Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل توشك فقاعة الذكاء الاصطناعي على الانفجار؟

انخفاض قيمة أسهم "إن فيديا" المصنعة للرقائق بمقدار نصف تريليون دولار، بعد أيام من تجاوز الشركة لفترة وجيزة "مايكروسوفت" و"أبل" باعتبارها الشركة الأكثر ربحية في العالم، قد يكون أكثر من مجرد تصحيح سوقي

روبوتات مدعومة بتكنولوجيا رقاقات الذكاء الاصطناعي من "إن فيديا"، خلال إلقاء خطاب رئيس في مؤتمر للذكاء الاصطناعي استضافته سان خوسيه بكاليفورنيا (غيتي)

ملخص

إن عقلية القطيع التي تحرك فقاعات المضاربة حقيقية للغاية في مجال التكنولوجيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى الثروة المذهلة التي هطلت على المستثمرين الأوائل في قصص نجاح مثل تلك التي انطوت عليها "غوغل" و"أمازون" و"أبل"، وأدى ذلك إلى بحث محموم عن قصص نجاح كبرى أخرى

مذهلة هي الأرقام وراء نهاية الولاية القصيرة التي تبوأتها شركة الذكاء الاصطناعي البارزة "إن فيديا" كأكبر الشركات في العالم.

الشركة الأميركية المصنعة للرقائق الإلكترونية تعرضت لمحو أكثر من 550 مليار دولار (433 مليار جنيه إسترليني) من قيمتها منذ أن بدأ متداولون بيع أسهمها ناسفين ذروتها السعرية المحققة في الـ20 من يونيو (حزيران). يمثل ذلك هبوطاً بأكثر من نصف تريليون دولار، وأكبر خسارة في القيمة السوقية خلال ثلاثة أيام لأية شركة في التاريخ.

لوضع ذلك في السياق، إن قيمة أكبر ثلاث شركات في بريطانيا، شركة الأدوية العملاقة "أسترازينيكا" وشركة النفط الكبرى "شل" ومجموعة الخدمات المصرفية الدولية "إتش إس بي سي"، تبلغ مجتمعة 500 مليار جنيه استرليني (633 مليار دولار)، أي أكثر قليلاً مما قلص من قيمة "إن فيديا" السوقية على مدار يومين.

هل هذا إذاً علامة على انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي؟ هل حان الوقت للمسارعة إلى الاحتماء باستثمار لطيف وآمن وممل مثل أسهم "إتش إس بي سي" أو أي مصرف آخر أكبر من أن يترك لينهار ويتمتع بأرباح قوية ويدفع أرباحاً منتظمة إلى المساهمين؟

ربما يمكننا أن نتعلم بعض الدروس من التاريخ. أحد الأمثلة الأكثر شهرة على الفقاعات – أي ارتفاع الأسعار من دون النظر إلى الأرباح الأساسية أو القيمة الحقيقية للأصول – ظهر في أواخر تسعينيات القرن الـ20، عندما تلقف مستثمرون غير حذرين أسهم أي شركة تعمل عبر الإنترنت. كانت بضع شركات بريطانية عاملة عبر الإنترنت تعلن نتائج تتباهى بعدد الزيارات إلى مواقعها الإلكترونية بدلاً من الإيرادات التي كانت تحصل عليها.

واستبعدت بانتظام آراء الأشخاص الذين أعربوا عن مخاوفهم في شأن الأموال الطائلة التي كانت الشركات تحرقها بوصف أصحابها متشائمين، حتى عندما انضم إلى صفوفهم أشخاص مثل وارن بافيت. لقد تجنب المستثمر الأسطوري القطاع لأنه لم يستطع رؤية الشكل الذي ستبدو عليه شركات التكنولوجيا في غضون 10 سنوات. ولم تواصل العمل شركات كثيرة في هذا القطاع.

إن عقلية القطيع التي تحرك فقاعات المضاربة حقيقية للغاية في مجال التكنولوجيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى الثروة المذهلة التي هطلت على المستثمرين الأوائل في قصص نجاح مثل تلك التي انطوت عليها "غوغل" و"أمازون" و"أبل"، وأدى ذلك إلى بحث محموم عن قصص نجاح كبرى أخرى.

كانت النتيجة انفجاراً مذهلاً لبعض الفقاعات، وخير مثال على ذلك هو "ثيرانوس"، التي روجت لتكنولوجيا ثورية في اختبارات الدم وجمعت مئات الملايين من الدولارات، ولم تلبث مزاعمها الفخمة أن كشفت بوصفها مبالغاً فيها إلى حد كبير. ودينت الرئيسة التنفيذية إليزابيث هولمز والرئيس السابق راميش "ساني" بالواني في النهاية بالاحتيال وسجنا.

ليست "إن فيديا" في الخانة نفسها. هي تفاخر بسجل مثير للإعجاب في شكل كبير على صعيد نمو الإيرادات والأرباح، التي تدعم تقييمها الذي لا يزال مثيراً للإعجاب. في الفصل الأول المؤلف من ثلاثة أشهر من السنة المالية 2024-2025، سجلت الشركة إيرادات قياسية بلغت 26 مليار دولار، بزيادة 18 في المئة مقارنة بالفصل الأخير من السنة السابقة، لكن بزيادة 262 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من السنة السابقة. ويعد صافي الدخل (الربح) البالغ 14.9 مليار دولار أعلى بنسبة 21 في المئة على أساس فصلي لكنه أعلى بنسبة 628 في المئة على أساس سنوي.

المجموعة، التي لا تزال تقدر قيمتها الإجمالية بأكثر من تريليوني دولار، قسمت أسهمها الباهظة الثمن. وحصل حاملو السهم على 10 أسهم جديدة وأرباح نقدية قدرها 0.01 دولار على كل منها، بزيادة قدرها 150 في المئة عن مدفوعات السنة السابقة.

نقطة أخرى جديرة بالذكر: لم تخيب المجموعة توقعات محللي "وول ستريت" على صعيد الأرباح منذ الفصل المنتهي في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أما بالنسبة إلى الإيرادات، فلم تخيب توقعات المحللين منذ ما قبل عام 2020. هذا أداء مثير للإعجاب للغاية.

إذا وضعتم ذلك كله في الاعتبار، إلى جانب الإثارة حول مغامرات "إن فيديا" في الذكاء الاصطناعي، ناهيكم عن مشاريعها الأصغر حجماً في مجالات أخرى، لا ينبغي أن يشكل ارتفاع سعر سهم "إن فيديا" في شكل صاروخي حتى الـ21 يونيو مفاجأة على الإطلاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من الواضح أن بعض مستثمريها ألقوا نظرة على محافظهم الاستثمارية، وربما على الاقتصاد الأميركي أيضاً، وقرروا جني بعض أرباحهم، وهذا تصرف معقول للغاية من قبلهم. ذلك أن تذبذب "إنفيديا" ضخم على صعيد الأموال التي مسحت من قيمة الشركة – لكنه صغير نسبياً عند مقارنته بالحجم الهائل للشركة.

هذا إذاً تصحيح سوقي، تصحيح معتدل نسبياً في الوقت الحالي.

المشكلة هي أن "إن فيديا" وأقرانها من عمالقة التكنولوجيا أصبحوا الآن كبار الحجم إلى درجة أنهم إذا عطسوا، سيصاب مؤشر الأسهم "ستاندرد أند بورز 500" بأكمله بنزلة برد، نزلة برد لديها القدرة على الانتشار في أنحاء الأسواق الاستثمارية العالمية كلها.

كانت "إن فيديا" وحدها المسؤولة عما يقرب من ثلث الارتفاع الذي سجله مؤشر الأسهم الأميركي "ستاندرد أند بورز 500" عام 2024. بالمناسبة إن "ستاندرد أند بورز" هو المؤشر الذي تنبغي مراقبته إذا كان المرء يرغب في الحصول على صورة حقيقية لصحة سوق الأسهم الأميركية، هو يعتمد على نطاق أوسع بكثير من مؤشر "داو جونز" الذي لا يزال يحظى بالمتابعة على نطاق واسع، وهو متوسط قطاعي وليس مؤشر أسهم حقيقياً مثل مؤشر "فايننشال تايمز 100" الخاص بنا.

ضعوا ما يلي في اعتباركم أيضاً. تملك مجموعة صغيرة من شركات التكنولوجيا الغنية جداً والقوية جداً أثراً غير متناسب ليس فقط في مؤشرات الأسهم التي تدرَ فيها، بل فينا جميعاً، وفي المدخرات التي نحتفظ بها، وفي القطاعات التي نعمل فيها. وهذا ما ينبغي لنا أن نقلق في شأنه حقاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم