ملخص
قالت إدارة الأرصاد الجوية الصينية إن 28 محطة إقليمية حطمت الأرقام القياسية الخاصة بها لأعلى درجة حرارة جرى تسجيلها على الإطلاق في منتصف يونيو (حزيران) الحالي.
بخلاف أزمة العقارات والمخاوف المتعلقة بمعدل النمو الاقتصادي، تواجه الصين في الوقت الحالي أحوالاً جوية قاسية مع جفاف شديد ودرجات حرارة قياسية تجتاح الشمال بينما تغمر الأمطار الغزيرة الجنوب، مما يثير مخاوف في شأن الأمن الغذائي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث تضررت بشدة مناطق البلاد التي تنتج كثيراً من الرز والقمح مما أدى إلى تعطيل مواسم الزراعة في فصلي الربيع والصيف.
وفي بيان حديث قالت وزارة الزراعة الصينية إن الجفاف والحرارة كان لهما تأثير سلبي على موسم الزراعة في بعض المحافظات الشمالية والوسطى، ونبهت إلى أنه من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 35 درجة مئوية (95 فهرنهايت) في الأيام المقبلة.
وكان هناك إنذار طوارئ يغطي سبع مقاطعات في الأقل، بما في ذلك المنطقتين الزراعيتين الرئيستين في خنان وشاندونغ، بسبب الظروف الجافة والحارة.
وقالت وزارة الزراعة إن "ارتفاع درجات الحرارة المستمر في الآونة الأخيرة أدى إلى تسريع فقدان التربة للمياه وتسبب في جفاف بعض المناطق، مما أثر سلباً على موسم الزراعة الصيفي"، ومن المرجح أن يستمر الجفاف فيما مهمة حماية موسم الزراعة الصيفية صعبة.
درجات الحرارة تسجل ارتفاعات قياسية
وفي مقاطعة خنان، أكبر منطقة منتجة للقمح في الصين والتي تمثل ربع إجمال الإنتاج، فقد كان هطول الأمطار في مايو (أيار) الماضي أقل بـ 70 في المئة عن المتوسط السنوي.
وتشهد أجزاء من البلاد موجة حر شديدة، وقالت إدارة الأرصاد الجوية الصينية إن 28 محطة إقليمية حطمت الأرقام القياسية الخاصة بها لأعلى درجة حرارة جرى تسجيلها على الإطلاق في منتصف يونيو (حزيران) الجاري، فيما سجلت مدينة فينيانغ في مقاطعة شانشي الشمالية أعلى درجة حرارة على الإطلاق عند 40.2 درجة مئوية (104 فهرنهايت).
وشهدت الصين أحر ربيع لها على الإطلاق هذا العام إذ بلغ متوسط درجة الحرارة على المستوى الوطني بين مارس (آذار) ومايو الماضيين 12.3 درجة مئوية، وهو الأعلى منذ بدء التسجيل في عام 1961، وسجلت 12 محطة أرصاد جوية وطنية درجات حرارة وصلت أو تجاوزت الأرقام القياسية، وفقاً للمركز الوطني للمناخ.
وكان العام الماضي الأكثر سخونة على الإطلاق، ففي الوقت نفسه تواجه الأجزاء الجنوبية من البلاد والمنطقة الأولى لزراعة الرز، أسابيع من الأمطار الغزيرة.
وفي أبريل (نيسان) الماضي قالت وزارة الزراعة في بيان لها إن هطول الأمطار في أجزاء من المنطقة ارتفع من 50 إلى 80 في المئة، كما تضاعف في بعض المناطق، وقدمت سلسلة من التوصيات في شأن الحد من الأضرار التي لحقت بشتلات "الرز البكر" التي تزرع في مارس الماضي وحصادها في يونيو الجاري.
وقالت الهيئة في بيان حديث إن أمطاراً غزيرة وقعت في مناطق تشجيانغ وفوجيان وجيانغشي وهونان وقوانغشي وقويتشو، وبعضها مراكز إنتاجية رئيسة، كما أصدر المقر الرئيس للسيطرة على الفيضانات والإغاثة من الجفاف في الصين استجابة طارئة لكل من الفيضانات في الجنوب والجفاف في الشمال الخميس الماضي، محذراً من ارتفاع أخطار الفيضانات المفاجئة والأخطار الجيولوجية، في حين يبدو أن هذه الأمطار مرتبطة بنمط الرياح الموسمية التي يمكن أن تؤدي إلى هطول أمطار غزيرة على مدى فترات قصيرة.
معدل النمو يتجاوز 5.3 في المئة خلال الربع الأول
وسجل الناتج المحلي الصيني خلال الربع الأول من العام الحالي نمواً بـ 5.3 في المئة، في وتيرة فاقت ما كان يتوقعه محللون، وتحققت على رغم الأزمة العقارية التي تضرب البلاد وتباطؤ معدلات الاستهلاك نتيجة المخاوف الاقتصادية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان استطلاع حديث توقع أن يبلغ معدل نمو الاقتصاد الصيني خلال الربع الأول من العام 4.6 في المئة، لكن الأرقام الحديثة التي نشرها المكتب الوطني للإحصاء فاقت التوقعات، إذ بلغ معدل النمو الفصلي 5.3 في المئة، أي أكثر من الهدف الذي وضعته بكين نصب عينيها للعام الحالي والبالغ خمسة في المئة.
وقال المتحدث باسم المكتب الوطني للإحصاء شنغ لايون إنه خلال الربع الأول من العام الحالي واصل الاقتصاد الصيني زخمه وانطلاقه الجيد، وعزا هذا النمو إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة، مشدداً على أن هذه الإجراءات "تؤتي ثمارها".
وعلى رغم أن معدل النمو الفصلي يعتبر حلماً بعيد المنال بالنسبة إلى غالبية الاقتصادات الكبرى في العالم، إلا أنه يبقى الأدنى في تاريخ الصين منذ عام 1990 وهو 3.9 في المئة، باستثناء فترة جائحة كورونا.
وإذا كان معدل النمو الفصلي قد بلغ 5.3 في المئة، فإن هذا الرقم ينخفض عملياً إلى مستوى 1.6 في المئة فقط قياساً إلى الربع الرابع من العام الماضي.
يذكر أن هذه البيانات الرسمية نشرت في وقت يشعر فيه عدد من الاقتصاديين بقلق إزاء المسار الذي يسلكه ثاني أكبر اقتصاد في العالم.