ملخص
حث أحد المتحمسين للعملات المشفرة، السلطات على وقف عمليات البيع "المفرطة في السرعة" والاحتفاظ بممتلكات "بيتكوين" باعتبارها "عملة احتياط استراتيجية" بدلاً من ذلك.
بدأت الدولة الألمانية في بيع عملات "بيتكوين" مصادرة بقيمة 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) في مزاد علني، لذا يرجح أنها أسهمت في الانخفاض الأخير في قيمة العملة المشفرة. وصادرت السلطات محفظة رقمية تحتوي على ما يقرب من 50 ألف "بيتكوين" من مالكي منصة "موفي 2 كي" وهو موقع قرصنة الأفلام الذي توقف نشاطه في يناير (كانون الثاني) الماضي، ويعتقد أنها كانت أكبر عملية مصادرة من نوعها في ألمانيا وفقاً لصحيفة "التايمز".
أثقلت هذه الأموال مسؤولي المالية الألمان بمهمة اللعب في أسواق العملات المشفرة بمبلغ يزيد على موازنة الإسكان العام السنوية لولاية ساكسونيا، التي من المتوقع أن تكون المستفيدة من البيع.
في البداية استفادوا من ارتفاع كبير في عملة "بيتكوين" على مدى الأشهر الثلاثة الأولى من العام، عندما ارتفعت قيمة الممتلكات المقومة باليورو من نحو ملياري يورو (2.17 مليار دولار) إلى 2.9 مليار يورو (3.14 مليار دولار). ومع ذلك، يبدو أنهم بدأوا البيع في خضم الانكماش، إذ انخفضت قيمة "بيتكوين" باليورو بأكثر من 17 في المئة خلال الشهر الماضي.
ووفقاً لموقع" أركهام إنتليجينس"، وهو موقع لتحليل العملات المشفرة متخصص في تعقب المالكين المجهولين لمحافظ "بيتكوين"، نقل نحو خمس "الكنز الساكسوني" منذ منتصف يونيو (حزيران) الماضي، ويشير ذلك إلى تحويل عملة "بيتكوين" إلى البورصات من قبل مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية الألمانية نيابة عن حكومة ولاية ساكسونيا.
وكانت هناك بعض التكهنات في وسائل الإعلام الألمانية بأن حجم المزاد ربما أسهم في الانخفاض الأخير في أسعار "بيتكوين" العالمية.
وقالت الصحيفة إنها اتصلت بوزارة المالية الفيدرالية الألمانية للتعليق، في حين قال مكتب المدعي العام في ولاية ساكسونيا إنه لا يمكنه تقديم أي معلومات حول عملة "بيتكوين" لأن القضية الأساسية لا تزال مستمرة، فيما كانت الحكومة الألمانية أكدت في السابق أنها لا تزال تدرس ما يجب فعله بالعملة المشفرة.
اتهامات بخداع دافعي الضرائب
وعلى رغم ضعف سوق "بيتكوين"، اتهمت النائبة الألمانية المستقلة التي كانت تمثل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، جوانا كوتار، الحكومة الألمانية بخداع دافعي الضرائب من خلال المزاد، وحث أحد المتحمسين للعملات المشفرة، السلطات على وقف عمليات البيع "المفرطة في السرعة" والاحتفاظ بممتلكات "بيتكوين" باعتبارها "عملة احتياط استراتيجية" بدلاً من ذلك. وكتب على موقع "أكس"، "الأمر ليس عديم الجدوى فحسب، بل يؤدي إلى نتائج عكسية".
وتقدر شركة "غلوبال داتا"، وهي شركة تحليل أخرى، أن "الكنز الساكسوني" يجعل ألمانيا موقتاً رابع أكبر دولة تمتلك عملة "بيتكوين" في العالم بعد الولايات المتحدة والصين وبريطانيا.
وبصرف النظر عن السلفادور، التي راهنت على عملة "بيتكوين" كعملة احتياط، أصبحت معظم الحكومات لاعبين في السوق عن طريق الصدفة بعد الاستيلاء على أصول العملة المشفرة في التحقيقات الجنائية.
رد فعل سعر "بيتكوين"
وبالتزامن مع المبيعات الألمانية، شهدت عملة "بيتكوين" انخفاضاً حاداً في أسعارها، وهبطت إلى أقل من 55 ألف دولار الجمعة الماضي، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لبيانات "كوين جيكو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت بيانات "كوين جيكو" أنه في وقت ما من اليوم، خسرت سوق العملات المشفرة بأكملها أكثر من 170 مليار دولار من القيمة السوقية المجمعة خلال فترة 24 ساعة، في حين لا تشكل مبيعات "بيتكوين" في ألمانيا مصدر القلق الوحيد لمستثمري العملات المشفرة، إذ تعرضت العملة المشفرة أيضاً لضغوط من دفع ما قيمته مليارات الدولارات من العملة الرقمية من بورصة "بيتكوين" المنهارة (Mt.Gox) التي أفلست في عام 2014 إلى الدائنين.
وقال الوصي على البورصة المفلسة، نوبواكي كوباياشي، إنه بدأ في سداد المدفوعات بعملة "بيتكوين" لبعض الدائنين من خلال عدد من بورصات العملات المشفرة المعينة.
وعلى رغم أن مئات الملايين من الدولارات هي أموال كثيرة، لكنها قطرة في محيط إذا نظرت إلى الإصدار الشامل للرمز المميز لـ"بيتكوين".
ويوجد اليوم نحو 19.7 مليون عملة "بيتكوين" متداولة، بقيمة 1.1 تريليون دولار، وفقاً لبيانات "كوين جيكو"، وبالنسبة للمستثمرين، الأمر كله يتعلق بكيفية تأثير هذه المبيعات على الحالة المزاجية في السوق.
وقال رئيس قسم الأبحاث في شركة "كوين شيرز" لإدارة الأصول المشفرة، جيمس باترفيل، لـ"شبكة سي أن بي سي"، إنه على رغم بساطة مبيعات "بيتكوين" النسبية فإنها "أثرت في معنويات السوق"، فيما لا يزال سعر "بيتكوين" مرتفعاً بنسبة 89 في المئة في الأشهر الـ 12 الماضية.