ملخص
يتعامل المنتمون إلى أي نظام والأشخاص العاديون مع كامالا هاريس وترشحها المفاجئ وحظوظها المتأرجحة من منطلق كلاسيكيات، فهل تنجح في ما أخفق فيه بايدن؟ وهل لديها القدرة على مناطحة ترمب؟
ما يحدث مع المرشحة المفاجئة المحتملة للرئاسة الأميركية كامالا هاريس ليس تفكيراً أو إبداعاً خارج الصندوق، لكنه صندوق مختلف تماماً عن كل ما عداه من صناديق انتخابية أو أفكار ترويجية.
لم تمض ساعات على إعلان انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من سباق المرشحين في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ثم التحرك السريع لنائبته كامالا هاريس لتحصل على دعم أعضاء مجلس الشيوخ وبقية المشرعين والمسؤولين معلنة نيتها "القتال من أجل هذا الترشيح" حتى كان "شعب الأونلاين" غير المسموع وغير المرئي وغير المحسوس قد شمر عن سواعده من خلف الشاشات، ونظم صفوفه عبر المنصات وأعلنها حرباً عنكبوتية شاملة، لا يفقه معظم مفرداتها غيرهم، ولا يعي المقصود بها سواهم، ولن يدرك حجم تأثيرها إلا من بدأ بالفعل في متابعة الحراك الخفي الرشيق الغريب الدائر على منصات التواصل، إذ يعيش مجتمع مواز للمجتمع المعتاد، يشبهه من حيث الملامح البيولوجية لكن لا يمت له بصلة من حيث التفكير والتدبير والتوجيه، وبالطبع الأولويات والأفكار.
ثقافة تحت الأرض
من كان يصدق أن تشكل ثقافة أقرب ما تكون إلى "الأندرغراوند" (تحت الأرض) البعيدة من أعين الرقباء والمتطفلين وأصحاب السطوة والسلطة جزءاً جوهرياً وفكرة مفصلية في الانتخابات الرئاسية الأميركية؟!
"ثقافة الإنترنت" مسمى يشير إلى الثقافة التي ولدت وترسخت ونمت وانتشرت في الأعوام القليلة الماضية على أثير الشبكة العنكبوتية لتجمع بين ملايين البشر، لا سيما الأصغر سناً، من جميع أنحاء العالم. يتحدثون لغات مختلفة، ويعتنقون أفكاراً مغايرة، ويهتمون بأشياء ربما تكون متنافرة، لكن ما يجمع بينهم هو أنهم أداة أو منصة قادرة على تقويض المؤسسات التقليدية والمنظومات الأيديولوجية والأنظمة والحكومات، وكل ما تعتبره المجتمعات أموراً مسلماً بها. فالتسليم بحرب خاضها السود في أميركا شيء وما نجحت في القيام به حركة "حياة السود مهمة" شيء آخر.
مجابهة التحرش وما ينجم عنه من صدمات شيء، وما أنجزته مبادرة "أنا أيضاً" أو "مي تو" شيء آخر. إنها قدرات الإنترنت الكامنة المكتومة التي تعبر عن نفسها فجأة دون سابق إنذار وبطرق لا تطرأ على بال. إنها القدرات التي يقف خلفها في الغالبية شباب وشابات ومراهقون ومراهقات على درجة بالغة من الذكاء والإدراك والفطنة، لكن جميعها بمقاييس الألفية الثالثة ولا يمت بصلة لقواعد وقيود الآباء والأمهات والأجداد، وبالطبع السلطات والقيادات والزعامات وأصحاب الولاية والهيمنة والسيطرة.
كيف أصبح كل شيء عبثياً؟
يقول الكاتب المتخصص في ثقافة الإنترنت ونظريات المؤامرة ناثان آلباخ في مقال عنوانه "تاريخ موجز لثقافة الإنترنت وكيف أصبح كل شيء عبثياً" منشور عام 2019، إن هذه الثقافة تحوي الـ"سايبربانكس" والمهووسين والمنبوذين والمعبرين عن أصوات الأقليات المحرومة وغيرهم من الأشخاص الذين كانوا أو لا يزالون غير راضين عن عناصر ومكونات الثقافة السائدة في المؤسسات الحاكمة والمهيمنة والذين يعبرون عن وجهات نظرهم وآرائهم على الإنترنت.
معظم هؤلاء سلاحه السخرية، لا سيما اللاذعة التي كثيراً ما لا يفهمها أو يفهم مفرداتها والمقصود بها المتابعون من خارج هذه الثقافة. ويقول آلباخ إنه "مع تعثر المؤسسات التقليدية وتقدم منظومة التداخل والتكامل التقني، حدثت ثورة طاولت كل شيء".
طاولت الثورة كذلك العالم الافتراضي الموازي للعالم الافتراضي الأصلي، فتطورت منصات "السوشال ميديا"، لكن تطورت معها كذلك مجتمعات افتراضية شبه سرية غير معروفة تقوم على فكرة "مجهول الاسم".
Anonymous
حالياً يذهب الشخص العادي لمنصات "السوشال ميديا" العامة المعروفة، في حين يذهب غريبو الأطوار والأقليات من حيث الانتماءات الفكرية والجنسية وغيرهم للمنتديات والمواقع المجهولة.
ومن هذه المنتديات والمواقع المجهولة، تتفجر حالياً موجة غير مسبوقة من "دعم الصدفة" أو "مساندة وماذا في ذلك" أو so what support وهي من أكثر الفئات في المجتمع الأميركي بعداً من السياسة، ولا مبالاة بالمشهد العام، وعداءً للنظام، أي نظام.
كلاسيكيات اعتيادية
المنتمون إلى النظام، أي نظام، والأشخاص العاديون يتعاملون مع كامالا هاريس، وترشحها المحتمل المفاجئ، وحظوظها المتأرجحة من منطلق كلاسيكيات، هل تنجح في ما أخفق فيه الرئيس جو بايدن؟ وهل لديها القدرة على مناطحة دونالد ترمب؟ هل هي مؤهلة بالفعل لرئاسة الولايات المتحدة؟ هل الشعب الأميركي مستعد فعلاً لا قولاً لترأسه امرأة ملونة؟ إلى آخر الأسئلة المعروفة سابقاً المتوقعة والمنطقية والتقليدية.
لكن المنظومة الجديدة الفريدة غير المسبوقة التي أصبحت مرتبطة بهاريس أبعد ما تكون من التقليدية أو المتوقع. بعض يقول إن حملة هاريس تبنت اتجاه "البراتيزم" أو "البراتيتيود" منتهجة نهجاً جديداً غير متوقع لجذب أصوات لا يعتد بها عادة نظراً إلى بعدها ولا مبالاتها. وبعض آخر يقول إن هذه الأصوات هي التي تبنت هاريس، وإن اختلفت أسباب التبني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نقطة البداية كانت "برات"، وهو الترند الذي تفجر على الـ"سوشال ميديا" من وحي الألبوم الغنائي "برات" لنجمة البوب البريطانية تشارلي إكس سي إكس التي ارتبط اسمها بالمجتمعات الغريبة وغير المألوفة على الإنترنت والمعروفة بإحياء الحفلات الغنائية "الجنونية".
تفجرت قنبلة المرشحة المحتملة لمنصب رئيس الولايات المتحدة، حين أطلقت تشارلي إكس سي إكس لقب "برات" (اسم ألبومها) على هاريس. وصلت الرسالة إلى من يهمه الأمر، ومن يفهمه. هي رسالة تأييد واضحة وقوية لصاحبة الأسهم الصاعدة بسرعة صعود الـ"ميمز". كتبت تشارلي على حسابها على "إكس"، "كامالا برات". حتى ساعات قليلة مضت، كان 52 مليون شخص قد قرأوا المنشور وتفاعلوا معه لتنضم ملايين أخرى إليهم في حملة دعم هاريس التي أصبحت "برات".
البحث عن المقصود
الطريف أن ملايين أخرى لم تفهم المقصود، وهرعوا إلى محركات البحث سعياً إلى فهم المقصود وفك لوغاريتمات "تشارلي وهاريس وبرات" وما ينمو عليهن من تلال "الميمز" بصورة غير مسبوقة.
قاموس العامية يشير إلى أن "برات" تعني الطفل المزعج أو غير المهذب أو المدلل، لكن في قاموس تشارلي وشعب ثقافة الأونلاين المقصود هو أن "برات" مفهوم وليست اسماً أي من تحمل عبوة سجائر وولاعة بلاستيكية وترتدي تي شيرت بيضاء من دون حمالة صدر. تلك الفتاة التي لا تتصنع مشاعرها، وربما تمر بفترات انهيار، لكنها تحب الحفلات، وصادقة جداً وصريحة جداً، متقلبة بعض الشيء، فتاة فوضوية إلى حد ما، وربما تقول أشياء سخيفة في بعض الأوقات.
هذا هو شرح "برات" الذي قدمته تشارلي من قبل عبر مقطع على "تيك توك"، وذلك قبل أن تعلن أن "هاريس برات". ولـ "برات" (الألبوم) كذلك لون مميز، هو اللون الأصفر المائل للخضرة، أو الأخضر المائل للاصفرار، وهو ما يسمى "اللون الليموني". وعلى رغم أن هذا اللون أبعد ما يكون من الألوان المحببة أو المفضلة، بل يصفه بعض بـ "القبيح" أو "غير المريح" أو "الغريب"، فإنه على ما يبدو تم اختياره لهذه الأسباب نفسها.
إنها ثقافة الإنترنت الغريبة وشعبها الفريد ومفرداتها الغامضة ومكوناتها التي لا ينجم عنها سوى علامات تعجب مشوبة بالاستفهام من العالم الخارجي.
وعلى رغم أن هاريس من حيث الفئة العمرية والعمل والتنشئة والشخصية تنتمي إلى العالم الخارجي، فإن حملتها التقطت الرسالة وقبلت الإطراء وانطلقت في رحاب "جيل زد" الذي كان حتى ساعات قليلة مضت أبعد ما يكون من المشاركة أو الاهتمام، فما بالك بالدعم وترجيح كفة الأصوات، أو في الأقل صناعة فرق لم يكن على البال.
لم يكن على البال أن تتبنى نائبة رئيس الدولة الأقوى في العالم، والمرشحة لأن تكون أول رئيسة امرأة وكذلك ملونة منظومة "برات"، ودعوة تشارلي إكس سي إكس واللون الأخضر المصفر القبيح. لقد فُتح خط واضح وصريح وسريع بين هاريس وبين جيل أميركي بأكمله، هذا الجيل تربى على الأثير، وكبر وترعرع في أرجاء التطبيقات وعلى متن المنصات. هو الجيل الذي عرف وأيقن وأتقن صناعة التغيير عبر الأثير.
سيدة "الميمز"
الأثير يكاد يهتز لفرط الحراك غير المتوقع، والحلف غير المنطقي، لكن الحراك مستمر والانتشار الفيروسي لا يفتر، كما أن الحلف المبرم بين منظومة "برات" وتشارلي إكس سي إكس و"جيل زد" وغيرهم من جهة، وهاريس وحملتها من جهة أخرى يسير من قوي إلى أقوى. ولم لا، وهاريس قد اكتسبت لقب "سيدة الميمز" قبل أعوام؟!
الميمز هذا المكون الرئيس في ثقافة الأونلاين ووعي الشعب على الواقع الافتراضي لطالما ارتبط بهاريس منذ أعوام، وتحديداً منذ طرح اسمها بصفتها نائباً للرئيس بادين حال فوزه عام 2020. بدأت "سيدة الميمز" طريقها في عالم الميمز بانتشار فيروسي لميمز تحمل معلومات مفبركة عنها، بدءاً بأنها تربت في كندا لا كاليفورنيا، وليست من أصول أفريقية-أميركية، مروراً بأنها بدأت مسيرتها المهنية بعلاقة غرامية مع رجل متزوج، وانتهاء بأنها سجنت ما يزيد على 2000 أميركي أسود بتهمة حيازة الماريغوانا.
شخص "ميمزاوي"
آلاف الميمز الجذابة البراقة تسببت في عدد من المشكلات لهاريس ومسيرتها السياسية وعملها نائباً للرئيس. والمثير أن تأتي هذه الميمز اليوم وتقلب سحرها على الساحر، وتصبح إحدى أهم وأنجع أدوات حملتها الانتخابية.
متخصصون في مجال "السوشال ميديا" وتأثيراتها وأدواتها يقولون إن هاريس شخص "ميمزاوي" (جاذب للميمز) بالفطرة. والمقصود بالفطرة هنا هو شخصيتها وصوتها وطريقة حديثها ونبرته وحس الدعابة والسخرية الذي تتمتع به من كل ما حولها وأولها هي نفسها. هذه الشخصية الجاذبة لـ"الميمز" ذات حس الدعابة الحاد وروح السخرية القاسية حتى الأمس القريب أصبحت إحدى نقاط قوة هاريس التي نفذت تطبيقاً عملياً للمثل الشعبي القائل "اللي تغلب به، العب به".
تلعب هاريس ومسؤولو حملتها الانتخابية، لا سيما قسم "السوشال ميديا"، بـ"الميمز" لعباً يستحق التأمل. إنها التأمل السريع لإفساح الوقت والجهد لمزيد مما يدعو إلى التأمل في الأيام المقبلة. وإذا كان الكشف عن شعار حملتها، عقب إعلام بايدن انسحابه، استغرق 26 ساعة، واضطر العاملون في الحملة لحمل اللافتات وعليها اللوغو وهي لا تزال مبتلة من المطبع وصولاً إلى مقر الحملة في ويلمنغتون، فإن تدفق الميمز الرهيب على الإنترنت لم يستغرق سوى ثوان معدودة منذ إعلان تشارلي إكس سي إكس عن "هاريس برات".
مذاق "جيل زد"
آلاف الميمز التي تحمل فكراً ودعابة وسياسة وتأييداً وسخرية بمذاق "جيل زد"، وبنكهة مشاركة سياسية غير مسبوقة، لا من منطلق اعتناق الفكر وتبني الأيديولوجيا، ولكن من أحد بابين لا ثالث لهما، باب "وماذا في ذلك؟!" أو لدرء الخطر القادم من الجبهة الأخرى.
لا مجال للحديث عن شجر جوز الهند والسياق واللون الليموني في الجبهة الأخرى. الجبهة الأخرى حيث يقف المرشح الجمهوري القوي الذي لا يزال محتملاً دونالد ترمب. إنه المرشح الذي يراه قطاع من "جيل زد" خطراً على المجتمع، ويعتبره آخرون مدعاة لهجر السياسة وتجاهل المشاركة، ويتعامل آخرون من هذا الجيل مع المشهد باعتباره فريداً وغريباً ومريباً، ومن ثم يستحق المشاركة.
ليموني وجوز هند وسياق
أجواء اللون الليموني والسخرية الرهيبة والدق على وتر شجرة جوز الهند التي وردت على لسان هاريس في كلمة ألقتها في البيت الأبيض في مايو (أيار) 2023، حين كانت تتحدث عن والدتها التي كانت تقول لهم في البيت، "لا أعرف ما خطبكم أيها الشباب! تعتقدون أنكم سقطتم للتو من شجرة جوز الهند. أنتم موجودون في سياق كل ما تعيشون فيه، وما سبقكم". ومنذ ذلك الحين، سطع نجم شجرة جوز الهند و"السياق" في كثير من شعب "ثقافة الأونلاين"، لكن السطوع الحالي لـ"الشجرة" و"السياق" غير مسبوق.
لم يسبق أن وصل مرشح إلى منصب رفيع من بوابة "الأونلاين" أو نافذة "الميمز" أو بفضل جيل دون غيره من الأجيال، فما بالك بمنصب رئيس الولايات المتحدة، لكن الزمن يتغير، والأدوات تتبدل، والتأثير يتلون بألوان العصر.
أدوات قياس ملتبسة
إحدى أدوات القياس ذائعة الصيت والأثر في هذا العصر هي استطلاعات وقياسات الرأي. بين هذه الاستطلاعات ما أكد قبل نحو 10 أيام أن ترمب متقدم على بايدن. استطلاع آخر أظهر العكس! ولكن ما جمع بين هذه الاستطلاعات هو أن الفروق في التأييد بين المرشحين المحتملين كانت طفيفة، لكن بعد انسحاب بايدن، والترشح شبه المؤكد لهاريس، طرأ عامل مختلف وهو اهتمام جيل الألفية بالمشهد الانتخابي.
منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بلغ 16 مليون أميركي سن التصويت للمرة الأولى، وخرج 10 ملايين الخروج الأخير من قوائم الناخبين. إنها سنة الحياة. وضمن سنن الحياة كذلك أن القادمين الجدد يحملون معهم الحديث والمتطور، وربما المختلف فقط.
الاختلاف الغريب
سمة المشهد الحالي هي الاختلاف الذي يصل درجة الغرابة. وضمن قائمة المكونات الغريبة التي طرأت فجأة على المشهد منذ انسحاب بايدن وترشح هاريس واعتناق منظومة "برات"، حجم التأييد الكبير الذي تحظى به "أونلاين" أيضاً من مجتمع المثليين.
مجموعة أخرى من "الميمز" المؤيدة والمساندة لهاريس تنتشر على الأثير حالياً. هذه المجموعة يطلقها قطاع عريض في مجتمع الميم (المثليين). بالسرعة نفسها التي يسمح بها الأثير، أطلق آلاف من مجتمع المثليين "ميمز" ومقاطع فيديو بعضها يحمل كلمات وعبارات مشفرة لا يتداولها سواهم، وجميعها يصب في خانة، "خرج بايدن، الأم كامالا، هذا وقتك".
يشار إلى أن بعضاً من المثليين يشيرون إلى النساء الشهيرات اللاتي يتمتعن بالقوة ويحظين بدعم هذا المجتمع بـ"الأم". أغلب الظن أن دعم هاريس للرئاسة لن يعتمد على "جيل زد" فقط، بل لن يعتمد على الضجيج الجذاب الحالي من منظومة "برات" ومطربي البوب والحفلات الصاخبة وشجر جوز الهند والميمز الساخرة ومجتمع المثليين فقط، ولكن ستصل هاريس لمرحلة مخاطبة هذا الجيل ومطالبه وأمنياته وتوقعاته فعلياً عبر وعود انتخابية، لا أحلاف غير معتادة و"شير" للميمز المشفرة واعتناق لمذهب "وماذا في ذلك؟!" (سو وات؟!) حتى وإن كان ذلك هو الدعم الأكثر إثارة وغرابة لنائبة الرئيس في انتخابات الرئاسة.