الأسهم الآسيوية تهبط مع تراجع بايدن عن الترشح للرئاسة

تراجعت أسواق آسيا والمحيط الهادئ اليوم الإثنين مع إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي وتأييده نائبته كامالا هاريس مرشحة للحزب الديمقراطي. وفي سياق آسيا خفض البنك المركزي الصيني بصورة غير متوقعة سعر الفائدة لدعم اقتصاد البلاد المتعثر بعد أيام قليلة من إصدار مجموعة من البيانات التي أظهرت أن التعافي غير المتوازن قد فقد بعض الزخم.

وخفض بنك الشعب الصيني سعر الفائدة العكسي مدة سبعة أيام إلى 1.70 في المئة من 1.80 في المئة، قائلاً إنه يريد "تعزيز الدعم المالي للاقتصاد الحقيقي".

وجاءت هذه الخطوة بعد تباطؤ النمو بأكثر من المتوقع في الربع الثاني من هذا العام ومؤشرات نشاط مختلطة لشهر يونيو (حزيران) الماضي، وزادت هذه البيانات من الضغوط على صانعي السياسات لتعزيز ثقة الأعمال وتقديم مزيد من التحفيز.

ووصف كبير الاقتصاديين في شركة "بينبوينت لإدارة الأصول" تشانغ تشيوي في حديثه لصحيفة "وول ستريت جورنال"، خفض الفائدة بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، متوقعاً مزيداً من خفض الفائدة بمجرد أن يبدأ "الاحتياطي الفيدرالي" الأميركي في تخفيف سياسته، لكنه يحذر من أن السياسة النقدية ليست الأداة السياسية الأكثر أهمية في الصين مع الإشارة إلى أن أداء الاقتصاد في الربع الثاني من هذا العام سيحدد مستوى الدعم المالي.

وقال تشانغ "حقيقة أن بنك الشعب الصيني لم ينتظر 'الاحتياطي الفيدرالي' ليخفض الفائدة أولاً تشير إلى أن الحكومة تدرك الضغوط النزولية على اقتصاد الصين، إذ جاء نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني أقل من المتوقع".

وخفض بنك الشعب الصيني متطلبات الضمان لقروض تسهيل الإقراض المتوسط الأجل، وهي أداة يمكن من خلالها للبنوك التجارية اقتراض النقود من السلطة النقدية مقابل حيازاتها من السندات، وقال إنه يأمل في أن يؤدي هذا التيسير إلى زيادة حجم السندات القابلة للتداول.

جرى خفض أسعار الفائدة الأساس على القروض لمدة عام واحد وخمس سنوات بمقدار 10 نقاط أساس لكل منهما إلى 3.35 في المئة و3.85 في المئة على التوالي، مما أثار دهشة الأسواق، إذ لم يتوقع الاقتصاديون أي تغيير. وسيخفض بنك الشعب الصيني أيضاً متطلبات الضمانات لتسهيلات الإقراض متوسطة الأجل اعتباراً من يوليو (تموز) الجاري.

وأظهر استطلاع أجرته "رويترز" الأسبوع الماضي أن 64 في المئة من جميع المشاركين توقعوا بقاء سعر الفائدة على القروض لمدة عام وخمسة أعوام من دون تغيير.

ويعمل سعر الفائدة الرئيس على القرض لمدة عام واحد (LPR) لمدة عام كمعيار لمعظم قروض الشركات، ويعمل معدل سعر الفائدة الرئيس على القرض لمدة خمسة أعوام كمعدل مرجعي للقروض العقارية.

"المركزي الصيني" وضخ الأموال

وتحتفظ البنوك الصينية حالياً بمعظم السندات الحكومية للبلاد، وقال بنك الشعب الصيني هذا الشهر إنه وقع اتفاقات اقتراض غير مضمونة مع المقرضين الرئيسين، سعياً لكبح موجة صعود السندات المستمرة منذ أشهر، والتي دفعت عائدات الصين طويلة الأجل إلى مستويات قياسية وضغطت على اليوان مقابل الدولار الأميركي.

وفي الأسبوع الماضي ضخ بنك الشعب الصيني أموال بقيمة 100 مليار يوان (13.76 مليار دولار) في النظام المالي من خلال تسهيلات الصندوق متعدد الأطراف بمعدل فائدة قدره 2.5 في المئة، والذي ظل من دون تغيير للشهر الـ11 على التوالي، بالمقارنة مع القروض المستحقة البالغة 103 مليارات يوان (14.16 مليار دولار) المستحقة هذا الشهر، مما يشير إلى استنزاف صافي قدره ثلاثة مليارات يوان (412.5 مليون دولار) من النظام المصرفي، ويمثل هذا الشهر الخامس على التوالي الذي لا يضخ فيه صافي النقد عبر تسهيل الإقراض وسط حملة البنك المركزي للتقليل من دور أداة السياسة في توجيه الأسواق.

مؤشر "هانغ سينغ" في هونغ كونغ

وفي أسواق آسيا وعلى وقع انسحاب بايدن من سباق الرئاسة الأميركية ارتفع مؤشر "CSI 300" الصيني بنسبة 0.35 في المئة بعد إعلان بنك الشعب الصيني في حين خسر مؤشر CSI 300 الصيني 0.12 في المئة.

وسيقيم المستثمرون تأثير الانقطاع الهائل لتكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم في أواخر الأسبوع الماضي عندما تعطلت الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز" من "مايكروسوفت" الجمعة بسبب خلل في التحديث الصادر عن شركة الأمن السيبراني "كراود سترايك" وتراجعت أسهمها 11 في المئة.

وسيترقب المستثمرون هذا الأسبوع بيانات الناتج المحلي الإجمالي من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، إضافة إلى بيانات نشاط المصانع من جميع أنحاء المنطقة، ومن المقرر أن تعلن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عن أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من هذا العام الخميس القادم.

وتشمل البيانات الاقتصادية الأخرى هذا الأسبوع أرقام التضخم من الولايات المتحدة وسنغافورة يومي الجمعة والثلاثاء على التوالي.