ملخص
جاء تجدد المعارك في شمال غزة بعد تصريحات الأحد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أفاد بأن حدة "المرحلة المكثفة" من الهجوم الإسرائيلي على غزة تتراجع بعد نحو تسعة أشهر.
قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان السبت إنه لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل بشأن حرب غزة. وأضاف حمدان في مؤتمر صحافي في بيروت، "نؤكد مجدداً أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزة، وصفقة تبادل حقيقية".
وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن بين إسرائيل وحركة "حماس" في مسعى لإبرام الاتفاق.
وبينما واصل الجيش الإسرائيلي توغله في منطقتين بشمال وجنوب قطاع غزة، قال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة إن قصف الدبابات في رفح أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الجمعة أنه ينفذ عمليات بتغطية جوية في شمال غزة أدت إلى مقتل "عشرات" المسلحين في حي الشجاعية. وعندما بدأت عملية الشجاعية الخميس أفاد شهود ومسعفون بأنها أدت إلى سقوط إلى كثير من الضحايا.
وجاء تجدد المعارك في شمال غزة بعد تصريحات الأحد الماضي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أفاد بأن حدة "المرحلة المكثفة" من الهجوم الإسرائيلي على غزة تتراجع بعد نحو تسعة أشهر. ويتوقع خبراء أن يطول أمد المرحلة المقبلة.
ظروف "لا تطاق"
من جانبها، قالت متحدثة باسم الأمم المتحدة الجمعة إن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة أجبروا على العيش في مبان أو مخيمات دمرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة، ونددت بظروف "لا تطاق" في القطاع. وعرضت لويز ووتريدج من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الظروف المعيشية "القاسية للغاية" في قطاع غزة.
وقالت للصحافيين في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من وسط غزة "الأمر لا يطاق حقاً". وعادت ووتريدج الأربعاء بعد قضائها أربعة أسابيع خارج القطاع، مشيرة إلى أن الوضع في تلك الفترة "تدهور بشكل كبير". وأضافت "اليوم لا بد من أن يكون الأسوأ على الإطلاق. ولا أشك في أن الغد سيكون الأسوأ على الإطلاق مرة أخرى".
وبعد نحو تسعة أشهر من بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس"، قالت ووتريدج إن قطاع غزة "دُمر"، موضحة أنها "صدمت" لدى عودتها إلى خان يونس جنوب قطاع غزة. ولفتت إلى أنه مع عدم وجود حمامات، "يقضي الناس حاجتهم في أي مكان يمكنهم قضاء حاجتهم فيه".
وأشارت ووتريدج إلى صعوبة جلب الوقود إلى غزة وتوزيعه بأمان، الأمر الذي يؤثر في القدرة على إيصال المساعدات. وحذرت من أنه "من دون الوقود، ستتوقف الاستجابة الإنسانية بالفعل".
وتحدثت ووتريدج من دار ضيافة حيث لا يمكن الخروج لمهام تفقدية بسبب عدم وجود وقود. وعلى بعد 150 متراً، وصفت تكدس نحو 100 ألف طن من النفايات مع نصب خيم موقتة حولها.
وشددت على أن "السكان يعيشون وسط ذلك"، محذرة من أنه "مع ارتفاع درجات الحرارة فإن ذلك يزيد من بؤس الظروف المعيشية". وذكرت بالوضع قبل الحرب عندما كانت سيارات جمع النفايات تقوم بمهمتها وتنقل القمامة إلى مكب مخصص لذلك.
وأشارت إلى أن المناشدات الموجهة إلى السلطات الإسرائيلية للوصول إلى مكبات النفايات تُرفض في كثير من الأحيان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
انعدام الأمن الغذائي
وتطرقت أيضاً إلى انعدام الأمن الغذائي في القطاع، مشيرة إلى تأثيره الواضح في الفلسطينيين.
وشهد أمس الخميس عبور مرضى بالسرطان من قطاع غزة المنكوب إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، في أول عملية إجلاء من غزة منذ إغلاق معبر رفح الحدودي أوائل مايو (أيار) عندما سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني منه.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن هناك 10 آلاف مريض في قطاع غزة بحاجة إلى الإجلاء لتلقي العلاج.
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على ممولين لـ"حماس"
وأعلن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على ستة أفراد وثلاث شركات متهمة بتمويل حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، أو بـ"تسهيل أفعالهما العنيفة".
وقال المجلس الأوروبي في بيان إن هذه العقوبات تستهدف ثلاث شركات وصفت بأنها "شركات وهمية غايتها تسهيل تدفق الأموال" إلى "حماس"، ويسيطر عليها رجل أعمال يقيم في السودان سبق أن عاقبه الاتحاد الأوروبي.
في المجموع يخضع حالياً 12 شخصاً وثلاث منظمات لعقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وتنص هذه العقوبات على تجميد للأصول ومنع دخول الاتحاد الأوروبي.
الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن في يناير (كانون الثاني) فرض عقوبات على حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، تستهدف خصوصاً رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في غزة يحيى السنوار الذي يعتبر مهندس هجوم السابع من أكتوبر.
نقل الرصيف العائم قبالة غزة مجدداً
وأعلن البنتاغون أنه تمت إزالة رصيف المساعدات الأميركي العائم مرة أخرى من ساحل غزة بسبب الأمواج العاتية، وسيتم سحبه إلى ميناء إسرائيلي.
وهذه ثالث مرة يتم فيها سحب الرصيف العائم بسبب الظروف الجوية منذ تثبيته في مايو الماضي، إضافة إلى صعوبات في توزيع المساعدات عند وصولها إلى شاطئ غزة.
وقالت مساعدة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحافيين "نظراً إلى حالة ارتفاع البحر المتوقعة في نهاية هذا الأسبوع، أزالت القيادة المركزية الرصيف الموقت من موقعها الراسي في غزة وستسحبه إلى أسدود بإسرائيل".
ونفت تحديد موعد لإعادة تركيب الرصيف، موضحة أن "القائد سيواصل تقييم حالة البحر خلال عطلة نهاية الأسبوع".
وقالت سينغ "منذ الـ17 من مايو ساعدت القيادة المركزية في إيصال أكثر من 8831 طناً (..) من المساعدات الإنسانية إلى الشاطئ لتوزيعها في ما بعد من قبل المنظمات الإنسانية".
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة علق في وقت سابق من هذا الشهر عملياته لتقييم الوضع الأمني.
جاء ذلك بعد عملية للجيش الإسرائيلي حُرر خلالها أربع رهائن من غزة، وأسفرت بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة "حماس" عن مقتل أكثر من 270 شخصاً.
هجوم على سفارة إسرائيل في صربيا
من جهة أخرى، أردى شرطي صربي يعمل في أمن السفارة الإسرائيلية في بلغراد السبت رجلاً هاجمه بقوس ونشاب وأصابه في عنقه، الأمر الذي وصفه رئيس الوزراء الصربي بأنه "عمل إرهابي".
وعرّفت الشرطة المهاجم بأنه "معتنق للاسلام" من مواليد عام 1999 في بلدة ملادينوفاتش التي تقع على بعد نحو 50 كيلومتراً من بلغراد.
ووقع الهجوم قرابة الساعة 11:00 (09:00 بتوقيت غرينتش) صباح السبت في العاصمة الصربية عندما أطلق المهاجم سهما على الضابط الذي كان في الخدمة خارج السفارة الإسرائيلية وأصابه في عنقه.
وقال وزير الداخلية الصربي إيفيكا داسيتش إن الشرطي الجريح أطلق النار على المهاجم "دفاعاً عن النفس" وأصابه، ولاحقاً توفي المهاجم "متأثراً بجروحه".
وأعلنت السلطات أنها ألقت القبض على بعض الأشخاص، مع الاشتباه بتورط غيرهم من المعروفين لدى أجهزة الأمن في الهجوم.
وأشارت الشرطة أيضاً إلى أنها تقوم بتفتيش عدد من المواقع.
وقال رئيس الوزراء ألكسندر فوتشيتش للصحافيين بعد زيارة الضابط المصاب "هناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين نبحث عنهم، وبالتأكيد عن شخص موجود على أراضي صربيا". وأضاف أن السلطات تعقبت المهاجم ورفاقه قبل هجوم السبت، لكن لم تكن توجد أدلة كافية للقبض عليهم.
وكان الشرطي الذي خضع لعملية جراحية في المستشفى، في حجرة الحراسة الخاصة به عندما وقع الهجوم.
وبحسب السلطات، فإن المهاجم انتقل للعيش في نوفي بازار، وهي مركز تاريخي وسياسي لأقلية البوشناق المسلمة في صربيا.