Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تثير عودة ترمب إلى البيت الأبيض عمليات بيع حادة للسندات الأميركية؟

يراهن المستثمرون على أن اكتساح الجمهوريين سيسمح بتمديد التخفيضات الضريبية

كمرشح هذا العام، قدم ترمب وعوداً واسعة النطاق في شأن خفض الضرائب (أ ف ب)

ملخص

تنص القاعدة العامة في "وول ستريت" على أن العجز في الموازنة يميل إلى أن يكون أكبر في ظل سيطرة الحزب الواحد

ساعد الاحتمال المتزايد لعودة ترمب إلى ولاية رئاسية ثانية في إثارة عمليات بيع حادة في السندات الحكومية الأميركية، إذ يراهن المستثمرون على أن السياسات بما في ذلك الخفوضات الضريبية قد تؤدي إلى ارتفاع العجز والتضخم.

وبدأت عوائد سندات الخزانة -التي ترتفع عندما تنخفض أسعار السندات- في الارتفاع في الـ28 من يونيو (حزيران) الماضي، بعد يوم من مناظرة جمعت الرئيس بايدن وسلفه السابق دونالد ترمب عدتها "وول ستريت" بمثابة ضربة كبيرة لفرص إعادة انتخاب بايدن. ويمكن أن يساعد الأداء الضعيف لبايدن أيضاً في ترجيح السيطرة على الكونغرس لمصلحة الجمهوريين، مما يخلق مساحة أكبر لأولويات موازنتهم.

وقال رئيس تداول الأسعار والمبيعات في شركة "كروز آند أسوشييتيس" دان مولهولاند لصحيفة "وول ستريت جورنال"، "من الواضح أن شيئاً ما تغير بسرعة كبيرة يوم الجمعة". وأضاف أن المستثمرين يقيمون "كيف سنمضي قدماً بعد مناظرة الخميس، وأعتقد أنه كانت هناك بعض الرهانات الكبيرة التي جرى وضعها".

العجز في الموازنة وسيطرة الحزب الواحد

وتنص القاعدة العامة في "وول ستريت" على أن العجز في الموازنة يميل إلى أن يكون أكبر في ظل سيطرة الحزب الواحد، فيما يعتقد عدد من المستثمرين أن العجز المرتفع لعب بالفعل دوراً في رفع عوائد سندات الخزانة في الأعوام الأخيرة من خلال زيادة المعروض من السندات التي يجب على السوق استيعابها، وممارسة ضغوط تصاعدية على التضخم، مما دفع بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إلى تحديد أسعار فائدة أعلى مما كان سيفعله.

وكمرشح هذا العام، قدم ترمب وعوداً واسعة النطاق في شأن خفض الضرائب وقال أيضاً إنه سيفرض رسوماً جمركية شاملة، والتي يقول المحللون إنها قد يكون لها تأثير اقتصادي غير مؤكد مما قد يؤدي إلى زيادة التضخم وزيادة الإيرادات وتباطؤ النمو الاقتصادي.

ومع ذلك ركز المستثمرون في الغالب على كيفية انتهاء أجزاء كبيرة من قانون الضرائب الصادر خلال عام 2017 بعد نهاية العام المقبل، ويتوقع كثر أن يمدد الكونغرس والبيت الأبيض اللذان يسيطر عليهما الجمهوريون هذه القيود جميعاً، مما يقلل الإيرادات المتوقعة بنحو أربعة تريليونات دولار على مدى العقد المقبل، في حين يريد الرئيس بايدن تمديد الخفوضات الضريبية فقط للأسر التي يقل دخلها عن 400 ألف دولار والسماح بارتفاع الضرائب لمن هم فوق هذا الحد. ويقول مسؤولو الإدارة إن أي تمديد لخفض الضرائب يجب أن يقابله ضرائب أعلى على الأسر والشركات ذات الدخل المرتفع، وهو هدف قد يكون صعباً حتى لو كان أداء الديمقراطيين جيداً في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

واستقر العائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 أعوام عند 4.435 في المئة وفقاً لـ" تريد ويب"، مرتفعاً من 4.287 في المئة الخميس الماضي قبل مناظرة بايدن وترمب.

وشكك بعض المحللين في الافتراض بأن احتمال اكتساح الجمهوريين سيترجم إلى عوائد أعلى، وكتب المحللون في بنك "غولدمان ساكس" في تقرير حديث أن "نطاق العجز المالي المحتمل في ظل نتائج الانتخابات المختلفة ضيق إلى حد ما"، وأن خطة ترمب لرفع الرسوم الجمركية يمكن أن تدفع العائدات إلى الانخفاض من خلال التأثير في النمو الاقتصادي.

وقال المستثمرون أيضاً إن سندات الخزانة ربما كانت مستعدة بالفعل لعمليات بيع بعد ارتفاعها الشهر الماضي بعد بيانات التضخم المشجعة، وأدى هذا الارتفاع إلى دفع العائد على السندات لأجل 10 أعوام بمقدار 0.5 نقطة مئوية أقل من السندات لأجل عامين، وهي العتبة التي أدت أيضاً إلى جولات سابقة من البيع.

وأدت عمليات البيع الأخيرة إلى مكاسب حادة خصوصاً في عوائد السندات طويلة الأجل، مما يشير إلى أن بعض المتداولين ربما يتخلصون للتو من مراكزهم السابقة، ولكن مثل هذه الخطوة هي أيضاً ما يتوقعه كثر مع التحول نحو توقعات أعلى للعجز.

"تجارة ترمب"

وتعكس عوائد سندات الخزانة على نطاق واسع توقعات المستثمرين في شأن متوسط أسعار الفائدة قصيرة الأجل التي يحددها بنك الاحتياط الفيدرالي على مدى عمر السندات، لكن هذه التوقعات أكثر واقعية بالنسبة إلى سندات الخزانة قصيرة الأجل، مما يجعلها أقل عرضة من السندات الأطول أجلاً لزيادة المعروض من السندات أو المخاوف في شأن توقعات التضخم على المدى الطويل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وارتفعت العائدات طويلة الأجل بصورة أسرع من العائدات قصيرة الأجل بعد أن سيطر الجمهوريون على الكونغرس والبيت الأبيض في انتخابات نوفمبر 2016 وكان ذلك يعرف في ذلك الوقت باسم "تجارة ترمب"، لكن الأمر تكرر مرة أخرى في يناير (كانون الثاني) 2021 عندما منحتهم انتصارات الديمقراطيين في جولتين انتخابيتين في جورجيا السيطرة على مجلس الشيوخ بعد أن سيطروا بالفعل على مجلسي النواب والرئاسة.

وفي كلتا الحالتين أثبتت رهانات المستثمرين على السياسات المالية الأكثر توسعية أنها مبررة، فيما أقر الجمهوريون خفوضاتهم الضريبية خلال عام 2017 في حين وقع بايدن على حزمة إغاثة ضخمة من فيروس كورونا بعد أقل من شهرين من تنصيبه.

ولا يزال عدد من المستثمرين يتوقعون أن تلعب البيانات والإشارات الاقتصادية من بنك الاحتياط الفيدرالي الدور الأكبر في تحديد عوائد سندات الخزانة في الأشهر المقبلة، وفي الأفق القريب سيركزون على أرقام الوظائف الشهرية المقرر الإعلان عنها بعد غد الجمعة وبيانات التضخم التي ستصدر الأسبوع المقبل.

وحتى قبل مناقشة الأسبوع الماضي بدأ بعض المحللين يتوقعون عجزاً أكبر بناء على توقعات الإنفاق والإيرادات المنقحة، بدلاً من أية تطورات سياسية جديدة. وقال مكتب الموازنة في الكونغرس الشهر الماضي إنه يتوقع أن يصل العجز المالي لعام 2024 إلى 1.9 تريليون دولار، ارتفاعاً من تقديراته السابقة البالغة 1.5 تريليون دولار وأكثر من 1.7 تريليون دولار في العام الماضي.

ودفع ذلك بعض المحللين في "وول ستريت" إلى التنبؤ بأن وزارة الخزانة قد تضطر إلى زيادة أحجام مزادات الأوراق المالية والسندات في وقت أقرب مما توقعوه في السابق.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة