Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي "في أزمة حقيقية"

إسبانيا وبلجيكا ترفضان رسو سفن محملة بمعدات قتالية لتل أبيب

في التقرير الذي عرضه الجيش الإسرائيلي قال إن سلاح الجو قصف 37 ألف هدف في قطاع غزة (رويترز)

ملخص

عرض الجيش تقريراً لخص فيه ما أحرزه من نتائج في حرب غزة خلال 285 يوماً، لتصبح هذه المعطيات أدلة استخدمها بعض أعضاء الكنيست للتأكيد على ضرورة وضع خطة استراتيجية للحرب والتقدم بأسرع وقت إلى صفقة تضمن إعادة الأسرى ووقف الحرب.

اختار الجيش الإسرائيلي موعد عقد جلسة في الكنيست اليوم الأربعاء بطلب من المعارضة تحت عنوان "حكومة هي الأسوأ في تاريخ إسرائيل وقد أهملت مواطنيها"، لبحث تداعيات سياسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقيادة ائتلافه الحكومي على الحرب وصفقة الأسرى.

وعرض الجيش تقريراً لخّص فيه ما أحرزه من نتائج في حرب غزة خلال 285 يوماً، لتصبح هذه المعطيات أدلة استخدمها بعض أعضاء الكنيست للتأكيد على ضرورة وضع خطة استراتيجية للحرب والتقدم بأسرع وقت إلى صفقة تضمن إعادة الأسرى ووقف الحرب.

ولم يخفِ عسكريون وأمنيون أن الجيش في أزمة حقيقية بعد هذه الفترة الطويلة من القتال جراء النقص الكبير في عدد المقاتلين وارتفاع عدد الاحتياط الرافضين للقتال في غزة، وما يشكل صعوبة كبرى على استمرار القتال هو النقص الحاد في المعدات القتالية والأسلحة التي يحتاج إليها الجيش، ووفق ما تبيّن من تقرير الجيش فإن المرحلة الثالثة من القتال في غزة تتطلب وقتاً طويلاً، وأنه سيكثفها بعد الانتهاء من عملية رفح حيث ما زال هناك مئات المقاتلين الذين لم يصل إليهم الجيش.

 

تخطي أوروبا لنقل الأسلحة

وإزاء النقص الكبير الذي يواجهه الجيش بالنسبة إلى مقاتليه والمعدات العسكرية يكثّف الإسرائيليون ضغوطهم على واشنطن لنقل شحنات الأسلحة التي تم احتجازها، ولكن مما تبيّن من التحقيق في هذا الجانب فإن الأزمة في إسرائيل لا تنحصر في العراقيل الأميركية لنقل شحنات الأسلحة، تحديداً الكمية الكبيرة من القنابل ثقيلة الوزن التي قررت واشنطن عدم نقلها، إنما في رفض دول أوروبية السماح لسفن أميركية محملة بمعدات قتالية لإسرائيل وأخرى يستعملها الجيش في حربه في غزة، باستخدام موانئها لإجراء فحوصات تضمن استمرار إبحارها إلى إسرائيل.

وبحسب مصدر أمني إسرائيلي فإن إسبانيا منعت سفناً تحمل معدات عسكرية لإسرائيل، وليست أسلحة، من الرسو في موانئها في الطريق من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. واعتبر الإسرائيليون أن القرار الأصعب كان من بلجيكا التي رفضت السماح لسفينة أميركية ضخمة تحمل كمية كبيرة من الجرافات التي يحتاج إليها الجيش في قتاله في غزة، بالرسو في موانئها للتوقف الضروري في رحلة طويلة من أميركا إلى إسرائيل.

ونُقل عن هذا المصدر أن "الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى جرافات للقتال في غزة وبصورة ضرورية جداً، ولكن بعد مفاوضات عقيمة مع وزارة الأمن الإسرائيلية لم يكُن أمامها سوى الموافقة على إعادة السفينة المحملة بالجرافات إلى الميناء الأم في الولايات المتحدة، حيث أعيد هناك تحميلها على متن سفينة كلفة تشغيلها باهظة للغاية، لكن يمكنها القيام بالرحلة الطويلة بأكملها من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، واتبعت إسرائيل الطريقة نفسها مع السفينة التي أعيدت من إسبانيا".

وفي أعقاب هذا الوضع يحاول جهاز الأمن الإسرائيلي تخطي أوروبا في شحنات المعدات العسكرية التي لا تزال تصل إلى الجيش الإسرائيلي من الولايات المتحدة.

ضغط عسكري

وبحسب تقييمات الجيش الإسرائيلي فإن تكثيف القتال والضغط على حركة "حماس" سيحققان النتيجة المرجوة بالتقدم نحو صفقة، ونُقل عن هيئة الأركان أن الجيش حقق إنجازات عسكرية تخلق ظروفاً أفضل للدفع نحو صفقة الأسرى، ولكن مع هذا، فإن قيادة الجيش وخلال عرضها تقريراً لما حققته في غزة منذ بداية الحرب، تتحدث بصورة واضحة عن عدم نصر قريب على "حماس"، إذ أكد أكثر من مسؤول في تصريحات علنية أن الجيش يستعد لمواجهة طويلة ويعترفون أن أي صفقة ستكون مرهونة بتنازلات مؤلمة من ناحية اسرائيل.

وبحسب الخبيرة العسكرية الإسرائيلية ليلاخ شوفال، "فإن الجيش والمسؤولين العسكريين والأمنيين لا يتحدثون عن نصر في غزة أو تدمير ’حماس‘، إنما عن استمرار القتال لفترة طويلة" بما لم يكُن متوقعاً خصوصاً في جانب الأنفاق،  وأضافت "لقد قالوا إنهم دمروا 20 نفقاً، هذا رقم غير صحيح، هناك أنفاق كثيرة ومساحات طويلة وتدميرها يتطلب وقتاً طويلاً، إلى جانب القتال في مناطق عدة سبق وأنهى الجيش معاركه فيها".

الضيف على رأس المطلوبين

وبعد أكثر من أسبوع على عملية المواصي لاستهداف القيادي في "حماس" محمد الضيف، وفي التقرير الذي عرضه الجيش أدرج قائمة أسماء وصور 14 قائداً في الجناح العسكري للحركة، وأشار الى سبعة من بينهم في مقدّمة مهماته ضمن قائمة الاغتيال، وأولهم محمد الضيف، ونشر كذلك صور سبعة ممن نجح في اغتيالهم منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

واعتبر أمنيون وسياسيون أن ما تحقق حتى الآن يؤكد ضرورة التوصل إلى صفقة قريبة تنتهي بانتهاء الحرب ووضع خطة استراتيجية لليوم الذي يلي، قبل أن تغوص إسرائيل في وحل غزة.

وضمن التقرير الذي عرضه الجيش الإسرائيلي قال إن سلاح الجو قصف 37 ألف هدف في قطاع غزة، وهاجم الجيش أكثر من 25 ألف هدف كبنى تحتية للحركة، وتمكّن من تصفية أكثر من 14 ألف مسلح في "حماس" من بين أكثر من 30 ألف مسلح، قدّر الجيش في بداية الحرب بأنه سيواجههم في القطاع، أي أن العدد لا يصل الى 50 في المئة.

وأدرج الجيش هذا الإنجاز ضمن الأفضل من بين ما حققه خلال الحرب، وأشار تقرير له أيضاً إلى أن أمامه قتالاً مكثفاً في خان يونس والنصيرات ودير البلح وغيرها حيث "لا تزال هناك ثلاث كتائب لـ’حماس‘ بمستوى كفاءات مرتفعة جداً لم يصل إليها بعد".

ومما شمله التقرير من معطيات:

- تصفية ستة قادة ألوية و20 قائد كتيبة ونحو 150 قائد سرية، وهي نسبة لا تتجاوز الـ 50 في المئة.

- إعادة تعزيز قدرات "حماس" العسكرية وصناعة نوعيات من الأسلحة وإعادة انتشار عناصر الحركة في القطاع.

- حيازة الحركة على كمية كبيرة من الصواريخ من بينها طويلة المدى تصل إلى تل أبيب، مركز إسرائيل.

وبحسب ما تبيّن من الخطط العملياتية التي وضعها الجيش لاستمرار القتال، فهو يشغّل اليوم "ثلاث قيادات بمستوى فرقة في القطاع، فرقة غزة في محيط الجدار والفرقة 162 ضمن العملية الهجومية في رفح وفرقة احتياط (هذا الأسبوع استبدلت الفرقة 252 بالفرقة 99) في محور نتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين"، وأشار تقرير إسرائيلي إلى أنه على رغم وجود هذه الفرق، "لا يوجد عدد كافٍ من القوات تعمل تحت القيادات بمستوى الفرق. وبعض الطواقم القتالية اللوائية خرج من القطاع لفترة انتعاش والاستعداد لنشاطات هجومية محتملة أخرى لاحقاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا نصر ولا هزيمة

وتتجلى الأزمة الداخلية في إسرائيل، ليس داخل المجتمع أو بين الائتلاف والمعارضة في الكنيست فحسب، بل في ما بين متخذي القرار كذلك، تحديداً بين بنيامين نتنياهو من جهة، ووزير الأمن يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي من جهة أخرى، وهذا برز خلال الأيام الأخيرة خصوصاً مساء أمس الثلاثاء أثناء إحياء إسرائيل ذكرى قتلى العملية العسكرية في غزة "الجرف الصامد" التي نفذتها إسرائيل قبل 10 أعوام.

ولم يحسم الجيش الإسرائيلي ورئيس أركانه في حديثهما، الانتصار ولا الهزيمة، واختارا الخط البديل بإظهار نتائج الضغط العسكري مع التأكيد على الحاجة إلى التقدم في صفقة تبادل أسرى. أما نتنياهو فواصل إصراره على عدم وقف الحرب من دون تحقيق أهدافها وأنه لن يقبل صفقة يتم بموجبها الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، ورفض نتنياهو مقترحاً إسرائيلياً – أميركياً - مصرياً تمت بلورته خلال جلسة المفاوضات الأخيرة في القاهرة، قبل يوم من عملية المواصي التي استهدفت محمد الضيف وتم في أعقابها وقف المحادثات.

وبحسب هذا المقترح:

- انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من المواقع المبنية على طول المحور.

- تركيب أجهزة استشعار وأدوات تكنولوجية متطورة فوق الأرض وتحتها لمنع عمليات التهريب.

- إدارة معبر رفح بواسطة أطراف دولية بمشاركة جهات فلسطينية غير مرتبطة بحركة "حماس"

- إجراء عمليات هندسية للتأكد من عدم وجود أنفاق تهريب صالحة للاستخدام.

واختار غالانت الذي أكد أكثر من مسؤول المقاطعة الكاملة بينه ونتنياهو، منصة إحياء 10 أعوام على "الجرف الصامد" ليعلن دعمه الكامل لصفقة قريبة أمام عشرات أهالي الأسرى الذين وصلوا إلى القاعة وقاطعوا حديث نتنياهو والرئيس إسحق هرتسوغ، بالهتافات والصراخ واتهامهما بإهمال الأسرى لأهداف شخصية وسياسية، ودعت أصوات عدة في القاعة أول من أمس إلى مغادرة المكان واستقالتهما.

وشدد غالانت الذي يبدي موقفاً داعماً للوفد المفاوض وتنفيذ صفقة قريبة، على أن ما قدّمه أمامه الوفد المفاوض يؤكد وجود نافذة لفرصة لإعادة الأسرى وقال "على إسرائيل واجب أخلاقي ووطني لإعادة المخطوفين إلى بيوتهم. والجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الأخرى لهما القدرة على ذلك، ويملكان حرية في العمل، والعودة لعملية قوية بعد كل صفقة. في كل مكان وفي كل وقت بحسب الحاجة"، ومضمون حديثه هذا كرره أيضاً رئيس الأركان.

مفاوضات خارج قطر ومصر

والجهود للتقدم في صفقة مستمرة بصورة مكثفة من خلال الاتصالات بين الوفد الإسرائيلي والوسطاء، وبينما أكد أكثر من مسؤول قبل أيام، توجه رئيس "الموساد" ديفيد برنياع إلى قطر لجلسة مفاوضات جديدة هذا الأسبوع، كشف مسؤول عن خلافات أدت إلى تغيير هذا البرنامج وعدم سفر برنياع، بل سيسافر ممثلون آخرون وأن الجلسة لن تعقد في قطر ولا في مصر، وهي معلومات لم يؤكدها الوفد المفاوض أو الحكومة.

في الأثناء، يجري وفد إسرائيلي في واشنطن برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي محادثات مع مسؤولين أميركيين في مختلف القضايا ومن بينها ترتيبات للقاء نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع المقبل وخطابه في الكونغرس، ويتصدر بحث التقدم في صفقة الأسرى وخطة استراتيجية لليوم التالي للحرب لقاءات الوفد مع المسؤولين الأميركيين.

المزيد من الشرق الأوسط