Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحول بالسياسة النقدية... "الفيدرالي" يلوح لخفض الفائدة بسبتمبر

دورة اقتصادية جديدة على بُعد شهر تقفز بـ "وول ستريت" وتشعل الذهب وتهوي بالدولار

الأسواق تتفاعل مع قرار الفيدرالي الأميركي مع توقعات الوصول الى معدل التضخم المستهدف ( أ ف ب )

ملخص

قال باول إن ضغوط الأسعار تتراجع الآن على نطاق واسع في الاقتصاد، وأنه إذا ظهرت البيانات المقبلة كما هو متوقع، فإن الدعم لخفض أسعار الفائدة سوف يزداد.

كما كان متوقعاً، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة من دون تغيير، لكن رئيس البنك جيروم باول قال إن صناع السياسات النقدية في المجلس ربما يكونون مستعدين لخفض تكاليف الاقتراض بحلول اجتماعهم المقبل في سبتمبر (أيلول) إذا ظل التضخم متماشياً مع التوقعات بقرب وصوله إلى المستهدف عند 2 في المئة.

تصريح واضح

ويعتبر هذا التصريح تحوّلاً كبيراً في سياسات باول الذي لم يكن واضحاً بهذا الشكل من قبل، وهو ما أعطى تأكيداً للأسواق بأن دورة اقتصادية جديدة ستبدأ الشهر المقبل مع بدء خفض الفائدة بعد عامين على إبقائها مرتفعة لأكثر من عامين.

قفزة "وول ستريت"

وقفزت "وول ستريت" على الفور بعد هذه التصريحات، حيث حلق مؤشر "ناسداك المجمّع" مرتفعاً بنسبة 2.64 في المئة، وهو انعكاس لتفاؤل المستثمرين بنمو قوي مرتقب لشركات النمو مثل شركات التكنولوجيا التي يتشكل منها مؤشر "ناسداك"، بينما ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة قاربت 1.6 في المئة، وحقق مؤشر "داو جونز" نمواً بنسبة 0.24 في المئة.

 انخفاض الدولار وارتفاع الذهب

بالمقابل انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له عند 103.92 نقطة مسجلاً خسارة شهرية بنسبة 1.7 في المئة، حيث يُضعف تخفيض الفائدة قوة الدولار مقابل العملات الرئيسية في العالم.

وعلى العكس تماماً، قفز الذهب بنسبة 1.2 في المئة مقترباً من 2440 دولاراً للأوقية (الأونصة)، علماً أنه ارتفاع بنسبة 4 في المئة على أساس شهري محققاً أكبر ارتفاع شهري منذ مارس (آذار).

تصريحات باول

ولعب المؤتمر الصحافي لجيروم باول دوراً في تحرّك سريع للأسواق، خصوصاً بعد أن قال إنه "يوجد شعور متزايد بالثقة في إمكان التحرك في الاجتماع المقبل" إذا أكدت بيانات التضخم الجديدة مسار الهبوط.

وكانت لجنة السوق المفتوحة التابعة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قالت في بيان "كان هناك بعض التقدم الإضافي نحو هدف اللجنة البالغ 2 في المئة".

قرب نهاية معركة التضخم

وعلى رغم حذر مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أية إجراءات من شأنها أن تفسد نهجهم القائم على تحديد السياسات النقدية وفقاً للبيانات، أدى الانخفاض المستمر في الأسعار في الأشهر القليلة الماضية إلى إجماع واسع على أن معركة التضخم تقترب من نهايتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت هناك لهجة مختلفة في البيان، إذا قال مسؤولي "الفيدرالي" إنه سيكون من الملائم خفض تكاليف الاقتراض قبل أن يعود التضخم بالفعل إلى المستهدف، وذلك لمراعاة الوقت الذي تستغرقه السياسة النقدية للتأثير في الاقتصاد. وفسر ذلك بأنه يمكن خفض الفائدة حتى قبل الوصول إلى هدف 2 في المئة، وذلك لمنع استمرار الفائدة المرتفعة التي قد تضر بالاقتصاد.

شروط باول للتخفيض

وقال باول إن ضغوط الأسعار تتراجع الآن على نطاق واسع في الاقتصاد، وأنه إذا ظهرت البيانات المقبلة كما هو متوقع، فإن الدعم لخفض أسعار الفائدة سوف يزداد.

وقال باول إنه "إذا رأينا التضخم يتحرك نحو الانخفاض، بما يتماشى إلى حد ما مع التوقعات، وظل النمو قوياً بشكل معقول، وظلت سوق العمل متسقة مع الظروف الحالية، فأعتقد أن خفض أسعار الفائدة قد يكون على الطاولة في اجتماع سبتمبر".

وأبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الفائدة في نطاقها وللشهر الثامن على التوالي في نطاق 5.25 إلى 5.50 في المئة.

لا تسييس للخطوة

وعلى رغم التفاؤل بهذه الخطوة، إلا أن البعض ينظر لها بشكل مختلف، حيث حذر المشرعون الجمهوريون في جلسة استماع مع باول في يوليو (حزيران) من أن خفض أسعار الفائدة في اجتماع "الفيدرالي" في 17-18 سبتمبر، قبل سبعة أسابيع من الانتخابات الأميركية، يمكن اعتباره خطوة مسيسة، إذ يسلّط الضوء على التقدم المحرز في التضخم وبدء مرحلة للائتمان الأرخص والرهن العقاري الأسهل في المستقبل القريب.

لكن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ردّ على سؤال من أحد الصحافيين في هذا السياق، أن الاعتبار الوحيد للبنك المركزي هو حالة واتجاه الاقتصاد وتقدم التضخم إلى هدفه السنوي البالغ 2 في المئة، وليس الاتجاه السياسي لأي حزب.