Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تدمير آبار المياه... "حرب عطش" تشنها إسرائيل على غزة

أزمة إنسانية حادة تخنق القطاع والناس ينتظرون في طوابير طويلة كل يوم من أجل الماء

قالت منظمة "أوكسفام" في تقرير حديث إن مدينة غزة فقدت تقريباً كل قدرتها على إنتاج المياه (أ ف ب)

ملخص

لا تنحصر مخاوف الفلسطينيين في وقوع قصف إسرائيلي أو توغل بري فحسب، بل يجدون صعوبة شديدة يومياً من أجل الحصول على مقومات النجاة، مثل المياه لأغراض الشرب والطهي والاغتسال.

قال مسؤول محلي وسكان إن الجيش الإسرائيلي فجر أكثر من 30 بئراً للمياه في غزة هذا الشهر لتتضاعف المصائب الناتجة من القصف الجوي الذي حول جزءاً كبيراً من القطاع الفلسطيني إلى أرض خراب تخنقها أزمة إنسانية.

وقال مدير شبكات المياه في بلدية خان يونس سلامة شراب إن الآبار دمرتها القوات الإسرائيلية في الفترة من 18 إلى 27 يوليو (تموز) في مدينتي رفح وخان يونس جنوب القطاع.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الاتهامات التي وجهت إلى جنوده بإشعال النار في الآبار.

ولا تنحصر مخاوف الفلسطينيين في وقوع قصف إسرائيلي أو توغل بري فحسب، بل يجدون صعوبة شديدة يومياً من أجل الحصول على مقومات النجاة، مثل المياه لأغراض الشرب والطهي والاغتسال.

ويحفر الناس آباراً في مناطق قاحلة بالقرب من البحر إلى حيث دفعهم القصف، أو يعتمدون على مياه مالحة من طبقات المياه الجوفية الوحيدة المتاحة في غزة، وأصبحت هذه المياه الآن ملوثة بمياه البحر والصرف الصحي.

ويقطع الأطفال مسافات طويلة للاصطفاف في طوابير أمام نقاط الحصول على المياه. وفي كثير من الأحيان لا يملكون القوة الكافية لحمل الحاويات المملوءة فيسحبونها إلى منازلهم على ألواح خشبية.

وقالت منظمة "أوكسفام" في تقرير حديث إن مدينة غزة فقدت تقريباً كل قدرتها على إنتاج المياه مع تضرر أو تدمير 88 في المئة من الآبار و100 في المئة من محطات تحلية المياه.

وكان الفلسطينيون يواجهون بالفعل أزمة حادة في المياه فضلاً عن نقص في الغذاء والوقود والأدوية قبل تدمير الآبار، الأمر الذي تتفاقم معه المعاناة التي تخلفها حرب غزة ودخلت الآن شهرها العاشر.

إصلاحات إسرائيلية

وقالت الوحدة المعنية بالأنشطة الإنسانية في الجيش الإسرائيلي إنها تنسق إصلاح خطوط المياه مع منظمات دولية وتم إصلاح "عشرات" الخطوط في الشهر الماضي بما في ذلك خط يصل إلى شمال قطاع غزة، وأضافت أنه يجري تنفيذ أعمال أخرى منها إصلاحات في منظومة الكهرباء بمحطة لتحلية مياه وبناء خطوط إضافية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت الوحدة إلى أن "حماس" وغيرها من المسلحين "من المعروف أنهم يهاجمون البنى التحتية المدنية وطرق المساعدات الإنسانية، مما يزيد من تعقيد وخطورة توصيل المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى المنطقة".

وليس بوسع أهل غزة فعل شيء سوى الانتظار في طوابير طويلة للحصول على المياه منذ فشل الوسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس". ولا تتوقف الأزمة عند نقص المياه، بل إن الكثير منها ملوث أيضاً.

وقال يوسف الشناوي أحد سكان غزة إنه يخرج من السادسة صباحا ليحجز دوره في الحصول على المياه، وإنه إذا تأخر عن ذلك ينتظر حتى الظهر ليصيبه الدور، لافتا إلى أنه يعاني ألما في عينه بسبب كثر الانتظار في الشمس. وأضاف "هذه معاناتنا في المياه المالحة وهناك معاناة في المياه الحلوة، إذا وجدناها"، موضحاً "نضطر نشتري جالون المياه بأربعة أو خمسة شيكل".

طوابير وحر شديد

وبدأت الحرب يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم لحركة "حماس" على جنوب إسرائيل أدى، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية، لمقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة في غزة، أحد أكثر الأماكن ازدحاما بالسكان على وجه الأرض.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الهجوم الإسرائيلي قتل أكثر من 39 ألفاً ودمر أجزاء كبيرة من القطاع وقلص بشدة عدد المستشفيات العاملة وحولها إلى أنقاض.

وكان فايز أبو طه يتابع آخرين من سكان غزة وهم يقفون في طوابير في الحر الشديد حرصاً منهم على الحصول على الماء، وتساءل مثل كثير من الفلسطينيين، عن سبب ضرب إسرائيل أهدافاً لا تشكل أي تهديد لجيشها.

وقال أبو طه "هذا لتدمير البنية التحتية للشعب الفلسطيني ليزيد الأزمة بزيادة والضغط على هذا الشعب الذي لا يجد معيناً له إلا الله سبحانه وتعالى". وأضاف "كل من له ذرة إنسانية أن ينظر إلى هذا الشعب بالعطف والإنسانية ويحاول وقف إطلاق النار يحاول رفع الحرب عنا".

المزيد من العالم العربي