Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسعود بزشكيان سراب إصلاحي وفخ لإضفاء الشرعية

يساعد ترشحه لانتخابات الرئاسة الإيرانية في خلق فرصة لتعزيز سياسات نظام الجمهورية الإسلامية مستقبلاً

أنصار المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان يحضرون مؤتمراً انتخابياً له في ملعب أفراسيابى بطهران (أ ف ب)

ملخص

لا يحظى المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بأي دعم في النواة الصلبة لمنظومة السلطة الإيرانية لكنه بدلاً من ذلك يحاول أن يقدم نفسه على أنه مؤمن وملتزم بالمبادئ والخطط طويلة المدى لتيار المرشد

اختفى السراب الذي خلقه التيار السياسي الذي يصف نفسه بأنه "إصلاحي" وأنصار الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني بأن مسعود بزشكيان سيكون رئيساً للبلاد، حتى قبل إجراء الانتخابات ومعرفة نتائجها.

وفي المناظرة الثالثة اعتبر مسعود بزشكيان أن معارضة الحجاب الإلزامي مشكلة تربوية، بينما يرى جزء كبير من الإيرانيين أن هذه القضية وسيلة للقمع الممنهج الذي يستهدف المرأة.

بزشكيان وبسبب موقفه السياسي الضعيف في إيران ظهر خائفاً وحذراً في التعبير عن آرائه وتوجهاته السياسية، إذ كان بخلاف محمد خاتمي وحسن روحاني اللذين اعتمدا على مواجهة هياكل السلطة في الأقل في شعاراتهما ومناظراتهما خلال الحملات الانتخابية.

المرشح الإصلاحي لا يحظى بأي دعم في النواة الصلبة لمنظومة السلطة، لكنه بدلاً من ذلك يحاول أن يقدم نفسه على أنه مؤمن وملتزم بالمبادئ والخطط طويلة المدى للتيار الرئيس للسلطة في إيران.

 

 

وفي مثل هذه الأوضاع فإن السؤال الأساس الذي يطرح نفسه أمام مؤيدي التغيير من خلال المشاركة في الانتخابات الرئاسية هو كيف لمسعود بزشكيان صاحب هذه الشخصية الضعيفة أن يغير الوضع الحالي إذا ما وصل إلى كرسي الرئاسة؟

خلال عام 1997 وبعد مجيء محمد خاتمي منعت التيارات السياسية الداعمة للمرشد علي خامنئي التي تعرف في تلك الفترة بمجموعات الضغط ضد "حزب الجهاد والبناء" التابع لهاشمي رفسنجاني ومجموعة "كيان" من إحداث التغييرات الإصلاحية. أما اليوم، وبعد أن استثمر النظام لمدة عقدين في أنصار "حزب الله" ومجموعات الضغط الأخرى وأزاح الأحزاب والقوى السياسية من المشهد السياسي وسيطر على الأجهزة الأمنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، فهل هناك فرصة وإمكانية للتغيير في بنية وسياسات نظام الجمهورية الإسلامية؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذه التيارات التي انتقدها حسن روحاني وحتى هاشمي رفسنجاني في دورته الرئاسية الأولى ووصفها بـ"أصحاب السلاح والإعلام ومنابر الجمعة والسلطة السياسية" أصبحت المكونات الرئيسة للهيكل الإداري وأجهزة النظام الإيراني.

الحرس الثوري الذي كان المؤسسة العسكرية الوحيدة في إيران حتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وبدعم من جنرالاته أسس استخبارات وفيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري وتوسعت مؤسسة "خاتم الأنبياء" والشركات الاقتصادية والتجارية التابعة له في الداخل والخارج وأصبحت المؤسسة الأمنية والسياسية والاقتصادية الأولى في البلاد.

وعليه، فإن الحرس الثوري ومن خلال سياسة "الميدان" أصبح مهندساً للسياسات الخارجية والعملياتية للنظام، والمستفيد الرئيس في الاقتصاد وصانع القرار في القضايا الأمنية بالبلاد.

وفي مثل هذه الأوضاع فإن مسعود بزشكيان الذي ليس له أي تأثير في أوساط الحرس الثوري وأجهزته، حتى إن نجح في الانتخابات الرئاسية وأصبح رئيساً للبلاد، فإنه لن يتمكن من مجاراة هذه المؤسسة العملاقة، وسيكون دوره في حدود "فخ النظام" لإثارة البلبلة والشك في صفوف المعارضة من ناحية وزيادة المشاركة في الانتخابات الرئيسة المزمع إجراؤها في الـ28 من يونيو (حزيران) الجاري من ناحية أخرى.

 

 

في السياق نفسه، صحيح أن "حكومة الظل" لم تكن قد تشكلت في عهد محمد خاتمي نظراً إلى ثنائية القطبية السياسية في البلاد وتأثير التيارات السياسية الموالية لهاشمي رفسنجاني في مواجهة التيارات السياسية الموالية لعلي خامنئي، وصحيح إنها (حكومة الظل) في عهد رئاسة حسن روحاني وعلى رغم من تبعية العتبات المقدسة والمنظمات والمؤسسات المالية والاقتصادية والدعائية للمرشد علي خامنئي، فإنها لم تسيطر بصورة كاملة على المناصب السياسية والاقتصادية، ففي حكومة إبراهيم رئيسي التي استمرت نحو ثلاث سنوات فحسب، سيطرت حكومة الظل بالكامل على إدارة البلاد.

بالتالي، لم يعد الاقتصاد والثقافة في إيران خاضعين لتأثير الحكومة وحسب، بل حكومة الظل هي من تتحكم في البلاد، كما أنه ومن الناحية العملية أيضاً، لا تستطيع أي حكومة أن تفعل أي شيء دون دعم الجهات الفاعلة في حكومة الظل.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، في مجال الاقتصاد الجزئي وريادة الأعمال، فإن الحكومة لا تستطيع دون دعم رأس المال والمنظمات التابعة لحكومة الظل أن تجد الحل للمشكلات القائمة وتوفير الموارد المالية المطلوبة وإدارة الوضع الفوضوي للبلاد.

اليوم، ومع الإرث المتبقي من عهد هاشمي رفسنجاني ورأس المال الذي تركه محمد خاتمي والتنظيم الذي أسس له حسن روحاني، فإن مسعود بزشكيان لا يملك كثيراً من القوة للعمل ضد تأثير ونفوذ المرشد علي خامنئي الذي يمتد في جميع نواحي الحياة في إيران، كما أنه من غير المرجح أن يتمكن بزشكيان أن يحافظ على حكومته وأن ينافس التيارات المؤثرة وصاحبة النفوذ في النواة الصلبة لسلطة النظام.

وبهذه الطريقة، فإن وصول بزشكيان إلى كرسي الرئاسة ومشاركة جزء من المواطنين في الانتخابات الرئاسية تحت تأثير دعاية النظام، من غير المرجح أن تعاد ظروف عام 1997 و2013 لتغيير مسار "التنمية الاجتماعية والمدنية" أو "السياسية والأمنية" في نظام الجمهورية الإسلامية.

 

 

إن خطة النظام لإجراء الانتخابات الرئاسية ليست لعودة الحراك الداعم لحقوق المواطنين أو التنمية السياسية المتوازنة والتغلب على الأزمات الاقتصادية المقبلة، بل إنها حالة طارئة أعدها النظام للحفاظ على الأوضاع الحالية في الأقل.

المحدد النهائي لنتيجة هذه "المسرحية السياسية الانتخابية"، وإن نجح مسعود بزشكيان في الفوز في الانتخابات الرئاسية سيكون الحرس الثوري والحوزات العملية وخريجي مدرسة مصباح يزدي، وتحت إشراف بيت المرشد علي خامنئي.

ولذلك، فمن غير المرجح أن يتغير مسار إبراهيم رئيسي الذي وضعه النظام وداعموه الأجانب لمستقبل إيران بمجيء شخصية سياسية مثل مسعود بزشكيان.

بزشكيان وكما أكد في أكثر من مرة في المناظرات التلفزيونية ولقاءاته الصحافية أنه لن يكون إلا منفذاً لخطط وسياسات المرشد الإيراني واستمراراً لحكومة إبراهيم رئيسي.

وفي الوضع الذي يواجه فيه النظام الإيراني أزمة شرعية واسعة ومعقدة في الداخل والخارج، فإن بزشكيان من المفترض أن يكون بمثابة درع لموجة المطالبات بـ"تغيير جذري للنظام السياسي في إيران"، وأن يخلق في النهاية فرصة لتعزيز السياسات الكلية لنظام الجمهورية الإسلامية في المستقبل.

وعلى رغم من الزيادة المحتملة 10 في المئة نظراً إلى مشاركة مسعود بزشكيان في هذه الانتخابات، وحتى لو انتقلت إلى الانتخابات الرئاسية إلى المرحلة الثانية، فمن غير المرجح أن تكون هناك فرصة لفوز بزشكيان في نهاية المطاف، وأن يصبح رئيساً للبلاد.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل