Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونسيون يخشون الأوبئة مع تكدس القمامة في العاصمة وسط موجة الحر

تضم البلاد 17 مصب نفايات مراقباً من السلطات أغلق منها ستة وبقي 11

85 في المئة من النفايات تلقى في مصبات تحظى بمراقبة الدولة التونسية بينما يكدس الباقي إما في الشوارع أو المصبات العشوائية (أ ف ب)

ملخص

في خضم سنة انتخابية من المقرر أن تمثل معضلة النفايات في العاصمة التونسية نقطة حساسة ستكون محور السجالات بين السلطة ومعسكر المعارضة

دخل الرئيس التونسي قيس سعيد على خط أزمة باتت تخنق العاصمة، تتمثل في تكدس القمامة بشكل غير مسبوق، وهو يسعى إلى حشد واستنفار السلطات المحلية لمواجهة المعضلة التي تأتي وسط موجة حر شديدة.

وقال الرئيس سعيد الذي انفرد بمعظم الصلاحيات منذ أعوام إن "الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، لا في رفع الفضلات ولا في تقديم الخدمات للمواطنين ولا في الإنارة العمومية ولا في تعهد المقابر، ولا في صيانة المنتزهات والمناطق الخضراء التي تحول أغلبها إلى مصب للفضلات، بل أكثر من ذلك حتى بعض المستودعات البلدية أهملت وصار جزء منها آيلاً للسقوط".

وأثارت معضلة انتشار النفايات في العاصمة تونس التي عادة ما تكون قبلة السياح الأولى، جدلاً في الشارع وسط تساؤلات عن الآليات الكفيلة بحلها، لاسيما بعد مرور أشهر عن حل المجالس البلدية من الرئيس قيس سعيد.

مسؤولية مشتركة

ولا يتوانى الرئيس التونسي في توجيه انتقادات للإدارة، محذراً من محاولات لعرقلة "الإصلاحات" التي يقوم بها منذ إطاحته بالمنظومة السياسية السابقة في الـ25 من يوليو (تموز) 2021.

وليست هذه المرة الأولى التي يلمح فيها إلى "مؤامرة" من خلال عدم رفع النفايات أو تكدس القمامة في الشوارع التونسية، ففي 2021 نبه الرئيس التونسي من أطراف "تخطط لعدم رفع الفضلات في مدينة تونس بعد سيناريو ولاية (محافظة صفاقس)".

وعاشت صفاقس قبل أعوام أزمة حادة بسبب تكدس النفايات وسط عجز المصبات على احتواء تلك النفايات، مما أثار موجة من الاحتجاجات من السكان.

وتتكدس في تونس سنوياً نحو 3.18 مليون طن من الفضلات المنزلية، أكثر من 25 في المئة منها في العاصمة وثلاث محافظات متاخمة لها وهي منوبة وبن عروس وأريانة.

وقال المحلل السياسي محمد ذويب "من الواضح أن بعض الإدارات في تونس ما زالت تشتغل بطريقة غير علمية ولا ترتقي إلى مستوى تطلعات التونسيين، وهناك شق أيضاً متعلق بالمواطن وعليه جزء من المسؤولية أعتقد أنها مسؤولية مشتركة".

وتابع ذويب في حديث خاص لـ"اندبندنت عربية"، "على رئاسة الجمهورية أن تكثف الرقابة على البلديات والجمعيات التي تعنى بالبيئة وأن يقوم الإعلام بدوره، وهناك ضرورة لتوجيه الاهتمام أكثر بالنظافة وتغيير العقلية تجاه الملك العام والمشترك".

وشدد على أنه "يجب أن تقوم بقية الوزارات أيضاً بدورها الرقابي لإجبار الناس على الالتزام بمسؤوليتهم تجاه هذا الموضوع الحساس، وهناك مخاوف من انتشار أوبئة بسبب الوضع البيئي المتأزم  خصوصاً أننا على أعتاب موسم سياحي".

وضع بيئي يتدهور

وعلى رغم أن حل المجالس البلدية أثار فجوة في عملية نقل الفضلات، إلا أن مراقبين يربطون معضلة انتشار القمامة في العاصمة بالنقص "الفادح في المصبات".

وبحسب أرقام رسمية فإن تونس تضم 17 مصب نفايات مراقباً من السلطات، أغلق منها ستة ليتبقى 11، وهو أمر يثير جدل خصوصاً مع تزايد السكان في العاصمة والمدن المحيطة بها، وهو تزايد يعود أساساً لقدوم كثيرين إلى هذه المدن أملاً في الحصول على وظائف وغير ذلك.

وقالت الباحثة في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وهي منظمة غير حكومية في تونس إيمان بدور إن "الوضع البيئي في تونس يتدهور باستمرار وسط غياب حلول مستدامة وجدية لمعالجة تلك المعضلة مما جعل حياة المواطن أكثر صعوبة وتعقيداً".

وأضافت بدور أن "إدارة النفايات في تونس تفتقر إلى رؤية واستراتيجية واضحة على رغم الاعتماد على سياسة الردم والفرز والتدوير، ويمكن التأكيد أن 85 في المئة فقط من النفايات تلقى في مصبات تحظى بمراقبة الدولة، بينما يكدس الباقي إما في الشوارع أو المصبات العشوائية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عجز مصبات النفايات

وتأتي هذه الأزمة المتفاقمة وسط موجة حر شديدة تجتاح تونس، وهو ما يزيد الأمر تعقيداً خصوصاً مع الانقطاعات المتكررة للمياه، مما جعل الجهود تتشتت بين تزويد التونسيين بالمياه وجمع النفايات من السلطات، بحسب ناشطين.

واعتبر المحلل السياسي محمد صالح العبيدي أن "مشكلة النفايات معقدة ومركبة، ولا يمكن فقط إلقاء الكرة في ملعب البلديات التي حلت جميعاً وترصد تمويلات متدنية لها، مما يجعلها تواجه صعوبة في معالجة معضلة النفايات".

وأردف العبيدي في تصريح خاص أن "هناك مشكلة أخرى أعتقد أنها الأهم، وهو نقص مصبات النفايات التي تراقب من السلطات، وهذا يعرقل جهود البلديات لحل الأزمة البيئية التي قد تتفاقم في ظل الحر القاسي الذي يضرب البلاد".

وفي خضم سنة انتخابية من المقرر أن تمثل معضلة النفايات في العاصمة التونسية نقطة حساسة ستكون محور السجالات بين السلطة ومعسكر المعارضة، الباحث عن استعادة الزخم لأدائه واحتجاجاته على الرئيس قيس سعيد وحكومته.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات