Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يدعم وادي السيليكون "الليبرالي" ترمب؟

توسع قائمة قادة صناعة التكنولوجيا المساندين للمرشح الجمهوري يمثل تحولاً في المنطقة المعروفة بأنها إحدى أكثر المناطق ليبرالية في الولايات المتحدة

اختار ترمب نائباً له على صلة قوية بـ"وادي السيليكون" (أ ب)

ملخص

يشير مراقبون إلى أن بعض قادة التكنولوجيا الذين خاب أملهم في مواقف الرئيس جو بايدن حول الإجراءات التنظيمية  والضرائب أصبحوا يميلون سياسيا إلى اليمين.

أعلن عدد من رجال الأعمال وقادة قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة عن تقديم الدعم للجنة سياسية جديدة تساند حملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بما في ذلك مالك منصة "إكس" ومؤسس شركة "تيسلا" إيلون ماسك والمؤسس المشارك لشركة "بالانتير" للتكنولوجيا جو لونسدال والأخوان كاميرون وتايلر وينكلفوس وغيرهم. 

ووفق تقارير نشرتها وسائل إعلام أميركية، فإن مجموعة جديدة باسم "لجنة العمل السياسي" "American PAC" تشكلت نهاية مايو (أيار) الماضي لدعم حملة ترمب للرئاسة، حظيت بمساندة كبار قادة "وادي السيليكون" في ولاية كاليفورنيا، فجمعت اللجنة حتى الآن ما يزيد على 8.7 مليون دولار، وفق بيان مالي نُشر مطلع الأسبوع. وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن ماسك تعهد التبرع بنحو 45 مليون دولار شهرياً للمجموعة التي تكرس مواردها لتشجيع أنصار الجمهوريين على التسجيل في لوائح الانتخابات للتصويت لترمب وحضّ المسجلين على التصويت عبر البريد أو التصويت المبكر.

وأيّد ماسك ترمب عقب محاولة اغتيال المرشح الجمهوري خلال تجمع حاشد في بتلر بولاية بنسلفانيا السبت الماضي، وكتب على منصة "إكس"، "آخر مرة كان لدى أميركا مرشح بهذه القوة كان ثيودور روزفلت"، على رغم أنه كان دعم في السابق الديمقراطيين بما في ذلك الرئيس الحالي جو بايدن وهيلاري كلينتون وباراك أوباما.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تضم قائمة رجال الأعمال وقادة صناعة التكنولوجيا الداعمين لترمب عبر "لجنة العمل السياسي"، شريك "سيكويا" شون ماغواير ومؤسس شركة "فالور إكويتي بارتنرز" أنطونيو غراسياس، إضافة إلى ليون، أحد مؤسسي "سيكويا كابيتال". وأظهرت الملفات الفيدرالية الرسمية أن عملاق الفحم جو كرافت، الرئيس التنفيذي لشركة "ألاينس ريسورس بارتنرز"، وكذلك مؤسس سلسلة ساندويشات "جيمي جون"، قدّما أيضاً تبرعات بقيمة مليون دولار لكل منهما، في حين تبرع كل من كاميرون وتايلر وينكلفوس بمبلغ 250 ألف دولار.

التحول من اليسار إلى اليمين

توسع قائمة قادة "وادي السيليكون" الداعمين لترمب يمثل تحولاً في المنطقة المعروفة بأنها إحدى أكثر المناطق ليبرالية في الولايات المتحدة التي كثيراً ما كانت مصدراً موثوقاً لتمويل الديمقراطيين، ومن المعروف كذلك أن كاليفورنيا هي إحدى الولايات التي تمثل معقلاً قوياً للحزب الديمقراطي، مما يدفع إلى التساؤل عما وراء هذا التغيير. 

يشير مراقبون إلى أن بعض قادة التكنولوجي الذين خاب أملهم في مواقف بايدن حول التنظيم والضرائب، أصبحوا يميلون سياسياً إلى اليمين، واستمال ترمب بدوره رجال الأعمال ذوي الميول التحررية وأصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية من خلال تعهدات بحماية حرية التعبير ودعم صناعة العملات المشفرة.

 ويقول أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة سونوما ديفيد مكوان "ثمة أمور تتعلق بالعملات المشفرة والتنظيمات الحكومية والتكنولوجيا... بالنسبة إلى أصحاب رؤوس المال وأولئك في وادي السيليكون، فإنهم يجدون كثيراً من الروابط مع شخص مثل دونالد ترمب الذي يرغب في قيود تنظيمية أقل...".

وفق صحيفة "واشنطن بوست"، فإن ترمب وعد المانحين بسن سياسات تعمل لمصلحتهم مثل خفض الضرائب على الشركات والموافقة على تصاريح النفط، وقام أيضاً بتغيير جذري في موقفه تجاه العملات المشفرة التي كان يصرّ قبلاً على أنها "عملية احتيال" و"كارثة تنتظر الحدوث". ولكن منذ ترشحه لمنصب الرئاسة، تبنى الحزب الجمهوري منصة تدعم ابتكار العملات المشفرة.

وتفكر النخبة الجديدة الداعمة لترمب بطريقة استراتيجية، فبحسب رئيس مؤسسة "تيك فري" بيرين سزوكا، فإن المجموعة الجديدة المؤيدة للرئيس الأميركي السابق داخل وادي السيليكون "لديهم أجندة. إنهم يرون فرصة في اقتناص مزيد من القوة عبر ترمب... إنهم يسعون إلى أن يكون لهم صوت في إدارة ترمب المقبلة". ومع ذلك، يشير سزوكا إلى أنه لا يزال هناك كثيرون معارضين لترمب ممن يتذكرون سجله خلال ولايته الرئاسية الأولى "ترمب لا يزال كما كان خلال أربعة أو ثمانية أعوام سابقة".

نائب من "وادي السيليكون"

اختار ترمب نائباً له على صلة قوية بـ"وادي السيليكون"، إذ يتمتع جيه دي فانس بعلاقات طويلة الأمد مع دوائر التكنولوجيا النخبوية، فعمل في صندوق "ميثريل كابيتال" الاستثماري التابع لبيتر ثيل في سان فرانسيسكو بين عامي 2015 و2017، وبعد ذلك في صندوق المشاريع الثورية في واشنطن الذي بدأه الرئيس التنفيذي لشركة "أي أو أل" ستيف كيس. وقدم ثيل 15 مليون دولار لدعم ترشيح فانس لمجلس الشيوخ عام 2022 من خلال التبرع لمجموعة "حماية القيم في ولاية أوهايو"، وفقاً لسجلات الانتخابات الفيدرالية.

وأطلق فانس أيضاً شركته الاستثمارية الخاصة "ناريا كابيتال" في 2020 بدعم من ثيل ومجموعة من رجال صناعة التكنولوجيا بما في ذلك الرئيس التنفيذي السابق لـ"غوغل" إيريك شميدت، وتهدف الشركة التي يقع مقرها في سينسيناتي بولاية أوهايو والتي كانت لديها أصول تبلغ نحو 200 مليون دولار العام الماضي، وفقاً لإيداعات لجنة الأوراق المالية والبورصات، إلى توجيه مزيد من تمويل "وادي السيليكون" إلى المدن الأميركية التي تعاني نقص الخدمات في الاستثمار التكنولوجي.

ووفقاً لإفصاحات عام 2022، وهي أحدث البيانات المتاحة بحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، امتلك فانس استثمارات شخصية في أكثر من 100 شركة عامة وخاصة بما في ذلك  Anduril Industries، وهي مجموعة دفاعية تعمل بالذكاء الاصطناعي مدعومة من ثيل، وشركة محاكاة الفضاء Slingshot Aerospace، إلى جانب ما تصل قيمته إلى 100 ألف دولار من أسهم "وول مارت". واستثمر فانس أيضاً في منصة الفيديو المثيرة للجدل "رامبل"، فامتلك حصة تصل قيمتها إلى300  ألف دولار عام 2022، وفي تطبيق الصلاة المسيحية "هالو"، فبلغت حصته فيه نحو 100ألاف دولار. وكشف فانس أيضاً عن ملكية ما يراوح ما بين 100 ألف دولار و250 ألف دولار من عملة "بيتكوين" في بورصة العملات المشفرة "كوين بيز" عام 2022.

الأمر لا يقتصر على الجانب الرأسمالي، فربما ثمة جانب أيديولوجي يحظى ترمب ونائبه من خلاله بدعم بعض رجال التكنولوجيا المحافظين، إذ قال جاكوب هيلبيرغ، المسؤول التنفيدي لدى شركة "بالانتير" وأحد كبار المتبرعين لترمب، إن فانس كان "الاختيار الأول المؤيد للتكنولوجيا والمؤيد لأميركا أولاً والذي سيكون مدافعاً استثنائياً عن أجندة الرئيس ترمب والشعب الأميركي".

وتقول كارا سويشر التي تُعرفها صحيفة "لو موند" الفرنسية بأنها مؤرخة للتكنولوجيا، إن "هناك مزيداً من المحافظين (في وادي السيليكون) بالتأكيد... لكنهم أكثر تحررية من أي شيء آخر"، وبينما لا يزال هؤلاء أقلية في مواجهة الشخصيات المؤيدة للديمقراطيين، لكنهم لم يعودوا يترددون في إظهار دعمهم لترمب. 

المزيد من تقارير