، قائلاً "أرحب بمبادرة السلام التي عرض الرئيس بايدن أخيراً خطوطها العريضة، وأحث جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة والتوصل إلى اتفاق".

جنباً إلى جنب

ويمتد تنفيذ المقترح الذي عرضه بايدن على ثلاث مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بوقف إطلاق النار لستة أسابيع تنسحب خلالها إسرائيل من المناطق المأهولة وتفرج حركة "حماس" عن عدد من الرهائن.

ورأى غوتيريش أن "السبيل الوحيد للمضي قدماً يكمن في إيجاد تسوية سياسية تمهد الطريق أمام السلام المستدام على أساس حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن على أساس خطوط ما قبل عام 1967 وأن تكون القدس عاصمة للدولتين".

ويُنظم المؤتمر المنعقد في السويمة على شاطىء البحر الميت على بعد 50 كيلومتراً غرب عمان، بدعوة من العاهل الأردني والرئيس المصري والأمين العام للأمم المتحدة، في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات وبمشاركة 75 دولة.

ووصف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الحرب في غزة بأنها "وصمة عار على جبين الإنسانية"، داعياً إلى جمع 2.5 مليار دولار لتلبية حاجات سكان غزة حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وشدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي وصل إلى الأردن آتياً من إسرائيل على أنه في انتظار التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس"، ليس هناك وقت نضيعه لمساعدة سكان غزة، معلناً أن الولايات المتحدة ستقدم أكثر من 400 مليون دولار مساعدات جديدة.

من جهته، كشف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن أن بلاده ستقدم 16 مليون يورو (17.16 مليون دولار).

وقال الرئيس الإندونيسي المنتخب برابوو سوبيانتو إن بلاده مستعدة لإرسال فرق طبية ومستشفى ميداني وسفينة مستشفى إلى غزة، مردفاً أنها تستطيع إجلاء 1000 شخص ممن هم بحاجة إلى علاج طبي.

وتحول جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، وتم تهجير غالبية سكانه بسبب القتال، وتحذر الأمم المتحدة منذ أشهر من مجاعة وشيكة.

وذكر غوتيريش أن "أكثر من 50 ألف طفل في حاجة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد"، موضحاً أن "تدفق المساعدات الإنسانية الحيوية الموجهة لسكان غزة انخفض بمقدار الثلثين منذ الهجوم على معبر رفح الحدودي قبل شهر واحد".

من أجل الكلام

واتهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة باستخدام الجوع سلاح حرب، بينما تنفي تل أبيب ذلك.

وتدخل المساعدات ببطء شديد، خصوصاً بعدما باشر الجيش الإسرائيلي عملية برية في رفح مطلع مايو (أيار) الماضي، وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي الحيوي مع مصر الذي تمر عبره غالبية المساعدات.

من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن "أهل غزة لا يتطلعون إلينا من أجل الكلام المنمق والخطابات، بل إنهم يريدون إجراءات فعلية على أرض الواقع، وهم بحاجة لذلك الآن".

وأضاف أنه "يجب أن نكون مستعدين الآن لنشر عدد كافٍ من الشاحنات لتوصيل المساعدات بصورة يومية، وهناك حاجة إلى مئات الشاحنات داخل غزة ومزيد من المساعدات لضمان تدفقها المستمر على نحو فاعل عبر الطرق البرية إلى غزة، ولا يمكننا أن ننتظر أشهراً لحشد هذه الموارد، فما لدينا اليوم هو ببساطة بعيد كل البعد مما نحتاج إليه".

وأكد أن "الأردن سيواصل أيضاً عمليات الإنزال الجوي، وسينظر في إمكان استخدام طائرات عمودية ثقيلة لتأمين المساعدات على المدى القصير، بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار".

وخلص إلى أنه "لا يمكننا أن نتخلى عن غزة، إذ يجب أن تكون أولوية الجميع. التاريخ سيحكم علينا من خلال أفعالنا. إنه اختبار لإنسانيتنا وإخلاصنا".

من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "تبقى مسؤولية مجلس الأمن وأطراف المجتمع الدولي كافة كبيرة في الضغط على إسرائيل من أجل فتح جميع المعابر البرية وتسليمها إلى الحكومة الفلسطينية الجديدة".

وأضاف أن "فوق كل ذلك وقبله، لا بد من مواصلة بذل الجهود لوقف إطلاق النار بصورة فورية ودائمة وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة لفتح المجال أمام قيام دولة فلسطين وتسلّمها مهماتها كاملة".

ولحق دمار هائل بجزء كبير من قطاع غزة جراء الحملة العسكرية العنيفة التي تشنها إسرائيل رداً على هجوم "حماس"، فيما نزحت غالبية السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة مرات عدة بسبب المعارك المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أشهر، وتحذر الأمم المتحدة منذ أشهر من مجاعة وشيكة فيما يعاني سكان القطاع انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وطالب القادة المشاركون في "المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة" اليوم الثلاثاء بسرعة إدخال المساعدات إلى القطاع، وإلزام إسرائيل بعدم وضع العراقيل أمام ذلك، مع ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير في شأن وقف إطلاق النار.

ويستضيف الأردن مؤتمراً دولياً للاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة الذي دخلت الحرب فيه بين إسرائيل و"حماس" شهرها التاسع من دون أفق للحل، إذ يعقد المؤتمر بتنظيم مشترك من الأمم المتحدة والأردن ومصر وبدعوة من الملك عبدالله الثاني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس عبدالفتاح السيسي.

انتظار وقف إطلاق النار

من جانبه قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن عملية إيصال المساعدات الإنسانية لغزة لا يمكن أن تنتظر وقف إطلاق النار أو أن تخضع لأجندة سياسية.

"سلاح الجوع"

بدوره دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الدول إلى إلزام إسرائيل بالتوقف عن استخدام الجوع كسلاح وإزالة العراقيل أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 

 

وجاء في كلمة للسيسي مطالبته "بإلزام إسرائيل بإنهاء حال الحصار والتوقف عن استخدام سلاح التجويع في عقاب أبناء القطاع، وإلزامها بإزالة العراقيل كافة أمام النفاذ الفوري والمستدام والكافي للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة من المعابر كافة، وتأمين الظروف اللازمة لتسليم وتوزيع هذه المساعدات إلى أبناء القطاع في مختلف مناطقه".

الضغط على إسرائيل

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فأكد أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتحملان مسؤولية الضغط على إسرائيل لفتح جميع المعابر البرية المؤدية إلى قطاع غزة.

وقال، "تبقى مسؤولية مجلس الأمن وأطراف المجتمع الدولي كافة كبيرة في الضغط على إسرائيل من أجل فتح جميع المعابر البرية لقطاع غزة، وتسليمها للحكومة الجديدة لإدخال جميع المواد الإغاثية والطبية ومستلزمات وتجهيزات الإيواء".

وأضاف، "فوق كل ذلك وقبله فلا بد من مواصلة بذل الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، لفتح المجال لقيام دولة فلسطين وتسلمها مهماتها كاملة".

مقترح بايدن

إلى ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف المعنية بالصراع الدائر بين إسرائيل وحركة "حماس" إلى التوصل إلى اتفاق في شأن خطة اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال غوتيريش في كلمة خلال المؤتمر بعد يوم من تأييد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الإثنين للخطة المقترحة، "أرحب بمبادرة السلام التي اقترحها الرئيس بايدن في الآونة الأخيرة، وأحث جميع الأطراف على اغتنام هذه الفرصة والتوصل إلى اتفاق".

ووصف الظروف في غزة بأنها مؤسفة، قائلاً إن "الوتيرة السريعة للموت والقتل وحجمهما هناك هما الأسوأ بالنسبة إليه منذ توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة عام 2017".

مشاركة واسعة

ويشارك في المؤتمر الذي يعقد في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات على شاطئ البحر الميت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يقوم بجولة في المنطقة للترويج لوقف لإطلاق النار في غزة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث وقادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية بهدف "تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة"، بحسب بيان الديوان الملكي الأردني.

ولحق دمار هائل بجزء كبير من قطاع غزة جراء الحملة العسكرية العنيفة التي تشنها إسرائيل رداً على هجوم "حماس" فيما نزحت غالبية السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بسبب المعارك المتواصلة منذ أكثر من 8 أشهر. وتحذر الأمم المتحدة منذ أشهر من أن المجاعة تهدد القطاع المحاصر.

وتدخل المساعدات ببطء شديد، خصوصاً بعدما باشر الجيش الإسرائيلي عملية برية بمدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة في مطلع مايو (أيار) وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي الحيوي مع مصر الذي تمر عبره غالبية المساعدات.

وبحسب برنامج المؤتمر الذي وزعته وزارة الخارجية الأردنية تعقد خلال الجلسة الصباحية "3 مجموعات عمل" ستركز نقاشاتها على سبل "توفير المساعدات الإنسانية لغزة بما يتناسب مع الاحتياجات" وسبل "تجاوز التحديات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين" و"أولويات التعافي المبكر".

 

 

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية إن المؤتمر سيناقش "الاستعدادات للتعافي المبكر والسعي للحصول على التزامات باستجابة جماعية ومنسقة لمعالجة الوضع الإنساني في غزة".

وأوضح البيان أن "الهدف الأساس لهذا الاجتماع الرفيع المستوى هو التوصل إلى توافق في الآراء حول التدابير العملية لتلبية الاحتياجات الفورية على أرض الواقع".

ويختتم المؤتمر أعماله بمؤتمر صحافي مشترك بمشاركة وزيري خارجية الأردن ومصر.

ويبحث بلينكن في جولته الثامنة إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب في الحلول التي تسمح بإعادة فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، إضافة إلى مسعى التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار.

وأسفر هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل 1194 شخصاً داخل إسرائيل، غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخلال هذا الهجوم احتجز المهاجمون 251 رهينة ما زال 116 منهم محتجزين في غزة بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت حتى الآن إلى مقتل ما لا يقل عن 37 ألفاً و 124 شخصاً في غزة معظمهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.

المزيد من الأخبار