ملخص
تستخدم في إنتاج هذه الحقائب غالية الثمن أنواع جلود مثل سمك القرش والجاموس والتمساح التي تعتبر الأكثر كلفة حتى إن دار "هيرمس" اقتنت ثلاث مزارع للتماسيح لتوفر ما يلزم من الجلود لطلبياتها.
تسعى المرأة إلى التميز في إطلالتها من خلال أكسسوارات وتفاصيل معينة أبرزها الحقيبة، فتبحث عادةً عن تصميمات فريدة منها تجدها أحياناً في ماركات عالمية تصل أسعار الحقائب لديها إلى عشرات آلاف الدولارات، وقد تكون موجودة بكثرة في الأسواق بنسخ مقلدة يجد كثير صعوبة في تمييزها عن تلك الأصلية، فما السر وراء تسعيرة هذه الحقائب الفاخرة التي تجد عاشقاتها صعوبة في مقاومتها على رغم بساطتها أحياناً؟
الحقيبة الأغلى ثمناً
تشتهر نحو 20 علامة بأسعار حقائبها المرتفعة لكن هذا لا يمنعها من اجتذاب من هن مستعدات لدفع أي ثمن في مقابل الحصول على حقيبة معينة، لكن تبقى "هيرمس" دار الأزياء التي تملك الحقيبة الأغلى ثمناً من دون منازع. وتوضح متخصصة الموضة عليا المنلا في حديثها مع "اندبندنت عربية"، أنه قد يبدو سعر حقيبة ما باهظاً وغير مبرر بالنسبة إلى كثير لكن في الواقع ثمة ما يبرر هذه الأسعار التي تضعها دور الأزياء، نظراً إلى تفاصيل عدة تميز تصاميمها.
في الوقت نفسه، سمح الإقبال العالمي على هذه الحقائب بتمادي دور الأزياء في الأسعار التي تضعها مع ازدياد الطلب عليها من قبل عاشقاتها، وتراوح أسعار كل من حقيبتي "كيلي" و"بيركن" اللتين تعتبران الأشهر لدى دار "هيرمس" ما بين 11500 و150 ألف دولار أميركي. وقد يصل سعرها أحياناً إلى نصف مليون دولار في المزادات.
وبصورة خاصة، تشتهر السيدات الصينيات بعشقهن لهذه العلامة وحقائبها، وبررت إحداهن هذا الشغف بأن "لكل حقيبة للدار تاريخاً وقصة، مما يجعل أية تسعيرة لها مبررة وقد تدفع أي ثمن لاقتنائها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قد ترتبط هذه الحقائب بشخصية ممثلة مثل غريس كيلي التي أصدرت الدار حقيبة "كيلي" تكريماً لها، وجاين بيركن التي تحمل حقيبة "بيركن" اسمها، وهي من العناصر التي تجعل الحقائب أغلى ثمناً في دور الأزياء، وعندها يتحول شراء حقائب من هذا النوع إلى ما يشبه البورصة أو الاستثمار الرابح لمن يقتنيها، من جهة أخرى للدار تاريخ يمتد على مدار ستة أجيال.
وتوضح المنلا أن من يعمل على أية حقيبة في الدار يستمر بذلك من أولى مراحل التصنيع إلى آخرها وهي من العوامل التي تبرر ارتفاع أسعارها، لذا لا يتوقف العامل عن العمل إلى حين إنجاز الحقيبة بالكامل بنفسه. ويستمر تدريب العامل من عامين إلى 10 أعوام حتى يصبح مؤهلاً لإنجاز حقيبة بنفسه، وهي عملية تدريب طويلة في الخياطة.
هذا، وتستمر عملية خياطة الحقيبة الواحدة بين 18 و48 ساعة باليد بما أن جميع الحقائب مصنوعة يدوياً مما يزيد أسعارها أيضاً فالعمل اليدوي والحرفية أكثر كلفة دوماً.
مواد أكثر كلفة
تستخدم في إنتاج هذه الحقائب غالية الثمن أنواع جلود مثل سمك القرش والجاموس والتمساح التي تعتبر الأكثر كلفة حتى إن دار إحدى العلامات الكبرى اقتنت ثلاث مزارع للتماسيح لتوفر ما يلزم من الجلود لطلبياتها، وإن كان ذلك يضع الدار في مواجهة مع جمعيات الرفق بالحيوان الرافضة لاستخدام الجلود الطبيعية.
تتميز مثل هذه الحقائب الأغلى ثمناً بما في إنجازها من حرفية في الخياطة وبالجلود الفاخرة والمواد المعتمدة فيها، وهي عناصر تبرر أسعارها الأغلى ثمناً في العالم بالنسبة إلى الخبراء وتجعلها أكثر تميزاً. يضاف إلى ذلك أن وراء إنجازها أجيالاً توارثت الحرفية وذلك له ثمنه أيضاً بالنسبة إلى دور الأزياء التي تعتبر أن أسعار ابتكاراتها الفاخرة مبررة تلقائياً نظراً إلى تاريخها العريق.
من جهة أخرى، ليست الجودة في المواد المستخدمة والحرفية في إنجازها فقط ما يفسر الطلب الهائل على حقائب بأسعار خيالية، إذ تتحول الرغبة في اقتنائها إلى هوس لكثيرات بل وضعت هذه الدور إستراتيجيات تسويقية تجعل الحقائب وابتكاراتها عامة بمثابة هاجس للسيدات. وكأن فكرة اقتنائها تتحول إلى حلم بالنسبة إليهن. ففي دور الأزياء الراقية لا يمكن لأية سيدة أن تدخل في أي وقت كان لتشتري حقيبة ترغب بها، فمن الضروري أخذ موعد سابق قبل التوجه إلى هذه المتاجر، مع لائحة انتظار طويلة لأشهر إذا أعطيت الموافقة على الطلب لأنه من الممكن أن يرفض أيضاً الطلب لشراء حقيبة مرات عدة.
كما توضح المنلا أنه لا يسمح بشراء أكثر من حقيبتين في العام ويمكن أن تتلقى السيدة الوفية للعلامة رسالة تعلمها بإصدار حقيبة جديدة وبأنها مؤهلة لشرائها، فتكون السيدة محظوظة إن تلقت مثل هذه الرسالة وتتباهى بذلك لأنها قد تتمكن من شراء حقيبة ثالثة مثلاً من الدار. ولتكون السيدة مؤهلة لشراء حقائب الدار من المفترض بها أن تتمتع بمواصفات معينة وأن تكون قد اشترت ابتكارات عدة منها فتكون زبونة وفية للدار، لذا تسهم مثل هذه الإستراتيجيات التسويقية الذكية التي تعتمدها دور الأزياء مثلاً في تحول فكرة اقتناء ابتكاراتها إلى هاجس، وكأنه حلم صعب المنال مما يزيد من اندفاع عاشقاتها لشرائها أياً كان ثمنها.
تصنع العلامة التجارية هالة لنفسها من خلال الذكاء التسويقي كما تصنع اسمها مع مرور التاريخ لتستقطب مزيداً من عشاق الموضة، إضافة إلى بقية العوامل المرتبطة بالجودة العالية التي تبرر أسعارها. من خلال هذه العوامل مجتمعة تصنع صورة تجعلها موضع ثقة لعشاقها الذين لا يترددون بدفع أي ثمن لقاء اقتناء منتجاتها لشدة تعلقهم بها. هي عناصر أساسية تجعل الحقيبة بمثابة جوهرة ثمينة يصعب على أي كان اقتناؤها مما يبرر الأسعار الخيالية.
بين النسخة الأصلية والتقليد
قد يجد الإنسان العادي صعوبة في التمييز بين النسخة التقليد من حقيبة ما وأخرى أصلية هي الأغلى ثمناً لكن الفرق يكون واضحاً في كثير من الأحيان لعشاق دار معينة ولخبراء الموضة، ويمكن أن يميزوا النسختين على أساس تفاصيل عدة واضحة. على سبيل المثال، يختلف نوع الجلد مثلاً بين النسختين فرائحة جلد الحقيبة الأصلية تكون واضحة كونها من الجلد الطبيعي، بينما يظهر في رائحة النسخة المقلدة شيء من المواد الكيماوية المستخدمة فيها إضافة إلى جودة الجلد وملمسه اللذين يختلفان أيضاً ويميزان الحقيبة الأصلية.
ويختلف عادةً طول المقبض وهو تفصيل يوجه نظر من يعرف جيداً النسخة الأصلية إضافة إلى شعار العلامة الذي يختلف أيضاً، إذ تستخدم دور الأزياء الكبرى طباعة خاصة فاخرة لا يمكن أن يحصل فيها تسرب في المعدن.
ومن النقاط الأساسية التي تسمح بتمييزها القفل المستخدم في الحقيبة، فقد يكون مغروزاً في الحقيبة بحسب منلا في النسخة التقليدية، بينما في النسخة الأصلية ينجز بحرفية فيبدو متداخلاً مع الحقيبة بطريقة طبيعية وتلقائية حتى إن الخياطة في النسخة الأصلية لا تكون مثالية لأنها يدوية، بعكس تلك التي تصنعها الآلات وتتشابه فيها كل غرز الخياطة، أما مسامير القاعدة فهي أيضاً من العلامات التي تميز النسختين، لأنها لا تكون بمقاس واحد في الحقيبة الأصلية بعكس النسخة المقلدة، وفي كل حقيبة أصلية علامة داخلية تشير إلى من أنجزها والعام الذي أنجزت فيه مع عدد ساعات العمل وهذا ليس متوافراً حكماً في النسخة المقلدة.
تنطبق هذه المواصفات على جميع دور الأزياء التي تطرح الحقائب الأغلى ثمناً التي لا يتردد عشاق الموضة في شرائها بأي ثمن، كما يفعل هواة جمع قطع معينة لأن لها معنى خاصاً عندهم. فتصل الأمور إلى حد الهوس إذ لا يعود للأسعار أي تأثير مهما ارتفعت.