Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المنشطات… الطريق المظلم للتفوق الرياضي الزائف

مواد مختلفة يلجأ إليها كثير تعرضهم إلى أمراض قاتلة

بطل السباحة الأولمبي الصيني بان شونلي (رويترز)

ملخص

المنشطات وسيلة قاتلة يلجأ إليها الرياضي من أجل تحقيق إنجازات في مسيرته، والكافيين يتحول في بعض الأحيان إلى مواد محظورة

أثار الهجوم على بطل السباحة الأولمبي بان شونلي، بعد الهجوم عليه بعد أن حطم الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر حرة بفارق 0.40 ثانية عن الرقم السابق الذي سجله في بطولة العالم بالدوحة في فبراير (شباط) الماضي، متفوقاً على منافسين بينهم الأسترالي كايل تشالمرز والروماني ديفيد بوبوفيتش، متوجاً بذهبية السباق في أولمبياد باريس الحالية.

وقال شونلي (19 سنة) في تصريحات صحافية، "تعاونت مع جميع إجراءات الاختبار، وظللت واثقاً من أنني أتنافس باحترام ونزاهة".

"لقد قمت بكثير من التمارين وتدريبات التحمل لتعزيز قوتي. ولقد اعتمدنا أيضاً نظاماً علمياً للمراقبة والتحليل تحت الماء لمراجعة أسلوبنا، حتى نتمكن من التدريب بصورة أفضل وأكثر فاعلية".

وعلى وقع الجدل المثار في هذا الأمر، يقع كثير من الرياضيين في مختلف الأحيان في فخ المنشطات بكثير من الأحيان سواء من طريق القصد من أجل رفع كفاءته لتحقيق إنجاز معين أو عن غير قصد بتناول بعض العقاقير لمعالجة مرضٍ ما ولكن تكون ضمن محتوياته مادة منشطة محظورة دون معرفتها.

وشهدت الفترة الأخيرة كثيراً من الحوادث في مختلف الألعاب على مستوى العالم، بوقوع الرياضيين في فخ المنشطات، فهناك من سحبت منه ميدالية بعد مرور أعوام من مشاركته في دورة ألعاب أولمبية سابقة، ومنهم من تم إيقافه بسبب خضوعه لكشف المنشطات الدوري أثناء ممارسات كرة القدم التي تنفذ بصورة عشوائية قبل أية مباراة من دون تحديد لاعبين محددين قبلها.

وتختلف أنواع المنشطات بصورة عامة، بتغير الغرض من تناولها، فهناك التي ترفع كفاءة الجسم والقدرة على التحمل، ومنها ما يزيد حجم العضلات وغيرها أنواع كثيرة، وهي تتعاطى بصورة غير قانونية مما يعرض الرياضي للعقوبة الفورية حسب قانون اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات، التي تحدد كل فترة قائمة بالمواد المحظور تعاطيها من قبل الرياضيين، ولكن يلجأ بعض لها من أجل تحقيق تفوق زائف في مسيرتهم.

ولكن هناك رياضيين يقعون في أزمة المنشطات بتناول بعض العقاقير التي تتعلق بأمر طبي، ويتم اكتشاف أن هناك مادة تنحدر تحت طائلة قانون المنشطات، وهو ما يعرضه للإيقاف حتى تظهر أن تناوله كان غرضه طبياً وليس من أجل رفع كفاءته بصورة غير قانونية.

وقد يكون قلب الرياضي هو أكثر الأجهزة تعرضاً للضرر بسبب تناول المنشطات لأنها ترفع معدل الجهد لدى المتعاطي، وبذلك يزداد مجهود القلب مما يعرضه لكثير من الانتكاسات.

وقال استشاري القلب والقسطرة وطب القلب الرياضي في جامعة عين شمس بالقاهرة الطبيب أحمد أشرف عيسى "تختلف أنواع المنشطات حسب الغرض منها، ولكن أبرزها هي الكورتيزون وهرمون النمو البشري والتستوستيرون، وتناول هذه المنشطات يؤدي إلى حدوث تغيرات داخل الجسم ويؤثر في القلب وقد ينتهي بأزمة قلبية والتعرض للوفاة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتختلف الأضرار من نوع منشط لآخر، وتأثيرها في القلب وأجهزة الجسم المختلفة، وقال عيسى بهذا الصدد "التستوستيرون يؤدي إلى انسداد في الشرايين التاجية الذي يؤدي بعد فترة إلى توقف في عضلة القلب ثم الوفاة، والكورتيزون يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وفي جميع الأنواع زيادة تناولها يسبب أضراراً في أجهزة الجسم بصورة عامة".

وتابع "يتأثر قلب الرياضي في هذه المنشطات بصورة مباشرة، لأنها تعطي طاقة زائدة عما يقوم به الجسم، وهو يعرضه للإجهاد وبذلك يتعرض القلب لإجهاد أكثر مما يتحمله، بسبب أن المنشطات تعطي أداء وسرعة للرياضي بصورة مضاعفة عما يستطيع فعله".

ويحاول بعض الرياضيين في معظم الأوقات التحايل على اللوائح والقوانين الموضوعة للحد من تناول المنشطات بصورة عامة، مع تحديث قائمة المحظورات كل عام من أجل أن تكون المنافسات الرياضية نزيهة وبها شفافية وهناك تطبيق لمبدأ تكافؤ الفرص.

وأضاف عيسى خلال تصريحاته قائلاً "بعض الرياضيين يتناولون المنشطات بنسب ضئيلة حتى لا يتم كشفهم، وهذا يعطي فرصة للرياضي التفوق على زميله في المنافسة، وتكون المنافسة غير نزيهة".

وتابع "المنشطات عامة تظهر عند ظهورها إيجابية في تحاليل البول، وهناك عينتان يتم أخذهما من الرياضي، يتم حفظ واحدة لمدة 10 أعوام".

وتقوم اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات بحفظ عينة لمدة 10 أعوام، من أجل إجراء التحاليل عليها بعد اكتشاف محظورات لم تكن موجودة أثناء أخذ هذه العينة، وهذا سر في سحب كثير من الإنجازات والميداليات الأولمبية من رياضيين على مدار الأعوام الماضية، على رغم حصولهم عليها منذ ما يزيد على 10 أعوام، وكان آخرها إبلاغ اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات وجود عينة إيجابية للرباع المصري محمد إيهاب صاحب برونزية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 الذي حصدها في منافسات رفع الأثقال، إذ تم إبلاغه بوجود مادة منشطة تسمى دينابول تستمر في جسد الرياضي لمدة ستة أشهر، ووضح في التحاليل أنه هرمون صريح حسب التقرير الطبي المرسل للاعب.

وأكد أشرف عيسى خلال تصريحاته أن الكافيين قد يكون في بعض الأحيان من المنشطات، إذ قال "الكافيين نوع من المنبهات وليس المنشطات، ولكن إذا تم تناوله بجرعات كبيرة، وظهوره في تحاليل البول، يتم اعتباره منشطات ويسهم في رفع كفاءة الرياضي بصورة غير عادية".

واتجه بعض الرياضيين في الفترة الأخيرة إلى بعض أنواع المكيفات التي لا تندرج ضمن لائحة المنشطات، وبعضها من أنواع التبغ والدخان، أبرزها ما انتشر بصورة خاصة بين لاعبي كرة القدم "سنوس" الذي يتم وضعه ما بين الشفة وأسنان اللاعب ويتم امتصاصه، وحسب تصريحات بعض من خاضوا تجربة هذا التبغ أكدوا أنه يضع الشخص في حال مزاجية هادئة واستطاعة في التعامل مع الضغط.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة