Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك" ترد على وكالة الطاقة: الطلب على النفط باق

سيناريوهات "صفر كربون" تؤدي إلى اضطراب الأسواق

تقدر "أوبك" زيادة الطلب العالمي بمقدار 4 ملايين برميل يومياً هذا العام والعام المقبل 2025 (اندبندنت عربية)

ملخص

حذر الأمين العام لـ"أوبك" في مقالته من أن تلك السيناريوهات التي تروج لها وكالة الطاقة الدولية هي "تعليقات خطرة، خصوصاً للمستهلكين

ردت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" على التقرير السنوي لوكالة الطاقة الدولية الصادر هذا الأسبوع، الذي توقع تراكم فائض إنتاج في سوق النفط بملايين البراميل يومياً خلال سنوات.

ويستند تقرير الوكالة السنوي إلى تقدير تكرره في العامين الأخيرين بأن الطلب العالمي على النفط سيصل إلى ذروته قبل عام 2030، وذلك في إطار جهد الوكالة، التي تقدم المشورة للدول الصناعية المتقدمة في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، لترويج سيناريو "صفر كربون".

وفي مقالة للأمين العام لـ"أوبك" هيثم الغيص جدد انتقاد اعتماد بعض السيناريوهات النظرية على تصورات إنشائية لا تستند إلى البيانات والمعلومات الحقيقية عن سوق الطاقة العالمية ومستقبل الاستهلاك، وحذر مجدداً من أن تلك التوقعات غير الدقيقة والتصورات المستقبلة غير الحقيقية تشكل خطراً على أسواق الطاقة وتزيد من احتمالات اضطرابها.

كان تقرير وكالة الطاقة الدولية توقع أن تتراكم تخمة معروض نفطي في السوق تصل إلى 8 ملايين برميل يومياً، مع تراجع الطلب وزيادة الإنتاج من دول خارج منظمة "أوبك" وحلفائها في مقدمتهم الولايات المتحدة.

وقدرت الوكالة أن يؤدي ذلك إلى الضغط على أسعار النفط نزولاً، مطالبة شركات الطاقة بإعادة النظر في خططها المستقبلية.

ويستند ذلك التقدير إلى توقع الوكالة بوصول الطلب العالمي على النفط إلى ذروته قبل نهاية العقد الحالي، وأن يأخذ في التراجع بعد ذلك.

سيناريوهات ضارة

منذ العام الماضي تركز الوكالة في تقاريرها وبياناتها وتصريحات رئيسها فاتح بيرول على أن العالم يشهد عصر "بداية نهاية النفط"، إلا أن تقديرات "أوبك" وغيرها من الهيئات والمؤسسات المستقلة تقدر استمرار نمو الطلب على النفط إلى ما بعد النصف الثاني من القرن الحالي.

وحذر الأمين العام لـ"أوبك" في مقالته من أن تلك السيناريوهات التي تروج لها وكالة الطاقة الدولية هي "تعليقات خطرة، خصوصاً للمستهلكين، وستؤدي فحسب إلى مزيد من الاضطراب في سوق الطاقة على مستويات غير مسبوقة".

وضرب الغيص مثلاً بتوقعات سابقة لوكالة الطاقة بأن الطلب على البنزين وصل إلى ذروته عام 2019 وسيأخذ في التراجع، إلا أن الطلب العالمي على البنزين وصل إلى مستويات غير مسبوقة العام الماضي 2023 ومستمر في الارتفاع هذا العام أيضاً، كما قدرت الوكالة أن الطلب العالمي على الفحم وصل إلى ذروته عام 2014، إلا أن استهلاك الفحم حالياً يواصل الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بحسب تقدير "أوبك" فإن تلك السيناريوهات تركز على تقليص استخدام الوقود الأحفوري، الذي يشكل نسبة 80 في المئة من مزيج الطاقة العالمي، بدلاً من التركيز على توفير المصادر لأخرى، بالتالي تكون النتيجة تراجع الاستثمار في إنتاج النفط والغاز، من دون أن تزيد نسبة المصادر الأخرى للطاقة في المزيج العالمي، مما يعني نقص العرض بصورة عامة مع استمرار قوة الطلب.

فما زالت الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية لا تشكل أكثر من أربعة في المئة من إجمالي إمدادات الطاقة في العالم، ولا يزيد معدل انتشار السيارات الكهربائية في العالم عن نسبة ما بين اثنين وثلاثة في المئة، ذلك على رغم أن استثمار العالم 9.5 تريليون دولار في مشاريع التحول في مجال الطاقة على مدى العقدين الماضيين، ذلك فضلاً عن أن "علينا أن نتذكر أن تطوير الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية يحتاج إلى منتجات بترولية، بالتالي فالتوسع فيها في المستقبل سيزيد الطلب على النفط"، كما يقول الغيص في مقالته.

خفض الانبعاثات لا يعني نهاية النفط

على عكس الترويج لسيناريوهات كتلك التي تتبناها وكالة الطاقة الدولية، ترى "أوبك" أن الاستثمار في النفط والغاز ضروري للحفاظ على توازن معادلة العرض والطلب في سوق الطاقة العالمي وتجنب الصدمات، مع التركيز على الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة لخفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغيرات المناخية.

ويقول الغيص "نريد جميعاً خفض الانبعاثات، ولكن في الوقت نفسه نحتاج جميعاً إلى إمدادات طاقة وفيرة وموثوقة وبأسعار معقولة، لا يمكن فصل الاثنين".

فالمطلوب هو التركيز على الصورة الشاملة استناداً إلى الحقائق وليس التصورات "الخطرة"، وفي هذا السياق هناك ثلاث حقائق يذكرها الأمين العام لـ"أوبك" يتعين أن تؤخذ في الاعتبار، أولها أن النمو في الطلب العالمي في الفترة المقبلة يتركز في الدول خارج منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، مدفوعاً بزيادة السكان وتوسع الطبقة الوسطى ونمو الاقتصاد في تلك الدول.

"من الآن حتى عام 2045 يتوقع أن يزيد الطلب على النفط من الدول خارج منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي بأكثر من 25 مليون برميل يومياً، منها 10 ملايين برميل يومياً من الهند والصين وحدهما"، بحسب ما يذكر الغيص.

الحقيقة الثانية هي استمرار نمو الطلب العالمي على النفط وليس الوصول إلى ذروة الطلب كما تقول وكالة الطاقة الدولية، وتقدر "أوبك" زيادة الطلب العالمي بمقدار 4 ملايين برميل يومياً هذا العام والعام المقبل 2025، بينما يرى محللون آخرون أن تكون الزيادة بمقدار 3 ملايين برميل يومياً، حتى وكالة الطاقة ذاتها تقدر زيادة الطلب بمقدار مليوني برميل يومياً في تلك الفترة.

ثالثاً تشهد دول ومناطق كثيرة في العالم إعادة نظر في سيناريوهات "صفر كربون" غير الواقعية، و"يدفع ذلك واضعي السياسات إلى إعادة تقييم التوجه نحو مصادر الطاقة مستقبلاً، فعلى سبيل المثال في بريطانيا دعمت الحكومة أخيراً إصدار تراخيص جديدة لاستخراج النفط والغاز"، بحسب ما يذكر الأمين العام لـ"أوبك".

يذكر أن "أوبك" وغيرها تحبذ الاستثمار في تكنولوجيا التقاط الكربون وحبسه وإعادة استخدامه، وأيضاً تنقية الهواء من الانبعاثات كإحدى الوسائل لتقليل مسببات الاحتباس الحراري، من دون التخلي عن أكبر وأهم مصادر للطاقة التي تحرك الاقتصاد العالمي.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز