Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأخر علاج أكثر من 380 ألف مريض سرطان في بريطانيا منذ عام 2015

بحثت مؤسسة أبحاث السرطان في عدد المرضى الذين بدأوا علاجهم في إنجلترا بعد أكثر من 62 يوماً من إحالتهم بشكل عاجل

على رغم التحسينات الأخيرة، يعاني الموظفون من نقص عدد العاملين وقلة معدات التشخيص مثل أجهزة التصوير المقطعي المحوسب CT وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي MRI (غيتي)

ملخص

أظهرت البيانات أن عدد مراكز السرطان التي تواجه تأخيرات شديدة قد تضاعف تقريباً في عام واحد، حيث تواجه 47 في المئة منها تأخيرات أسبوعية في تقديم العلاجات مثل العلاج الكيماوي، مقارنة بـ 28 في المئة في العام السابق

بحسب بيانات حللتها "مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة" Cancer Research UK، لم يتلق أكثر من 380 ألف مريض سرطان العلاج في الوقت المحدد منذ عام 2015

وقامت المؤسسة بفحص حالات المرضى الذين انتظروا أكثر من 62 يوماً لبدء علاجهم في إنجلترا بعد إحالتهم بشكل عاجل للاشتباه في إصابتهم بالسرطان.

ولم يتحقق الهدف الرئيس للخدمات الصحية البريطانية NHS، والذي يتطلب بدء علاج 85 في المئة من مرضى السرطان في غضون 62 يوماً، منذ ديسمبر (كانون الأول) 2015.

جاء ذلك في وقت صرحت "الكلية الملكية لأطباء الأشعة" RCR بأن التأخير في رعاية مرضى السرطان أصبح "روتيناً"، حيث يعاني ما يقرب من نصف مراكز السرطان من تأخيرات أسبوعية في تقديم العلاج للمرضى.

كما أشارت الكلية إلى نقص "مذهل" بنسبة 30 في المئة في أطباء الأشعة السريرية ونقص بنسبة 15 في المئة في أطباء الأورام السريرية – وهي أرقام يتوقع أن تزداد سوءاً في السنوات القليلة المقبلة.

كما أفادت المؤسسة بأنه وعلى رغم التحسينات الأخيرة، يعاني الموظفون من نقص عدد العاملين وقلة معدات التشخيص مثل أجهزة التصوير المقطعي المحوسب CT وأجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي MRI.

وفي مارس (آذار)، تلقى 68.7 في المئة فقط من المرضى في إنجلترا علاجهم الأول للسرطان خلال فترة لا تتجاوز 62 يوماً.

وأشارت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة أبحاث السرطان، ميشيل ميتشل أن "ضمن هذه الأرقام إما شخصاً عزيزاً، أو صديقاً، أو فرداً من أفراد العائلة، يواجهون انتظاراً طويلاً قبل البدء في علاجهم، مسبباً لهم التوتر والقلق الشديد... يجب أن تكون الانتخابات العامة نقطة تحول في مكافحة مرض السرطان، حيث يعاني تقريباً واحد من بين شخصين من هذا المرض في حياته، وهو ما يؤثر في كل عائلة في المجتمع".

وأضافت: "يجب على أي حكومة جديدة في المملكة المتحدة أن تضع مكافحة الانتظار لعلاج السرطان في صدارة أولوياتها، وأن تلتزم بتحقيق جميع أهداف انتظار العلاج الخاص بمرض السرطان بحلول نهاية الفترة البرلمانية المقبلة".

وأكدت أنه "لتحقيق هذا المبتغى، ينبغي على جميع الأحزاب السياسية الالتزام بإستراتيجية طويلة الأمد ممولة بشكل كامل لدعم أبحاث السرطان في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وتحسين وإصلاح الخدمات المقدمة للمرضى في إنجلترا، من خلال تزويد نظامنا الصحي بالمعدات والكوادر الطبية الملائمة. من دون ذلك، لن يحصل مرضى السرطان على مستوى الرعاية الذي يستحقونه".

واستندت تقارير الكلية الملكية لأطباء الأشعة إلى استطلاعات استجاب لها 100 في المئة من قادة مراكز السرطان ومديري أقسام الأشعة السريرية في المملكة المتحدة.

وأظهرت البيانات أن عدد مراكز السرطان التي تواجه تأخيرات شديدة قد تضاعف تقريباً في عام واحد، حيث تواجه 47 في المئة منها تأخيرات أسبوعية في تقديم العلاجات مثل العلاج الكيماوي، مقارنة بـ 28 في المئة في العام السابق.

والحال مشابهة بالنسبة للعلاج الإشعاعي، حيث ارتفعت تقريباً نسبة التأخير الأسبوعي في العلاج بشكل ملحوظ من 22 في المئة في عام 2022 إلى 43 في المئة في عام 2023.

من جانبهم، أشار جميع مديري الأقسام السريرية تقريباً الذين شملتهم الدراسة (97 في المئة) إلى أن نقص العمالة يسبب تكدساً وتأخيرات في أماكن عملهم.

وأشارت الكلية الملكية لأطباء الأشعة إلى أن الطلب "يفوق بشكل كبير" قدرة القوى العاملة في مجال السرطان.

وسط هذه البيانات، تبين أن متوسط أعمار الأطباء الاستشاريين الذين يغادرون سوق العمل قد انخفض من 57 سنة في عام 2021 إلى 54 سنة في عام 2023. ووفقاً للكلية الملكية، ثلث الاستشاريين الذين يغادرون سوق العمل هم دون سن الـ 45 سنة.

وفقاً لرئيسة الكلية الملكية لأطباء الأشعة الدكتورة كاثرين هاليداي، "كشفت التقارير اليوم عن حقيقة صادمة، حيث إن الأزمة في قوى عمل الأشعة والأورام تعرض صحة المرضى للخطر... على رغم التفاني في تقديم أفضل رعاية ممكنة، إلا أن نقص العمالة الحاد يعترض طريقنا بشكل كبير".

وأضافت: "نحن ببساطة لا نملك عدداً كافياً من الأطباء لإدارة عدد المرضى المتزايد بشكل آمن، وهذه المشكلة ستزداد سوءاً مع استمرار الطلب المتزايد ومغادرة المزيد من الأطباء لهيئة الخدمات الصحية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هاليداي رأت أن "تحرك الحكومة الجديدة أمر ضروري، فالوقت ينفذ. لا سيما أن الأطباء يعملون تحت ضغط شديد ويشعرون بقلق عميق تجاه مرضاهم... لذا فإننا نحث الحكومة الجديدة بأن تأخذ بنصائح الأطباء وتنفيذ استراتيجية متقدمة لجذب، وتدريب، والحفاظ على الموظفين".

من جانبها، أوضحت ميريد مكماهون، مديرة السياسات في مؤسسة "ماكميلان لدعم مرضى السرطان" Macmillan Cancer Support [منظمة خيرية تقدم دعماً مالياً ومعنوياً للأشخاص المصابين بالسرطان وتعنى بتحسين حياتهم)، أن "الإحصاءات الأخيرة من جانب الكلية الملكية لأطباء الأشعة تسلط الضوء مجدداً على النقص الكبير في القوى العاملة المعنية بمكافحة السرطان... هذا النقص يلقي بظلاله السلبية على رعاية المرضى، مما يؤدي إلى تأخير في التشخيص والعلاج، ويمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى تدهور حالة الأشخاص الصحية للمصابين بالسرطان".

بدوره، قال زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين إد ديفي أن "كل يوم مهم في معركتنا ضد السرطان. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من المرضى الذين ينتظرون لفترات طويلة لبدء العلاج بعد التشخيص، وارتفاع حالات التأخير في علاج السرطان وصلت إلى أسوأ مستوياتها... لهذا السبب، يعتزم حزب الديمقراطيين الليبراليين تقديم ضمان قانوني لجميع مرضى السرطان لبدء العلاج في غضون 62 يوماً من الإحالة الطارئة".

من جهته، قال متحدث باسم حزب المحافظين الحاكم: "تتحسن معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان في المملكة المتحدة، حيث يتم تشخيص المرض في مراحل مبكرة بشكل متزايد. ومع ذلك، ندرك أن هناك جهوداً إضافية يجب بذلها... لدينا خطة واضحة لاتخاذ إجراءات جريئة، ولهذا السبب قمنا بإنشاء 160 مركزاً تشخيصياً في جميع أنحاء البلاد، حيث يتم إجراء ملايين الفحوصات والاختبارات، ونحن ملتزمون بإنشاء 50 مركزاً إضافياً لتسريع النتائج وبدء العلاج بفاعلية أكبر".

وأضاف المتحدث، "لقد سجلنا أرقاماً قياسية بالفعل في عدد الأطباء والممرضين من خلال خطتنا الطويلة المدى لقوى العمل في نظام هيئة الخدمات الصحية، لضمان توفير الكفاءات اللازمة لتشخيص وعلاج وشفاء مرضى السرطان، في الحاضر والمستقبل".

أخيراً، أكد المتحدث باسم "هيئة الخدمات الصحية في إنجلترا" NHS England أنه "من الضروري أن يتقدم الأشخاص إذا كانوا يشعرون بقلق حيال أعراض السرطان"، مشيراً إلى أن "النظام الصحي يعالج أعداداً قياسية من حالات مرضى السرطان، حيث عولج العام الماضي أشخاص يفوق عددهم عن أولئك الذين تلقوا العلاج في الفترة من 2015 إلى 2016 بنسبة 30 في المئة، وقد تلقى تقريباً ثلاثة ملايين شخص فحوصات للكشف عن السرطان في السنة الماضية".

المزيد من صحة