Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصايف مصر... متعة أم مأزق؟

شهدت أسعار الشقق المصيفية ارتفاعاً غير مسبوق قياساً بالأعوام الماضية والبعض دبّر نفقات الرحلة من "الجمعيات الشهرية" وآخرون لجأوا إلى رحلات اليوم الواحد

تتميز مصر بمقاصدها السياحية المتعددة التي يرتادها المصطافون كل عام (رويترز)

ملخص

كثير من المصريين ممن ليس لديهم فوائض مالية كافية، أصبحوا يلجأون إلى البحث عن عروض مميزة للسفر للمصايف الشعبية والاقتصادية: مصايف مصر... متعة أم مأزق؟

اعتاد أحمد موسى الذي يعمل موظفاً بإحدى شركات الاتصالات الخاصة، قضاء عطلته الصيفية كل عام بمدينة مرسى مطروح (شمال غربي مصر)، برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة هرباً من زحام القاهرة وضغوط الحياة اليومية.

غير أنه فوجئ بارتفاع كبير في أسعار الشقق المصيفية والفنادق هذا العام مقارنة بالعامين الماضيين، إذ بلغت كلفة الإقامة نظير تأجير شقة ثمانية أيام فقط شاملة الطعام والتنقلات ورسوم دخول الشواطئ ما يقارب 40 ألف جنيه (833.40 دولار أميركي)، في حين بلغت كلفتها قبل عامين ما يقارب 25 ألف جنيه (521 دولاراً أميركياً).

لم يجد الرجل الأربعيني الذي يقطن في حي الهرم بالجيزة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، سبيلاً أمامه سوى محاولة إقناع أسرته بتغيير وجهة السفر المعتادة لمكان بديل بأسعار أقل كلفة من الأسعار الحالية، ومن أجل تجربة مدينة جديدة، وعدم الإخلال بالموازنة التي خصصها نظير نفقات تلك الرحلة.

بعد محاولات عدة استقرت أسرة موسى على السفر لمدينة رأس سدر المطلة على خليج السويس لقضاء إجازة المصيف، لا سيما أن كلفة تأجير الشاليه بتلك المدينة سبعة أيام لن تتجاوز 22 ألف جنيه (458.37 دولار أميركي).

وتتميز مصر بمقاصدها السياحية المتعددة التي يرتادها المصطافون كل عام، لقضاء عطلتهم الصيفية التي تتناسب مع كل الفئات والطبقات الاجتماعية، وتتفاوت أسعارها حسب أماكنها ومستوى الخدمات المقدمة بها.

وفي مصر ما يسمى بـ"المصايف الاقتصادية والشعبية"، التي تناسب فئات محدودي الدخل والطبقات المتوسطة، التي تقصدها الغالبية العظمى من المصطافين، منها الإسكندرية ومدينة جمصة بمحافظة الدقهلية، وبلطيم بمحافظة كفر الشيخ، ورأس البر بدمياط، ورأس سدر جنوب سيناء، وبعض شواطئ مدينة مرسى مطروح، وهناك ما يُسمى بمصايف الطبقات الأعلى دخلاً أو ما يطلق عليهم "مجتمع الصفوة"، وتأتي في مقدمتها مدينة الساحل الشمالي والغردقة والجونة ومرسى علم وبعض شواطئ القرى السياحية الفاخرة بالعين السخنة ومنتجعات مدينة شرم الشيخ.

رحلات اليوم الواحد

فيما تُمثل رحلات اليوم الواحد أو ما يطلق عليها ( (Day Useالخيار المفضل لمحمد مرعي وأسرته المكونة من زوجته وأبنائه الخمسة لقضاء إجازتهم الصيفية، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الشقق والوحدات المصيفية والفنادق في غالبية المدن الساحلية وصعوبة قدرته على تدبير موازنة تكفي ستة أفراد من أجل قضاء سبع ليالٍ قد تفوق كلفتها المادية أكثر من 40 ألف جنيه (833.40 دولار أميركي).

يقول الرجل الخمسيني الذي يعمل محامياً ويقطن منطقة عين شمس شرق العاصمة المصرية، لـ"اندبندنت عربية"، "رحلات اليوم تتناسب وإمكاناتي المادية، أصبحت بمثابة خيار مثالي لي ولأسرتي للتكيف مع الغلاء الكبير في أسعار المصايف هذا العام، وشعرت أنها فرصة جيدة لتجربة أكثر من مكان في حال توافر مبالغ مالية معي بالموازنة التي أخصصها للسفر".

وبحسب مرعي فإن أسعار رحلات اليوم الواحد في بعض المدن الساحلية مثل الإسكندرية وبورسعيد والعين السخنة تراوح كلفتها ما بين 500 (10.42 دولار أميركي) و1500 جنيه (31.25 دولار أميركي) وتتفاوت الأسعار حسب مكان ومستوى الخدمة المقدمة.

 

بينما تغلبت سها عادل (39 سنة)، التي تعمل موظفة في أحد البنوك، على ارتفاع أسعار المصايف خلال العام الحالي بالاتفاق مع عدد من صديقاتها وأسرهن على تأجير فيلا بأحد المنتجعات الشهيرة في مدينة العين السخنة بمحافظة السويس (شرق القاهرة)، على أن تقسم كلفة الإيجار في ما بينهن بالتساوي.

تقول سها لـ "اندبندنت عربية"، "أسعار المصايف مرتفعة للغاية هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، وجدت أن كلفة إقامة الفرد في بعض الفنادق المميزة بمدينة العين السخنة هذا العام تبدأ من 4000 جنيه (83.34 دولار أميركي) في الليلة الواحدة، وهي كُلفة باهظة لأسرة مكونة من أربعة أفراد إذا ما قررنا قضاء أكثر من ليلة".

تكمل "قررت البحث عن فيلا لا تتخطى كلفتها المادية 10 آلاف جنيه (208.36 دولار أميركي) في الليلة لكي تستوعب خمس أسر، وتستطيع كل أسرة دفع ألفي جنيه (41.67 دولار) في الليلة الواحدة فقط، وهي كُلفة أقل نسبياً من كلفة الإقامة ليلة في أحد الفنادق"، مشيرة إلى أنها تغلبت أيضاً على مشكلة تكاليف الطعام الباهظة من خلال الاعتماد على المُعلبات والوجبات الجاهزة التسوية.

الجمعية هي الحل

"الجمعية بالنسبة إلي هي الحل من أجل تدبير نفقات السفر للمصيف"، هكذا عبرت السيدة الخمسينية كاميليا محمد، عن الطقوس التي تتبعها استعداداً لقضاء العطلة الصيفية كل عام، مشيرة إلى أنها اعتادت الادخار من مصروف المنزل الشهري، والدخول في جمعية مع صديقاتها من أجل تدبير الأموال لقضاء الإجازة الصيفية بمدينة رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء، برفقة زوجها وأبنائها الأربعة.

والجمعية عبارة عن "ادخار تشاركي" تنتشر ثقافته بين المصريين، إذ يجري جمع مبلغ شهري من أشخاص عدة، على أن يحصل أحدهم على مجموع ما جمع في الشهر، وفق نظام وترتيب متفق عليه، وقد تستمر تلك الجمعيات أشهراً طويلة حسب الإمكانية.

تقول كاميليا ربة منزل وتقيم في حي إمبابة بالجيزة، لـ"اندبندنت عربية"، "أسعار المصايف ارتفعت بصورة مبالغ فيها خلال العامين الماضيين، لم يعد هناك ملاذ آخر سوى الجمعية التي تعتبر بمثابة (الحل السحري) من أجل إسعاد الأبناء والهرب من الضغوط اليومية بأوقات لطيفة على البحر بعيداً من طقس القاهرة الحار".

وتستنكر السيدة الخمسينية الفوارق في مستوى الخدمات بين المصايف الفاخرة والشعبية، "أشعر أن كثيراً من المصريين يعيشون في دولة، ومن يقصدون الساحل الشمالي والعلمين والمنتجعات الكبرى يعيشون في دولة أخرى، كنت أتمنى أن تكون لدي القدرة المالية للذهاب إلى تلك الأماكن لاكتشافها".

 

فيما دفع شغف التجربة والاكتشاف، محمد متولي (44 سنة)، مُعلم لغة إنجيلزية في إحدى المدارس الخاصة، أن يُقرر الدخول أيضاً في جمعية مع زملائه بالمدرسة لتدبير مبلغ مالي كبير من أجل السفر إلى مدينة الساحل الشمالي، وتغيير وجهته التي اعتادها طوال الأعوام الماضية مثل شرم الشيخ والغردقة، يقول "وجدت كثيراً من الأصدقاء والمنصات على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدثون عن مزايا الساحل الشمالي والأجواء المبهرة والحفلات لنجوم الغناء والفن والفروق الكبيرة بين الساحل الطيب والشرير وأماكن التنزه ومجتمع الصفوة، فشعرت بأن لديّ رغبة لاكتشاف ذلك العالم خلال العام الحالي برفقة زوجتي وأبنائي".

يواصل متولي الذي يعول ثلاثة أبناء في مراحل عمرية مختلفة، خلال حديثه لـ"اندبندنت عربية"، "استطعت تدبير مبلغ مالي من الجمعية كلفته تصل لـ 100 ألف جنيه (2.083.62 دولار) لخوض تلك التجربة وقضاء ليال عدة بالساحل الشمالي، إذ بلغت قيمة كلفة الليلة الواحدة في أحد فنادق الساحل الشمالي نحو 7 آلاف جنيه (145.85 دولار) ليست شاملة التنقلات والطعام".

وكان وزير السياحة والآثار السابق أحمد عيسى أعلن في فبراير (شباط) الماضي أن إجمال أعداد الغرف الفندقية حالياً هو 220 ألف غرفة، ومن المقرر افتتاح 25 ألف غرفة فندقية جديدة خلال العام الحالي، وهناك مستهدفات للوصول إلى 432 ألف غرفة بحلول عام 2028.

الأولويات قبل الرفاهيات والموازنة لا تحتمل

بينما شعر محمد البسيوني الذي يعمل محاسباً قانونياً بإحدى الشركات العقارية ويعول أسرة مكونة من ثلاثة أفراد، بحيرة في أثناء تصفحه المنصات المتخصصة بحجز الفنادق والوحدات المصيفية بمدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر جنوب مصر على مواقع الإنترنت، بسبب غلاء أسعارها بصورة تفوق أضعاف الموازنة التي خصصها للسفر مقارنة بالعامين الماضيين، "كنت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما القبول بحجز أحد تلك الفنادق المنخفضة المستوى والتقييم وذات الكلفة الباهظة وإما إلغاء فكرة السفر نهائياً خلال العام الحالي، لتدبير حاجات المنزل وسداد مصروفات وأقساط"، بحسب البسيوني.

بعد تفكير طويل استقر الرجل الخمسيني على إلغاء فكرة السفر، "على رغم إلحاح أسرتي والضغط عليّ للعدول عن قراري والقبول بقضاء العطلة الصيفية في تلك الفنادق المنخفضة الجودة والتقييم فإنني شعرت في حال السفر سيكون هناك إخلال بموازنة المنزل، وهناك أولويات أهم من تلك الرفاهيات في هذا التوقيت، لذلك ألغيت الفكرة نهائياً حتى لا أتعرض لأية ضائقة مالية في المستقبل".

بحسب البسيوني فإنه يسعى إلى إيجاد بدائل لأبنائه من خلال اصطحابهم للتنزه على مركب في النيل أو النوادي الشعبية التي يضم بعضها "حمامات سباحة"، باعتبارها متنفساً مناسباً يعفيه من الشعور بذنب حرمان أطفاله من المصيف خلال العام الحالي.

 

وتبلغ نسبة الفقر في مصر وفق آخر الأرقام الرسمية المعلنة عن عامي 2019 - 2020 نحو 29.7 في المئة، غير أن دراسة مستقلة أجرتها مستشارة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، هبة الليثي، توقعت أن يكون مستوى الفقر في عام 2022 - 2023 مرتفعاً إلى 35.7 في المئة، مع تزايد خط الفقر إلى 1478 جنيهاً (30.84 دولار) شهرياً، وارتفاع خط الفقر المدقع إلى 1069 جنيهاً (22.2 دولار) شهرياً.

حال نعمة السيد التي تعمل موظفة بإحدى الهيئات الحكومية لا يختلف كثيراً عن البسيوني، إذ اضطرت أيضاً إلى إلغاء فكرة السفر للمصيف هذا العام بسبب غلاء أسعار غالبية الوحدات المصيفية، "حاولت البحث عن عروض عدة للسفر إلى المصيف بأسعار مخفضة برفقة أبنائي، غير أنني فوجئت أن الأسعار مرتفعة وتفوق طاقتي، ولا أستطيع تحمل أعبائها، بخاصة في ظل وجود أقساط المدارس وإيجار المنزل واشتراكات النادي، اللي كنت بجيبه (ما كنت أشتريه) للبيت بجنيه أصبحت أجيبه بـ10، والموازنة لم تعد تتحمل الاستعداد لقضاء مصيف على أحد الشواطئ بما يتطلبه ذلك من نفقات طعام ومشروبات وانتقالات".

وبحسب سماسرة تحدثوا لـ"اندبندنت عربية"، فإن أسعار إيجار الشقق المصيفية ارتفعت خلال العام الحالي، موضحين أن الأسعار تختلف حسب المنطقة ومساحة الشقة والمفروشات وجودة الخدمات بها ومدى قربها أو بعدها عن الشاطئ، إذ يراوح سعر الليلة في الشقق المصيفية بمحافظة الإسكندرية على سبيل المثال، ما بين 1000 (20.84 دولار أميركي) و10000 جنيه (208.38 دولار أميركي)، وفي مدينة رأس سدر تراوح أسعار الشقق والشاليهات ما بين 1200 جنيه (25.00 دولار أميركي) و7000 جنيه (145.85 دولار أميركي).

مصايف شعبية

في السياق ذاته يقول نقيب السياحيين باسم حلقة، "كثير من المصريين يواجهون ضغوطاً اقتصادية ومعيشية كبيرة في الوقت الحالي، علاوة على تضاعف أسعار الوحدات المصيفية خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، ما انعكس على عدم قدرة قطاع عريض منهم قضاء عطلته الصيفية وأثر سلباً في نسب الإقبال والحجوزات".

ويستشهد نقيب السياحيين بمثال متوسط سعر الليلة الواحدة في بعض المدن الساحلية التي يقصدها قطاع عريض من المصريين يبلغ حالياً 1500 جنيه (31.25 دولار أميركي)، وقد تزيد أو تقل حسب المكان ومستوى الخدمة المقدمة، متسائلاً: "كيف تستطيع أسرة مكونة من ستة أفراد قضاء أكثر من ليلة بتلك الأسعار؟".

وفقاً لـ"حلقة"، فإن كثيراً من المصريين ممن ليس لديهم فوائض مالية كافية، أصبحوا يلجأون إلى البحث عن عروض مميزة للسفر للمصايف الشعبية والاقتصادية، مثل رأس سدر وجمصة ورأس البر وغيرها من المدن.

وتسهم السياحة بما يصل إلى 15 في المئة في الناتج الاقتصادي لمصر، وهي مصدر رئيس للعملات الأجنبية إلى جانب قناة السويس وتحويلات المغتربين والصادرات.

 

وعلى النقيض من الطرح السابق يرى المتخصص السياحي محمد كارم أن هناك حال انتعاشة ورواجاً كبيراً في نسب الإشغال خلال الموسم الحالي، متوقعاً أن تزداد نسب الإقبال مع نهاية شهر يوليو (تموز) الجاري، مشيراً إلى أنه للمرة الأولى يوجد المصريون بكثافة في مدن العلمين والساحل الشمالي، علاوة على ارتفاع حجوزات الشقق الفندقية والوحدات المصيفية بمدن رأس البر والإسكندرية ومرسى مطروح.

ويوضح كارم لـ"اندبندنت عربية" أنه يمكن تقسيم المصريين لثلاث طبقات، الطبقة الشعبية التي تتجه إلى الإسكندرية ورأس البر وجمصة وفايد، والطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة التي تذهب إلى مدن شرم الشيخ والغردقة والعين السخنة ومرسى علم والجونة، والطبقة العليا الأكثر دخلاً التي تميل للذهاب إلى الساحل الشمالي والعلمين وبعض المنتجعات الجديدة، موضحاً أن الأسعار تختلف على حسب كل موسم كما أنها تختلف خلال الموسم الواحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوضح كارم أن هناك مدناً ساحلية تبلغ نسبة الإقبال فيها حالياً 100 في المئة، وهناك أماكن أخرى تصل النسبة حالياً إلى أكثر من 40 في المئة، موضحاً أن نسبة الإشغال في شرم الشيخ على سبيل المثال، تراوح حالياً ما بين 70 و85 في المئة، متوقعاً تزايد نسب الإقبال من المصريين على الحجوزات حتى أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل.

"مدن سياحية بمصر أصبحت مكتملة العدد ويوجد بها أعداد هائلة من المصطافين"، هكذا يُعقب المتخصص في الشأن السياحي ومالك إحدى الشركات محمد ثروت، موضحاً أن هناك إقبالاً متزايداً من المصريين على حجوزات الفنادق والشاليهات في مدن رأس البر والإسكندرية والعلمين ومرسى مطروح والساحل الشمالي، منوهاً إلى أن نسبة الإشغال في بعض المدن تبلغ حالياً نحو 80 في المئة.

ويعزو ثروت ارتفاع أسعار المصايف في مصر خلال العام الحالي إلى تغير سعر العملة وانخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار وما صاحب ذلك من ارتفاع جنوني في غالبية أسعار المنتجات والخدمات.

وشهدت مصر أزمة اقتصادية صعبة في الأعوام الثلاثة الأخيرة، دفعتها إلى خفض قيمة عملتها مرات عدة، لتصل حالياً إلى نحو 48 جنيهاً للدولار، بدلاً من 15.6 جنيه في مارس (آذار) 2022، وصاحب ذلك ارتفاع أسعار كل المنتجات والخدمات.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات