أفضل وأسوأ شركات الطيران في بريطانيا من حيث الالتزام بمواعيد الرحلات

كشف دراسة شاملة جديدة لبيانات هيئة الطيران المدني عن أسوأ شركات الطيران التي سجلت أعلى معدلات تأخير في الرحلات الجوية في المملكة المتحدة.

أخذ التحليل في الاعتبار جميع الرحلات المنتظمة والمستأجرة التي سيرتها شركات الطيران وتجاوز عددها 2500 رحلة خلال عام 2023، باستثناء الرحلات الملغاة. وقد بلغ متوسط التأخير لجميع هذه الرحلات 20 دقيقة و42 ثانية، مقارنة بمتوسط عام 2022 الذي بلغ 23 دقيقة.

وتصدرت شركة ويز إير (Wizz Air) قائمة أسوأ شركات الطيران من حيث الالتزام بمواعيد الرحلات، على رغم ارتفاع أسعار رحلاتها.

هذا وقد بلغ متوسط تأخير مغادرة رحلات هذه الشركة منخفضة الكلفة من مطارات المملكة المتحدة 31 دقيقة و36 ثانية في عام 2023، وفقاً لتحليل بيانات هيئة الطيران المدني (CAA) الذي أجرته وكالة "برس أسوسيشن" للأنباء PA.

 وعلى رغم انخفاض مدة التأخير بمقدار الثلث عما كان عليه في عام 2022، فإن هذا المعدل جعلها تسجل أسوأ أداء في الدقة بالمملكة المتحدة للعام الثالث على التوالي. وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق أنها أجرت "تحسينات كبيرة" لكنها أقرت بأنه "يجب بذل جهود أكثر للحد من تأخير رحلاتها".

وحلت الخطوط الجوية التركية في المرتبة الثانية كأسوأ شركة طيران من حيث الالتزام بالمواعيد، وبلغ متوسط تأخير رحلاتها 28 دقيقة و36 ثانية. وتلتها كل من "توي" TUI (28 دقيقة و24 ثانية) والخطوط الجوية الهندية (28 دقيقة و12 ثانية) وشركة الطيران التركي منخفض الكلفة بيغاسوس (25 دقيقة و6 ثوان).

وفي ما يلي الترتيب الكامل لشركات الطيران بناءً على دقة مواعيد رحلاتها في المملكة المتحدة في عام 2023، بدءاً من أطول متوسط تأخير لكل رحلة مغادرة إلى أقصرها (متوسط التأخير موضح بين قوسين):

ويز إير (31 دقيقة و36 ثانية)

الخطوط الجوية التركية (28 دقيقة و36 ثانية)

توي (28 دقيقة و24 ثانية)

الخطوط الجوية الهندية (28 دقيقة و12 ثانية)

بيغاسوس (25 دقيقة و6 ثوان)

الخطوط الجوية البرتغالية (23 دقيقة و48 ثانية)

فيولينغ (23 دقيقة و6 ثوان)

الخطوط الجوية السويسرية (22 دقيقة و48 ثانية)

الخطوط الجوية الكندية (22 دقيقة و6 ثوان)

الخطوط الجوية البريطانية (21 دقيقة و36 ثانية)

إيزي جيت (21 دقيقة و30 ثانية)

خدمات أوريغني الجوية (20 دقيقة و48 ثانية)

ستوبارت إير (20 دقيقة و42 ثانية)

رايان إير (19 دقيقة و54 ثانية)

لوغان إير (19 دقيقة و6 ثوان)

الخطوط الجوية الأميركية (18 دقيقة و48 ثانية)

إيسترن إيروايز (18 دقيقة و42 ثانية)

الخطوط الجوية الفرنسية (18 دقيقة و36 ثانية)

طيران الإمارات (18 دقيقة و30 ثانية)

لوفتهانزا (18 دقيقة و30 ثانية)

يورو وينغز (17 دقيقة و54 ثانية)

جيت2.كوم (17 دقيقة و48 ثانية)

الخطوط الجوية النرويجية (17 دقيقة و48 ثانية)

آير لينجوس (17 دقيقة و24 ثانية)

الخطوط الجوية القطرية (16 دقيقة و24 ثانية)

كي أل أم (15 دقيقة و54 ثانية)

الخطوط الجوية المتحدة (15 دقيقة و36 ثانية)

بلو آيلاندز (15 دقيقة و6 ثوان)

دلتا إيرلاينز (15 دقيقة)

أيبيريا (14 دقيقة و24 ثانية)

أس أي أس (14 دقيقة)

فيرجن أتلانتيك (13 دقيقة و42 ثانية)

إميرالد إيرلاينز (13 دقيقة و6 ثوان)

مجموعة "ويتش؟" ?Which المعنية بحماية المستهلك في بريطانيا أشارت إلى أن المسافرين يواجهون "وضعاً شائناً" يتمثل في دفع أسعار تذاكر مرتفعة مقابل "خدمات غير موثوقة".

وفي وقت حققت فيه شركة إيميرالد إيرلاينز الإيرلندية أفضل أداء في العام الماضي بمتوسط تأخير يبلغ 13 دقيقة و6 ثوان فحسب، تبعتها فيرجن أتلانتيك (13 دقيقة و42 ثانية).

هذا وتغطي خدمات شركة "ويز إير" في المملكة المتحدة مطارات أبردين وبرمنغهام وغاتويك وغلاسكو وليدز وليفربول ولوتون.

وعلى رغم تدني مستوى التزامها بالمواعيد في المملكة المتحدة، فإن "ويز إير"، التي تعمل في أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى من آسيا، شهدت ارتفاعاً قياسياً في عدد الركاب ليصل إلى 62.0 مليون في العام المنتهي في مارس (آذار) 2024، بزيادة تزيد على الخمس عن إجمال 51.1 مليون في الأشهر الـ12 السابقة. وخلال الفترة نفسها، سجلت الشركة أرباحاً قبل الضرائب بلغت 341.1 مليون يورو (290.4 مليون جنيه استرليني)، إذ ارتفعت إيراداتها من مبيعات التذاكر لكل مقعد متاح بنسبة 11.2 في المئة على أساس سنوي، وهو ما يشابه ارتفاع الأسعار في قطاع الطيران بصورة عام.

وأوضح خبير الطيران جون ستريكلاند أن شركة "ويز إير" واجهت استياء عديد من عملائها، بخاصة في عام 2022، بسبب كثرة تأخير رحلاتها. وأرجع ستريكلاند ذلك إلى "طموح الشركة المفرط" في زيادة عدد الرحلات بعد تخفيف قيود السفر المتعلقة بجائحة كورونا، مما أدى إلى صعوبة في الالتزام بالجداول الزمنية وتقديم خدمة موثوقة.

وقال ستريكلاند إن شركة "ويز إير" بذلت "جهوداً كبيرة" لتحسين أدائها، من خلال إجراءات كإعادة تنظيم جداول العمل وتوفير مزيد من الطائرات الاحتياطة، إلا أن "ثمار هذه الجهود لن تظهر على الفور".

وعند سؤاله عن سبب قدرة الشركة على زيادة عدد الركاب رغم معاناتها من التأخير، أشار ستريكلاند إلى عوامل مثل "الأسعار التنافسية" وامتلاك الشركة لأكبر سعة على عديد من المسارات التي تخدم أوروبا الوسطى والشرقية.

وعلق روري بولاند، محرر مجلة "ويتش؟"، على هذا الوضع قائلاً: "لن تكون أرقام التأخير الأخيرة مفاجأة للمسافرين، الذين يجدون أنفسهم في وضع مروع يتمثل في دفع مبالغ قياسية مقابل أسعار تذاكر الطيران وفي المقابل يتلقون خدمات غير موثوقة." وأضاف "لقد حان الوقت لشركات الطيران لتصحيح أوضاعها والبدء في تقديم الخدمة التي يدفع عملاؤها ثمنها - بما في ذلك التأكد من استثمارهم بصورة صحيح في فرق خدمة العملاء الخاصة بهم".

وأكد بولاند أنه "عندما تحدث حالات التأخير والإلغاء، لا يمكن أن يكون هناك مبرر لفشل شركات الطيران في الوفاء بالتزاماتها القانونية- بما في ذلك إعادة الأموال أو إعادة توجيه رحلات السفر للعملاء على الفور، وضمان تقديم وجبات وإقامة لهم حسب الحاجة".

وفي سياق متصل، صنفت شركة ويز إير كأضعف شركة طيران من حيث رضا العملاء في تقرير سنوي نشرته "ويتش؟" في فبراير الماضي، إذ منحها المشاركون في الاستطلاع متوسط نجمة واحدة من أصل خمسة لخدمة العملاء وراحة المقاعد.

وردت متحدثة باسم الشركة بأن "ويز إير" واجهت في عام 2022، مثل جميع شركات الطيران في أوروبا، تحديات تشغيلية استثنائية ناجمة في الغالب عن أسباب خارجية. وأضافت "منذ ذلك الحين، استثمرنا أكثر من 90 مليون جنيه استرليني لتحقيق الاستقرار في العمليات والحد من الرحلات المتأخرة وتحسين تجربة العملاء". وأقرت المتحدثة بأنه "على رغم أننا شهدنا تحسينات كبيرة في عام 2023، فإنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به". وأكدت أن "مساعدة عملائنا على الوصول إلى وجهتهم هي أولويتنا الأولى وسنواصل الاستثمار في خدمتنا لضمان وصول العملاء في الوقت المحدد".

وأشارت إلى أن أداء الشركة الحالي هو "من بين الأقوى في القطاع ككل"، وأن سجلها يتمتع بدقة في المواعيد يعد "الأعلى بين منافسينا المباشرين" و"أفضل معدل إنجاز للرحلات في أوروبا بأكملها".

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، قالت هيئة الطيران المدني إن إجراءاتها التنفيذية ضد الشركة أدت إلى دفع "ويز إير" ما مجموعه 1.2 مليون جنيه استرليني للركاب المقيمين في المملكة المتحدة الذين أعيد تقييم مطالباتهم المالية بعد رفضها في البداية. وشمل ذلك مدفوعات الأموال المستحقة مقابل نفقات مثل الرحلات البديلة والطعام وغرف الفنادق أثناء التعطل.

ووصف ديل كيلر الرئيس التنفيذي لمجلس ممثلي شركات الطيران في المملكة المتحدة، عام 2023 بأنه "عام مليء بالتحديات، بخاصة خلال فصل الصيف". وقال إن عديداً من حالات التأخير كانت ناجمة عن عوامل خارجة عن سيطرة شركات الطيران، مثل اضطراب المراقبة الجوية بما في ذلك الإضرابات في فرنسا وانهيار خدمات الملاحة الجوية الوطنية في 28 أغسطس الذي أدى إلى تعليق الرحلات الجوية عبر مطارات المملكة المتحدة. وأضاف أن شركات الطيران واثقة من أن عملياتها "في وضع جيد جداً" وأن الدقة "استمرت في التحسن بصورة كبيرة" هذا العام.