Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يلاحق صورة "النصر المطلق" بعد اغتيال هنية والضيف

وعد الإسرائيليين منذ بدء الحرب بعدم التنازل عن هدف القضاء على "حماس"

نتنياهو خلال إجرائه تقييماً شاملاً لنشاطات قيادة الجبهة الداخلية منذ نشوب الحرب، يرافقه وزير الداخلية موشيه أربيل، في 1 أغسطس الحالي (حساب نتنياهو على إكس)

ملخص

هل تدفع خطوة تصفية قيادات "حماس" نتنياهو إلى الذهاب نحو صفقة تبادل ويخرج هو بصورة النصر؟

مع تأكيد إسرائيل قتلها قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف والإعلان عن اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية واتهام "حماس" تل أبيب بالوقوف وراء التصفية، هل يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حقق صورة النصر في حرب القطاع؟

وأعلن نتنياهو بنفسه تحقيق ضربات عسكرية كبيرة ضد "حماس"، وتباهى وضحك وابتسم وهو يقول "لقد أجهزنا على قادة ’حماس‘ وعلى مدار الأيام الماضية نحقق نصراً نوعياً".

غالانت يشارك نتنياهو النصر

وأضاف نتنياهو وكأنه يستهزئ بمن طلبوا منه وقف الحرب على غزة في بدايتها "لو كنت خضعت لأية ضغوط في شأن القتال في القطاع لما قتلنا مسؤولي ’حماس‘". وبدا وكأنه يروج لنصر حققه ضد الحركة.

ولكن نتنياهو الذي تحدث عن النصر ترك لوزير دفاعه فرصة لتحقيق صورة نصر أخرى، إذ ظهر يوآف غالانت وهو يشطب صورة محمد الضيف من قائمة المطلوبين لإسرائيل.

وقال غالانت بوضوح "نجاحنا في تحييد معظم قيادات ’حماس‘ وبخاصة تصفية محمد الضيف خطوة كبيرة في مساعي القضاء على الحركة، نحن نحقق انتصارات نوعية في حرب غزة وسحقنا الفصيل الحاكم هناك بطريقة تمنعه من إعادة بناء نفسه".

القضاء على الضيف

وبحسب إعلان الجيش الإسرائيلي فإنه جرى القضاء على محمد الضيف أخطر قائد حمساوي كان نجا من تسع محاولات اغتيال سابقة وذلك قبل أسبوعين، عندما استهدفت تل أبيب مخبأه في منطقة المواصي.

وتتهم إسرائيل محمد الضيف بأنه العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 فضلاً عن أنه قائد أركان "حماس"، ولذلك تضعه تل أبيب على رأس قائمة المطلوبين للتصفية وتصنفه بأن المطلوب الأول لها.

اغتيال الضيف زعيم "حماس" العسكري وتصفية هنية زعيم الحركة السياسي شكلا ضربتين نوعيتين ضد "حماس" وهما كفيلتان بزعزعة صورة الحركة أمام جمهورها في غزة أو الخارج، لذلك يعتقد الباحثون السياسيون أن نتنياهو استغل هذه الفرصة ليخرج بصورة نصر في حرب القطاع.

تهيئة الرأي العام لإنهاء الحرب

في بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وعد نتنياهو الإسرائيليين بعدم التنازل عن تحقيق "النصر المطلق" وربطه بهدف القضاء على "حماس" وحكومتها في قطاع غزة، ورفض كل الضغوط الدولية لوقف الحرب قبل تحقيق هذا الهدف.

ويقول أستاذ العلوم الأمنية محمد ياغي "يبدو أن حرب غزة تقترب من نهايتها، لقد بدأ نتنياهو بنفسه يهيئ الرأي العام الإسرائيلي والعالمي لأنه حقق صورة نصر على "حماس"، وهذا يفسر على نحو أنه يمكن أن يوافق على مقترح الطريق الأميركي الذي طرحه الرئيس جو بايدن". ويضيف ياغي "لقد حقق نتنياهو ضربات عسكرية موجعة لحركة "حماس" قد تكون نصراً له وهزيمة ساحقة ومدوية للفصيل السياسي الفلسطيني إذ قضى على أكبر زعيمين يرأسان الحركة، وهذا كاف له ليقول للعالم إنه سحق ’حماس‘ نهائياً".

فعلياً ترى وسائل الإعلام العبرية أن قادة إسرائيل يهيئون المجتمع المحلي والعالمي لإنهاء حرب القطاع، وباتوا يروجون فكرة تحقيق النصر المطلق على "حماس" من خلال القضاء على قادتها وتكفيك كتائبها العسكرية.

تفكيك "حماس" يتطلب اغتيال قادتها

ويؤكد ياغي أنه "لا يمكن تفكيك ’حماس‘ من طريق تدمير البنية التحتية وقتل عناصرها ومقاتليها فحسب بل يجب أيضاً تصفية قياداتها السياسية وهذا ما فعلته تل أبيب، لذلك يمكن لنتنياهو القول إنه يرغب في إنهاء الحرب كونه حقق النصر على ’حماس‘ المهزومة أمامه والتي فقدت قدراتها وقياداتها".
ويوضح ياغي أن "تصفية الضيف وهنية ربما تكون الخطوة الأخيرة لإسرائيل في الحرب في غزة، وهذه ستكون صورة النصر التي يتوقعها الجميع والتي لا يمكن لنتنياهو الاستغناء عنها"، لافتاً إلى أن "الاغتيال قد يوفر فرصة لنتنياهو للمضي قدماً بالصفقة بما يمنع حرباً إقليمية".
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن "القيادة السياسية في إسرائيل تعتقد أن نتنياهو منفتح على صفقة تبادل وأن هذا هو الوقت المناسب لها، وأبلغ مكتبه عائلات الرهائن في غزة بأنه قد يتم التوصل قريباً إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح أقاربهم، وذلك على رغم احتدام القتال في القطاع".

اغتيال الضيف "نصر"

وفي الولايات المتحدة يعتقدون أن اغتيال الضيف وتصفية هنية يعدان صورة نصر حقيقية لإسرائيل يمكن لنتنياهو أن يخرج بها. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن "إسرائيل حققت جميع أهدافها العسكرية في قطاع غزة و’حماس‘ لم تعد تملك إمكاناتها السابقة". ويضيف "تظهر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أن الجيش أحرز نصراً تكتيكياً وعملياتياً على ’حماس‘، أي إن قواته سيطرت على مكان عيش الحركة وحرموها من القدرة على القتال كقوة عسكرية رسمية أو الحفاظ على نظام منسق من القيادة والتحكم على الأرض أو تحتها".
وعلى المستوى السياسي، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، بعد مقتل هنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"حماس" لا تنهزم... وإسرائيل: سنواصل ضربكم


من جهة أخرى، يرى الباحث العسكري في هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" نير ديبوري أن "إسرائيل تعمل حالياً على صناعة صورة للنصر، عبر التركيز على اغتيال قادة "حماس" في ظل وجود قناعة بأن إنجاز ملف القضاء على الحركة بالكامل غير ممكن". ويضيف ديبوري أن "ضرب كبار المسؤولين في ’حماس‘ مهم جداً ويأملون في إسرائيل أن يؤدي ذلك إلى إنتاج صورة للنصر، ويؤثر في فرص تعافي ’حماس‘ في اليوم التالي".

ويرى ديبوري أن "كبار القياديين في ’حماس‘ الذين شغلوا مناصب مختلفة في الحركة يصعب إيجاد بديل لهم إذا ما تم القضاء عليهم، وهذا من شأنه أن يؤثر في قدرتها على إدارة صراع عسكري فعال ومنظم ضد إسرائيل في مختلف الساحات".

وعلى المستوى الرسمي تؤكد "حماس" أنها لا تقبل الاستسلام ويقول عضو مكتبها السياسي فتحي حماد إن "إسرائيل لن تحقق صورة النصر، و’حماس‘ ما زال في جعبتها كثير لمواجهة الجيش وستكون الكلمة النهائية لها".

كما يبدو أن نتنياهو غير مقتنع بأن تصفية الضيف وهنية تحقق له صورة نصر، إذ قال "سأواصل الحرب ولن أتوقف عند ذلك الحد. والجيش جاهز لجميع السيناريوهات المتوقعة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات