الأرجنتين وحيدة على عرش كرة القدم في أميركا الجنوبية

حافظت الأرجنتين على لقب بطولة "كوبا أميركا 2024" للمرة الثانية على التوالي والـ16 في تاريخها، في رقم قياسي بفوزها على كولومبيا بنتيجة (1 - 0) بفضل هدف متأخر في الوقت الإضافي للبديل لاوتارو مارتينيز على إستاد "هارد روك" في فلوريدا، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين.

وجاءت المباراة، التي تأخر انطلاقها أكثر من ساعة بعد محاولة آلاف الجماهير الذين لا يملكون تذاكر دخول الملعب، حذرة طوال 90 دقيقة لكنها انفتحت في الوقت الإضافي.

وتلقى مارتينيز مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، هداف البطولة الذي شارك في الوقت الإضافي، تمريرة بينية متقنة من زميله جيوفاني لو سيلسو قبل أن يضع الكرة من فوق رأس حارس كولومبيا المتقدم من مرماه كاميلو فارغاس في الدقيقة 112 لتنطلق احتفالات صاخبة بين جماهير الأرجنتين.

وجاء أحدث ألقاب الأرجنتين بعد فوزها بكأس العالم 2022 وكأس "كوبا أميركا 2021"، ليمنح ليونيل ميسي الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم ثماني مرات نهاية مثالية لما يحتمل أن تكون آخر بطولاته الدولية.

وشهد فوز الأرجنتين باللقب، الذي جعلها تتفوق على أوروغواي بعدما كان الفريقان يملكان 15 لقباً لكأس كوبا أميركا، المباراة الدولية الأخيرة لأنخيل دي ماريا.

ومن المقرر أن ينهي أيضاً المدافع نيكولاس أوتامندي (36 سنة) مسيرته الدولية، وقال دي ماريا "الحقيقة أن هذا الأمر حسم، كان بهذه الطريقة. حلمت بذلك، حلمت أن أصل للنهائي وأفوز باللقب واعتزل بهذه الطريقة".

"لدي كثير من المشاعر الجميلة، أنا ممتن للأبد لهذا الجيل من اللاعبين وسأغادر اليوم بهذه الطريقة وباللقب".

وأصدر اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية (كونميبول) قراراً بتأجيل انطلاق المباراة ثلاث مرات، بعدما أظهر مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي اشتباك قوات الأمن مع مشجعين أثناء ركضهم في الردهات ومحاولة اختراق بوابات الملعب.

ورأى شاهد عيان من وكالة "رويترز" أفراد الأمن يطردون أشخاصاً عدة من الإستاد، فيما قال بعض اللاعبين إن عائلاتهم محاصرة في الفوضى بالخارج ولم يتمكنوا من دخول الملعب الذي سيستضيف مباريات خلال كأس العالم 2026.

وقال لاعب الأرجنتين كريستيان روميرو لشبكة (تي واي سي) الأرجنتينية "كان الأمر صعباً لأن عدداً منا كانت عائلاتهم بالخارج، ولم يعرفوا ما كان يحدث. لم يظهر الأمر وكأنه مباراة نهائية، كان هناك كثير من الضجة والقلق".

وشاب البطولة عدد من المشكلات التنظيمية، إذ دخل لاعبو أوروغواي في اشتباكات مع جماهير كولومبيا عقب نهاية مبارة الفريقين قبل النهائي يوم الأربعاء الماضي، بينما دخل مساعد حكم المستشفى عقب انهياره في ظروف حارة ورطبة أثناء إدارة مباراة بدور المجموعات.

وبدأت كولومبيا المباراة بضغط قوي بطول الملعب، وسدد جون كوردوبا بالقائم في الدقيقة السابعة قبل أن يطلق جيفرسون ليرما وريتشارد ريوس تسديدتين من مدى بعيد تصدى لهما الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز.

وبدا أن ميسي أصيب في كاحله في الدقيقة الـ36 بعد اصطدامه مع المدافع سانتياغو أرياس، وبينما عاد للوقوف على قدميه بعد علاجه وكان من الواضح أن الإصابة أثرت فيه بقية الشوط الأول.

وعادت كولومبيا للهجوم مرة أخرى في الشوط الثاني واقترب أرياس ودافينسون سانشيز من هز الشباك، وامتصت الأرجنتين الضغط جيداً لكنها تلقت ضربة قوية في الدقيقة الـ66 عندما غادر ميسي الملعب مصاباً في كاحله.

وأضاف دي ماريا، الذي رفع الكأس إلى جوار القائد ميسي وأوتامندي في حفلة توزيع الجوائز والميداليات عقب المباراة، "ميسي اضطر إلى مغادرة الملعب بسبب مشكلة في الكاحل، لكن في النهاية تمكنا من منحه بعض السعادة".

وتحسن أداء الأرجنتين مع استمرار المباراة وألغى لها الحكم هدفاً بداعي التسلل، لكن كولومبيا صمدت مع وصول المباراة إلى الشوطين الإضافيين، وواصلت حاملة اللقب الضغط في الوقت الإضافي وخضع فارغاس للاختبار بتسديدة من نيكولاس غونزاليس قبل أن ينجح مارتينيز أخيراً في التسجيل.

وأنهت الخسارة أيضاً سلسلة استمرت 28 مباراة لفريق المدرب نيستور لورينزو من دون هزيمة، إذ خسر آخر مرة أمام الأرجنتين أيضاً في فبراير (شباط) 2022.

وقال مدافع كولومبيا سانشيز بعد انهيار آمال فريقه في الفوز بأول ألقابه في كوبا أميركا منذ 2001، "إنه أمر مؤلم بعد بطولة قاتل فيها الفريق كله للفوز بها، أمر مؤلم عندما تنافس من أجل الفوز، شعرنا أننا نستحق مزيداً، لكن يجب أن نشكر الجماهير".

"أردنا أن نمنح الفوز لبلد يستحق ذلك، كولومبيا تستحق كل شيء وسنغادر بيد فارغة لكنا سنستمر".

وفي عزاء بسيط لكولومبيا، فاز لاعب الوسط والقائد خاميس رودريغيز بجائزة أفضل لاعب في البطولة، بعدما صنع ست تمريرات حاسمة ليحطم الرقم القياسي السابق لميسي بخمس تمريرات حاسمة في نسخة واحدة من كوبا أميركا.