Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التبرعات الانتخابية ترجح كفة بايدن أم ترمب؟

يتفوق المرشح الجمهوري بأكثر من 90 مليون دولار ويكاد المبلغ الذي جمعه حتى الآن يوازي إجمال ما تلقاه عام 2016

يعزز ترمب وبايدن جهودهما لجمع التبرعات والتأثير في الناخبين (أ ف ب)

ملخص

جمع ترمب خلال الربع الثاني من الانتخابات الحالية ضعف ما جمعه خلال الربع نفسه من انتخابات عام 2020 التي خسرها أمام بايدن بفارق ضئيل. ولم تصدر بعد إحصاءات يوليو الجاري، إلا أن مساعي بايدن إلى جمع التبرعات قد تتضرر في ضوء أدائه السيء خلال المناظرة الأخيرة والتي لم تؤثر سلباً في نسبة تأييده وحسب، بل حتى في مزاج المتبرعين.

تعطي الأموال المتدفقة للحملات الانتخابية منظوراً جيداً لقراءة وضع مرشحي الانتخابات الأميركية وحظوظهم وتوجهات داعميهم، وبينما يشعر المتبرعون "الديمقراطيون" بالقلق حيال قدرة المرشح الديمقراطي جو بايدن على هزيمة الجمهوري دونالد ترمب، تشهد حملة الأخير تدفقاً متزايداً للأموال.

تفوق ترمب

تفيد كشوف الحملتين بأن مجموعات جمع التبرعات الداعمة لترمب تلقت 431.2 مليون دولار بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) الماضيين، في حين جمعت المجموعات الداعمة لبايدن 332.4 مليون دولار، مما يظهر تفوق ترمب بـ 98.9 مليون دولار، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز".

ويكاد المبلغ الذي جمعه ترمب حتى الآن يوازي إجمال ما جمعته حملته الانتخابية عام 2016، ومن المرجح أن ينمو الرقم مع تسريع المجموعات السياسية الجمهورية جهودها واستغلالها زخم محاولة اغتيال مرشحها.

وبدأ حديثاً عدد من قادة "وادي السيليكون" حشد الدعم لترمب، وذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن مالك "تيسلا" إيلون ماسك ينوي دعم لجنة سياسية مؤيدة لترمب بـ 45 مليون دولار شهرياً، وذلك بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق التي دفعته إلى التضامن معه، وعلى ما يبدو تغيير موقفه المعلن في مارس (آذار) الماضي من عدم تقديم أية تبرعات انتخابية.

ويرى مراقبون أن ماسك، مثل غيره من كبار المانحين، يملك مصالح تجارية، وبدعمه ترمب فإنه يسعى إلى تعزيز نفوذه لدى صناع القرار، مشيرين إلى أن شركته "سبيس إكس" أأبرمت عقداً بقيمة 1.8 مليار دولار مع الحكومة الأميركية لبناء أقمار اصطناعية للتجسس، كما أبرمت عقوداً بمليارات الدولارات مع "وكالة ناسا" و"البنتاغون" لإطلاق أقمار اصطناعية ونقل رواد فضاء إلى المحطة الدولية.

إدانة ترمب: نقطة التحول

وفي حين شهد الربع الأول تفوق بايدن بنحو 49 مليون دولار، إلا أن ترمب قلص الفجوة وتقدم على منافسه بعدما دين بتهم تتعلق بإخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة إباحية أواخر مايو (أيار) الماضي، كما تلقت المجموعات الداعمة لترمب خلال الربع الثاني ثلاثة أضعاف الأموال التي استقبلتها في الربع الأول.

وأعلنت حملة ترمب أنها جمعت 52.8 مليون دولار خلال الـ 24 ساعة التي تلت إعلان القضاة إدانته، وهو مبلغ ضخم يمثل أكثر من ثلثي المبلغ الذي جمعه خلال شهر أبريل بأكمله والبالغ 76 مليون دولار.

وجمع المرشح الجمهوري خلال الربع الثاني من الانتخابات الحالية ضعف ما جمعه خلال الربع نفسه من انتخابات عام 2020 التي خسرها أمام بايدن بفارق ضئيل.

مطالب المانحين

ولم تصدر بعد إحصاءات يوليو (تموز) الجاري، إلا أن مساعي بايدن إلى جمع التبرعات قد تتضرر في ضوء أدائه السيء خلال مناظرة الـ 27 من يونيو الماضي، والتي لم تؤثر سلباً في نسبة تأييده وحسب، بل حتى في مزاج المتبرعين.

وهدد مانحون رئيسون للحزب الديمقراطي بوقف الدعم إذا رفض بايدن الانسحاب من الانتخابات، مما يخلق تحدياً جديداً أمام مساعي الحزب إلى هزيمة ترمب، فقد دعا كبار المانحين الديمقراطيين مثل ستيوارت باينوم ومارك بينكوس وريد هاستينجز ومايك موريتز بايدن إلى التنحي، وذكر موقع "أكسيوس" أن كبار قادة الحزب وأصدقاء بايدن والمانحين الرئيسين يعتقدون أنه لا يستطيع الفوز على منافسه الجمهوري، ولن يستطيع تغيير تصورات الجمهور في شأن عمره المتقدم وسلامته الذهنية، كما أن تأثير الأداء السيء للرئيس قد يضر بقدرة الحزب على تحقيق الغالبية في الكونغرس.

إنفاق متزايد

وتنفق الحملات الانتخابية على عناصر تقليدية مثل الإعلانات الداعمة للمرشح والمنتقدة للخصم، أما في حال ترمب فقد اضطرت حملته إلى تخصيص أكثر من 85 مليون دولار لدفع الرسوم القانونية في القضايا التي يواجهها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت "سي أن أن" أن حملة بايدن أنفقت في يونيو الماضي أموالاً أكثر بكثير من حملة ترمب وبلغت 59 مليون دولار، مقارنة بـ 10 ملايين من جانب حملة ترمب، وبحسب شركة AdImpact الإعلانية، فمن المقرر أن تنفق المجموعات المؤيدة لترمب ملايين الدولارات أسبوعياً على الإعلانات بمستوى أعلى من المجموعات المؤيدة لبايدن، بدءاً من هذا الشهر وحتى أغسطس (آب) المقبل.

من يمول ترمب وبايدن؟

ويعتمد ترمب على مجموعتين سياسيتين هي "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" و"الحفاظ على أميركا" اللتين يمولهما المليارديرات تيم ميلون وميريام أديلسون وليز وديك أويهلين وكيلسي وارين وروبرت بيغلو وديان هندريكس، وتغطي رسائلها الإعلانية ولايات بنسلفانيا وجورجيا وأريزونا وميشيغان وويسكنسن.

ويعد ميلون، وريث بنك ميلون، أكبر مانحي ترمب العلنيين، إذ تبرع بـ 75 مليون دولار لإحدى اللجان السياسية المؤيدة لترمب، بما في ذلك 50 مليون دولار في اليوم التالي لإدانته، كما تبرع الرئيس السابق لشركة "مارفل إنترتينمنت"، إيك بيرلموتر، بـ 10 ملايين دولار بعد صدور الحكم.

أما بايدن فسيعتمد على مجموعة "المستقبل إلى الأمام" Future Forward التي يمولها رجال الأعمال مايكل بلومبيرغ وريد هوفمان والراحل جيم سيمونز، وقد حجزت ما يصل إلى 130 مليون دولار من الإعلانات بدءاً من أواخر أغسطس المقبل وحتى يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ضغوط لتنحية بايدن

ويواجه الرئيس بايدن دعوات متزايدة من كثير من المسؤولين المنتخبين في الحزب الديمقراطي إلى الانسحاب من سباق الرئاسة بعد أدائه الضعيف خلال المناظرة، وقد أبلغ زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بايدن خلال لقائه إياه في ولاية ديلاوير الأسبوع الماضي أنه من الأفضل أن ينسحب، كما وردت تقارير تشير إلى أن رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي حذرت من أن استمرار بايدن قد يدمر فرص الديمقراطيين في استعادة السيطرة على مجلس النواب وتدفق التبرعات، وكذلك أبلغ زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز رسالة مماثلة إلى الرئيس خلال اجتماع في البيت الأبيض.

ويتخلف بايدن عن ترمب عبر استطلاعات الرأي في كل الولايات المتأرجحة، ويخشى كثير من الديمقراطيين من افتقاره إلى أي سبيل لتحقيق النصر، وعليه فسيحتاج الحزب إلى مرشح رئاسي جديد لمواجهة ترمب.

وفيما أكد المرشح الديمقراطي أنه متمسك بترشحه لولاية رئاسية ثانية، فقد قال في بيان مكتوب من منزله في ديلاوير حيث يتعافى من فيروس كورونا إن "الأخطار مرتفعة، والخيار واضح، ومعاً سنفوز"، متعهداً باستئناف حملته الانتخابية الأسبوع المقبل.

المزيد من تقارير