ملخص
وزير الخزانة السابق رأى أنه "يتم دفع سوناك إلى الحملة الخاطئة - في محاولة لمنع حزب ’الإصلاح‘ من أن يحل في المرتبة الثانية - في الوقت الذي يجب عليه التركيز على الحد من الأضرار التي قد يلحقها به حزب ’العمال‘"
تم تحذير رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك من أنه "يخوض الحملة الخاطئة" بوضع آماله على تدخل سلفه بوريس جونسون، لتفادي انهيار انتخابي لحزب "المحافظين".
وكان سوناك زار أول من أمس الثلاثاء منطقة جنوب غربي إنجلترا بهدف الدفاع عن مرشحي الحزب للمقاعد النيابية هناك من هجوم مزدوج في محاولة لوضعه بين فكي كماشة، من حزب "إصلاح المملكة المتحدة" Reform UK الشعبوي اليميني بقيادة ناجل فاراج من جهة، وحزبي "العمال" و"الديمقراطيين الأحرار" من جهة أخرى.
ولكن في وقت واجه فيه ريشي سوناك تهكمات علنية من جانب منافسيه لنشر صور له وهو يتحدث من بين رزم القش وأغنام قامت بالفرار منه عندما حاول إطعامها، انتقد وزير الخزانة البريطاني الأسبق جورج أوزبورن - الذي قاد حملتين انتخابيتين ناجحتين في عامي 2010 و2015 - رئيس الوزراء المحاصر.
وعلق سوناك مازحاً على الأغنام التي كانت تهرب من أمامه بالقول "أعتقد أنها ظنت أننا كنا ننوي جز صوفها".
ولكن أوزبورن حذر سوناك من أنه يجب أن يقضي مزيداً من الوقت في الدفاع عن مقاعد حزب "المحافظين" في مناطق "الجدار الأزرق" Blue Wall في جنوب إنجلترا (نحو 24 دائرة انتخابية في الضواحي والريف معروفة بدعمها التقليدي لحزب "المحافظين")، إذ "ترك حزب ’العمال‘ يستفيد من الزخم هناك من دون تحرك جدي في مواجهته".
وقال أوزبورن في بودكاست "عملة سياسية" Political Currency (الذي يتشارك تقديمه مع إد بولز وزير الخزانة السابق في حكومة الظل "العمالية")، "أرى من وجهة نظري أنه يتم دفع سوناك إلى الحملة الخاطئة - في محاولة لمنع حزب ’الإصلاح‘ من أن يحل في المرتبة الثانية - في حين أن عليه أن يركز على الحد من الأضرار التي قد يلحقها به حزب ’العمال‘ من خلال حصد المقاعد، أو تقليل خسائر ’المحافظين‘".
وأضاف "هذا يعني أنه يتعين عليه إعطاء الأولوية للدفاع عن مقاعد ’الجدار الأزرق‘، إذ يحقق حزب ’العمال‘ مكاسب في الوقت الراهن بدلاً من التركيز على مقاعد ’الجدار الأحمر‘ Red Wall (دوائر انتخابية كانت محسوبة تاريخياً على حزب ’العمال‘ لكنه خسرها في انتخابات عام 2019)، التي فاز بها بوريس جونسون قبل نحو خمسة أعوام. ومن يذكر أنه خلال تلك الانتخابات كان مرشح الحزب المعارض لرئاسة الوزراء هو جيريمي كوربين، مما يجعل الأمر مختلفاً تماماً عن المواجهة الآن مع خلفه السير كير ستارمر".
ويشار إلى أنه في يوم سيئ ومليء بالتحديات بالنسبة إلى سوناك جاءت نتائج استطلاعين إضافيين للرأي العام بأخبار محبطة بالنسبة إليه. فوفقاً لمؤسسة "سافانتا كومريس" Savanta ComRes لأبحاث السوق يصدق فقط شخص من كل خمسة أشخاص (21 في المئة) من الناخبين في بريطانيا وعوده للحد من الهجرة، بينما يعتقد نحو 27 في المئة بأن حزب "العمال" من المرجح أن يتمكن من وضع حد لعبور اللاجئين غير القانوني بقوارب إلى المملكة المتحدة.
وجدير بالملاحظة هنا أن اتهام "المحافظين" بأنهم "يكذبون" في ما يتعلق بملف الهجرة، كان بمثابة نقطة هجوم مركزية عليهم من جانب السياسي اليميني ناجل فاراج، الذي سلط الضوء على أن هذا البيان الانتخابي سيكون الخامس على التوالي الذي يتعهد فيه حزب "المحافظين" بالحد من صافي الهجرة إلى المملكة المتحدة، على رغم فشله في القيام بذلك في المرات الأربع السابقة.
وفي غضون ذلك توقع استطلاع أجرته مؤسسة "إيبسوس موري" Ipsos Mori لأبحاث السوق مزيداً من الانتكاسات لحزب "المحافظين"، من خلال الإشارة إلى أن فاراج بات مرجحاً للفوز بمقعد دائرة كلاكتون في إنجلترا.
وكان رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون نشر عدداً من مقاطع الفيديو يؤيد فيها فقط مرشحي حزب "المحافظين"، الذين ظلوا موالين له كنواب قبل إقالته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم رفض جونسون تقديم الدعم لسوناك بصورة مباشرة أو الظهور في الحملة الانتخابية، فقد امتنع رئيس الوزراء الأسبق - الذي تعرض للخزي بسبب انتهاك قواعد إغلاق "كوفيد" وتضليل البرلمان - عن دعم الرجل الذي يعد كثيرون أنه كان شخصية محورية في التواطؤ لإطاحة جونسون وإخراجه من رئاسة الوزراء.
ومن المقرر أن يتم توزيع رسالة موجهة من جونسون إلى الناخبين لكن أوساطاً مقربة من رئيس الوزراء الأسبق رفضت تأكيد ما إذا كانت الرسالة تتضمن اسم سوناك.
ديزي كوبر نائبة زعيم حزب "الديمقراطيين الأحرار" إد ديفي وصفت استبعاد بوريس جونسون لريشي سوناك من حملته الانتخابية، بأنه تدهور كبير يعكس "مستوى جديداً من الانحدار".
وأضافت كوبر "ليست المسألة كما لو أن بوريس جونسون لا يعرف من هو رئيس الوزراء، فقد قام هو بترقيته وغرمه بسبب الاحتفال معه (خلال إغلاق ’كوفيد‘) ومن ثم حل مكانه في نهاية المطاف. لقد سئم معظم الناس بصراحة هذه الدراما النفسية المستمرة لحزب ’المحافظين‘. فبالنسبة إلى مختلف مناطق البلاد تتمثل الطريقة الفضلى لوضع حد لهذه الفوضى في التصويت لمصلحة ’الديمقراطيين الأحرار‘ في الرابع من يوليو (تموز) المقبل".
وعلى رغم ما تقدم فإن رئيس الوزراء ريشي سوناك قال للصحافيين إنه يعتقد أن التدخلات (من جانب جونسون) ستكون مفيدة للحزب.
ورأى أنه لمن "الرائع" أن يدعم جونسون - الذي يمضي في الوقت الراهن عطلة في إيطاليا - مرشحي حزب "المحافظين"، من خلال نشر مقاطع فيديو وتوجيه رسائل إلى الناخبين في الأيام المقبلة وهو تدخل أشار سوناك إلى أنه "تم تنسيقه من خلال حملة الحزب".
ودحض رئيس الوزراء البريطاني في المقابل المزاعم القائلة بأنه تخلى عن آماله في الفوز في الانتخابات، بحيث واصل أول من أمس القيام بحملة حزب "المحافظين" في الدوائر الانتخابية ذات الغالبية الكبيرة للحزب.
وخلال زيارة قام بها سوناك لإحدى المزارع في دائرة "نورث ديفون" جنوب إنجلترا - حيث تسعى سيلين ساكسبي إلى الاحتفاظ بمقعدها هناك وبغالبية لحزب "المحافظين" تبلغ قرابة 15 ألف صوت - سئل رئيس الوزراء البريطاني عما إذا كان قد تخلى عن آماله في الفوز بالانتخابات، فأجاب "كلما سألني شخص ما سؤالاً كهذا كان جوابي هو نفسه، فأنا لا أعتبر أي صوت انتخابي بمثابة تحصيل حاصل وسأقوم بزيارة كل جزء من بلادنا، وأتحادث مع الناس في شأن خياراتهم في هذه الانتخابات".
© The Independent