Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حروب واختلافات سياسية تحوم حول أجواء أولمبياد باريس

هل تتجلى النزاعات المستمرة في العالم في تلك التظاهرة الرياضية العالمية؟

متظاهرون أوكرانيون يعترضون على قرار اللجنة الأولمبية الدولية إعادة إشراك الروس والبيلاروس تدريجاً في المسابقات الدولية (أ ف ب)

ملخص

تجذب المناسبات الرياضية الكبرى أنظار قطاع كبير من الناس في كل دول العالم، ولهذا قد تشكل فرصة بالنسبة إلى البعض للتعبير عن توجه سياسي معين أو دعم قضية سياسية معينة، ولا يشذ أولمبياد باريس عن القاعدة هنا، بخاصة أنه يجرى في ظل حروب وصراعات تغلي في معظم مناطق العالم.

تسعى اللجنة الأولمبية الدولية إلى "جمع العالم" على هامش دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في باريس هذا الصيف، لكن هل ستنجح في جعل الألعاب حدثاً "سلمياً" يقرب بين الدول والشعوب؟
يحظر الميثاق الأولمبي أي "دعاية سياسية" على أرض الملعب أو منصات التتويج، لكن يسمح بها في القرية الأولمبية أو خلال المؤتمرات الصحافية. فكيف ستتجلى النزاعات المستمرة لا سيما حربي غزة وأوكرانيا في الألعاب الأولمبية التي تنطلق في الـ26 من يوليو (تموز) المقبل؟

الحرب على أوكرانيا

وبسبب الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في فبراير (شباط) 2022 ودعمتها بيلاروس، بدا مستبعداً إمكان جمع رياضيين من الجنسيات الثلاث في ألعاب باريس 2024، فمُنع الروس والبيلاروس من الألعاب الأولمبية حتى مارس (آذار) 2023 فيما كان الأوكرانيون يهددون بمقاطعة الألعاب الأولمبية في حال مشاركة هؤلاء، لكن منذ تخلي كييف عن هذا الموقف في صيف 2023 عملت اللجنة الأولمبية الدولية على إعادة إشراك الروس والبيلاروس تدريجاً في المسابقات الدولية، في ظل شروط صارمة تمثلت في مشاركتهم بصفتهم الشخصية وتحت راية محايدة وألا يكونوا "داعمين بشكل نشط للحرب في أوكرانيا" ولا متعاقدين مع الجيش أو وكالات أمنية.
ومنعت الهيئة حاملي هاتين الجنسيتين من المشاركة في المسيرة الافتتاحية على نهر السين في باريس.
ووافقت على تأهل 28 روسياً و19 بيلاروسياً تحت راية محايدة، وذلك في إطار يقتصر حالياً على تسعة مجالات، هي المصارعة والترامبولين والدراجات على الطرق ورفع الأثقال والرماية وكرة المضرب والتجديف والجودو وركوب الكنو، ومن المتوقع إكمال القائمة.
ويُعد هذا العدد ضئيلاً جداً مقارنة مع أعداد الروس (330) والبيلاروس (104) الذين شاركوا عام 2020 في الألعاب الأولمبية في طوكيو.
وسيخضع هؤلاء "الرياضيون المحايدون" لمراقبة دائمة، إذ سيؤدي أي إظهار دعم للهجوم على أوكرانيا مثل إبراز رمز Z المؤيد للحرب إلى إجراء يمكن أن يصل إلى "الاستبعاد الفوري من الألعاب الأولمبية"، حسبما قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ لوكالة "فرانس برس" في نهاية أبريل (نيسان) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


حرب غزة والحياد

من جهة أخرى، تحاول اللجنة الأولمبية الدولية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" أن تلتزم الحياد، مؤكدة دعمها "حل الدولتين" ومعترفة باللجنة الأولمبية الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية منذ عام 1995.
لذلك لم تعمل أبداً على تقديم الرياضيين الإسرائيليين تحت راية محايدة، مع أن القصف الإسرائيلي المستمر بلا هوادة لغزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 دمر المؤسسات الرياضية الأساسية في القطاع وقتل شخصيات بارزة في الوسط الرياضي الفلسطيني، بحسب اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
وفي منتصف يونيو (حزيران) الجاري أعرب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب عن أمله في أن تستقطب الألعاب الأولمبية مزيداً من الاهتمام بالحرب في غزة والاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، قائلاً إن "باريس هي لحظة تاريخية ولحظة عظيمة، للذهاب إلى هناك وإخبار العالم أن الوقت قد حان لنقول توقفوا، كفى".
وبحسب اللجنة الأولمبية الدولية ينبغي على الهيئة أن تضم "ستة إلى ثمانية ممثلين" في باريس في ظل نظام الدعوات. ويسمح النظام لعدد محدود من الرجال والنساء بالمشاركة، حتى لو لم يستوفوا المعايير اللازمة.
من الجانب الإسرائيلي يبقى توفير الأمن على رأس الأولويات كما كانت الحال في كل نسخة من الألعاب الأولمبية منذ عملية احتجاز الرهائن في دورة ألعاب ميونيخ عام 1972 التي أسفرت عن مقتل 11 رياضياً إسرائيلياً على يد مجموعة فلسطينية مسلحة.
حتى اللحظة تعتزم البعثة "المشاركة في الحفل الافتتاحي مثل أي فريق آخر"، بحسب اللجنة الأولمبية الإسرائيلية.

عودة "طالبان"

إلى ذلك تسببت عودة حركة "طالبان" إلى السلطة في أفغانستان في صيف عام 2021 في معضلة للسلطات الرياضية، ألا وهي الموازنة بين الحوار والضغط لمساعدة الرياضيين ومرافقيهم سواء أكانوا في المنفى أم في بلدهم، من دون الموافقة على حظر ممارسة النساء الرياضة.
وفي منتصف يونيو الجاري قالت اللجنة الأولمبية الدولية إنها حصلت على تأكيد مشاركة فريق مؤلف من ثلاثة رياضيين أفغان (ألعاب القوى، والسباحة، والجودو) وثلاث رياضيات (ألعاب القوى، وركوب الدراجات)، من دون الكشف عن هوياتهم.
ويقيمون جميعاً في الخارج باستثناء لاعب الجودو، حسبما قال المدير العام للجنة الأولمبية الأفغانية داد محمد بايندا أختاري. وأوضح "بما أن الرياضة للنساء محظورة في أفغانستان، لم تُرسل (الرياضيات الثلاث) من داخل البلد".
وسيكون لأفغانستان التي تعد ثالث أكبر بلد في العالم من جهة عدد المنفيين، خمسة ممثلين في الفريق الأولمبي للاجئين بينهم قائدة الفريق معصومة علي زاده.
وقالت أخيراً لوكالة الصحافة الفرنسية، "أنا سعيدة للغاية بوجود ثلاث نساء أفغانيات في الألعاب الأولمبية وأنهن متساويات مع الرجال".

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة