Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما مصير الريال الإيراني بعد فوز بزشكيان؟

العملة نجت من سيناريو التدهور بخسارة جليلي للانتخابات وسط تقديرات بفقدان "خمس" قيمتها فقط أمام الدولار في 2025

ارتفع الريال في السوق الموازية من 61.8 ألف ريال للدولار في 30 يونيو الماضي إلى 59.5 ألف ريال (رويترز)

ملخص

في ظل رئاسة بزشكيان، يتوقع للتضخم العام الانخفاض من متوسط 34.5 في المئة في عام 2024 إلى متوسط 32.5 في المئة في العام المقبل.

نجا الريال الإيراني من مأزق فوز سعيد جليلي في الانتخابات الرئاسية، وهو ما كان من شأنه أن يدفع العملة الإيرانية نحو تدهور أكبر أمام الدولار لولا هزيمة مرشح تيار المحافظين الأصولي أمام الإصلاحي مسعود بزشكيان، أول رئيس إصلاحي منذ عقدين.

لا يعني ذلك بالضرورة أن الريال سيحظى بتحسن ملموس بعد فوز بزشكيان، إذ يتوقع له انخفاضاً بنحو 21.3 في المئة من قيمته في 2025، من متوسط تراجع بـ23.1 في المئة العام الحالي، بحسب تقديرات حديثة جلعت العملة الإيرانية في مرمى سيناريوين أحلاهما مُرّ.

وفاز الإصلاحي بزشكيان البالغ من العمر 69 سنة، بحصوله على نحو 54 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي، وسيؤدي الرئيس الإيراني المنتخب اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى في نهاية الشهر الجاري.

ارتفاع الريال الإيراني 

بعد نتائج الانتخابات ارتفع الريال الإيراني في السوق الموازية من 61.8 ألف ريال للدولار الأميركي في 30 يونيو (حزيران) الماضي إلى 59.5 ألف ريال للدولار في السابع من يوليو (تموز) الجاري.

التقرير الصادر عن "فيتش سوليوشنز" يلفت إلى تسارع معدل هبوط الريال في ما تبقى من العام الحالي، على خلفية التوترات الجيوسياسية المتزايدة، ومخاوف المستثمرين المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لولا أن فوز بزشكيان سيهدئ من وتيرة تراجع سعر الصرف في 2025 بالنظر إلى توقعات المضاربين المحليين باستعداد أكبر من الرئيس المعتدل بالتعامل مع الولايات المتحدة، مما يمهد الطريق للتقدم الدبلوماسي وتخفيف العقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني.

الاحتفاظ بالريال

,يشير التقرير إلى المضاربين بقوله، "نتيجة لذلك، سيكونون أكثر ميلاً إلى الاحتفاظ بأجورهم ومدخراتهم بالريال بدلاً من تحويلها إلى الدولار الأميركي، وعلى عكس العملات الأخرى، فإن الريال الإيراني أقل خضوعاً للمضاربين الدوليين لأن العقوبات الأميركية قطعت إيران فعلياً عن الأسواق النقدية والمالية العالمية".

من شأن تباطؤ انخفاض قيمة الريال الإيراني المساعدة في كبح جماح التضخم بسبب انخفاض معدل نمو أسعار الواردات غير الأساسية، في وقت تدعم الحكومة تلك الواردات من خلال نظام "نيما"، المعروف رسمياً باسم نظام الصفقات الأجنبية المتكاملة، وفي ظل رئاسة بزشكيان، يتوقع للتضخم العام الانخفاض من متوسط 34.5 في المئة في عام 2024 إلى متوسط 32.5 في المئة في العام المقبل.

,كان الإيرانيون أكثر ميلاً في تحويل مدخراتهم وأجورهم إلى الدولار الأميركي، في ظل رئاسة جليلي، مخافة اندفاع الرئيس المتشدد، حال فوزه، إلى زيادة توتير العلاقات المضطربة بالأساس مع الغرب، وتفضيله علاقات أقوى مع روسيا والصين، وهو ما كان سيضغط بدوره على الريال الإيراني ليهوى به إلى مستويات متدنية.

وفي حين أن معظم السلطة في إيران تقع في يد المرشد الأعلى، فمع ذلك سيؤثر الرئيس الجديد في السياسات الخاصة ببلاده خارجياً وداخلياً، وليس أدل على ذلك من تجربة الرؤساء السابقين ممن امتلكوا نفوذاً في السياستين الخارجية والاقتصادية أمثال حسن روحاني (2013-2021) الذي تمكن من تأمين خطة العمل الشاملة المشتركة مع القوى الغربية، والرئيس السابق إبراهيم رئيسي (2021-2024) إذ تمكن من تنفيذ تعهدات حملته الانتخابية من تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة عبر تأمين اتفاقية تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع السعودية في مارس (آذار) 2023.

تحسن العلاقات

وترى "فيتش سوليوشنز" أن فوز بزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران من شأنه العمل على الوفاء بوعده الانتخابي بالسعي إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب عبر خطة تتضمن إعادة بلاده إلى الاندماج، بعد الحصول على موافقة هيئات قوية أخرى في البلاد مثل "الحرس الثوري"، وإرسال بعض لفتات حسن النية إلى المجتمع الدولي مثل زيادة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية و/أو إبطاء أو إيقاف تخصيب اليورانيوم موقتاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعتقد الوكالة العالمية، أن إيران ستدخل أي مفاوضات من موقف قوي لأنها قادرة على بيع صادرات النفط، ومستويات التخصيب لديها مرتفعة بشكل مثير للقلق، وقد أثبتت شبكة حلفائها أنها قادرة على إلحاق الأذى بإسرائيل واضطراب التجارة عبر البحر الأحمر، وعلاوة على ذلك، تعتقد أن احتمال التوصل إلى اتفاق نووي جديد يعتمد بشكل كبير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في نوفمبر المقبل، على رغم أن الغرب سيكون أكثر تقبلاً للمفاوضات مع إصلاحي وشخص لديه "سجل نظيف" من المحافظ.

وإذا حافظ الديمقراطيون على قبضتهم على السلطة، فإن أي صفقة محتملة يمكن أن تقدم تخفيف العقوبات على إيران ستواجه معارضة من الحزبين، بخاصة بسبب دعم إيران للجماعات المسلحة في لبنان والعراق واليمن وسوريا، مثل التي شاركت في هجمات مباشرة على إسرائيل أو القواعد الأميركية في المنطقة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل في 13 أبريل (نيسان) الماضي.

وعلى العكس من ذلك، إذا عاد ترمب إلى الرئاسة، ترجح الوكالة أن النظام الإيراني سينظر إليه على أنه أقل جدارة بالثقة، مقارنة بالديمقراطي، نظراً لانسحابه من الاتفاق النووي السابق في عام 2018، ومن المرجح أن يشجع هذا ترمب على إعادة فرض حملته العقابية للضغط الأقصى في محاولة لإجبار إيران على الجلوس على طاولة المفاوضات.

اقرأ المزيد