Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التغيير الوظيفي خطوة حتمية في عالم سريع التحول

يجب على عدد كبير من المعالجين الاستعداد للعمل على الجانب العقلي الذي يسهم في التغلب على العقبات المهنية

أدت الفترة الحالية من الركود العميق وعدم اليقين الوظيفي ومشكلات التوظيف إلى وقت صعب لاتخاذ قرارات تغيير المهنة (بيكسلز)

ملخص

تكشف إحصاءات وزارة العمل الأميركية أن الشخص العادي المولود في الأعوام الأخيرة سيعمل في أكثر من 10 وظائف طوال حياته

يعد تغيير الوظائف أمراً طبيعياً وشائعاً في سوق العمل الدائم التطور اليوم في معظم المسارات الوظيفية، إذ يقوم الموظفون بتغيير وظائفهم لأسباب وجيهة ومختلفة تراوح ما بين البحث عن فرص أفضل وأجور أعلى وإيجاد بيئة عمل أكثر دعماً وإرضاء، في حين أن تفكير كل فرد يختلف عن أهدافه وقيمه، إلا أن هناك بعض المحفزات الأساس لتغيير الوظائف وأهمها التوازن بين العمل والحياة والأجور الأعلى وفرص العمل الأفضل وثقافة الأعمال.

التغيير هو الثابت

وتثبت سوق العمل اليوم صحة المثل القائل إن التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في الحياة وتكشف إحصاءات وزارة العمل الأميركية أن الشخص العادي المولود في الأعوام الأخيرة سيعمل في أكثر من 10 وظائف طوال حياته.

وبالنسبة لعدد من الأشخاص فقد أدت الفترة الحالية من الركود العميق وعدم اليقين الوظيفي ومشكلات التوظيف إلى وقت صعب لاتخاذ قرارات تغيير المهنة، وفي هذا السياق تقول مديرة خدمات التوظيف في جامعة ساوث ويست بالم بيتش دانييل جراي "إن الضغط النفسي الناتج من البحث عن وظيفة قد يكون مرهقاً بالنسبة إلى الخريجين الجدد أو أي شخص يخوض تجربة عمل جديدة".

وتتابع جراي "إنها تلقت عدداً من المكالمات من الخريجين الذين كانوا يعملون في مجالهم وسرحوا منذ ذلك الحين، لذلك أنصح الطلاب والخريجين بإرسال نحو 15 سيرة ذاتية يومياً وهو أمر مرهق لأن كل سيرة ذاتية تحتاج إلى أن تكون فردية ومختلفة بحسب الجهة".

التغيرات النفسية المرافقة

أما مستشارة الصحة العقلية المتخصصة في علاج الصدمات ديبورا موشا فتقول "يجب على عدد كبير من المعالجين الاستعداد للعمل على الجانب العقلي الذي يسهم في التغلب على العقبات المهنية، إذ يحتاج عدد من المعالجين إلى الحصول على أساس في علم النفس المهني لأن كثيراً من مرضاهم يأتون مصابين بالاكتئاب أو الارتباك بسبب فقدان الوظيفة".

 

 

وبعد أن عملت موشا محررة محكمة لمدة 12 عاماً غيرت مجالها لتحقيق حلمها الذي طالما راودها وهو تقديم المشورة، لذلك فهي تعرف من كثب التحديات والانتصارات المترتبة على إجراء تغيير جذري في الحياة المهنية، وتوضح أن التغيير لم يأت من دون بعض الشكوك، فتغيير المهنة قد يتسبب في خضوع الأسرة بأكملها لفترة من التكيف، ويعزز حال عدم اليقين والغموض التي ترتبط غالباً بقرار تغيير المهنة.

وتشرح الحالة النفسية التي تعتري الشخص في هذه الفترة قائلة إن "تغيير الوظيفة يؤثر في تقدير الشخص لذاته وغروره ويؤثر في الزوج وديناميكيات الأسرة ومستويات القوة والأطفال، فعندما يغير الفرد مهنته في منتصف العمر، يتعين عليه أن يكون مدركاً لحاجاته الخاصة للبقاء على قيد الحياة وأن يكون على دراية بالأشخاص الآخرين المرتبطين به بصورة مباشرة".

تعدد أسباب التغيير

وتغيرت بعض الأسباب التي تدفع الموظفين إلى ترك وظائفهم على مر السنين، ففي الفترة من 2008 إلى 2011 فضل غالب الأشخاص الأمان الوظيفي على المزايا المتنوعة أو البيئة المحيطة، وفي الأعوام التي سبقت عام 2008 كان الراتب الأعلى هو الدافع الرئيس وبعد 2011 بدأت الأسباب الرئيسة لترك الموظفين العمل تتحول نحو أشياء مثل المزايا والبيئة، ومنذ عام 2014 بدأ مزيد من الناس ترك وظائفهم بحثاً عن فرص أفضل توفر لهم التقدم الوظيفي، وثقافة أكثر دعماً يمنحهم فيها المديرون مسؤولية أكبر مما يمنحهم إياه مديروهم الحاليون لاتخاذ القرارات بأنفسهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أن الحياة معقدة وحتى أفضل المهن التي خطط أصحابها لها جيداً قد لا تناسب حاجاتهم في لحظة، إذ قد يكون الشخص أسس عائلة أو ربما انتقل إلى مكان جديد، وحتى الأشخاص الذين أحبوا وظائفهم ذات يوم قد يغيرون رأيهم أحياناً.

وفي المقابل، هناك بعض من التوتر يرافق عدداً من المهن ولكن مع استمرار العمل فيها يشعر بأنه لا يمكن السيطرة عليه، وبما أن كثراً لا يجدون التوتر أمراً ممكناً ومنشطاً ومحفزًا إنما يؤدي إلى ضعف الأداء في العمل وتدهور الصحة البدنية والعاطفية، بالتالي فهذا يعد ضغطاً وظيفياً لا يمكنك التعامل معه، بالتالي فهذا سبب رئيس آخر يجعل تغيير المهنة مناسباً.

300 مليون وظيفة للذكاء الاصطناعي

في وقت يشعر البعض بإحساس مزعج بأنه يجب أن يفعل شيئاً مختلفاً في حياته، فلا يشعر أن ما يقوم به هو المسار الصحيح الذي عليه الاستمرار فيه بل يريد أن يعيش شغفه.

وكذلك في بعض الأحيان لا تسمح وظيفة أحدهم بقضاء وقت كاف في جوانب أخرى من حياته، فيتمنى أن يكون لديه مزيد من الوقت ليكرسه لعائلته أو لهواية يحبها أو ربما يرغب في قضاء مزيد من الوقت للسفر ورؤية العالم، وعليه تظهر الأبحاث في هذا السياق أن عدداً من الأوروبيين يختارون الآن العمل بدوام جزئي كوظيفة أساس لهم.

 

 

وبما أن الذكاء الاصطناعي يهدد عبر الأتمتة نصف الوظائف وخمسة في المئة من المهن، فقد نشر باحثون في جامعة أكسفورد عام 2013 رقماً فاجأ كثيرين عن مستقبل العمل إذ قدروا أن 47 في المئة من جميع الوظائف في الولايات المتحدة معرضة لخطر الأتمتة على مدى عدد غير محدد من الأعوام، ربما لعقد أو عقدين من الزمن".

وفي مارس (آذار) الماضي قدرت شركة "غولدمان ساكس" أن التكنولوجيا التي تدعم أدوات الذكاء الاصطناعي الشهيرة مثل (DALL-E) و(ChatGPT) قد تؤدي إلى أتمتة ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل، ووجد الباحثون في شركة (Open AI) الشركة المصنعة لهذه الأدوات وجامعة بنسلفانيا أن 80 في المئة من القوى العاملة في الولايات المتحدة قد تشهد تأثيراً في ما لا يقل عن 10 في المئة من مهامهم.

وعليه يقول المتخصص في الشأن الاقتصادي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ديفيد أوتور والذي يدرس التغير التكنولوجي وسوق العمل منذ أكثر من 20 عاماً "هناك حال من عدم اليقين الهائلة والناس يريدون تقديم هذه الإجابات".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات