إضافة إلى الأزمة الإنسانية التي خلفها الصراع الدامي يواجه اليمن أزمة أخرى تتعلق بتفشي عديد من الأمراض والأوبئة وفي طليعتها وباء الكوليرا الذي أودى خلال الأشهر الماضية بحياة نحو 29 شخصاً وإصابة آلاف آخرين معرضين لخطر الوفاة.
والشهر الماضي أطلقت الأمم المتحدة عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث نداءً تحذيرياً من تفشي الكوليرا في أنحاء اليمن، مشددة على الحاجة الماسة إلى تمويل عاجل وموسع لإغاثة ملايين الأشخاص في البلد المعذب بصراعاته.
وفي غمرة الانشغال بالصراع الذي أغرق السكان في همهم المعيشي تتواتر التحذيرات عن تفشي الوباء في عموم المحافظات اليمنية مع تسجيل ارتفاع الحالات المصابة على نحو غير مسبوق في حين يغادر العشرات منهم الحياة بصمت.
عن المستوى الوبائي والإجراء الحكومي المتبع إزاء الجائحة التي تتهدد حياة ملايين السكان يؤكد وكيل وزارة الصحة اليمني لقطاع الرعاية الأولية علي الوليدي أن وزارته شكلت فريقاً برئاسته يضم مديري عموم الجهات المتخصصة مع شركاء القطاع الصحي من منظمات الأمم المتحدة وغيرهم من المنظمات ذات الصلة ووزارة المياه والبيئة لتدارس الوضع الوبائي واتخاذ المعالجات اليومية.
وقال الوليدي خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" إن وزارة الصحة فتحت منذ تسجيل أول حالة في الـ16 من أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي نحو 24 مركزاً في عموم المحافظات لتقديم خدماتها العلاجية للمصابين والمشتبه فيهم. وأشار إلى أن هذه المراكز "تضم أكثر من 900 كادر صحي جرى تدريبهم حول السياسة العلاجية، إضافة إلى تحديث البروتوكول العلاجي مع شركائنا في منظمة الصحة العالمية واللحنة العلمية، وأرسل للمحافظات، مع تحديث زوايا محلول الإرواء في عموم المرافق والمراكز الصحية بجميع المحافظات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبالحديث عن آلية عمل وزارة الصحة اليمنية يوضح أن فرق الترصد الوبائي والاستجابة السريعة تعمل بصورة سريعة في عموم المحافظات التابعة للسلطة الشرعية وسجلت منذ شهر أكتوبر 2023 حتى اليوم نحو 11 ألفاً و400 حالة مصابة بالإسهال الحاد والكوليرا، منها ألف و11 حالة مؤكدة بالفحص الزراعي و10 آلاف و609 حالات شفاء، وهناك للأسف 29 حالة وفاة".
وفيما يتعلق بجهود محاصرة الوباء أوضح أن وزارته تنسق مع وزارة المياه والبيئة للإبلاغ عن حالات الاشتباه لتباشر فرق الترصد الوبائي التي تعمل على تعقيم المياه بإضافة مادة الكلور للمياه لقتل البكتيريا الناقلة التي تنتشر وتتكاثر في المياه. وتطرق لأبرز التحديات التي تواجه القطاع الصحي في اليمن وأهمها وجود محافظات خارج سيطرة الحكومة الشرعية (تخضع لسيطرة الحوثيين)، مما أدى لجهل وزارة الصحة بالمعلومات والبيانات الدقيقة لتفادي انتشار حالات الإسهال الحاد، إضافة إلى قلة الدعم المخصص للقطاع الصحي والنقص الذي تواجهه المراكز الصحية جراء توقف التمويل الدولي من بعض الجهات.