Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مآسي السياحة في اليونان: قيظ قاتل وعابر

تقارير تحدثت عن اختفاء سياح في جزر ساموس وسيمي وكريت وأمورغوس وكورفو اليونانية

أغلقت السلطات اليونانية موقع "أكروبوليس" الأثري في أثينا بعدما بلغت درجات الحرارة 43 مئوية (أسوشيتد برس)

ملخص

موجة حر عصفت باليونان وأودت بحياة عدد من السياح

فيما كانت الوفاة المأسوية للدكتور مايكل موزلي (وهو مقدم برامج علمية من الذين يشجعون على الصيام المتقطع والأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات) تتصدر عناوين الأخبار في المملكة المتحدة، قضى على الأقل أربعة زائرين آخرين نحبهم في الأسابيع الأخيرة على الجزر اليونانية المعروفة بجمالها الخلاب، والتي تشهد في الوقت الراهن موجة حر قال خبراء الرصد الجوي إنها "ستُسجل في التاريخ".

السلطات اليونانية أوصت الناس في بعض المناطق بالتزام منازلهم ما بين الحادية عشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر بسبب الحرارة الشديدة في أوائل الصيف، وتفادياً لخطر وقوع وفيات مرتبطة بالحر الخانق.

ويرى خبراء الطقس أن موجة الحر الراهنة يمكن أن تكون مؤشراً قاتماً إلى الوضع المناخي الذي ستكون عليه فصول الصيف في المستقبل، بحيث من المتوقع أن تكون اليونان ضحية الخطوط الأمامية لظاهرة الاحتباس الحراري. وكانت البلاد قد عانت في يوليو (تموز) من العام الماضي، من أطول موجة حر على الإطلاق، استمرت 16 يوماً.

في الأسبوع الماضي، ومع وصول درجات الحرارة إلى 43 مئوية في بعض المناطق، قامت السلطات المعنية بإغلاق موقع "أكروبوليس" الأثري في أثينا، إلى جانب مدارس ودور حضانة، وذلك خلال بعض فترات بعد الظهر.

عالم الأرصاد الجوية بانوس جيانوبولوس قال لمحطة التلفزيون الحكومية اليونانية "إي آر تي" ERT، إن "موجة الحر هذه سيذكرها التاريخ. ففي القرن العشرين، لم نشهد على الإطلاق وقوع موجة حر قبل تاريخ التاسع عشر من شهر يونيو (حزيران). وفي القرن الحادي والعشرين، واجهنا الكثير من الموجات، لكننا لم نشهد أي موجة حارة قبل الخامس عشر من يونيو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد أدت درجات الحرارة الشديدة إلى وقوع عدد من الوفيات في صفوف سياح، أو اختفائهم بعد شروعهم في المشي لمسافات طويلة. وبحسب "المرصد الوطني في أثينا" National Observatory of Athens، فقد بلغت أعلى درجة حرارة في البلاد 43.2 مئوية، وذلك في قرية ليفكوتشوري في مقاطعة فاثيوتيدا وسط اليونان، تلتها مدينة سبارطة في منطقة بيلوبونيز الجنوبية حيث وصلت الحرارة إلى 43.1 درجة مئوية.

وكان قد عُثر على الدكتور موزلي جثةً هامدة في جزيرة سيمي في وقت سابق من هذا الشهر، بعد بحث مكثف عنه. وأفاد تقرير الطبيب الشرعي بأنه تُوفي بعد وقت قصير من شروعه في رحلة سير على أرض صخرية وعرة، في الخامس من يونيو الجاري.

المقدم التلفزيوني لقي إثر وفاته تكريماً في المملكة المتحدة، إلا أنه لم يكن الضحية الوحيدة لموجة الحر التي حدثت هذا الشهر.

فقد كانت فرق بحث قد عثرت يوم الأحد على جثة سائح أميركي يبلغ من العمر 55 سنة في جزيرة ماثراكي اليونانية الصغيرة. وأوضح مسؤول في الشرطة اليونانية تحدث مع وكالة "رويترز" يوم الإثنين، أنه جرى نقل الجثة إلى جزيرة كورفو لتشريحها.

في غضون ذلك، تم العثور يوم السبت على رفات سائح هولندي كان قد فُقد في جزيرة ساموس شرق اليونان. وسبق أن أبلغت زوجته عن اختفاء الرجل البالغ من العمر 74 سنة، والذي كان قد انتقل أخيراً إلى الجزيرة. وتم العثور على جثته عند مضيق يبعد نحو 800 متر عن شاطئ ليمنيوناس. وأبلغ أحد السكان المحليين أنه رآه وهو يحاول المشي بصعوبة وسط درجات حرارة شديدة.

وكان أحد السياح الهولنديين الذي يبلغ من العمر 67 سنة، قد انهار في الخامس من يونيو الجاري وتُوفي على أثر نوبة قلبية، وذلك أثناء عبوره مضيق ميلون في مدينة ريثيمنو في جزيرة كريت، حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى 40 مئوية.

وفي اليوم التالي، قضت سائحة فرنسية تبلغ من العمر 70 سنة نحبها على الجزيرة نفسها. وكانت الزائرة تسير على شاطئ مهجور بين كورمينوس وزاكروس في بلدة سيتيا الساحلية. وفيما نجح المسعفون في الوصول إليها، إلا أنهم لم يتمكنوا من إنقاذ حياتها.

بيتروس فاسيلاكيس المتحدث باسم الشرطة في منطقة جنوب بحر إيجه قال لـ "رويترز"، إن "هناك نمطاً مشتركاً، فجميع الضحايا خرجوا للتنزه سيراً وسط درجات حرارة مرتفعة".

أما ديميتريس كالاتزيس رئيس فريق الإنقاذ في جزيرة ساموس، فلفت إلى أن مهمات الإنقاذ غالباً ما تكون معقدة، لأن السياح - الذين لا يدركون الأخطار في أغلب الأحيان - كثيراً ما يبتعدون عن المسارات المحددة لزيارة المواقع، وينتهي بهم الأمر بأن يتوهوا.

وأضاف موضحاً لوسائل إعلام محلية: "رأينا يوم أمس اثنين من الزائرين الأجانب، يسيران على الطريق وسط درجة حرارة 41 درجة مئوية، من دون اعتمار قبعات. وهذا [سلوك] يجافي المنطق".

في الوقت نفسه، كانت فرق إنقاذ ما زالت تبحث عن امرأتين فرنسيتين تبلغان من العمر 64 و73 سنة، كانتا تقيمان في فندقين مختلفين في جزيرة سيكينوس في منطقة سيكلاديس جنوب البلاد. ويُعتقَد أنهما كانتا تعرفان كل منهما الأخرى.

وقال فاسيلاكيس إنه "جرى تنظيم عمليتي بحث في جزر أخرى، وتم نشر عناصر شرطة وأفراد إطفاء ومتطوعين، وتمت الاستعانة بطائرة مسيرة وبكلب إنقاذ".

جزيرة سيكينوس تُعرف في العادة باسم "جزيرة النبيذ"، وهي إحدى الجزر الأقل شهرةً في بحر إيجه، ويبلغ عدد سكانها 386 نسمة فقط.

تجدر الإشارة إلى أن قوى الإطفاء، التي أخمدت عدداً من حرائق الغابات يوم الأربعاء، ما زالت موضوعةً في حال تأهب قصوى في اليونان، بسبب الرياح القوية المتوقع أن تضرب أنحاء مختلفة من البلاد.

أما أثينا العاصمة التي يبلغ عدد سكانها قرابة خمسة ملايين نسمة والتي تقع في حوض ساحلي تحيط به مبان سكنية وجبال، فتُعد من بين أكثر المدن حرارةً في أوروبا.

وينبه علماء المناخ إلى أن الحرارة قد ترتفع فيها خلال فصل الصيف بمعدل درجتين مئويتين بحلول عام 2050. وقد أطلق عمدة المدينة هاريس دوكاس جهوداً لزيادة المساحات المظللة في أثينا، من خلال زرع ألفي شجرة.

درجات الحرارة التي عصفت باليونان بدأت في الانحسار في جميع أنحاء البلاد يوم الجمعة، حيث رجح خبراء الأرصاد الجوية أن تعود إلى متوسط ​​مستوياتها لهذا الوقت من السنة، أي ما بين 31 و33 درجة مئوية.

وفي هذا الإطار، نصحت وزارة الخارجية البريطانية المسافرين المتوجهين إلى اليونان "بوجوب توخي الحذر، خصوصاً إذا ما كانت وجهتهم إحدى المناطق المتأثرة بحرائق الغابات، أو بالقرب منها".

وأوضحت أنه يجب على السائحين التزام الآتي:

• اتباع توجيهات خدمات الطوارئ

• الاتصال بـ "خدمات الطوارئ اليونانية" Greek Emergency Services على الرقم 112، إذا ما وجدوا أنفسهم في خطر داهم

• الاتصال بشركة الطيران أو بوكيل السفر المعتمد اللذين يمكنهما المساعدة في تأمين رحلة العودة لهم إلى المملكة المتحدة

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة