Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لعبة "هامستر كومبات" للعملات المشفرة تنتشر عبر إيران اليائسة

ينقر سائقو سيارات الأجرة على شاشات هواتفهم على أمل كسب المال

بائع يعمل على هاتفه الخلوي في متجر للسجاد في السوق الرئيسة القديمة في طهران، إيران، الخميس 13 يونيو 2024 (أ ب)

ملخص

في مؤشر إلى اليأس الاقتصادي تكتسب لعبة "هامستر كومبات" التي يأمل لاعبوها في تحقيق ثروة من العملات المشفرة شعبية كبيرة في إيران، ومع إجراء الانتخابات الرئاسية تنظر السلطات إلى التطبيق على أنه إلهاء محتمل عن الأمور السياسية

ينقر السائقون في سياراتهم وعلى دراجاتهم النارية بقوة وغضب على هواتفهم أثناء انتظارهم عند الإشارة الحمراء في العاصمة الإيرانية خلال موجة الحر في أوائل يونيو (حزيران). ومثلهم بعض المارة في الطريق يفعلون الشيء نفسه. كلهم يعتقدون أنهم يمكن أن يصبحوا أثرياء.

موضوع افتتانهم؟ لعبة "هامستر كومبات" Hamster Kombat.

وبغض النظر عن حمى العملات المشفرة الأوسع، فإن صعود التطبيق في إيران يسلط الضوء على حقيقة أكثر قسوة تواجه الجمهورية الإسلامية قبل الانتخابات الرئاسية اليوم الجمعة لاختيار بديل للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادثة تحطم طائرة هليكوبتر في مايو (أيار): اقتصاد متعثر بسبب العقوبات الغربية، وتضخم مرتفع بصورة مستمرة. ونقص في فرص العمل.

حتى في وقت يقدم فيه المرشحون الرئاسيون وعوداً بإنعاش اقتصاد البلاد، فإن الإيرانيين، الذين سمعوا منذ سنوات عن عملة "بيتكوين" يتزاحمون الآن على هذا التطبيق بدافع الأمل الخالص في أن يؤتي ثماره يوماً ما - دون معرفة كثير حول من يقف وراءه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مدير الحقوق الرقمية والأمن في "مجموعة ميان" Miaan Group والخبير في شؤون إيران أمير رشيدي "بصراحة، إنها دلالة على اليأس"، يمثل الأمر "محاولة التمسك بأي شيء لديك أمل ضئيل في أن يتحول يوماً ما إلى شيء ذي قيمة".

أولئك القادرون على التخلص من حيازاتهم بالعملة الإيرانية المنكوبة، الريال، قاموا بشراء عقارات وأعمال فنية وسيارات ومعادن ثمينة وغيرها من أصول صعبة منذ انهيار اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.

وفي وقت الاتفاق، كان سعر الصرف 32 ألف ريال مقابل دولار واحد. واليوم، يقترب سعر الدولار من 580 ألف ريال – وقد وجد الكثر أن قيمة حساباتهم المصرفية وصناديق التقاعد والممتلكات الأخرى قد تآكلت بسبب سنوات من الانخفاض السريع في قيمة العملة.

وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الفاكهة والخضراوات بنسبة 50 في المئة منذ عام الماضي، بينما ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 70 في المئة. كما ارتفعت كلفة الركوب في سيارة أجرة مشتركة، وهو أمر شائع في العاصمة الإيرانية، إلى الضعف تقريباً. وحتى ركوب مترو طهران، الذي لا يزال الخيار الأرخص للتنقل عبر المدينة، ارتفع بنحو 30 في المئة.

وقال محمد رضا تبريزي الذي يدير متجراً لبيع الملابس في وسط مدينة طهران: "منذ الصباح، زارني ثلاثة زوار لمتجري، ولم يشتر أي منهم أي شيء. ويفضل معظم العملاء الشراء من الباعة المتجولين أو السلع المستعملة في أماكن أخرى".

وفي ممرات المشاة تحت الأرض ومناطق أخرى من المدينة، يبيع الباعة المتجولون تقريباً أي شيء يمكنهم الحصول عليه. هذه البيئة اليائسة هي التي أدت إلى زيادة اهتمام الجمهور بالعملات المشفرة وألعاب الهاتف المحمول التي تقدم العملات المشفرة.

إن انتشار الهواتف الذكية في جميع أنحاء إيران، فضلاً عن الكلفة المنخفضة نسبياً لخدمة الهاتف المحمول مقارنة بالدول الأخرى، يجعل الوصول إلى تطبيقات مثل "هامستر كومبات" أمراً ذا جاذبية.

ويتم الدخول إلى اللعبة عبر تطبيق المراسلة "تيليغرام" Telegram، الذي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة في إيران رغم جهود السلطات لمنع الوصول إليه. إنها تعمل مثل لعبة تراكمية أو لعبة "نقر" - يقوم المستخدمون بالنقر بصورة متكررة على هدف ما أو إكمال مهام متكررة لكسب النقاط.

في لعبة "هامستر كومبات" يعتقد المستخدمون أنهم قد يتمكنون من الوصول إلى العملة المشفرة المزعومة المرتبطة باللعبة، والتي لم يتم تداولها علناً بعد.

وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، رفض الأفراد الذين يصفون أنفسهم بأنهم مطورو اللعبة الإجابة عن أسئلة حول هوياتهم أو خطط أعمالهم، لكنهم أصروا على أنهم "لا يقدمون أية عملة مشفرة في اللعبة".

وجاء في ردهم "نحن نقوم بتثقيف جمهورنا حول العملات المشفرة من خلال آليات الألعاب".

ومع ذلك، فإن اللعبة تشبه تطبيقاً آخر كان يقدم للإيرانيين عملة مشفرة في الماضي - ويبدو أن مجرد الوعد بما يمكن أن يكون أموالاً مجانية قادر على دفع بعض الإيرانيين إلى تشتيت انتباههم.

وتظهر النكات المنشورة على الإنترنت رجلاً ينقر على شاهد قبر كما لو كان هاتفاً محمولاً، فيما يستخدم آخر مسدس تدليك للنقر بسرعة على الـ"هامستر" على الشاشة.

لكن افتتان الجمهور باللعبة لفت انتباه السلطات أيضاً.

ووصف الأدميرال حبيب الله سياري، نائب قائد الجيش الإيراني، التطبيق بأنه جزء من "الحرب الناعمة" التي يشنها الغرب ضد الثيوقراطية الإيرانية قبل الانتخابات.

وقال سياري، بحسب وكالة أنباء "إرنا"، إن "إحدى سمات الحرب الناعمة التي يمارسها العدو هي لعبة ’هامستر‘. وافترض سياري أن "العدو" يروج للعبة لتشتيت انتباه الناس و"لكي ينشغلوا بعيداً من خطط المرشحين للرئاسة". وأضاف "من ثم يفشل (الشعب) في اختيار أفضل المرشحين".

وأعرب نقاد متشددون في إيران عن مواقف مماثلة. كما حذرت صحيفة "جام جام" اليومية التي ينشرها التلفزيون الرسمي الإيراني، من أن الاهتمام المتزايد باللعبة هو إشارة إلى "حلم أن تصبح ثرياً بين عشية وضحاها واكتساب الثروة دون جهد". وقالت إن الذين يلعبون يتنوعون بين "بنائين وميكانيكيين ومصلحي الثلاجات وزملاء الدراسة في الجامعة".

وأضافت الصحيفة "المجتمع الذي بدلاً من العمل ومحاولة النجاح وكسب المال يلجأ إلى مثل هذه الألعاب ويبحث عن طرق سهلة ومكاسب غير متوقعة، يفقد تدريجاً ثقافة الجهد وريادة الأعمال ويتجه نحو الاسترخاء"، من غير أن تعترف بأن الأزمات الاقتصادية في البلاد قد تكون السبب في زيادة الاهتمام بالتطبيق.

ولفتت اللعبة انتباه عالم دين شيعي يبلغ من العمر 97 سنة آية الله ناصر مكارم الشيرازي، المعروف بإصدار فتاوى "تحريم" من مكتبه في مدينة قم المقدسة، وهي مركز التعليم الشيعي في إيران، مزدحم بالمدارس الدينية والمزارات المقدسة.

ووصف شيرازي العملات المشفرة بأنها "مصدراً لعديد من الانتهاكات"، وقال إنه لا ينبغي للناس استخدام لعبة "هامستر كومبات" أو التطبيقات المشابهة التي تتضمن "بيتكوين"، لكن إيران ليست وحدها في التعبير عن مخاوفها في شأن اللعبة.

وحذرت السلطات في أوكرانيا، التي تخوض حرباً مدمرة مع روسيا المدعمة بالسلاح الإيراني منذ غزو موسكو عام 2022، من أن بيانات المستخدمين تظل مخزنة في روسيا ويمكن أن تعرضهم للخطر. ثم هناك خطر أكبر يتمثل في التعرض للبرامج الضارة، إذ لا يتمكن المستهلكون في إيران في كثير من الأحيان من شراء برامج جديدة بشكل قانوني أو حتى الوصول إلى متاجر التطبيقات الشرعية. كما أنهم يواجهون خطر استهدافهم من قبل المتسللين الذين ترعاهم الدولة بسبب آرائهم السياسية.

وفي الوقت نفسه، مع استمرار الحملة الانتخابية الإيرانية، يستخدم المرشحون الرئاسيون "إنستغرام" ومنصة "إكس" و"تيليغرام" - وجميع الخدمات التي حظرتها الثيوقراطية سابقاً بعد جولات من الاحتجاجات على مستوى البلاد.

وقال رشيدي المتخصص في الشأن الإيراني، "ما دمت قادراً على دفع الثمن، فكل شيء متاح".

© The Independent

المزيد من تقارير