ملخص
وزير إسرائيلي يناقش مع أميركا خطة ما بعد الحرب في غزة ونائب جمهوري بمجلس النواب الأميركي يطالب إدارة بايدن بإغلاق رصيف المساعدات
توغلت قوات ودبابات الجيش الإسرائيلي إلى داخل أحد أحياء مدينة غزة اليوم الخميس، وأخبرت الفلسطينيين على التحرك نحو الجنوب وقصفت مدينة رفح الجنوبية، فيما تقول إنها المراحل الأخيرة من عملية ضد مسلحي حركة "حماس" هناك.
وقال سكان حي الشجاعية في مدينة غزة إنهم تفاجأوا بالدبابات المتوغلة التي أطلقت النار بعد الظهر، وسط هجمات لطائرات مسيرة بعد القصف الليلة الماضية.
يأتي ذلك بينما قالت وزارة الصحة بقطاع غزة في بيان اليوم الخميس إن ما لا يقل عن 37765 فلسطينياً قتلوا و86429 أصيبوا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وشن مسلحو "حماس" هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية.
ولا تفرق إحصاءات وزارة الصحة في القطاع بين القتلى من المدنيين والمسلحين، لكن مسؤولين يقولون إن أغلب القتلى من المدنيين، وفقدت إسرائيل 314 جندياً في غزة وتقول إن ما لا يقل عن ثلث الفلسطينيين القتلى من المسلحين.
وذكرت قوات الدفاع المدني الفلسطينية إن هناك تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في الشجاعية لكن فرقها لم تتمكن من الوصول إليهم بسبب الهجوم المستمر، ووردت أنباء عن مقتل ثلاثة أشخاص هناك في القصف السابق، بينهم خمسة قتلوا في حي الصبرة.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع "حماس"، أنها فجرت عبوة ناسفة مزروعة مسبقاً ضد دبابة إسرائيلية شرقي الشجاعية.
وتتهم إسرائيل "حماس" بالاختباء بين المدنيين، وتقول إنها تنصح النازحين بالابتعاد عن عملياتها ضد المسلحين.
الإخلاء الفوري
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي على منصة إكس "إلى جميع السكان والنازحين الموجودين في منطقة الشجاعية والأحياء الجديدة، التركمان والتفاح، من أجل سلامتكم عليكم الإخلاء بشكل فوري جنوباً على شارع صلاح الدين إلى المنطقة الإنسانية".
وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لـ"حماس" إن دبابات توغلت قبل الإعلان وإن الناس من الحي الشرقي كانوا يركضون باتجاه الغرب تحت إطلاق النار بينما أغلقت إسرائيل الطريق جنوباً، ولم يكن هناك تعليق فوري آخر من الجيش الإسرائيلي.
وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي نشبت بعد هجوم مباغت شنه مسلحو حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، يقول موظفو إغاثة إن القطاع لا يزال معرضاً لخطر المجاعة بشكل كبير، إذ يواجه ما يقرب من نصف مليون شخص مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي.
رصيف المساعدات
من ناحية أخرى كتب الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي رسالة إلى إدارة الرئيس جو بايدن يطالبها رسمياً بإغلاق رصيف المساعدات الذي أقامته واشنطن قبالة ساحل غزة، واصفاً العملية بأنها غير فعالة ومحفوفة بالمخاطر ومضيعة للمال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
سوء التغذية
وقال مسؤول بالقطاع الصحي إن وفاة طفلة أخرى في مستشفى كمال عدوان في وقت متأخر أمس الأربعاء رفع عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية والجفاف إلى 31 في الأقل، مضيفاً أن الحرب تزيد من صعوبة تسجيل مثل هذه الحالات.
وتنفي إسرائيل اتهامات بأنها خلقت ظروف المجاعة وتلقي باللوم على وكالات الإغاثة في مشكلات التوزيع وتتهم "حماس" بالسيطرة على المساعدات، وهي اتهامات تنفيها "حماس".
وفي جنوب قطاع غزة، أظهرت لقطات من طائرات مسيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحتها بعد، عشرات المنازل المدمرة في أجزاء من رفح المتاخمة لمصر مع تدمير قرية السويدية الواقعة على الجانب الغربي من المدينة بالكامل.
ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تعليقاً على النشاط العسكري الليلة الماضية بعد.
لم تفلح جهود الوساطة الدولية المدعومة من الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على رغم استمرار المفاوضات وسط ضغوط غربية متواصلة تسعى إلى إدخال مزيد من المساعدات لقطاع غزة.
ما بعد الحرب
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الأربعاء إنه ناقش مقترحاته لحكم غزة بعد الحرب، التي ستشمل فلسطينيين محليين وشركاء إقليميين والولايات المتحدة، لكنه وصف العملية بأنها ستكون "طويلة ومعقدة".
وقال مسؤولون أميركيون كبار لغالانت، الذي كان يزور واشنطن، إن الولايات المتحدة ستستمر في تعليق إرسالها لشحنة من الذخيرة الثقيلة لإسرائيل لحين إتمام مباحثاتها في هذه المسألة، وعلقت الولايات المتحدة الشحنة في أوائل مايو (أيار) بسبب مخاوف من أن تتسبب الأسلحة في مقتل مزيد من الفلسطينيين في غزة.
وتقول "حماس" إن أي اتفاق يجب أن يفضي إلى إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، فيما تقول إسرائيل إنه حتى يتسنى لها القضاء تماماً على الحركة التي تدير غزة منذ 2007، فإنها لن تقبل إلا بوقف موقت للقتال.
وإلى جانب معاناة معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من الجوع، فإنهم يواجهون أيضاً نقصاً في المياه النظيفة والصرف الصحي، مما يسهم في تفشي الأمراض.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي ومسؤول غربي أمس الأربعاء إن إسرائيل تستعد لزيادة إمدادات الكهرباء إلى محطة لتحلية المياه بهدف زيادة إنتاجها الموجه لسكان قطاع غزة، وقال المسؤول الغربي إن الخطة ستخفف أزمة المياه لكنها لن تحلها، مشيراً إلى الحاجة إلى إجراء إصلاحات.