Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤول إسرائيلي: عشرات الرهائن في غزة ما زالوا أحياء

تظاهرات ضد نتنياهو في القدس ومفوضية حقوق الإنسان: الوضع في الضفة يتدهور ومخاوف من عمليات قتل غير قانونية

فتاة فلسطينية تجلس وسط أنقاض مبنى مدمر في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ ف ب)

ملخص

لم تسفر التظاهرات شبه الأسبوعية في إسرائيل عن تغيير في المشهد السياسي بعد، ولا يزال لدى نتنياهو غالبية مستقرة في البرلمان.

فيما يشهد قطاع غزة هدوءاً نسبياً لليوم الثاني على التوالي بعد إعلان الجيش عن هدنة جزئية، صرح مفاوض إسرائيلي كبير أمس الإثنين أن عشرات الرهائن المحتجزين في غزة ما زالوا على قيد الحياة على نحو مؤكد وأن إسرائيل لا يمكنها قبول وقف الحرب حتى يتم إطلاق سراحهم كلهم في إطار اتفاق.

وتم احتجاز 251 رهينة أثناء هجوم حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تعتقد إسرائيل أن 116 منهم ما زالوا في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول الحديث علناً عن هذه القضية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "العشرات (من الرهائن) ما زالوا أحياء على وجه التأكيد". وأضاف "لا يمكننا أن نتركهم هناك لفترة طويلة، فسوف يموتون"، لافتاً إلى أن الغالبية العظمى منهم محتجزون لدى "حماس".

وكشف الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية الشهر الماضي عن مقترح إسرائيلي من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب في غزة. وقال بايدن إن المرحلة الأولى تشمل "وقفاً تاماً وكاملاً لإطلاق النار" يستمر ستة أسابيع، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من "جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة".

إسرائيل لا تستطيع إنهاء الحرب

وشدد المسؤول الإسرائيلي على أن بلاده لا تستطيع إنهاء الحرب مع "حماس" في القطاع الفلسطيني قبل اتفاق للإفراج عن الرهائن، لأن الحركة قد "تنتهك التزامها... وتطيل أمد المفاوضات لمدة 10 سنوات" أو أكثر.

وأضاف المسؤول "لا يمكننا في هذا الوقت - قبل التوقيع على الاتفاق - التزام إنهاء الحرب"، مردفاً "لأنه خلال المرحلة الأولى هناك بند يقضي بإجراء مفاوضات حول المرحلة الثانية. المرحلة الثانية تنص على إطلاق سراح الرجال والجنود الرهائن".

وتابع المسؤول الإسرائيلي "نحن نتوقع وننتظر أن تقول (حماس) نعم"، علماً أن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن الموافقة على خطة بايدن حتى الآن.

ولفت إلى أنه "في حال لم نتوصل إلى اتفاق مع (حماس)، فإن الجيش الإسرائيلي سيواصل القتال في قطاع غزة بطريقة لا تقل كثافة عن القتال الآن"، مضيفاً "بطريقة مختلفة، ولكن بطريقة مكثفة".

 

هدوء نسبي في القطاع

وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني لـ"رويترز" أمس الإثنين إن ثمانية فلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية في ظل انتظار تجار وحراس مدنيين وصول شاحنات تجارية بطول الطريق الشرقي في قطاع غزة، وهو الطريق المخصص لسير الشاحنات التجارية.

وشنت إسرائيل أمس ضربات على شمال قطاع غزة وأشار شهود إلى انفجارات في الجنوب لكن الوضع هناك يشهد هدوءاً نسبياً لليوم الثاني على التوالي بعد إعلان الجيش عن هدنة جزئية في منطقة بجنوب القطاع.

والهدنة التي تستمر لساعات محددة وتزامن إعلانها الأحد مع أول أيام عيد الأضحى تهدف إلى تسهيل مرور المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لدى سكان غزة المتضورين جوعاً، بعد ثمانية أشهر من النزاع المدمر بين إسرائيل وحركة "حماس".

وأكد مسؤول إسرائيلي، من جهة أخرى، الإثنين حل حكومة الحرب التي تشكلت في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر 2023، بعد استقالة بيني غانتس الأسبوع الماضي، على أن تتخذ الحكومة الأمنية القرارات المتعلقة بالحرب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي هدنة من "الساعة 8:00 حتى 19:00 (5:00 حتى 16:00 توقيت غرينتش) يومياً حتى إشعار آخر" انطلاقاً من معبر كرم أبو سالم وحتى طريق صلاح الدين ومن ثم شمالاً.

لا تغيير في سياسة الجيش

وأكد متحدث باسم الجيش سريان الهدنة أمس الإثنين، لكن مسؤولاً إسرائيلياً ذكر أنه "ليس هناك تغيير في سياسة الجيش الإسرائيلي" خصوصاً في رفح (جنوب) حيث أطلق مطلع مايو (أيار) عملية برية تسببت بنزوح نحو مليون شخص شمالاً.

 

وقال الجيش إنه "منذ بدء العمليات في قطاع رفح تم القضاء على مئات الإرهابيين والعثور على مئات مداخل الأنفاق ونحو 25 نفقاً". وأطلقت الدبابات النار على مناطق شرق وجنوب رفح الإثنين، بحسب مسؤولين محليين. وأفاد شهود عيان بوقوع قصف في المدينة.

وأشار الجيش أيضاً إلى أنه يواصل عملياته في رفح وفي وسط غزة ويخوض "قتالاً من مسافة قريبة"، مضيفاً أنه دمر عدداً من المنشآت العسكرية التي كانت تشكل تهديداً للقوات.

وأفاد أطباء في المستشفى المعمداني في مدينة غزة في الشمال عن سقوط خمسة قتلى وكثير من الجرحى في ضربتين جويتين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل "الجيش الإسرائيلي على نحو الثانية فجر الإثنين وعبر طائراته شن غارتين على شقة سكنية ومنزل في مدينة غزة بمنطقة الزرقة" نجم عنهما سقوط قتلى بينهم طفل ورجل مسن وجرحى "انتشلناهم ونقلناهم إلى مستشفى المعمداني".

وأضاف "بقية المناطق في قطاع غزة هادئة نوعاً ما"، مع تحركات لآليات الجيش الإسرائيلي وإطلاق نار ومدفعية في المناطق الشرقية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة وإطلاق نار شرق مخيم البريج وسط القطاع.

من جانب آخر، أفاد سكان بأن ضربة جوية استهدفت مخيم البريج في وسط القطاع.

توزيع المساعدات

وأعلن الجيش أول من أمس الأحد أن الهدنة "التكتيكية" و"المحلية" يفترض أن تتيح "زيادة حجم المساعدة الإنسانية التي تصل إلى غزة" غداة مقتل 11 جندياً في القطاع بينهم ثمانية سقطوا في انفجار قنبلة، في أعلى حصيلة للجيش الإسرائيلي في يوم واحد منذ بدء الحرب.

وقال شيمون فريدمان، المتحدث باسم وحدة تنسيق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية وتعرف باسم "كوغات" التابعة لوزارة الدفاع، في معبر كرم أبو سالم أمس إن الهدنة المحدودة هدفها "السماح للأمم المتحدة بجمع وتوزيع مزيد من المساعدات".

وأضاف أن مساعدات تحملها "أكثر من 1000 شاحنة" موجودة على الجانب الفلسطيني للمعبر، متهماً المنظمات الدولية "بعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين قدرتها التوزيعية".

وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه إن المنظمة الأممية رحبت بالخطوة الإسرائيلية، على رغم أن "هذا لم يترجم بعد بوصول مزيد من المساعدات للمحتاجين". ودعا إسرائيل إلى أن "يؤدي ذلك إلى إجراءات ملموسة أخرى".

 

النرويج تزيد مساعداتها لـ"أونروا"

من جانبها، أعلنت النرويج أمس الإثنين أنها ستزيد مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بمقدار 100 مليون كرونة (9.3 مليون دولار).

وتأثرت "أونروا" التي تتولى تنسيق كل المساعدات الموجهة إلى غزة تقريباً باتهامات إسرائيلية أفادت بأن 12 من موظفي الوكالة البالغ عددهم 13 ألفاً، ضالعون بالهجوم الذي شنته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأدت الاتهامات الإسرائيلية إلى تعليق بعض الدول المانحة الرئيسة تمويلها لـ"أونروا" وبينها الولايات المتحدة، لكن عاد بعضها واستأنف مساعداته.

وقالت وزيرة التنمية الدولية النرويجية آن بيث كريستيانسن تفينريم في بيان إن "أونروا هي العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في غزة".

وأضافت أن "الحرب واتهامات إسرائيل والهجمات المتواصلة على المنظمة وحجب المانحين الرئيسين الأموال وضعت أونروا في وضع مالي صعب جداً".

وخلص تقرير أعده خبراء مفوضون من الأمم المتحدة، برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا في أبريل (نيسان) إلى أن أونروا افتقرت إلى بعض "الحياد" في قطاع غزة، ولكنه أفاد بأن إسرائيل لم تقدم "دليلاً" على روابط مزعومة لبعض موظفي الوكالة مع "منظمات إرهابية".

تظاهرة لمناهضين للحكومة الإسرائيلية

في الأثناء، خرج متظاهرون مناهضون للحكومة إلى شوارع القدس الإثنين واشتبكوا مع الشرطة بالقرب من منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ودعوا إلى إجراء انتخابات جديدة.

يقود نتنياهو مرة أخرى أحد أكثر الائتلافات جنوحاً لتيار اليمين في تاريخ إسرائيل، بعد أن شهدت حكومة الحرب قبل أسبوع حالة من التفكك بعدما استقال الجنرالان السابقان المنتميان إلى تيار الوسط بيني غانتس وغادي أيزنكوت.

ويعتمد نتنياهو حالياً على حلفاء من اليمين المتطرف تسببت أجندتهم المتشددة في صدع كبير بالمجتمع الإسرائيلي حتى قبل اندلاع الحرب. ولم تسفر المظاهرات شبه الأسبوعية عن تغيير في المشهد السياسي بعد، ولا يزال لدى نتنياهو أغلبية مستقرة في البرلمان.

وبعد رحيل غانتس وأيزنكوت أعلنت مجموعات معارضة أسبوعاً من الاحتجاجات في الشوارع تشمل تظاهرات حاشدة وإغلاق طرق سريعة. وبحلول الغروب تجمع آلاف خارج الكنيست وعبروا عن اعتزامهم التوجه إلى منزل نتنياهو بمدينة القدس.

واتخذت التظاهرة منحى أكثر شغباً. فبعد وصولهم إلى منزل نتنياهو، انفصل بعض المتظاهرين وحاولوا اختراق الحواجز التي أقامتها الشرطة، التي صدتهم، وفي وقت ما أشعلت ناراً في الشارع، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق التظاهرة.

ولوح كثير منهم بالأعلام الإسرائيلية، فيما رفع آخرون لافتات تنتقد تعامل نتنياهو مع قضايا محورية منها الترويج لمشروع قانون يتعلق بالتجنيد يعفي اليهود المتزمتين دينياً من الخدمة العسكرية الإلزامية، علاوة على سياسته في الحرب مع "حماس" في غزة والاشتباكات مع جماعة "حزب الله" اللبنانية.

وقال المتظاهر أورين شفيل "عملية التعافي للدولة الإسرائيلية تبدأ هنا. بعد الأسبوع الماضي عندما غادر بيني غانتس وأيزنكوت الائتلاف، نواصل هذه العملية ونأمل بأن تستقيل هذه الحكومة قريباً".

وحذر فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء، من أن الوضع في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، "يتدهور بشكل كبير".

وقال إن هناك "موتاً ومعاناة لا يمكن أن يقبل بهما ضمير" في غزة.

وأشار إلى أنه حتى يوم 15 يونيو (حزيران)، قُتل 528 فلسطينياً بينهم 133 طفلاً على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية أو المستوطنين منذ أكتوبر الماضي، مضيفاً أن بعض الحالات تثير "مخاوف جدية من عمليات قتل غير قانونية".

المزيد من متابعات