Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينضم بايدن إلى نادي الرؤساء رافضي الولاية الثانية؟

بينما يواجه الرئيس الديمقراطي ضغوط حزبه فإنه سيتعرف عن كثب على أسلافه الذين هزموا إغراءات الرئاسة

بايدن أمس بعد حديثه لوسائل الإعلام عن حكم المحكمة العليا في قضية متعلقة بترمب (أ ف ب)

ملخص

يواجه جو بايدن ضغوطاً متزايدة للانسحاب من السباق الانتخابي وبينما يفكر بهكذا قرار، فإنه أمام فرصة لقراءة تاريخ زاخر بالدروس والمفارقات ورؤساء كانوا في موقف مشابه لما يعيشه اليوم ومنهم الديمقراطي ليندون جونسون الذي قرر في 1968 عدم التنافس على ولاية ثانية بعد انخفاض شعبيته.

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً متزايدة للانسحاب من السباق الانتخابي بسبب تداعيات تقدم عمره، وهو قرار صعب لرجل اعتاد الأضواء منذ خوضه غمار السياسة. العمر ليس هامشياً في هذا المعترك فعندما دخل بايدن مجلس الشيوخ ممثلاً شاباً لولاية ديلاوير في سن الـ29، عرف أنه من أصغر سيناتورات بلاده. وجعلت هذه التجربة العمر نقطة قوة لقصة بايدن السياسية، لكن المفارقة اليوم أن الرقم بات حجر عثرة أمامه، واستحق بسببه لقباً قد يطيحه: الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة.

تجلت تداعيات العمر بوضوح على بايدن (81 سنة) ليلة المناظرة مع دونالد ترمب، وتحدثت بعض التقارير عن أن فريقه ألقى باللوم على طاقم المكياج في المظهر الشاحب للرئيس، لكن الحقيقة أن الشيخوخة التي لفتت أنظار الأميركيين لم تظهر على وجه الرئيس فحسب، بل طاولت خطابه المتلعثم وأداءه المهزوز من الدقائق الأولى، مما دفع نخبة من الديمقراطيين إلى دعوة الرئيس إلى الانسحاب. وهذا القرار بحسب محللين لن يتخذه بايدن إلا بعد استشارة عائلته، وآخر التقارير من "نيويورك تايمز" كشفت عن أن أسرته تؤيد استمراره في السباق الانتخابي. 

وبينما يفكر بايدن بقرار كهذا، فإنه أمام فرصة لقراءة تاريخ أميركي زاخر بالدروس والمفارقات ورؤساء كانوا في موقف مشابه أو مطابق لما يعيشه اليوم ومنهم الديمقراطي ليندون جونسون، الذي قرر في 1968 عدم التنافس على ولاية ثانية بعد انخفاض شعبيته وانقسام حزبه.

وتذكر المطالب التي تواجه بايدن اليوم برؤساء آخرين تخلوا عن الولاية الثانية لأسباب سياسية أو ظروف شخصية، وفي هذا التقرير نستعرض بعضهم والأسباب التي دفعتهم لذلك، وأوجه الشبه والاختلاف مع بايدن:

كالفن كوليدج 

في الثاني من أغسطس (آب) 1927 كشف الرئيس الـ30 كالفن كوليدج عن رغبته في عدم الترشح لولاية ثانية، وهو قرار صدم عامة الأميركيين الذين شعروا بأن كوليدج بوسعه الفوز بولاية جديدة بسهولة نظراً إلى نجاح سياساته التي أسهمت في نمو الاقتصاد وتحقيق فائض بـ300 مليون دولار.

هناك بعض أوجه الشبه والاختلاف بين بايدن وكوليدج فكلاهما عانا فقد الابن، لكن بايدن لم توقفه وفاة نجله بو في 2015 عن مواصلة مشواره السياسي، في حين يعتقد أن وفاة كالفن جونيور، نجل كوليدج في عام 1924 تركت ندوباً عميقة وأصابت والده باكتئاب سريري، وبالتالي فضل الانسحاب للحفاظ على خصوصيته وعيش حياة طبيعية بعيداً من الأضواء.

 

وكتب كوليدج عن ابنه لاحقاً في مذكراته، "عندما مات ذهبت معه قوة الرئاسة ومجدها"، وأشار إلى مخاوفه من أن يمضي فترة أطول من اللازم في البيت الأبيض في حال فوزه بالانتخابات في 1928، إذ سيعني ذلك أنه سيكون رئيساً لمدة 10 سنوات حتى 1933.

وأوضح السياسي الجمهوري في مذكراته بأن "المنصب الرئاسي يلحق خسائر فادحة بمن يشغله ومن يعز عليه، وبينما لا ينبغي رفض خدمة البلاد، إلا أنه من الخطر أن نحاول فعل ما يفوق طاقتنا"، وتوفي كوليدج في يناير 1933 بعمر 60 سنة.

ليندون جونسون

تسلم جونسون الرئاسة بعد اغتيال جون كينيدي في عام 1963، واستمرت فترة ولايته الأولى 14 شهراً فقط، وانتخب لولاية ثانية بانتصار ساحق عام 1964. وكان بموجب التعديل الـ22 قادراً على الترشح لولاية ثانية عبر الانتخاب، لكنه فضل عدم الترشح في 1968 بسبب انقسام الحزب الديمقراطي وانخفاض شعبيته نتيجة حرب فيتنام، وأعلن قراره عبر خطاب متلفز، قائلا "لن أسعى ولن أقبل ترشيح حزبي كرئيس لكم لولاية أخرى".

 

وأثيرت مقارنات كثيرة حديثاً بين جونسون وبايدن، إذ طالب كتاب أميركيون بايدن بأن يأخذ في الاعتبار المثال الذي ضربه جونسون بعدم الترشح للانتخابات، وكتب كيفن بويل في "نيويورك تايمز" بأن المقارنة تحمل مأساة سياسية لرجلين فخورين يقتربان من نهاية حياتهما المهنية والمميزة في كثير من الأحيان، ويضطران إلى مواجهة حقيقة مفادها بأنهما مرشحان مصابان بجروح عميقة ويتجهان نحو هزائم مهينة لا يمكنهما تجنبها إلا بالتخلي عن ولايتيهما الثانية اللتين كانا متأكدين من أنهما يستحقانها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار بويل الذي يعمل أستاذاً للتاريخ في جامعة نورث وسترن إلى التحديات التي واجهت جونسون وقال إن تجربة الديمقراطيين في عام 1968 لم تبعث على الاطمئنان لأن الحزب وقتها لم يكن جاهزاً لاختيار مرشح الحزب وكان الانقسام يعصف به، لكن بايدن اليوم لو اتخذ قراراً مماثلاً، فسيكون مع حزب أكثر توحداً مما كان عليه في الماضي، فعلى رغم اختلافات الديمقراطيين في الدورات الانتخابية الثلاث الأخيرة، إلا أن ذلك لم يمنعهم من إنشاء جبهة متماسكة ضد ترمب.

جيمس بولك

تمسك الرئيس الـ11 بتعهده بعدم الترشح لولاية ثانية، وخدم من مارس 1845 إلى 1849 بعد تحقيقه انتصاراً كبيراً في المجمع الانتخابي، وتسلم بولك منصبه وسط تحديات كبيرة أبرزها النمو السكاني، إذ كان عدد السكان يتضاعف كل عقدين منذ الثورة الأميركية.

وغادر بولك البيت الأبيض في مارس 1849 بصحة متدهورة بسبب العمل السياسي، وتوفي بالكوليرا في يونيو من العام نفسه، وحفظ رفضه خوض انتخابات 1848 البلاد من فوضى تسليم السلطة لرئيس موقت في حال وفاته أثناء الرئاسة.

رذرفورد هايز

قرر الرئيس الجمهوري عدم الترشح لولاية ثانية في عام 1880 بعد تعهده بالخدمة ولاية واحدة، وخلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري عارض هايز بعض المرشحين ومنهم يوليسيس غرانت الذي كان يسعى إلى الترشح لولاية ثالثة، واعتقد أن الرئيس يجب أن يخدم لولاية واحدة مدتها ست سنوات. 

ثيودور روزفلت

تسلم الجمهوري روزفلت الرئاسة بعد اغتيال الرئيس ويليام ماكينلي في عام 1901، وأعيد انتخابه في 1904. واتباعاً للنهج الذي أرساه الرئيس جورج واشنطن، وعد روزفلت بعدم الترشح لولاية ثالثة تكون الثانية عبر الانتخاب في عام 1908، قبل أن يقرر الترشح في 1912 ويخسر أمام وودرو ويلسون.

هاري ترومان

تولى ترومان منصب الرئيس بعد وفاة فرانكلين روزفلت أثناء رئاسته عام 1945 ثم انتخب في عام 1948، لكنه رفض الترشح لولاية ثانية عبر الانتخابات على رغم أن صياغة التعديل الدستوري الـ22 الذي أقر في أوائل عام 1951 تسمح للرئيس الحالي بالترشح لولاية جديدة.

جيمس بوكانان

وعد بوكانان في خطاب تنصيبه بعدم السعي إلى ولاية ثانية وأوفى بوعده، وقال لخليفته "إذا كنت سعيداً بدخول البيت الأبيض بقدر ما سأشعر به عند عودتي لويتلاند (بلدته)، فأنت رجل سعيد". لكن قرار عدم الترشح لم يخدم الديمقراطيين، كما أنه لم يدعم المرشح البديل ستيفن دوغلاس مما أعاقه من الفوز بأغلبية الثلثين في المؤتمر الوطني الديمقراطي لعام 1860، ومع فشل بوكانان في التوفيق بين الحزب وتقليص انقساماته فاز المرشح الجمهوري أبراهام لينكولن، وكان بوكانان آخر ديمقراطي يفوز بالانتخابات حتى انتخاب غروفر كليفلاند في عام 1884.

المزيد من تقارير