Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المغتربون وسواح الصيف يخرجون اقتصاد الأردن من السبات

تنشط القطاعات والزراعية والخدمية ويشتد الطلب على المسابح والمتنزهات والمهرجانات

مهرجان صيف عمان بطابع فلكلوري (اندبندنت عربية - صلاح ملكاوي)

ملخص

شهد عام 2023 زيادة في أعداد السياح والدخل السياحي، وبلغ عدد زوار الأردن نحو ستة مليون زائر، في حين ارتفع الدخل السياحي إلى نحو سبعة مليارات دولار، لكن العام الحالي قد يواجه صعوبات.

فما الأسباب؟

يترقب معظم القطاعات الاقتصادية في الأردن فصل الصيف، باعتباره منقذاً لهذه القطاعات بعد أشهر من السبات الشتوي والانكماش الاقتصادي إذ ينخفض النشاط السياحي ويزيد استهلاك الطاقة وتقل القدرة الشرائية لدى المواطن، بينما تشكل أشهر الصيف فترة حيوية ومهمة لدعم وتعزيز القطاعات السياحية والزراعية والخدمية.

 

السياحة الداخلية 

ومع تركيز الحكومة الأردنية على السياحة الداخلية يجد كثيرون من المغتربين الأردنيين والمقيمين في المملكة متنفساً لهم، ويزيد الطلب على الفنادق والمطاعم والأنشطة الترفيهية والمناطق السياحية الأمر الذي ينعش الاقتصاد ويساهم في خلق فرص عمل إضافية، كما أن تدفق السياح الأجانب خلال فصل الصيف يسهم في زيادة العائدات السياحية.

كما أن الصناعات الترفيهية والخدمية تسهم في تحريك الاقتصاد صيفاً حيث يرتفع الطلب على المسابح، والمتنزهات، والمهرجانات، وأيضا على المنتوجات المحلية على تنوعها، فضلاً عن زيادة حركة النقل الجوي والبري خلال فصل الصيف.

ووفقاً لوزارة السياحة فإن عام 2023 شهد زيادة في أعداد السياح والدخل السياحي، وبلغ عدد زوار الأردن نحو ستة ملايين زائر، بزيادة قدرها 30 في المئة قياساً بعام 2022، في حين ارتفع الدخل السياحي إلى نحو سبعة مليارات دولار.

أنماط سياحية صيفية

ويعتمد الأردن في فصل الصيف على سيّاح المبيت واليوم الواحد، إذ شهدت هذه الفئة زيادة بنسبة 17.6 في المئة وبعدد يقارب 1.479 مليون زائر العام الماضي عن الأعوام السابقة. ويُقدر أن حوالى 30 في المئة من الدخل السياحي المتحقق في العام الماضي كان من قبل المغتربين.

كما ارتفعت نسبة سياح اليوم الواحد بنحو 94 في المئة وهو نوع من أنواع السياحة يشمل الزوار الذين يقضون ساعات قليلة في الأردن قبل العودة إلى وجهاتهم الأصلية، ما يسهم في زيادة الإنفاق على الخدمات اليومية مثل النقل والوجبات السياحية.

كما تنشط أنماط سياحية جديدة مرتبطة بأشهر الصيف كالسياحة البيئية في المحميات الطبيعية والسياحة التاريخية، فضلاً عن سياحة الترفيه والمغامرات والتخييم بالإضافة الى مهرجانات التسوق الصيفية.

ومنذ سنوات ظهرت صناعة سياحية قائمة بحد ذاتها تعتمد على فكرة الأكواخ الخشبية في أحضان الطبيعة.

وينظر الأردنيون باهتمام إلى السوق العربية وتحديداً الخليجية ومناطق فلسطينيي الداخل، بالإضافة إلى أسواق جديدة بدأت تأتي إلى الأردن من آسيا بحيث تعوّض انخفاض السياح الأجانب.

وفي مدينة العقبة (أقصى الجنوب) يزيد الاقبال على الأنشطة البحرية مثل الغوص، والسباحة، والرياضات المائية، واستكشاف الشعاب المرجانية، الأمر الذي يدعم الاقتصاد المحلي ويوفر فرص العمل، أما في مدينة جرش الأثرية (شمال غرب)، فتنشط صيفاً معارض المنتجات الريفية والصناعات الغذائية الى جانب بيع المنتجات التقليدية للسياح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

طفرة عقارية صيفاً

ويساهم المغتربون الأردنيون بشكل كبير في دعم قطاع العقارات غذ يقبلون على شراء الشقق والأراضي فيحركون هذه السوق التي بلغ حجم التداول فيها العام الماضي قرابة تسعة مليارات دولار. و تقدّر أعداد الشقق الفارغة والمعروضة للبيع في الأردن بنحو 30 ألف شقة، وتشكل عودة المغتربين صيفاً فرصة لتجار ومطوري العقارات.

ومعلوم أن ارتفاع أسعار الفائدة تسبب بهبوط مبيعات العقارات في الأردن في السنوات الماضية، كما أن ارتفاع كلف الإنتاج ساهم برفع إضافي في أسعار العقارات السكنية، إلا أن المراقبين يعولون على المغتربين لتعويض التراجع من قبل المقيمين، إذ تشهد الأشهر بدءاً من مايو (أيار) وحتى سبتمبر (أيلول) طفرة في مبيعات الشقق والعقارات عموماً.

ورصد رئيس مجلس جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان كمال العواملة نشاطاً في حركة الشراء العقاري من قبل المغتربين والعرب، ولأهداف متعددة كالإقامة وقضاء العطلات وحتى الاستثمار فيها. وقال إن القطاع العقاري شهد تعافياً بعد جائحة "كوفيد-19" مقدراً عدد الشقق التي بيعت في 2023 بنحو 40 ألف شقة.

وتشير شركة تطوير عقاري، من جهتها، إلى أن نحو 70 في المئة من طلبات شراء الشقق والأراضي خلال فصل الصيف تكون من قبل المغتربين، في حين أن حوالات العاملين الأردنيين في الخارج زادت عن خمسة مليارات دولار العام الماضي بحسب البنك المركزي.

تفاؤل أم تشاؤم

لكن في مقابل هذا التفاؤل تخيّم المخاوف من التراجع السياحي هذا العام بسبب الحرب في غزة واحتمال اندلاع نزاع إقليمي. ومن بين المؤشرات المقلقة التي توردها مكاتب سياحية عزوف السياح العرب والأجانب عن المجيء إلى البلاد، وإلغاء العديد من الحجوزات السياحية، بالإضافة الى تراجع نسبة إشغال الفنادق والمنتجعات السياحية في مدينة العقبة والبحر الميت بشكل غير مسبوق. وهو ما أكده وزير السياحة حميدي الفايز الذي أشار إلى تقلص عدد السياح القادمين للأردن من الخارج بنسبة 80 في المئة فضلاً عن السياحة الداخلية، معوّلاً، في الوقت نفسه، على رفع نسبة إشغال الفنادق في المدن الساحلية إلى ما نسبته 44 في المئة، بعد ارتفاع نسبة إلغاء الحجوزات بنحو 60 في المئة.

في المقابل، أشار الخبير في المجال السياحي نبيه ريال إلى أن حجم السياح الفعليين في الأردن لا يتجاوز مليون ونصف مليون شخص فقط سنوياً، لافتاً إلى أن الأرقام التي تتحدث عن وجود نحو خمسة ملايين سائح سنوياً تتضمن المغتربين الأردنيين، إذ يقيم نحو مليوني مغترب في الخارج 75 في المئة منهم في دول الخليج، بالإضافة إلى مليون فلسطيني يأتون من الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية حيث تعتبر الأردن المتنفس الوحيد لهم للسفر إلى الخارج.

وتؤكد هيئة تنشيط السياحة أن الحرب في غزة أثرت على أعداد المجموعات السياحية الأتية إلى المملكة بخاصة الأوروبية منها، إذ تراجع العدد الكلي للسياح بنحو ستة في المئة خلال الشهرين الأولين من هذا العام الأمر الذي تحاول معه السلطات المختصة الحفاظ على أرقام السنة الماضية على الأقل.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات