Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرصيف العائم في غزة... وهم الإغاثة وحقيقتها

قال مسؤولون أميركيون إنهم سيحاولون إعادة تركيبه لإنهاء تراكم المساعدات في قبرص قبل تفكيكه نهائياً على الأرجح

كثيراً ما شكك أفراد الإغاثة في المشروع قائلين إن إيصال المساعدات من طريق البر هو الطريقة الوحيدة الفعالة (أ ف ب)

ملخص

إلى أي مدى ساعد الرصيف العائم الأميركي في إيصال المساعدات إلى القطاع الرازح تحت وطأة الحرب منذ شهور؟

واجه الرصيف العائم الذي شيدته الولايات المتحدة بهدف زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تحديات، إذ من المتوقع الآن أن يتم تفكيكه.

وقال مسؤولون أميركيون إنهم سيحاولون إعادة تركيب الرصيف لإنهاء تراكم المساعدات المتجهة إلى غزة داخل قبرص، قبل تفكيكه بشكل دائم على الأرجح.

وكثيراً ما شكك أفراد فرق الإغاثة وغيرهم في المشروع قائلين إن إيصال المساعدات من طريق البر هو الطريقة الفعالة الوحيدة لوصول الإمدادات على نطاق واسع إلى غزة، حيث تخوض القوات الإسرائيلية حرباً على حركة "حماس" الفلسطينية.

لماذا تم بناؤه؟

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن خطة لبناء الرصيف في مارس (آذار) الماضي في أعقاب تحذيرات من احتمال انتشار المجاعة في أنحاء غزة، وزيادة الصعوبات في إرسال المساعدات من خلال المعابر البرية التي أبقت إسرائيل معظمها مغلقاً لأشهر عدة.

 

 

وجاء إعلان بايدن في إطار مساعي إلى تهدئة كثيرين داخل حزبه الديمقراطي الغاضبين من دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في هجومها على غزة، نظراً إلى الخسائر الفادحة بين صفوف المدنيين.

وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل بعد أن هاجم مسلحون بقيادة "حماس" إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تدهورت الظروف الإنسانية لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بسرعة، ونزح جميع سكان القطاع تقريباً داخلياً كما عانى كثير منهم التجربة نفسها مرات عدة.

كيف يجري تشغيله؟

يبلغ طول الرصيف العائم نحو 370 متراً ويقع قبالة الشاطئ إلى الشمال قليلاً من الأراضي الرطبة الساحلية في وادي غزة، وقد بدأ بناء الرصيف الذي جُمع جزئياً مسبقاً داخل ميناء "أسدود" الإسرائيلي في أبريل (نيسان) الماضي، ووصلت أولى المساعدات عبر استخدامه في الـ 17 من مايو (أيار) الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتم نقل مواد غذائية وغيرها من المساعدات إلى الرصيف من قبرص التي تصدرت الجهود لفتح طريق بحري أمام المساعدات الإنسانية، وتم فحص الإمدادات بالأشعة السينية هناك بحضور مسؤولين إسرائيليين راقبوا عن كثب المساعدات التي تدخل غزة، قائلين إنها قد تفيد "حماس"، ليتم بعد ذلك نقل المساعدات إلى الرصيف على متن سفن قبل تحميلها على شاحنات لنقلها إلى الساحل.

ويشارك في هذه الخطوات المعقدة نحو 1000 فرد من الجيش الأميركي بعضهم متمركز على الرصيف، وأفادت تقديرات لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بأن الكلفة في أول 90 يوماً من العمليات عبر الرصيف قد تبلغ نحو 230 مليون دولار.

ما المشكلات التي واجهها؟

وتمت إزالة الرصيف موقتاً مرات عدة بسبب الأمواج العالية، وفي إحدى المرات سُحب إلى ميناء "أسدود" في جنوب إسرائيل لإجراء إصلاحات لجزء منه.

وتعطلت الشحنات أيضاً بسبب التأخير في إيصال الإمدادات إلى داخل قطاع غزة، وهي عملية محفوفة بالأخطار وتتطلب موافقات إسرائيلية.

وعند النظر في إعادة الرصيف بعد سوء الأحوال الجوية أواخر يونيو (حزيران) الماضي، قال مسؤولون أميركيون إنه لن يكون هناك فائدة تذكر من وراء ذلك على الفور، لأن منطقة تجمع المساعدات المجاورة للرصيف ممتلئة تقريباً.

ومثل الحال مع المساعدات التي يتم تسليمها عبر طرق أخرى، فإن الإمدادات القادمة عبر الرصيف يتم الاستيلاء عليها في بعض الأحيان من قبل سكان يائسين في غزة، أو تتعرض لعمليات نهب أكثر تنظيماً.

 

 

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمكلف بالإشراف على توزيع المساعدات التي يتم نقلها عبر الرصيف قد أوقف عملياته في يونيو الماضي بسبب مخاوف أمنية.

وعبر بعض عمال الإغاثة عن قلقهم من أن الرصيف الذي يديره الجيش الأميركي يمكن أن يعرض أفراد وعمليات الفرق الإنسانية للخطر، لأن السكان المحليين قد يشككون في حياد هؤلاء الأفراد أو يظنون أنهم عملاء سريون.

وفي يونيو الماضي سعت الـ "بنتاغون" إلى دحض ما قالت إنه تقارير كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت أن إسرائيل استخدمت الرصيف الأميركي العائم قبالة غزة في مهمة لإنقاذ رهائن.

ما هو كم المساعدات؟

وحتى الـ 25 من يونيو الماضي وصل يقارب 7 آلاف طن من المساعدات إلى قطاع غزة عبر قبرص، وفقاً لما قاله مسؤولون أميركيون معنيون بالإغاثة، وهو ما يوازي تقريباً حمولة 350 شاحنة.

ويقول مسؤولو المساعدات إن قطاع غزة يحتاج يومياً إلى نحو 600 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية وتجارية للوفاء بحاجات السكان.

 

 

وقبل أن توسع إسرائيل نطاق حملتها العسكرية إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة في أوائل مايو الماضي، كانت معظم المساعدات تدخل إلى القطاع من خلال معبر رفح مع مصر أو من خلال معبر كرم أبو سالم القريب والخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

ووفقاً لبيانات من الأمم المتحدة فقد دخلت في المتوسط 189 شاحنة يومياً من المعبرين خلال أبريل الماضي، كما أوصلت دول عدة مساعدات عبر الإنزال الجوي، لكن تلك الطريقة لا يمكن أن تستخدم إلا لإيصال بضعة أطنان وحسب من المساعدات، وهو ما يقل كثيراً عن حمولة شاحنة، كما يمكن لتلك الطريقة أن تعرض السكان على الأرض لبعض أخطار.

وقالت مجموعة مؤلفة من 25 منظمة غير حكومية عبر بيان لها في مارس الماضي، إن الدول لا يجب أن تستغل ستار الإنزال الجوي للمساعدات والممر البحري "لإشاعة وهم بأنها تفعل ما يكفي لدعم الحاجات في غزة".

ما مستقبل الرصيف؟

هناك تفويض باستمرار عمليات الرصيف البحري العائم حتى الـ 31 من يوليو (تموز) الجاري، وقال مسؤول أميركي بارز في يونيو الماضي إن عمليات الرصيف يمكن تمديدها لمدة شهر إضافي في الأقل.

وحذر مسؤولون في الـ "بنتاغون" من أن حال البحر وهياجه قد لا تكون مواتية لعمل الرصيف العائم بعد انقضاء فصل الصيف.

المزيد من تقارير