زيارة نادرة لبوتين إلى كوريا الشمالية تقلق البيت الأبيض

أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها" من "تعزيز العلاقات" بين روسيا وكوريا الشمالية فيما يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارتها يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، لتوقيع "وثائق مهمة".
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي "ما يقلقنا هو تعزيز العلاقة بين هذين البلدين ليس فقط بسبب تأثير ذلك على الشعب الأوكراني لأننا نعرف أن صواريخ باليستية كورية شمالية لا تزال تُستخدم في ضرب أهداف أوكرانية، بل أيضاً لأنه قد يحصل تبادل من شأنه أن يؤثر على أمن شبه الجزيرة الكورية".
وكان المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي، يوري أوشاكوف صرح في وقت سابق الإثنين، بأن "وثائق مهمة، مهمة جداً" ستوقَّع خلال زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ، متطرقاً حتى إلى "احتمال التوقيع على اتفاق شراكة استراتيجية شامل". وأضاف أن "هذه المعاهدة، إذا تم التوقيع عليها، ستكون بالطبع مشروطة بالتطور العميق للوضع الجيوسياسي في العالم وفي المنطقة وبالتغيرات النوعية التي حدثت أخيراً في علاقاتنا الثنائية" بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.
وتابع "لا تزال الأطراف تعمل على ذلك وسيتم اتخاذ قرار نهائي حول توقيعها في الساعات المقبلة".
وأكد المصدر نفسه أن بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيدليان أيضاً "بتصريحات أمام الصحافيين".

ويزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كوريا الشمالية يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وفق ما أعلن الكرملين اليوم الإثنين، في زيارة نادرة لهذه الدولة التي تعد إحدى أكثر الدول عزلة في العالم، والمتهمة بتزويد موسكو بالذخيرة لهجومها في أوكرانيا.

وعزز البلدان الخاضعان لعقوبات دولية واسعة النطاق علاقاتهما بشكل كبير منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وقال الكرملين في بيان إنه "تلبية لدعوة من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، فسيقوم فلاديمير بوتين بزيارة دولة ودية لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يومي 18 و19 يونيو (حزيران) الجاري".

ومن المقرر أن يزور الرئيس الروسي بعد ذلك فيتنام، وهي دولة شريكة أخرى لموسكو منذ الحقبة السوفياتية، في الـ 19 و20 من يونيو الجاري.

وتأتي زيارة بوتين بعد تسعة أشهر من استقبال بوتين الزعيم الكوري الشمالي في أقصى الشرق الروسي، ووفقاً للغرب فقد اعتمدت بيونغ يانغ على مخزونها الهائل من الذخائر لتزويد روسيا بكميات كبيرة لحربها في أوكرانيا، فيما اتهمت الـ "بنتاغون" موسكو الأسبوع الماضي باستخدام صواريخ باليستية كورية شمالية في أوكرانيا.

وكانت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية نقلت الأسبوع الماضي عن الزعيم كيم جونغ أون قوله في رسالة بعثها إلى بوتين، إن بلاده "رفيق سلاح لا يقهر" لروسيا.

ولمناسبة العيد الوطني لروسيا قال كيم إن اجتماعه مع بوتين في قاعدة روسية لإطلاق الصواريخ إلى الفضاء العام الماضي، أسهم في تعزيز "العلاقة الإستراتيجية التي تعود لقرن من الزمان".

ووطدت بيونغ يانغ وموسكو العلاقات الدبلوماسية والأمنية بصورة متزايدة، كما تبادلتا زيارات وفود حكومية وبرلمانية خلال الأشهر القليلة الماضية، ووفقاً لتقارير إعلامية فقد زارت مجموعة من المسؤولين الكوريين الشماليين المعنيين بالأمن العام روسيا الأسبوع الماضي.