Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قضايا العرب تثير تساؤلات قبل انطلاق أولمبياد باريس 2024

مواجهة لاعبي إسرائيل و"التمييز" في فرنسا على رأس الأزمات المنتظرة

شعار دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024 (أ ف ب)

ملخص

حرب غزة تنذر بانسحابات للعرب أمام منافسيهم الإسرائيليين والحجاب يثير أزمة بسبب قرار صارم من السلطات الفرنسية.

تنطلق الجمعة المقبل منافسات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024 التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس بين الـ26 من يوليو (تموز) الجاري والـ11 من أغسطس (آب) المقبل، وتشهد وجوداً عربياً كاملاً بمشاركة رياضيين من الـ22 دولة عربية في مختلف الألعاب سواء جماعية أو فردية.

وبينما تتأهب البعثات العربية للتركيز على الجوانب الرياضية من الحدث الكبير الذي يقام كل أربعة أعوام بحثاً عن تحسين نتائجها الإجمالية عن النسخة الماضية "طوكيو 2020" تظل هناك قضايا شائكة وملفات غير محسومة تنذر بإمكان نشوب بعض الأزمات.

مطالبات باستبعاد إسرائيل

ويواجه العرب في النسخ الأخيرة من دورات الألعاب الأولمبية بعض الأزمات سواء بسبب التقاليد الدينية أو الخلافات السياسية مع بعض الدول على رأسها إسرائيل، وقد تكون هذه النسخة من الأولمبياد الأكثر خطراً في ما يتعلق بالمواجهات الممكنة بين اللاعبين العرب ولاعبي بعثة إسرائيل وذلك تزامناً مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)2024.

وإثر هذه الأحداث طالب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بمنع إسرائيل من المشاركة في المحافل الدولية الكبيرة على رأسها الدورة الأولمبية وذلك استناداً إلى انتهاكها الميثاق الأولمبي، معللاً بذلك مقتل ما يقارب 300 لاعب وموظف في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم خلال الحرب المستمرة حتى الآن، وقال "أعتقد أن هذه الأحداث تحرم إسرائيل من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بسبب التجاوزات التي ارتكبتها".

ورد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في بيان رسمي أن فترة تقييم الطلب الفلسطيني ضد إسرائيل ستمتد حتى نهاية أغسطس المقبل، حتى يبرر الطرفان موقفهما قبل دراسة المعطيات كلها بعناية كاملة ثم اتخاذ القرار المناسب.

أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه اليوم الإثنين أن الوفد الإسرائيلي "مرحب به" في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي تستضيفها باريس، وذلك بعد تصريحات للنائب الفرنسي اليساري توما بورت أثارت جدلاً في البلاد.

وأوضح سيغورنيه من بروكسل "أود أن أقول إن الوفد الإسرائيلي مرحب به في فرنسا للمشاركة في الألعاب الأولمبية"، معتبراً أن تصريحات بورت في شأن عدم الترحيب به "غير مسؤولة وخطرة".

وشدد على أنه سيكرر نقل الموقف الرسمي "إلى الحكومة الإسرائيلية"، مشيراً إلى أنه سيتحدث إلى نظيره يسرائيل كاتس خلال الساعات المقبلة.

وأضاف سيغورنيه "سنضمن سلامة الوفد" خلال الألعاب التي تفتتح رسمياً الجمعة المقبل.

وكان بورت قال خلال تجمع حاشد لدعم الفلسطينيين "الوفد الإسرائيلي غير مرحب به في باريس، والرياضيون الإسرائيليون غير مرحب بهم في الألعاب الأولمبية في باريس"، داعياً إلى "التعبئة" حول هذا الحدث.

وصرح لصحيفة "لو باريزيان" لاحقاً "يجب على الدبلوماسيين الفرنسيين الضغط على اللجنة الأولمبية الدولية لمنع رفع العلم الإسرائيلي وعزف النشيد، كما هي الحال بالنسبة إلى روسيا" على خلفية حرب أوكرانيا مضيفاً "حان الوقت لإنهاء المعايير المزدوجة".

وقوبلت هذه التصريحات بانتقادات، وكتب رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية يوناتان عرفي على منصة "إكس" إن بورت "كان يصوب صوب الرياضيين الإسرائيليين".

وأضاف أن هؤلاء "هم الأكثر تعرضاً للخطر أساساً في الألعاب الأولمبية"، مذكراً بـ11 رياضياً "قتلهم إرهابيون فلسطينيون" في الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972.

واعتبر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن تصريحات بورت "تجعل الرياضيين الإسرائيليين هدفاً"، بينما لقي النائب اليساري انتقادات حادة من حلفاء برلمانيين من أطراف مختلفة.

وتشهد البطولات الدولية والدورات الأولمبية انسحاب بعض اللاعبين أو الفرق العربية من مواجهة لاعبي إسرائيل رفضاً لتطبيع العلاقات معها، وتنقسم الآراء في الدول العربية حول المقاومة بالانسحاب إذ يرى بعض أن ترك المساحة لفوز لاعبي إسرائيل يحرم اللاعبين العرب من تحقيق البطولات ويسهل مهمة الرياضيين الإسرائيليين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتجنبت منتخبات كرة القدم العربية في منافسات دورة الألعاب الأولمبية المقبلة الصدام مع إسرائيل في دور المجموعات، إذ أوقعت القرعة المنتخب المصري في المجموعة الثالثة مع إسبانيا وأوزبكستان وجمهورية الدومينيكان، بينما وقع الثنائي المغرب والعراق في المجموعة الثانية برفقة أوكرانيا والأرجنتين.

وانسحب كثير من اللاعبين بمختلف الرياضات في دورات الألعاب الأولمبية الماضية وكان الحدث الأبرز للاعب الجودو الجزائري فتحي نورين، بعدما وضعته القرعة في مواجهة مع مصارع إسرائيلي، كما انسحب اللاعب السوداني محمد عبدالرسول من منافسات الجودو في أولمبياد طوكيو، لتجنب مواجهة اللاعب الإسرائيلي طوهر بوطبول.

وأعربت اللجنة الأولمبية الدولية وقتئذ عن قلقها بسبب الانسحاب من المنافسات لأسباب ذات خلفيات سياسية، وهو ما يُعد انتهاكاً للميثاق الأولمبي، وتسعى لوائح البطولات الأولمبية إلى التركيز بصورة كاملة على التنافس الرياضي ونبذ أي جوانب أخرى وعلى رأسها السياسة، وتحظر المادة "50" من الميثاق الأولمبي على الرياضيين اتخاذ موقف سياسي في مجال اللعب.

ثلاثة عرب مثلوا إسرائيل

وشهدت دورة الألعاب الأولمبية تمثيل بعض اللاعبين العرب من أصل فلسطيني ممن يحملون الجنسية الإسرائيلية "عرب 48" لدولة إسرائيل في المنافسات ضمن الألعاب المختلفة.

ويتقدم الرياضيون العرب الذين سينافسون في "باريس 2024" تحت العلم الإسرائيلي السباح آدم مراعنة صاحب الـ20 سنة، الذي تأهل للمشاركة في سباق الـ100 متر ظهر في المنافسات التي تنطلق خلال أيام قليلة، وهو من أب عربي مسلم وأم روسية، ويلعب في نادي مكابي حيفا.

وأصبح مراعنة الحالة الثالثة في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية عبر التاريخ، بعد الرباع إدوارد ميرون في أولمبياد روما 1960، ورفعت ترك لاعب منتخب إسرائيل لكرة القدم في أولمبياد مونتريال 1976.

حظر الحجاب في أولمبياد باريس

وفي سياق آخر كشفت السلطات الفرنسية خلال الأيام الماضية عن منع لاعباتها المسلمات من ارتداء الحجاب في مختلف الرياضات أثناء أولمبياد باريس، وذلك من أجل تطبيق نظام علماني صارم بحسب تصريحات أحد المسؤولين.

وقالت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا في تصريحات صحافية لها بداية يوليو الجاري "ممثلات فرنسا في الأولمبياد لن يرتدين الحجاب" مشيرة إلى قرار المسؤولين في الدولة بتطبيق نظام علماني بصورة قوية في مجال الرياضة على حد وصفها.

وبعد زيادة الانتقادات تجاه فرنسا بسبب قرار منع الحجاب للاعبات الفرنسيات في الأولمبياد بصورة خاصة من الحقوقيين، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً قال إن الحظر المفروض على الفرنسيات بسبب الحجاب بعد انتهاك للقوانين الدولية لحقوق الإنسان، ويفضح "تمييز" السلطات الفرنسية وضعف اللجنة الأولمبية الدولية تجاهها.

وقالت الباحثة في شؤون حقوق المرأة في أوروبا بمنظمة العفو الدولية آنا بلوس "القواعد التمييزية التي تنظم ما يجب أن ترتديه النساء تشكل انتهاكاً للحقوق الإنسانية للنساء والفتيات المسلمات، ومن شأنها أن تحدث تأثيراً مدمراً في مشاركتهن بالرياضة".

وعلقت لاعبة كرة القدم الفرنسية إلينا با لمنظمة العفو الدولية على هذا القرار من السلطات الفرنسية قائلة "هذا انتهاك صريح للميثاق الأولمبي والقيم والأحكام الأولمبية، وخرق لحقوق السيدات وحرياتهن، وستكون وصمة عار لفرنسا إذا استمر هذا الأمر".

ومنعت إلينا با من المنافسة في ألعاب كرة السلة منذ أكتوبر 2023 بسبب ارتداء الحجاب، وقالت "الأمر صعب من الناحية النفسية بسبب الشعور بالإقصاء".

وتخوف بعض بعد قرار السلطات الفرنسية بمنع الحجاب على المنافسات الفرنسيات خلال الأولمبياد، ليكون القرار يشمل الجميع حتى وُضح الأمر أخيراً بالنسبة إلى الوفود العربية في شأن اللاعبات المحجبات في صفوفهم.

وأكدت المصادر أن القرار ليس له علاقة بالوفود العربية والإسلامية التي ستشارك في أولمبياد باريس، ولهم كل الحرية في ارتداء الحجاب وذلك بحسب الميثاق الأولمبي الذي يقول "ممارسة الرياضة حق من حقوق الإنسان، ويجب أن تتاح لكل فرد الفرصة لممارسة الرياضة دون أي نوع من التمييز".

وفي هذا الشأن أكد متحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية في تصريحات صحافية قائلاً "بالنسبة إلى القرية الأولمبية، تنطبق قواعد اللجنة الأولمبية الدولية، لا قيود على ارتداء الحجاب أو أي لباس ديني أو ثقافي لبلاد معينة، تُطبق اللوائح أثناء المنافسات فقط بحسب ما وضعها الاتحاد الدولي أو اللجنة الأولمبية الدولية".

وبذلك قد يشهد أولمبياد باريس بعض الأزمات التي قد تواجه العرب كما هي الحال في النسخ الماضية، سواء بسبب موقف بعضهم السياسي ضد إسرائيل، أو بعض تصرفات "التمييز" التي قد يتعرضون لها خارج إطار المنافسة الرياضية.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة