"أوفكوم" مطالبة بتغيير قواعدها لمكافحة التزييف في الانتخابات البريطانية

دفعت مخاوف من أن تؤثر الأخبار المزيفة في نتائج الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة، إلى صدور دعوات طالبت بإجراء تغييرات فورية على قواعد إعداد المحتوى الإعلامي في يوم الاقتراع.

"جمعية الكمبيوتر البريطانية، المعهد المعتمد لتكنولوجيا المعلومات" BCS, the Chartered Institute for IT - وهي التجمع المهني للحوسبة - دعا إلى إجراء إصلاحات عاجلة على اللوائح التنظيمية التي تمنع في الوقت الراهن وسائل البث الإعلامي الرئيسة في المملكة المتحدة، من مواجهة الأخبار المزيفة في يوم الانتخابات.

واستناداً إلى بحث أجرته "جمعية الكمبيوتر البريطانية"، يرى نحو ثلثي خبراء التكنولوجيا أنه يجب السماح لمحطات البث - بما فيها شبكة "بي بي سي" ومحطتي "سكاي" و"جي بي نيوز"، بمواجهة المعلومات المضللة في يوم الاقتراع.

هذه الدعوة إلى التغيير ترتكز على مخاوف متزايدة من تفشي أخبار كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات عبر الإنترنت، التي يمكن أن تؤثر في نتائج الانتخابات.

وكانت الروبوتات الروسية الإلكترونية اتهمت في الماضي، بالتأثير في الانتخابات في مختلف أنحاء العالم، بما فيها استفتاء "بريكست" (الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي) والاستفتاء على استقلال اسكتلندا.

واستناداً إلى دراسة استقصائية لآراء أعضاء في "جمعية الكمبيوتر البريطانية"، يعتقد 62 في المئة من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، أن الحظر المفروض على تغطية الانتخابات العامة في يوم الاقتراع، يجب أن يتضمن استثناء يتيح لوسائل الإعلام الرئيسة في البلاد مواجهة المعلومات المضللة عبر الإنترنت.

وفي الوقت الراهن، تنص اللوائح التنظيمية التي وضعها "مكتب الاتصالات البريطاني" (أوفكوم) Office of Communications (Ofcom) [هيئة مستقلة تتولى تنظيم قطاع الاتصالات والبث الإذاعي والتلفزيوني في المملكة المتحدة] على وجوب التوقف عن مناقشة القضايا الانتخابية وتحليلها، عند فتح مراكز الاقتراع في الساعة السابعة صباحاً، وعدم العودة إلى ذلك إلا بعد إغلاق الصناديق في الساعة العاشرة مساء.

ويعني هذا أيضاً أنه يجب على المقدمين الامتناع عن نشر نتائج أية استطلاع للرأي في وقت يقوم فيه الناخبون بالإدلاء بأصواتهم.

وفي الاستطلاع نفسه الذي شمل 1200 متخصص في التكنولوجيا، أبدى 65 في المئة من المشاركين فيه قلقهم في شأن التأثير المحتمل لتقنية التزييف العميق على نتائج الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة.

وقال آدم ليون سميث الزميل في "جمعية الكمبيوتر البريطانية" والخبير في معايير "الذكاء الاصطناعي الدولي"، "مع اقتراب موعد الانتخابات العامة، فإن من الأهمية بمكان أن تتخذ مؤسسات البث موقفاً استباقياً لمواجهة المعلومات الخاطئة والمضللة، وبخاصة من المصادر التي تسعى إلى تضليل الناخبين للتأثير في خياراتهم".

وأضاف "من خلال تمكين وسائل الإعلام التي تتمتع بصدقية وبسمعة جيدة، من التحقق من الوقائع والتصحيح الفوري للمحتوى المضلل، يمكن ضمان حصول الجمهور على معلومات دقيقة، وبالتالي زيادة عدد الناخبين الأكثر اطلاعاً وحماية المبادئ الديمقراطية".