Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إمارة "طالبان"... قيادات خفية وغامضة!

الملا هبة الله أخوند زادة وتاج مير جواد وقيوم ذاكر وصدر إبراهيم قلقون من تكرار سيناريو مقتل أختر محمد منصور وأيمن الظواهري في الغارات الجوية الأميركية.

زعيم حركة "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة (رويترز)

ملخص

لم ينشر معظم كبار المسؤولين في "طالبان" صورهم أو مقاطع فيديو خلال فترة الحكومة الأفغانية السابقة وأثناء الوجود العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان. كما أنهم لم يشاركوا في المناسبات العامة خوفاً من استهدافهم من قبل الحكومة الأفغانية وحلفائها الغربيين في تلك الفترة.

لقد مرت نحو ثلاث سنوات منذ أن استعادت حركة "طالبان" السلطة في أفغانستان، لكن لم يتم نشر أي صورة أو مقطع فيديو لعدد من الأسماء البارزة في هذه الحركة وفي مقدمهم زعيم حركة "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة، ونائب وزير الاستخبارات "إطلاعات" تاج مير جواد، ونائب وزير الدفاع قيوم ذاكر. هؤلاء الأشخاص كانوا دائماً مخفيين وتحت الحماية والإجراءات الأمنية المشددة، كما أنه من الصعب الوصول إلى هؤلاء القادة ولا يلتقون إلا مع أشخاص يثقون بهم ضمن دائرة محدودة.

ونادراً ما يتم ذكر تاج مير جواد وقيوم ذاكر وصدر إبراهيم من قبل مسؤولي الصحف ووسائل الإعلام التابعة لحركة "طالبان"، ويبدو أن هؤلاء القادة، وهم شخصيات بارزة في مؤسسات الأمن والدفاع والاستخبارات، لا يرغبون في الضجيج الإعلامي ولا في الظهور علناً.

ولم تنشر سوى صورة واحدة لزعيم حركة "طالبان" الملا هبة الله أخوند زادة، حتى إن بعض الأفغانيين يشيرون إليها ساخرين على أنها "صورة جواز سفر".

وزعم نظام "طالبان" مرات عدة أن الملا هبة الله ألقى خطاباً بحضور عدد كبير من المواطنين، لكنه لم ينشر أي صورة أو مقطع فيديو يثبت أنه بالفعل حضر وخطب بالناس. وكما هو معلوم فإنه الزعيم الثالث لـ"طالبان"، ولديه نظرة متشددة ومتطرفة عن الإسلام. وعلى هذا الأساس منع قسم كبير من النساء الأفغانيات من التعليم والعمل والتوظيف، في وقت تواجه فيه أفغانستان واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية، ويعتقد أخوند زادة أنه لا ينبغي إبداء أي مرونة في تطبيق الشريعة الإسلامية، ومن ثم أدت أوامر زعيم "طالبان" هذه إلى تشديد العقوبات الدولية وخفض المساعدات الإنسانية التي يقدمها المجتمع الدولي.

أما نائب وزير الداخلية صدر إبراهيم وحتى نهاية يناير (كانون الثاني) 2024، فلم تنشر له أي صورة أو مقطع فيديو. لكن بعد هذا التاريخ، نشرت "طالبان" وأنصارها صوراً عدة لصدر إبراهيم على منصة "إكس".

قيوم ذاكر وصدر إبراهيم كانا من قادة "طالبان" المشهورين في الجنوب وأجزاء من غرب أفغانستان، كما يعرفان بأنهما شخصيتان مناهضتان لباكستان وقريبتان من النظام الإيراني. وبعد مقتل أختر محمد منصور إثر غارة جوية شنتها القوات الأميركية وهو في طريقه إلى أفغانستان عائداً من إيران في مايو (أيار) 2016، شكل قيوم ذاكر وصدر إبراهيم "مجلس هلمند" في جنوب أفغانستان، ويقال إن "مجلس هلمند" أقام علاقات وثيقة مع النظام الإيراني، بخاصة مع "الحرس الثوري"، وحتى بعض جرحى "مجلس هلمند" تم نقلهم إلى إيران للعلاج.

وبرز اسم قيوم ذاكر مرة أخرى في الواجهة في منتصف يوليو (تموز) الماضي، ولذلك عندما دعا هبة الله أخوند زادة الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين إلى قندهار في جنوب أفغانستان، أعلن المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد حينها أن وزير الدفاع الملا يعقوب ووزير الداخلية سراج الدين حقاني ووزير الاستخبارات عبدالحق وثيق وعدداً آخر من المسؤولين رفيعي المستوى كانوا من ضمن الحضور. وقالت بعض المصادر المقربة من "طالبان" إن الملا قيوم ذاكر كان حاضراً أيضاً في هذا الاجتماع. وبعد ذلك، نشرت رسالة رسمية للملا يعقوب أسند من خلالها مسؤولية جميع قوات الحدود التابعة لـ"طالبان" إلى الملا قيوم ذاكر.

نائب وزير الاستخبارات تاج مير جواد الذي يقال عنه إنه من الشخصيات المقربة من زعيم "طالبان"، في مارس (آذار) 2024، استدعى عدداً من العناصر الانتحارية التابعة لـ"طالبان" إلى قندهار وأمرهم باتباع أوامر هبة الله أخوند زادة والاستعداد للهجمات الانتحارية. ويقال أيضاً إن تاج مير فقد بصره، لكنه لا يزال يعرف بأنه العقل المدبر للهجمات الانتحارية وإنه يتمتع بقدر كبير من السيطرة والنفوذ بين قوات "طالبان" الانتحارية.

ولم تنشر أي صورة لتاج مير جواد لهذه اللحظة، وأنه يجتمع مع كبار مسؤولي "طالبان" والعناصر الانتحارية فحسب. ويقال إنه لا يرغب في حضور التجمعات والمناسبات، كما أن منظمة استخبارات "طالبان" لم تنشر سوى عدد قليل من خطاباته الصوتية، وحتى في بياناتها لم تذكر اسم تاج مير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم ينشر معظم كبار المسؤولين في "طالبان" صورهم أو مقاطع فيديو خلال فترة الحكومة الأفغانية السابقة وأثناء الوجود العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان. كما أنهم لم يشاركوا في المناسبات العامة خوفاً من استهدافهم من قبل الحكومة الأفغانية وحلفائها الغربيين في تلك الفترة، لكن مع انهيار الحكومة الأفغانية وانتهاء المهمة العسكرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، نزع معظم مسؤولي "طالبان" أقنعتهم وباتوا يشاركون في المناسبات العامة بصورة علنية، ومن بين المسؤولين الذين كشفوا عن وجوههم هما الملا يعقوب، نجل الملا عمر، الذي أسس مجموعة "تحريك طالبان" والذي يشغل حالياً منصب وزير الدفاع، وزعيم "شبكة حقاني" المخيفة سراج الدين حقاني الذي يشغل منصب وزير الداخلية في نظام "طالبان".

و"طالبان" غير قادرة أن تسيطر على المجال الجوي لأفغانستان، لأن الولايات المتحدة وقبل المغادرة، أوقفت جميع معدات المراقبة وقطعت يد الحركة عن هذا الأمر المهم. وبعد ذلك تم استهداف زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، بهجوم بطائرة أميركية من دون طيار في الـ31 من يوليو (تموز) 2022، في حي الدبلوماسيين في كابول، لكن حركة "طالبان" نفت أن يكون الظواهري قتل في أفغانستان.

الملا هبة الله أخوند زادة وتاج مير جواد وقيوم ذاكر وصدر إبراهيم قلقون من تكرار سيناريو مقتل أختر محمد منصور وأيمن الظواهري في الغارات الجوية الأميركية، ولهذا السبب، يعيشون بعيداً من المجتمع الأفغاني وتحت حراسة أمنية مشددة، عدا عن اشتعال الصراعات بينهم على المناصب العليا في نظام "طالبان".

المزيد من تقارير