Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية: 80 في المئة لا يؤيدون النظام

نسبة المشاركة منذ الاستحقاق البرلماني عام 2020 وحتى اليوم شهدت تراجعاً حاداً

تأهل مسعود بزشكيان وسعيد جليلي إلى الجولة الثانية من الاستحقاق الرئاسي في إيران (أ ف ب)

ملخص

المرشد علي خامنئي قال إن كل صوت هو تصويت لمقبولية وشرعية نظام إيران، فكانت النتيجة بمثابة "لا للنظام"

أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية الـ 14 أنه خلافاً لرغبة المرشد علي خامنئي، فقد انتصر مؤيدو مقاطعة الانتخابات في المشهد السياسي، ونحو 80 في المئة من الإيرانيين لا يؤيدون النظام ولا سياساته الداخلية والخارجية.

وخلال الساعات الأولى وبعد الإعلان عن انتهاء الانتخابات الرئاسية، تحدثت وسائل الإعلام الحكومية عن أن نسبة المشاركة بلغت 40 في المئة، بينما شكك منتقدو ومعارضو المشاركة في الانتخابات في النسبة التي أعلنها النظام.

تراجع مقبولية النظام

بعض وسائل الإعلام المقربة من الأجهزة الأمنية أكدت تراجع مقبولية النظام بين المواطنين، وقالت إن التقارير تتحدث عن أن نسبة المشاركة خلال الانتخابات الرئاسية الـ 14 كانت أقل من 37 في المئة، وعليه فنسبة المشاركة في هذه الانتخابات كانت أقل من نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية خلال مارس (آذار) 2024 الماضي، وهذا الموضوع يظهر أن نسبة المشاركة منذ الانتخابات البرلمانية عام 2020 وحتى اليوم شهدت تراجعاً حاداً.

ومن خلال درس نسب المشاركة خلال الانتخابات الرئاسية الثلاثة الماضية، يتبين لنا تراجع من 73 في المئة خلال انتخابات عامي 2014 و2018 إلى 49 في المئة عام 2022 ونحو 40 في المئة في الاستحقاق الرئاسي قبل أيام، إذ أظهرت التقارير الرسمية أن أعلى نسبة مشاركة كانت في محافظة خراسان الجنوبية بـ 60.3 في المئة، تليها محافظة يزد بنسبة وصلت إلى 58.3 في المئة، ومحافظة قم بنسبة مشاركة بلغت 57 في المئة.

أما أقل نسبة مشاركة فكانت في محافظة كردستان ومدينة طهران بـ 23 في المئة، كما شهدت محافظتا سيستان وبلوشستان أعلى انخفاض في المشاركة مقارنة بانتخابات عام 2022، إذ بلغت 30 في المئة.

قاليباف الخاسر الأكبر

وعلى رغم أن وزارة الداخلية الإيرانية تحاول نشر عملية إعلان أصوات المرشحين على دفعات فإن وسائل إعلام مقربة من الحكومة زعمت، بحسب النتائج، تأهل مسعود بزشكيان وسعيد جليلي إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في حين لم يحصل أي منهما على 10 ملايين صوت في الأقل.

وبناء على تكهنات بعض وسائل الإعلام، فمن أصل 24 مليون صوت تقريباً أدلي بها حصل مسعود بزشكيان على 42.6 في المئة، بينما حصل سعيد جليلي على 38.7 في المئة من مجموع الأصوات.

وأما الرئيس الحالي للبرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، فكان الخاسر الأكبر خلال هذه الانتخابات، وعلى رغم أن أنصاره، وحتى الدقائق الأخيرة، كانوا يؤكدون أنه الفائز في الانتخابات الرئاسية، فإن الجنرال قاليباف لم يحصل إلا على 13.8 في المئة من مجموع الأصوات.

رئيس البرلمان الذي رفض أن يجلس مع سعيد جليلي لمناقشة مسألة انسحاب أحدهما لمصلحة الآخر، يرى "التيار الثوري" و"جبهة الاستقامة" أنه السبب الرئيس في هذا الفشل، وقد وصل التوتر والخلاف بين أنصار قاليباف وجليلي خلال الانتخابات إلى نقطة الغليان، إذ قاموا بتشويه سمعة بعضهما بعضاً، ويذكر أن هذا الخلاف أصبح علنياً منذ الانتخابات البرلمانية في مارس 2022.

اقتراح الصلح

والآن، ومع حاجة سعيد جليلي إلى أصوات أنصار قاليباف للفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، فقد رفض أنصار الأخير اقتراح الصلح والاتفاق على دعم جليلي، وأعلن بعضهم أنهم لن يصوتوا لسعيد جليلي، كما أكد بعض من أنصار محمد باقر قاليباف عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الإيرانيين استطاعوا منع وصول الأصوليين إلى مبنى باستور (مبنى رئاسة الجمهورية) حتى بمشاركة 40 في المئة فقط، في وقت يعتبر فيه قاليباف أحد أهم عناصر التيار الأصولي في إيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهرت ردود فعل أنصار قاليباف أن غضب هذه المجموعة تجاه سعيد جليلي وأنصاره قد خلق وضعاً صعباً جعل من المستحيل على جليلي وقاليباف التوصل إلى اتفاق، وهو وضع قرّب مسعود بزشكيان من الفوز وجعله على وشك الجلوس على منصب رئاسة الجمهورية بأقل مشاركة.

وبالنسبة إلى التيار الذي يعرف بـ "الإصلاحيين"، وعلى رغم دعم شخصيات مثل محمد خاتمي وحسن روحاني ومحمد جواد ظريف، فإن النتائج أظهرت فشلاً وتراجعاً في أعداد الناخبين الذين يدعمون هذا التيار، بخاصة في المدن الكبرى، ولا سيما بين الطبقة المتوسطة من المجتمع الإيراني.

وفي هذا السياق أكد "الإصلاحيون"، خلال أكثر من مناسبة في تقاريرهم وكتاباتهم، أنه بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها إيران في العامين الماضيين، فإن الإصلاحات هي السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد.

وجود أسماء وشخصيات رمزية لهذا التيار مثل ميرحسين موسوي وزهراء رهنورد ومصطفى تاجزادة في قائمة مقاطعي المشاركة في الانتخابات الرئاسية، جعلت الفجوة العميقة التي ظهرت في التيار الإصلاحي أكثر وضوحاً، إذ أصبح الخطاب الذي يدعو إلى الانتقال من "الخطاب الإصلاحي الحكومي" أكثر وضوحاً، وهو من انتصر في هذه الانتخابات.

"لا للنظام"

وأما المرشد علي خامنئي الذي قال إن كل صوت هو تصويت لمقبولية وشرعية نظام إيران، فلا بد من أن يكون قد أدرك أن نتائج الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة كلمة "لا"، ورفضاً من الإيرانيين له ولنظام طهران، والآن وفي المحطة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية التي وصلت إلى الجولة الثانية، فإن "الجبهة الثورية" التي أزاحت محمد باقر قاليباف وأنصاره قد أصبحت أضعف وأضيق مما كانت عليه في السابق، وبالنظر إلى النتائج التي حصلت خلال الانتخابات الرئاسية فإنه يمكن القول إن 60 في المئة من الإيرانيين قالوا "لا للنظام"، ومن بين 40 في المئة الذين شاركوا في الانتخابات فهناك 20 في المئة رفضوا الخطاب الثوري المقرب من بيت المرشد علي خامنئي، أي بمعنى آخر أن هناك 80 في المئة من المواطنين يعارضون التوجه الحالي للنظام الإيراني.

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير