Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النساء أشرس عداوة لترمب من الرجال

من هيلاري كلينتون إلى نانسي بيلوسي مروراً بستورمي دانيالز وصولاً إلى كامالا هاريس هزمهن وهزمنه في معارك مفتوحة

مثير شأن الحياة السياسية في الولايات المتحدة ولا سيما علاقة السياسيين بالنسوة ففيها علاقات أخلاقية رائعة، وفيها كذلك خيانات واضحة

ملخص

في الحالة الأميركية، بخاصة في ظل السيولة الجيواستراتيجية الآنية، تبقى الاحتمالات كافة مفتوحة على كل السيناريوهات، ومنها سيناريو تفوق هاريس على ترمب، وربما نرى وجهاً نسائياً آخر يقوم بأداء الدور نفسه، وسواء كانت غريتشن ويتمر حاكمة ولاية ميشيغان، أو ميشال أوباما، وربما غير المتوقع يحدث من جديد، ويجد ترمب نفسه في مواجهة هيلاري كلينتون ثانية.

مثير شأن الحياة السياسية في الولايات المتحدة الأميركية، والأكثر إثارة هو علاقة السياسيين بالنسوة، ففيها علاقات أخلاقية رائعة من نوعية علاقة توماس جفرسون مع زوجته، وفيها كذلك خيانات واضحة، كما فعل جونسون مع صاحبته ماتيلدا بعيداً من الزوجة، والأمر نفسه تكرر لاحقاً في العلاقة العابرة بين بيل كلينتون والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي.

 

والشاهد أن ثقافة الأنغلو - ساكسون لا تتوقف كثيراً أو طويلاً أمام تلك العلاقات، لا سيما إن كان المسؤول الأميركي يقوم بدوره المنوط به بصورة إيجابية وخلاقة، فقد كانت النجاحات الاقتصادية لكلينتون على سبيل المثال من الأمور التي يسرت عدم عزله، على أن شخصية الرئيس السابق دونالد ترمب، المرشح الحالي عن الحزب الجمهوري لسباق انتخابات الرئاسة، وطبيعة علاقاته مع النساء، تبدو شأناً مغايراً جداً عمن سبق لساكني البيت الأبيض من الرؤساء ونوابهم، فقد بدت علاقة تصادمية لا سيما مع السياسيات النظيرات، وما ورائية مع شخصيات ليست فوق مستوى الشبهات.

وحملت الأقدار لترمب خيانات من نسوة دعمهن ورفعهن إلى مناصب عليا في البلاد، ما طرح علامة استفهام عريضة: لماذا؟ وما جرى مع نيكي هيلي مثال على ما نقول به.

 

اليوم يتساءل الأميركيون من جديد "هل ستكون كامالا هاريس هي الوجه النسائي الأخير الذي سيتمكن من إنهاء حياة ترمب السياسية دفعة واحدة إذا تم ترشيحها رسمياً من جانب الحزب الديمقراطي لتخوض سباق الرئاسة المثير وغير المسبوق نحو البيت الأبيض؟

عن علاقة ترمب بالنساء بداية

في كتابهما المثير "كل نساء الرئيس"، يتناول باري ليفين ومونيك الفيزي سيرة ترمب منذ أن كان طفلاً صغيراً، مروراً بأيام دراسته الثانوية، ثم صعوده في مجال العقارات، ومن بعد برامج تلفزيون الواقع والسياسة.

وتوضح صفحات الكتاب للقارئ كيف أن سلوك ترمب يتجاوز إلى حد كبير "الحديث في غرف تبديل الملابس"، و"الهدايا والتقديمات غير المرغوب فيها"، وحياة ترمب مليئة بالزوجات والعشيقات ورفيقات اللعب وأولئك الذين واعدهن الرئيس أو قبلهن، وربما ما هو أكثر من ذلك.

من خلال المقابلات الرائدة والتقارير خلف الكواليس والصور التي لم تعرض من قبل، يسجل كتاب "كل نساء الرئيس" 43 ادعاءً جديداً بسوء السلوك الجنسي ضد الرئيس السابق، بما في ذلك ادعاء إي. جين كارول المرأة التي ظهرت في قلب المحاكمة المدنية التي وجدت ترمب مسؤولاً عن الاعتداء الجنسي عام 2023.

ويعلق الصحافي الفرنسي بيتر سمولار مراسل صحيفة "لوموند" الفرنسية في واشنطن على علاقة الرئيس السابق بالنساء فيصفها بالقول "الرجل لا يراهن أكثر من أشياء مرغوبة، أو جوائز، وربما شخصيات عدائية".

ومنذ ظهوره، للمرة الأولى، على مسرح الحياة العامة، قبل أكثر من 40 عاماً، كان ترمب يعتمد دائماً على صورته كفاتح حين يتصل الأمر بشؤونه، سواء كانت مالية أو جنسية. وفي نظره، النساء إما "جذابات"، مثل مضيفاًت "بلاي بوي" في بدلات الأرنب المثيرة التي تطارد خيال الذكور الأميركيين منذ الستينيات، أو "قبيحات" و"سمينات".

والمظهر عنده هو المعيار الأساس للحكم عليه، ويراقب النساء كما لو كان يترأس هيئة محلفين تفحص المرشحين الذين يرتدون أزياء البحر. وفي صراعاته السياسية مع النساء، بدا وكأنه خارج سياق اللياقة بالمرة، فقد كتب ذات مرة عام 2015 على "تويتر"، موجهاً نقده اللاذع لهيلاري كلينتون، قبل أن يعود ويحذف ما كتبه "إذا كانت هيلاري كلينتون غير قادرة على إرضاء زوجها، فما الذي يجعلها تعتقد أنها قادرة على إرضاء أميركا".

وفي مسيرة ترمب محطات نسائية فاصلة عدة، كانت النسوة فيها أشد قسوة عليه من الرجال، وسواء كان الأمر صراعاً سياسياً على أعلى منصب في البلاد، البيت الأبيض، أو من أفراد ضمن إطار إدارته السابقة، وصولاً إلى قاعات المحاكم، وقصص تروى، واتهامات توجه، وغرامات مالية بالملايين، بعضها تم دفعه بالفعل، وقضايا أخرى تنتظر الفصل، والختام قد يكون بالعودة إلى الصراع الجديد مع مرشحة الديمقراطيين حال وصلت بالفعل إلى ذلك المنصب.

من أين لنا أن نبدأ بعضاً من فصول النسوة الآتيات من المشهد في طريق ترمب الرئيس السابق والمرشح الحالي؟

 

ترمب وهيلاري: هل قال اسجنوها؟

لعل أهم وأكبر، بل أخطر تحد واجهه ترمب، تمثل في هيلاري كلينتون عام 2016، التي واجهته كمرشحة للحزب الديمقراطي، وحتى الساعة يتساءل الأميركيون "كيف فاز ترمب على هيلاري"؟

ومنطلق السؤال أن رجل العقارات ذا الشعر الأحمر، لم يكن قد تقلد من قبل أي منصب سياسي، ولم تعرفه أصغر مدينة أميركية كعمدة لها، في حين أن هيلاري كان وراءها تاريخ طويل من العمل السياسي كواحدة من أمهر المحاميات الأميركيات، ثم زوجة لرئيس، ثماني سنوات، وعضوة في مجلس الشيوخ، ثم وزيرة للخارجية، لكن ترمب تجاوزها، وادعى البعض أن تعاوناً روسياً يسر لحملته الانتخابية اختراق كمبيوترات حملة هيلاري، وهو اتهام لم يقم عليه دليل حتى الساعة.

وخلال تلك الحملة تردد أن ترمب رفع شعار "أسجنوها"، قاصداً هيلاري عينها، مما اعتبر إرثاً سيئ السمعة لحملته الانتخابية الرئاسية وقتها، غير أنه لاحقاً وخلال مقابلة أخيرة له مع شبكة "فوكس نيوز" الداعمة له، نفى ذلك، وأكد أنه خلال رئاسته رفض أن تتعرض هيلاري للسجن.

"لقد هزمتها" رد ترمب هكذا، الأمر يصبح أسهل عندما تفوز، لقد كانوا يقولون دوماً "احبسوها"، "وقد كان بإمكاني أن أفعل ذلك لكنني شعرت أنه سيكون أمراً فظيعاً".

أنكر الرئيس السابق قوله "احبسوها"، لكنه لم ينف أن الملايين من أتباعه من الجمهوريين لم ينفكوا يرددون الشعار عينه، ما يحمله مسؤولية أدبية وأخلاقية في الأقل تجاه الأمر.

ولم تكن مسيرة هيلاري بعد تلك الانتخابات يسيرة، فقد كلفتها نوعاً من الانزواء، لا سيما بعدما خضعت للتحقيق في شأن استخدامها خادم بريد إلكترونياً خاصاً، لكن لم يتم توجيه أي اتهامات لها.

على أن السؤال المهم اليوم "هل عادت هيلاري لتمثل عقبة من جديد في مسيرة ترمب وسعيه إلى العودة للبيت الأبيض مرة جديدة؟

حدث ذلك بالفعل، ففي أوائل مارس (آذار) الماضي، وخلال حديث لها مع ماكسويل آلان على تطبيق SiriusXM قالت كلينتون "أود أن أضع سجل جو بايدن في مواجهة أي سجل آخر (القصد ترمب حكماً)، لقد أنجز الكثير، ونحن في وضع أفضل بفضل ذلك. إذا كنت قلقاً في شأن ذلك، فاستمع إلى دونالد ترمب الذي يهذي، ولا معنى له، ولا يستطيع حتى إن يتذكر من يترشح ضده. إنه يتحدث باستمرار عن باراك أوباما باعتباره خصماً. آخر مرة راجعت فيها لم يكن هذا يحدث، لذا، إذا كنت قلقاً في شأن شخص لا يعرف بالضرورة ما يحدث، فسأقلق كثيراً في شأن دونالد ترمب".

كانت كلمات هيلاري دفاعاً واضحاً عن قضية عمر بايدن، قبل أن يقرر لاحقاً الانسحاب، ولهذا أضافت "عليك أن تختار بين القديمين، وتحدد كيف ستنقذ ديمقراطيتنا، لأنه بغض النظر عن موقفك السياسي، فإنك تريد الحفاظ على الحرية وسيادة القانون وحماية الحقوق الأساس للناس، أو في الأقل كنت أعتقد ذاك".

وبدت كلينتون في مارس الماضي كحائط صد، ضد الهجمات التي وجهت لبايدن، وقد جاءت تعليقاتها قبل يوم من التصويت في نهار الثلاثاء الكبير، وما صاحب الاقتراع من مخاوف في شأن وصول بايدن لعمر لا يسمح له أن يمارس فيه رئاسته.

هل توقفت سهام هيلاري الموجهة لصدر ترمب عند هذا الحد؟

لا لم تتوقف، ففي أوائل مايو (أيار) الماضي، وخلال لقاء لها مع شبكة  MSNBC الإخبارية عبر برنامج "مورنينغ جو" قالت "إن تأخير العدالة هو إنكار للعدالة، ويبدو أن الناس في بلادنا سيذهبون على الأرجح للتصويت من دون معرفة نتائج هذه المحاكمات الخطرة الأخرى"، وقصدت هيلاري من حديثها تأليب الرأي العام ضد ترمب، وأضافت "ما يحدث الآن في نيويورك يتعلق في واقع الأمر بالتدخل في الانتخابات (حصار الكونغرس في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021)، أنه يتعلق بمحاولة منع شعب بلدنا من ممارسة ديمقراطيته".

لن تكون هيلاري العقبة الوحيدة في ولاية ترمب اليتيمة، فقد كانت تنتظره سيدة أخرى على منصة عالية، تشاغبه وتشاكسه، إلى حد التصويت على عزله.

 

ترمب - بيلوسي وتعزيز الانقسامات

ربما لم تشهد الحياة السياسية الأميركية صراعاً حزبياً مريراً وصداماً بين رئيس ورئيس مجلس نواب، كما شهدته في رئاسة ترمب.

وكتب دوغ ميلز بول عبر مجلة "بوليتيكو" الأميركية الشهيرة في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019 يقول "الواقع أن علاقة ترمب ونانسي بيلوسي غير عادية، حتى وفقاً لمعايير واشنطن، فكل منهما يتمتع بقبضة قوية على حزبه، لذا فقد حدد الثنائي نبرة الانقسامات الحزبية التي حددت السياسة الوطنية في أواخر عام 2019 تحديداً، وفي بعض الأحيان، نجح الزعيمان في حلها، كانت بيلوسي في بعض الأحيان متعالية ومؤيدة بحذر للرئيس، غير أن العام الأخير سيشهد صراعاً مريراً بين الاثنين".

ولن ينسى العالم مشهد خطاب حالة الاتحاد الأخير لترمب، ذلك الذي جرى برسم المكايدة السياسية، فقد رفض الرئيس السابق تحية رئيسة مجلس النواب بيلوسي، كما العادة دائماً التي يقوم بها الرؤساء، مما اعتبرته بيلوسي انتقاصاً من كرامتها.

ولأنها سيدة متمرسة في عالم السياسة، منذ زمان وزمانين، فقد ردت له الإهانة بإهانة أكثر وقعاً، عبر مشهدين سيحفظهما التاريخ للأميركيين، ذلك حين قامت بتمزيق أوراق الخطاب على الملأ، وكأن ما جاء فيه لا يعنيها، ولا تعيره انتباهاً، وثانياً حين صفقت له بأنامل أصابعها، وبطريقة أكثر قرباً للسخرية منها إلى الواقع التشجيعي التقليدي.

هل كانت بيلوسي كارهة شخص ترمب وتحمل له أحقاداً تاريخية؟

في ردها على أحد الصحافيين الذين سألوها عن مشاعرها هذه قالت بيلوسي "لقد نشأت في بيت كاثوليكي، لم يعلمني الكراهية، ولهذا أنا أصلي للرئيس طوال الوقت".

وعلى الجانب الآخر، بدا الرئيس السابق متأرجحاً بين التعاون المتردد والإهانات المريرة قبل أن يصل الصدام إلى نقطة اللاعودة.

كثيراً ما وجه كلمات لاذعة إلى حد الجارحة لمظهرها ولما سماه "حالتها غير المستقرة"، وقد كان بذلك موجهاً اتهامات خطرة لسيدة في منصبها، ووصفها بأنها "إما سياسية من الدرجة الثالثة"، أو "سياسية من الدرجة الثالثة"، والتكرار هنا يفيد تأكيد المعنى، ومرة أخرى غرد عن "وقوع أسنانها"، مما دفعها في لحظات بعينها لمرحلة "الجنون السياسي" نحو البيت الأبيض برمته.

وشهدت المكايدات السياسة بين ترمب وبيلوسي حداً أنها أرسلت رسالة إلى البيت الأبيض ألغت فيها دعوة ترمب لإلقاء خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس جراء تعنته وإغلاقه للحكومة بعد الاختلاف على التمويل. واعتبر ترمب أن الأمر إهانة شخصية له، ولم يلق الخطاب إلا بعدما اتفق على الموازنة وإعادة فتح مجال التمويل الحكومي المعتاد.

هل عداء بيلوسي ترمب هو أخطر عداء نسائي في حياته؟

على الأرجح هذا حقيقي، في الماضي، وفي المستقبل القريب جداً، فقد كانت بيلوسي هي من أصرت على إجراء تحقيق في الكونغرس بعد السادس من يناير 2021، وكان عمل اللجنة المختارة التي شكلتها هو الذي حفز وزارة العدل المترددة على التحرك، مما أدى إلى بدء مرحلة أكثر كثافة من التدقيق الجنائي تركز على جهود ترمب لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

وكانت بيلوسي وراء قرار العزل الذي صدر في حق الرئيس السابق من مجلس النواب، ولو كانت هناك غالبية ديمقراطية في مجلس الشيوخ، لكان ترمب بالفعل، يحمل اليوم لقب الرئيس المعزول، ولم يكن له أن يترشح من جديد، لكن وعلى رغم ذلك، تبقى هناك محاكمة قائمة في هذا الشأن تقف وراءها جهود نانسي بيلوسي وعداوتها التاريخية له، وهي قضية مفتوحة على جميع الاحتمالات حتى الساعة، وربما تظل ترافقه حتى ولو دخل البيت الأبيض رئيساً لولاية ثانية.

 

ستورمي دانيالز وعاصفة أموال الصمت

وسوف تبقى هذه الممثلة ذات الطبيعة الأخلاقية المعروفة علامة كارثية في حياة ترمب، وغالب الظن أنه لم تكلفه مئات آلاف الدولارات لتبقى صامتة فحسب، بل كبدته كذلك محاكمة جنائية، وانتقاصاً كبيراً من سمعته الأخلاقية.

وفي كتابها الصادر عام 2018، تحت عنوان "الإفصاح الكامل"، كتبت دانيالز تقول إنها التقت ترمب، للمرة الأولى، في نزهة غولف للمشاهير في بحيرة تاهو كاليفورنيا، في الـ13 من يوليو (تموز) 2006، وتزعم أن ترمب دعاها لتناول العشاء، ثم ذهبا إلى جناحه، حيث مارسا الجنس بعد مناقشة إمكانية اختيارها للمشاركة في برنامج "المتدرب". وتضيف "أنها ظلت على اتصال بترمب على مدار العام التالي، حيث التقته في أربع مناسبات إضافية في الأقل، بما في ذلك زيارة برج ترمب عندما كان الرئيس السابق يفكر في اختيارها للتمثيل في برنامجه الشهير".

هل كان سبب انتقام دانيالز من ترمب هو الغيرة الشخصية من ممثلة أخرى نظيرة لها في مجالها غير الأخلاقي؟

يبدو أنها كانت قد نسيت أو تناست علاقتها الجنسية التي وصفتها بالسيئة مع من سمته الملياردير المعروف. وتقول دانيالز إنها سمعت من ترمب آخر مرة عام 2008 عندما اتصل بها ليشرح لها سبب ظهور نجمة إباحية أخرى في برنامجه، وتضيف "لقد كان خائفاً من أن أغضب لأن العرض سمح لنجمة إباحية أخرى بالظهور على الشاشة، بينما لم يتمكن من الظهور معي".

ولاحقاً، عندما ظهرت مزاعم علاقتها مع ترمب في عامي 2011 و2016، قالت دانيالز إن محاميها السابق كيث ديفيدسون ووكيلتها جينا رودريغيز تولا معظم المفاوضات، بما في ذلك مفاوضات أكتوبر (تشرين الأول) 2016 مع مايكل كوهين محامي الرئيس السابق في شأن حقوق قصتها.

وكتبت دانيالز في كتابها "لقد أعطوني اتفاق عدم إفشاء مكونة من 17 صفحة، ثم فتحوا صندوق السيارة حتى أتمكن من التوقيع عليها هناك تحت الضوء".

وبحسب الادعاء العام، فقد دفع كوهين لدانيالز 130 ألف دولار قبل أيام قليلة من انتخابات عام 2016 مقابل صمتها، كما قام ترمب بتزوير تسجيلات تجارية عام 2017 عندما سدد المبلغ لكوهين.

وقال المدعي العام ماثيو كولانغلو في بيانه الافتتاحي أمام هيئة المحلفين "قام كوهين بدفع هذا المبلغ بناءً على توجيهات المدعى عليه، وقد فعل ذلك للتأثير في الانتخابات الرئاسية".

وتبدو قصة دانيالز مثالاً على الكلف التي دفعها سلوك الرئيس السابق النسائي في الداخل الأميركي، على أن السؤال الأهم، وغالب الظن هو الذي دفع المحلفين للحكم عليه بالإدانة بإجماع الأصوات "هل كانت قصة دانيالز لو عرفت قبل الصراع الانتخابي بينه وبين هيلاري، ستؤثر فعلاً على مسارات الاقتراع"؟

ثانياً، إذا كانت قصة ستورمي قد توارت خلال انتخابات عام 2016، وتالياً عام 2020، فهل عرضها أمام القضاء والحكم المتوقع في شأنها كفيل بأن يختصم كثيراً من فرص إعادة انتخاب ترمب للرئاسة من جديد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل؟

هناك ضبابية ما تلف قرار تأجيل الحكم إلى سبتمبر (أيلول) المقبل، عوضاً  عن الـ11 من يوليو كما كان متوقعاً له، في وقت يفسر أعداء ترمب بأنه سيكون الوقت القيم المهم الذي يمكن أن توجه فيه قضية ستورمي سهماً جديداً للمرشح القريب من الفوز.

في مواجهة نيكي هيلي المتقلبة

في منتصف فبراير (شباط) الماضي، أعلنت حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سابقاً نيكي هيلي ترشحها لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، وتبدو هيلي من بين النساء المتقدمات اللاتي تسببن لترمب في صداع كبير برأسه جراء مواقفها المتقلبة من الداعمة إلى الهادمة، ومن الصديقة إلى العدوة لترمب.

وخلال حملة ترمب للانتخابات الرئاسية 2016، كانت هيلي من ناقديه، وقالت "في كل مرة يتعرض فيها لنقد سياسي، يشن هجوماً سياسياً مضاداً، وهذا ليس من طبيعتنا كجمهوريين. هذا ما لا نفعله".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وانتقدت هيلي خطة ترمب لبناء جدار حدودي وموافقه الأخرى في شأن الهجرة، وقالت مرة أخرى "يتعين على الجمهوريين أن يتذكروا أن نسيج أميركا جاء من هؤلاء المهاجرين الشرعيين. إذا كنت تريد التحدث عن معالجة الهجرة غير الشرعية، فلنتحدث عنها، لكننا لسنا في حاجة إلى مهاجمة ملايين الأشخاص الذين جاءوا إلى هنا، وفعلوا ذلك بالطريقة الصحيحة، مثل والدي".

هيلي ابنة المهاجرين من أصل هندي وهي التي رددت كثيراً القول "خلال الأوقات العصيبة، قد يكون من المغري اتباع نداء صفارات الإنذار لا الأصوات الأكثر غضباً"، وقد كانت تشير إلى السابق الذي كان قادماً إلى البيت الأبيض.

مرة أخرى قبل الانتخابات التمهيدية في ولايتها، كانت أكثر صراحة، إذ قالت "ترمب يمثل كل ما لا يريده حاكم رئيس"، وأضافت أنها لن تدعم قطب الأعمال المثير للجدل، وأيدت في نهاية المطاف السيناتور عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، وعندما انسحب، دعمت السيناتور عن تكساس تيد كروز.

في نهاية المطاف، قالت هيلي قبل الانتخابات العامة إنها تخطط للتصويت لمصلحة ترمب على رغم أنها ليست من المعجبين به، وبعد أسابيع قبلت منصباً في حكومته، وبدت هيلي نوعاً من "أعدقاء" ترمب في داخل إدارته، أي مزيج من الأصدقاء والأعداء معاً، فخلال فترة عملها في الأمم المتحدة، كانت دوماً مستعدة للتمييز بينها وبين الرئيس.

ففي حين تعرض ترمب لانتقادات بسبب رفضه إدانة التدخل الروسي في الانتخابات بصورة لا لبس فيه، اتخذت هيلي موقفاً صارماً في شأن تصرفات البلاد قائلة "عندما تتمكن دولة من التدخل في انتخابات دولة أخرى، فهذه حرب". وبينما وصف ترمب منظمة حلف شمال الأطلسي بأنها "عتيقة"، قالت هيلي "أعتقد أن 'الناتو' تحالف مهم بالنسبة لنا، نحن في حاجة إلى مزيد من الحلفاء أكثر من أي وقت مضى"، وتابعت "أي تعليقات أدلى بها الرئيس المنتخب هي تعليقاته". وعندما سئلت عام 2017، عن النساء اللاتي اتهمن ترمب بالتحرش الجنسي، وهي الاتهامات التي نفاها ترمب، قالت "يجب أن نكون جميعاً على استعداد للاستماع إليهن".

وألقت هيلي باللوم على الرئيس السابق في الهجوم المميت على مبنى "الكابيتول"، وقالت "ينبغي علينا أن نمضي من دونه، لقد خذلنا واتبع مساراً ما كان له أن يسلكه". ومثلت حملة هيلي للترشح عن الجمهوريين إزعاجاً أول الأمر لحملة ترمب، لكنها انسحبت في نهاية المطاف تاركة الأميركيين متسائلين هل هي صديقة أم عدوة لترمب؟

 

هل أعطى ترمب الأمان لنيكي هيلي؟

في تعليق بصوت هامس على كلمتها في مؤتمر الحزب الجمهوري قبل بضعة أيام، ظهرت مشاعر الرجل الحقيقية تجاهها، لا سيما بعدما وصفها بما لا يوصف به البشر، ما يعني أنها كانت ولا تزال بالنسبة له عقبة تنتظر الوقت الملائم لتنقض عليه؟

ما الذي يتبقى في مسيرة ترمب النسائية؟ وكامالا هاريس هل تكتب النهايات؟

هذا هو التساؤل الذي يشغل عقل أميركا، جمهوريين وديمقراطيين، ويحتاج إلى حديث موسع قادم، حال حسم الديمقراطيون أمرهم، وتم اختيار كامالا هاريس مرشحة عن الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية 2024. غير أنه، وفي كل الأحوال، فإن هناك بعض استطلاعات الرأي، والعهدة على مجلة "فوربس" الأميركية تقطع بأن هاريس تتقدم على ترمب. فقد وجدت شركة استطلاعات الرأي الديمقراطية Bendixen&Amandi أن هاريس تغلبت على الرئيس السابق بنسبة 42 في المئة إلى 41 في المئة (هامش الخطأ 3.1) في استطلاع صدر في التاسع من يوليو. ووجد تحليل أجرته شركة Five Thirty Eight لاستطلاعات الرأي أن احتمالات فوز هاريس بالمجمع الانتخابي على ترمب أفضل قليلاً من احتمالات بايدن (38 في المئة مقابل 35 في المئة).

وفي استطلاع رأي أجرته شبكة CNN بالتعاون مع SSRS في الفترة من 28 إلى 30 يونيو (حزيران)، تفوقت هاريس على بايدن وثلاثة مرشحين محتملين آخرين تم طرحهم عادة ليحلوا محله في مواجهة افتراضية ضد ترمب، لكنها ستخسر أمام الرئيس السابق بنقطتين.

هل من المبكر القطع بأن كامالا هاريس ربما تكون "العبارة النسوية" الأخيرة في كتاب ترمب السياسي؟

في الحالة الأميركية، بخاصة في ظل السيولة الجيواستراتيجية الآنية، تبقى الاحتمالات كافة مفتوحة على كل السيناريوهات، ومنها سيناريو تفوق هاريس على ترمب، وربما نرى وجهاً نسائياً آخر يقوم بأداء الدور نفسه، وسواء كانت غريتشن ويتمر حاكمة ولاية ميشيغان، أو ميشال أوباما، وربما غير المتوقع يحدث من جديد، ويجد ترمب نفسه في مواجهة هيلاري كلينتون ثانية.

المزيد من تحقيقات ومطولات