Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تهديد "داعش خراسان" النقطة المشتركة بين أميركا وروسيا في أفغانستان

يحاول بايدن وبوتين توسيع تعاونهما مع حركة "طالبان" بحجة محاربة التنظيم المتطرف

حسنت روسيا علاقاتها بـ"طالبان" منذ أن أطلقت "صيغة موسكو" في عام 2018، إذ دعت قادة الحركة إلى عدد من الاجتماعات في العاصمة الروسية، قبل عودة "طالبان" إلى الحكم في أفغانستان (أ ف ب)

ملخص

على رغم وجودهما على طرفي نقيض من معظم الملفات الساخنة في العالم فإن روسيا والولايات المتحدة قد تجدان مساحة للتعاون ضد تنظيم "داعش خراسان".

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع رؤساء الدول الأعضاء في منطقة شنغهاي في الرابع من يوليو (تموز) الجاري إن نظام "طالبان" محل ثقة روسيا في الحرب ضد الإرهاب. وأكد بوتين أيضاً في هذا الاجتماع الذي عقد في مدينة أستانا عاصمة كازاخستان أن "حركة طالبان تسيطر على البلاد ولهذا تعد حليفتنا في الحرب ضد الإرهاب".

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في وقت تزايد فيه خطر "داعش خراسان" في روسيا. ووجه هجوم "داعش خراسان" المميت على قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية في ضواحي مدينة موسكو في مارس (آذار) الماضي ضربة قوية لسمعة روسيا الأمنية، إذ قتل فيه أكثر من 14 شخصاً ونحو 200 جريح.

وفي أواخر مايو (أيار) الماضي وخلال زيارته لأوزبكستان صرح فلاديمير بوتين للصحافيين بأن روسيا تخطط لإزالة اسم حركة "طالبان" من قائمة الجماعات الإرهابية. كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن حركة "طالبان" هي من تسيطر على أفغانستان وإن موسكو تفضل إقامة علاقات ودية معها.

وبعد الهجمات المميتة لـ"داعش خراسان" في روسيا وإيران وباكستان، فضلاً عن تحييد عدد من مخططات هذه الجماعة في تركيا والدول الأوروبية، كان من المفترض أن تصبح "طالبان" أكثر عزلة من ذي قبل، إلا أن صعود "داعش خراسان" وزيادة خطر هذا التنظيم على المجتمع الدولي أصبح ورقة بيد الحركة الأفغانية للمساومة مع القوى العالمية. إذ ذكرت شبكة "أن بي سي" الأميركية الأربعاء الماضي نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن تناقش توسيع التعاون مع نظام "طالبان" من أجل محاربة تهديد "داعش خراسان".

وفي السياق، قال الباحث في مجال الأمن القومي بسم الله تابان لـ"اندبندنت فارسية" إن "طالبان تستخدم داعش خراسان بوصفها سلعة"، وإن "الهجمات الأخيرة في روسيا وإيران زادت من أهمية هذه السلعة"، مضيفاً أن "طالبان في حاجة إلى رفع جودة هذه السلعة التجارية حتى تتمكن من بيعها بالسعر المناسب. والهجمات التي حدثت في روسيا وإيران كانت جزءاً من عملية رفع جودة هذه السلعة". وأردف قائلاً إنه "من المحتمل حدوث هجمات قوية وخطرة في المستقبل القريب في أفغانستان وخارجها باسم داعش خراسان لجذب مزيد من الاهتمام".

ويعتقد تابان الذي عمل في إدارة مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية في الحكومة الأفغانية السابقة أن حركة "طالبان" ومن أجل جذب انتباه ودعم الدول العالم، ربما تكون قد وضعت خطة ممنهجة لتسلم مدن عدة في شرق أفغانستان، إذ كانت هذه المدن وكراً لـ"داعش" حتى عام 2014. وفي هذه الحالة، ستحصل "طالبان" على مزيد من المساعدات لقمع "داعش"، من الدول الأكثر قلقاً من تصاعد قوة التنظيم المتطرف.

صحيح أن روسيا والولايات المتحدة تختلفان حول قضايا عدة منها الحرب في أوكرانيا. كما أن العقوبات التي فرضتها أميركا وحلفاؤها أثارت غضب الرئيس الروسي، إلا أن مواقف المسؤولين الأميركيين والروس تظهر أنهما متفقان حول قتال "داعش خراسان" في أفغانستان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحول إذا ما كانت هناك إمكانية للتعاون المشترك بين روسيا وأميركا في محاربة "داعش خراسان" في أفغانستان، قال بسم الله تابان إنه "نظراً للحرب في أوكرانيا فإن ذلك مستبعد، ولكن قد يحصل هذا التعاون إذا ما غضت أميركا الطرف عن أوكرانيا لصالح روسيا".

وحسنت روسيا علاقاتها بـ"طالبان" منذ أن أطلقت "صيغة موسكو" في عام 2018، إذ دعت قادة الحركة إلى عدد من الاجتماعات في العاصمة الروسية، قبل عودة "طالبان" إلى الحكم في أفغانستان مما أثار احتجاج الحكومة الأفغانية في تلك الفترة. وذكر تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية نشر الجمعة الماضي، وتناول كلمة بوتين في اجتماع شنغهاي، أن روسيا دعمت حركة "طالبان" عندما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها موجودين في أفغانستان. وأضافت الصحيفة أن "موسكو عملت بهدوء على تطوير علاقاتها مع طالبان منذ أعوام، وحتى أثناء حرب الحركة مع قوات حلف شمال الأطلسي، زودت طالبان سراً بالأسلحة عبر قنوات سرية".
ورحبت روسيا بالانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية وحلفائها من أفغانستان. كما أدى خروج القوات الأميركية من أفغانستان إلى تعزيز العلاقات بين "طالبان" وروسيا. ولم تغلق السفارة الروسية لدى كابول أبوابها، بل كان عدد من الدبلوماسيين الروس موجودين فيها أثناء سقوط كابول بيد "طالبان".

على رغم أن بوتين يصف حركة "طالبان" على أنها حليف في الحرب ضد الإرهاب، وحكومة بايدن تعمل على توسيع التعاون مع "طالبان"، فإن وجود الجماعات المرتبطة بـ"القاعدة"، و"طالبان باكستان"، وجماعة "أنصار الله" في طاجكستان، و"الحركة الإسلامية" في أوزبكستان، و"الحزب الإسلامي" في تركستان الشرقية، في أفغانستان فإن ذلك أدى إلى استمرار انعدام الثقة بحركة "طالبان". كما يقال إن النواة المركزية لـ"داعش خراسان" موجودة في أفغانستان. وعليه، فإن ذلك التنظيم المتطرف منتشر في دول عدة بالمنطقة بمساعدة النواة التي أوجدها في باكستان وشمال القوقاز. كما ليس لـ"داعش" معقل محدد لمواجهته.

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل