Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بزشكيان رئيسا لإيران: الطريق صعب وأقسم بشرفي لن أتخلى عنكم

دعا إلى "علاقات بناءة" مع أميركا وأوروبا والملك السعودي وولي العهد يهنئانه

أكد الرئيس الإيراني المنتخب الإصلاحي مسعود بزشكيان أنه "سيمد اليد" لجميع الإيرانيين، في أول تصريحات له منذ إعلان فوزه في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية أمام المحافظ المتشدد سعيد جليلي.

وقال بزكشيان في منشور على منصة "إكس" "الطريق الصعب أمامنا لن يكون سهلاً إلا برفقتكم وتعاطفكم وثقتكم. أمد يدي لكم"، مكرراً ما تعهد به الثلاثاء الماضي بـ"مد يد الصداقة للجميع" في حال فوزه. وأضاف "أمد يدي إليكم وأقسم بشرفي أنني لن أتخلى عنكم في هذا الطريق. فلا تتركوني".

 

وحث بزشكيان الإيرانيين على التمسك به في "الطريق الصعب" الذي سيمضي فيه، وتعهد بتبني سياسة خارجية عملية وتخفيف التوتر المرتبط بالمفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 وتحسين آفاق الحريات الاجتماعية والتعددية السياسية.

فوز في الجولة الثانية

وفاز بزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام جليلي.

وأدلى الإيرانيون بأصواتهم أمس الجمعة في الدورة الثانية من انتخابات رئاسية تواجه فيها بزشكيان الذي يدعو للانفتاح على الغرب، والمفاوض السابق في الملف النووي المحافظ المتشدد جليلي المعروف بمواقفه المتصلبة إزاء الغرب.

ولقيت هذه الدورة الثانية متابعة دقيقة في الخارج، إذ إن إيران القوة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسية، من الحرب في غزة إلى الملف النووي الذي يشكل منذ أعوام عدة مصدر خلاف بين طهران والغرب، لا سيما الولايات المتحدة.

61 مليون ناخب

ودعي نحو 61 مليون ناخب في إيران للإدلاء بأصواتهم في 58638 مركزاً في أنحاء البلاد الشاسعة، من بحر قزوين شمالاً إلى الخليج جنوباً.

في الدورة الأولى نال بزشكيان الذي يدعو إلى الانفتاح على الغرب 42.4 في المئة من الأصوات في مقابل 38.6 في المئة لجليلي المعروف بمواقفه المتصلبة في مواجهة القوى الغربية، بينما حل ثالثاً مرشح محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى.

وحظي بزشكيان البالغ 69 سنة بتأييد الرئيسين الأسبقين الإصلاحي محمد خاتمي وحسن روحاني.

أما خصمه البالغ 58 سنة فحظي خصوصاً بتأييد محمد باقر قاليباف الذي حصد في الدورة الأولى 13.8 في المئة من الأصوات.

 

استغلال الطاقات

ودعا المرشد الأعلى علي خامنئي الرئيس المنتخب إلى استغلال الطاقات البشرية الشابة والثورية المخلصة من أجل راحة الشعب وتقدم البلاد.

وأوصى المرشد الإيراني "الرئيس المنتخب بالاستمرار على نهج الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي والعمل على تنمية البلد ورفاهية الشعب"، ولفت إلى أن "الشعب شعر بالمسؤولية وخلق مشهداً حماسياً وسجل مشاركة واسعة في جولتي الانتخابات"، مشدداً على أن "الشعب الإيراني تمكن من انتخاب رئيس بأغلبية الأصوات عبر انتخابات حرة وشفافة بمدة قانونية قصيرة".

ورأى أن "هذه الانتخابات حركة عظيمة في مواجهة الجلبة المفتعلة لمقاطعة الانتخابات التي أثارها العدو لبث اليأس بين الشعب".

تهنئة سعودية

وتوالت ردود الفعل المهنئة بانتخاب بزشكيان.

وبعث الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برقية تهنئة للرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان، وقال الملك سلمان في برقيته "إننا نتطلع إلى الاستمرار في تنمية العلاقات التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، ومواصلة التنسيق والتشاور في سبيل تعزيز الأمن والسلام الإقليمي والدولي".

كما بعث ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برقية تهنئة للرئيس الإيراني المنتخب أعرب فيها عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح "والمزيد من التقدم والرقي لبلدكم وشعبكم الشقيق"، وأكد ولي العهد السعودي حرصه على تطوير وتعميق العلاقات "التي تجمع بلدينا وشعبينا، وتخدم مصالحنا المشتركة".

بوتين يأمل في تعزيز العلاقات

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزشكيان الذي فاز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران، وفق ما أعلن الكرملين في بيان. وقال بوتين "آمل أن تسهم ولايتكم الرئاسية في تعزيز مستقبلي لتعاون ثنائي بناء وشامل لصالح شعبينا الصديقين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الأسد هنأ بزشكيان

أشار رئيس النظام السوري بشار الأسد في برقية تهنئة للرئيس الإيراني المنتخب إلى أن "بلادكم المنيعة كما كانت على الدوام، هي إحدى أهم الدول التي نحرص على أن تكون العلاقة معها في أوجها لأن هذه العلاقة تستند إلى جذور رسخت عبر عقود من الاحترام المتبادل والفهم المشترك والمبادئ الثابتة، التي كثيراً ما تمسكت بها سوريا وإيران".

على عجل

وهذه الانتخابات التي جرت دورتها الأولى في الـ28 من يونيو (حزيران) نظمت على عجل لاختيار خلف لإبراهيم رئيسي الذي قتل في حادثة مروحية في الـ19 من مايو (أيار).

وجرت هذه الانتخابات وسط حالة استياء شعبي ناجم خصوصاً من تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.

في الدورة الأولى التي جرت قبل أسبوع بلغت نسبة الإقبال على التصويت 39,92 من أصل 61 مليون ناخب، في أدنى مستوى لها منذ قيام "الجمهورية الإسلامية" قبل 45 عاماً.

دعوات إلى المقاطعة

ودعت شخصيات معارضة داخل إيران وكذلك في الشتات إلى مقاطعة الانتخابات، معتبرة أن المعسكرين المحافظ والإصلاحي وجهان لعملة واحدة.

وخلال مناظرة متلفزة جرت بينهما مساء الإثنين الماضي ناقش الخصمان خصوصاً الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد والعلاقات الدولية وانخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات والقيود التي تفرضها الحكومة على الإنترنت.

وقال بزشكيان إن "الناس غير راضين عنا"، خصوصاً بسبب عدم تمثيل المرأة، وكذلك الأقليات الدينية والعرقية، في السياسة. وأضاف "حين لا يشارك 60 في المئة من السكان (في الانتخابات)، فهذا يعني أن هناك مشكلة" مع الحكومة. ودعا المرشح الإصلاحي إلى "علاقات بناءة" مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجل "إخراج إيران من عزلتها".

أما جليلي المفاوض في الملف النووي بين عامي 2007 و2013، فكان معارضاً بشدة للاتفاق الذي أبرم في نهاية المطاف بين إيران والقوى الكبرى بينها الولايات المتحدة، والذي فرض قيوداً على النشاط النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات. وجدد جليلي تأكيد موقفه المتشدد تجاه الغرب، معتبراً أن طهران لا تحتاج إلى كي تتقدم أن تعيد إحياء الاتفاق النووي الذي فرض قيوداً مشددة على نشاطها النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وقال إن هذا الاتفاق "انتهك الخطوط الحمر لطهران" من خلال القبول بـ"عمليات تفتيش غير عادية للمواقع النووية الإيرانية".

المفاوضات النووية

والمفاوضات النووية حالياً في طريق مسدود بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة في عام 2018 بقرار اتخذه دونالد ترمب الذي كان رئيساً للبلاد حينها، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.

ويدعو بزشكيان إلى إيجاد حل دائم لقضية إلزامية الحجاب، أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد في نهاية عام 2022 على أثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.

وسيكون تأثير نتيجة الانتخابات محدوداً على توجه البلاد لأن للرئيس في إيران صلاحيات محدودة. وتقع المسؤولية الأولى في الحكم على عاتق المرشد الأعلى الذي يعد رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد علي خامنئي.

المزيد من متابعات